[ قهوة الثلاثاء - 13 ] .. قصـة الكووووول صالـح التركي ! - نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم

هلالي من ارض اليمن · #1 15/02/2011, 02:22 PM

كان لدي صديق من تركيا اثناء الفترة التي قضيتها في كندا ويدعى ( صالح ) .. كان شابا جامعيا وسيما وماجنا ! .. ما ان نفترق عن المعهد الذي جمعنا سوية حتى يحدثني في اليوم التالي عن يومه السابق الذي قضاه مع الزميلة فلانه والبار الفلاني واكمل سهرته بعد ذلك مع اصدقاؤه وصديقاته في المنزل يتناولون سجائر الماريجوانا ! .. كان ما يشدني نحو صالح هو حرصه في تبادل السلام باللغة العربيه تلك العبارة التي أطرب لها عندما اسمعها من غير الناطقين باللغة العربية .. كما كان حريص ان يظهر لي المفردات العربية المستخدمة في اللغة التركية .. كما كان شديد الحرص ان نترافق سوية لأداء صلاة الجمعة ثم يتجه بعد ذلك لأحد البارات حيث ينتظره اصدقاؤه ! .. كان يسأل الف مرة عندما نذهب لتناول الطعام سوية اذا ما كانت وجبته تحتوي على قطع من لحم الخنزير او مشتقاته وذلك لأنه : حرام ! .. وفاجأني ذات يوم وهو يتحدث عن فلسطين بحماسة في كفتيريا المعهد مع بضع طلاب اجانب من دول مختلفة ويهاجم ( الكيان الصهيوني ) بالرغم من وجود مدرسين وطلاب قادمين من دولة ذلك الكيان وهو يعلم بذلك ! .. كما فاجأني جدا في يوم آخر عندما اجتمعنا مع بعض الزملاء وسأل احدهم يستفسر عن مسألة ما في الإسلام يثير الغرب نحوها الكثير من الشبهات .. فانفعل صديقنا صالح وثار كأحد جنود جيش محمد الفاتح في فتح القسطنطينية حتى كاد ان يبطش بالرجل ارضا بالرغم انه كان مجرد استفسار من رجل لا يعرف الاسلام ! .. سألت صالح فيما بعد عن سبب الغضب الذي اعتراه بالرغم من شخصيته التي تميل للطافة .. فقال لي : قد اكون مسلم غير جيد .. ولكن من يسيئ الحديث عن الاسلام فانا مستعد لقتله !

لقد كنت من قدماء متابعي حلقات الداعية الاستاذ ( عمرو خالد ) وان اصابني العقوق مؤخرا عن متابعة حلقاته الرائعه .. وشخصيا اعتقد ان ما ميز عمرو خالد عن أقرانه من الدعاة المعاصرين إنه توجه بخطابه نحو فئة طالها التهميش لمدد طويلة نتيجة سوء الفهم الذي حمله في وقت مضى العلماء التقليديين نحوهم وهم فئة ما يطلق عليهم ( الشباب الكووووول ) من الجنسين ! .. تلك الشريحة من الشباب بتقليعات الكدش والقمصان الوردية والبوكسرات التي تظهر من مؤخرة سراويل الجنز ! .. وايضا الفتيات بنظاراتهن السوداء الواسعة والأزرار التي تحررت أعلى القميص والأكمام المشمرة وغطاء الرأس الذي تتغير الوانه بما يوافق موضة الفصول الأربعة ! .. هؤلاء الشريحة الذين كنت اشاهدهم يتسابقون على الصفوف الأولى لمحاضرات عمرو خالد لكي ينتهي بهم المطاف يذرفون الدموع ! .. قلت لأحدهم ذات يوم : هذه دموع صادقة تحب الله .. وقد أحسن ( عمرو ) فعلا عندما ذهب اليهم ولم ينتظرهم !

في حياتنا هنالك الكثير من نماذج ( صالح ) والكثير ايضا من نماذج طلاب ( عمرو خالد ) الذين يمثلون النموذج العصري لشباب مجتمعاتنا مؤخرا وفق المتطلبات الغربية وتطلعات بعض الدول العربية والاسلامية المعاصرة في جيل ليس من الضرورة أن يفهم حقيقته ! .. قد تجدهم في كل حي او شارع في مدينة او عاصمة عربية او اسلامية بدء من حدة صنعاء الى عليا الرياض مرورا بعبدون عمان الى صالحية دمشق حتى تقسيم اسطنبول ! .. شباب قد توحي النظرة الأولية لهم انهم قد ذهبوا بعيدا جدا في تقليعاتهم وسلوكياتهم ولكن عندما تبحث قليلا بين جنباتهم فسوف تتفاجأ بقدر الخير العظيم الذي تعتريه نفوسهم .. مما يوثق قناعتي دوما اننا أمة لا تموت مصداقا لقول الحبيب المصطفى بما معناه : ان الخير في هذه الأمة حتى قيام الساعة .. ويبقى السؤال : ألم يحن للدعاة والعلماء ان يستوصوا خيرا بهذه الشريحة التي اصبح حضورها ملموسا في مجتمعاتنا وان يبحثوا عن صداقتهم عوضا عن تهميشهم او تحقيرهم او التعال عليهم .. فاذا كانوا مخطئين فمن منا لا يخطئ .. واذا كانوا لا يعلمون فما المانع ان لا نعلمهم .. واذا ما قرروا ان يرحلوا عنا فيبقى المعروف لأننا حتما سوف نلتقي غدا ،،،

ودمتـم في خيـر