عندما يتبدل مفهومنا لمعنى الرياضة الحقيقي ويصبح النظر لها من زاويا غير طبيعية يملؤها الحقد والتعصب الأعمى الذي استشرى في قلوبنا ، ننظر للأشياء بصورة مقلوبة ، وعندما يصبح صاحب هذه النظرة صاحب قرار وتأثير (كرب الأسرة أو المعلم في المدرسة مثلا) ، فان أفراد هذه الأسرة أو طلاب المدرسة سيكبرون وقد تشبعوا بالنظريات الخاطئة والضالة التي قام بزرعها والإشراف على نموها ورعايتها ، وسيتخرجون وقد تشبعوا من الداء الذي وضعه لهم وقام بزراعته ، وأصبحوا صورة أخرى مكررة منه ينظرون بنفس الطريقة التي ينظر بها ، وسيصبحون معه أول المتضررين لأنهم ضلوا الطريق ، ومن ثم تصعب عملية الإصلاح لمن سيأتي بعدهم ، وتصبح أشبه بالمهمة المستحيلة ، فالداء قد استشرى ، وأصبحت المصالح الخاصة تغطي الأفعال ، ولذلك فإذا استمرت نظرتنا للرياضة ومنافساتها كما هو الحال الآن ، فإن رياضتنا تسير في طريق خطر لا يعلم نهايته إلا الله سبحانه وتعالى .

والتعصب الأعمى الذي غلف قلوبنا قد استشرى ووصل حدا لا يطاق ، فقد تجاوزنا بتعصبنا الرياضي أمما سبقتنا ، وأصبحنا في مقدمة الركب ، فلا تجد في أي بلد في العالم مواطنا يكره ويهاجم منتخب بلاده مثلا ، ولا تجد آخر يتمنى خسارة أندية تمثل الوطن في منافسات خارجية ، وآخرون يملئون الصحف والمجلات والفضائيات ضجيجا وتعصبا ونقدا للأندية واللاعبين ، والأغرب من هذا فتح المجال لهذه النوعية لبث سمومها وأحقادها ، لقد استشرى المرض وأصبح عضالا لا يرجى برؤه .

فمثلا في التلفزيون يتصل أحدهم على قناة الجزيرة ليسيء لنا جميعا وبكل بساطه يتهم أفضل حكم في العالم بالرشوة ومحاباة الهلال لأنه احتسب ضربة جزاء ولأن فريقه خسر البطولة . وآخر يتابع قناة دبي الفضائية ويتهجم ويتهم بإعطاء الهلال بطولات غير مستحقة ويطلب من النقاد قول الحق الذي يجب أن يكون موافقا لهواه أو يتهمهم إذا لم يوافقوه الرأي وغيرهم كثير والثالث يتصل بالفضائية السورية ويتهم مقدميها بالتعصب وأنهم هلاليون لأنهم باركوا للهلال بطولته ، ، وأصبح المشاهد للقنوات الفضائية يخاف من أي اتصال سعودي قد يسفر عن ما يسيء للوطن وأهله .

أما القنوات التي كانت تتميز بالحيادية مثل أوربت فقد استسلمت أمام الضغوط والاتهامات المدروسة والمتواصلة والمعدة سلفاَ التي تواجهها ، والتي يقوم بها ثلة من المرضى والمتعصبين ، واصبح لزاما على النقاد المشاركين في البرامج الرياضية أن يقولوا غير ما هم مقتنعين به ، مما دفعهم لمحاولة عدم المشاركة أو الإدلاء بآرائهم بأي منافسات للأندية السعوديه وخصوصا الهلال لحساسية الوضع بالنسبة لهم .

والأدهى والأمر عندما تصبح مجموعة من هؤلاء الأشخاص المصابون بداء التعصب هم القائمون على مثل هذه البرامج ، عندها نرجع لموضوع (رب الأسرة والمعلم) ، والصحافة التي يملؤها الغمز و اللمز والتعصبات الحزبية ، ويكتب بها الكثير من الأطفال والمراهقين الذين رضعوا داء التعصب حتى تمكن منهم ، وأصبح كل منهم يغني على هواه ، ولهذا فمسؤولية القائمون على هذه الصفحات مراعاة الله فيما يكتب لديهم فالصحافة أمانة ، ويجب إبعاد كل دخيل عليها من الكتابة المغرضة بها وبث سمومه ، فهناك الكثير من القراء ممن يتأثر بما يكتب والمحصلة النهائية ستكون غير سارة.

وما دام الهلال مستمرا في البطولات فلن يهدأ القوم وسيستمر ضجيجهم وعويلهم ولن يهدأ لهم بال ، والهلال هذا النادي الذي فرض وجوده في جميع المناسبات حيث ولد بطلا وسيبقى بطلا باذن الله وهو الطرف الثابت والمرشح الأول في جميع المنافسات والبطولات المحليه والعربية والقاريه والعالميه (والكونيه) ، يرونه حجر عثرة في طريقهم فقد اقلق مضاجعهم ، ولذلك لابد من أن يوقفوه عند حده وبأي طريقة كانت ، تارة بالتشكيك ببطولاته ووصفه بالنادي المحظوظ والمدلل من الرعاية ، وأخرى باتهام الحكام وثالثة باتهام الصحافة التي تكتب عنه والصحفيين المحابين له وعندما لم يجدوا شيئا قاموا أخيرا باتهام القرعة الظالمة والحظ اللعين ، ومع تلقيهم المزيد من الصفعات المتتالية من هذا البطل الذي يأبى إلا أن يكون في المقدمة حتى أصبح بدون منافس حقيقي ، ازدادت ردود الفعل المريضة عندهم فلم ولن يتوقفوا أو يستكينوا ، فهذا المارد الأزرق خطر قائم قض مضاجعهم ونغص عيشهم وأصبح حجر عثرة في طريقهم ويجب ازالته ولو كان ذلك على حساب كرامة وسمعة ومستقبل الرياضة السعودية بأسرها ، فمصالحهم الخاصه أهم من مصلحة الوطن ، وهذا نتيجة النظرة الدونية التي وصلوا لها ، والحالة التي هم فيها حالة مستعصيه فقد أصيبوا بداء لا يشفى ووصل الأمر حدا لا يطاق. واصبح لزاما علينا التصدي لهذا الداء قدر المستطاع فضرره قد طالنا وسيستمر بالازدياد إذا لم نجد له حلا والله المستعان .