نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي

نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي (http://vb.alhilal.com/index.php)
-   منتدى المجلس العام (http://vb.alhilal.com/forumdisplay.php?f=1)
-   -   الفكر والقابليات العشر (http://vb.alhilal.com/showthread.php?t=983858)

أورنجزيب 07/02/2011 10:35 AM

الفكر والقابليات العشر
 
الفكر والقابليات العشر

عندما تدخل المعلومة إلى الجهاز العقلي أو تنبت الفكرة فيه ، فإنها تسير في أحد مسارين ؛ فالأول أن تحفظ كما أتت دون تغيير ، والثاني أن تعالج بأي نوع من أنواع المعالجة ، وهذه المعالجة = تسمى فكرًا ، وهذا الفكر هو الذي يمثل الإنسان ، ويتفاوت الناس في فكرهم حسب تفاوتهم في معالجة معلوماتهم وأفكارهم ، وحيث أنّ هذا الفكر بشري المولد والنشأة ؛ فيعتريه من النقص والقصور والعجز ما يعتري المخلوق الإنساني ككل ، وههنا عرض لجملة من القابليات للفكر الإنساني ، وسأجتهد أن تكون هذه القابليات خاصة بالفكر الإنساني فقط !

الأولى : القابلية للتعديل
نظرًا لقصر المساحة التي ينظر منها وإليها العقل البشري ، فإنه يعتري نظرته الكثير من القصور والنقص ، وحين يقوم بتدوين هذه النظرة كفكر مكتوب ؛ تبدأ مباشرة عمليات التعديل على هذا الفكر كي يكون أكثر شمولية وإحاطة ، ولن تقف هذه التعديلات مادام العقل في عملية تفكير مستمرة .

الثانية : القابلية للرفض
عندما تكون النظرة المدونة للفكر البشري مخالفة أو مصادمة لحقيقة الواقع ، أو لطبيعة النفس البشرية ، فسيكون الرفض حليفها ، والرد مصيرها ، وهذه نتيجة طبيعية لكل فكر لا يتفهم ولا يراعي ولا يتماشى مع الطبائع كما هي .

الثالثة : القابلية للتحريف
الحفظ خاصية امتاز بها النص السماوي دون غيره ، لذا كان وسيكون كل شيء غيره قابلًا للتحريف ، وهذه التحريفات مما يتعذر كشفها لكل أحد ، ويعز ظهورها لكل شخص ، وما أكثر ما تجد تنظيرًا كثيرًا ، ونقاشًا طويلًا : بُني على فكر محرّف ، وتكثر هذه القابلية عندما تقل الديانة وتروج سلعة الخيانة .

الرابعة : القابلية للتبديل
عندما يتفاعل الفكر مع مرحلة من مراحل التاريخ البشري ؛ ينتج الكثير من الفكر والأفكار المناسبة لهذه المرحلة ، وعندما تموت عوامل نشأة هذا الفكر وتندثر ، فإن هذا النتاج يكون غير قابل للعمل به ؛ مما يضطر أصحاب الفكر والشأن أن يقوموا بتبديله بفكر آخر يناسب ما هم عليه من شأن ، وهذه طبيعة الفكر البشري ، له ميلاد يعقبه قوة يختمها ممات .

الخامسة : القابلية للتعقيد
عندما يُكثر العقل من الحِجاج ، ويتوالد الفكر عبر اللِجاج = قد تتعقد الأفكار ، وكلما ازداد تعقيد المعقد : استغلقت الفكرة ، فيكون فتحها عسيرًا جدًا على الكثرة الكاثرة من الناس ، وعندما يدمن صاحب الفكر المعقد هذه الطرق ؛ تصبح له عادة وطريقة لا يرى تعقيدها ، ولا يلمس استغلاقها ، فإذا كان الفكر كذلك : يصبح انتشاره مرهونًا بفتح مغاليقه ، وحيث أنّ هذا متعذر على كثيرين ؛ فإن رواد هذا الفكر قلة قليلة ، لا أثر فعلي لهم ، ولا حضور واقعي لفكرهم .

السادسة : القابلية للانحطاط
عندما يكون الدافع للتفكير : سيئًا ، والمحرك للإنشاء : رديئًا = تزدهر النتائج الدنية ، وتتوالد الأفكار السلبية ، فقد تجد فكرًا يُنظّر له أصحابه ، سيرته ونظرته وغايته ورايته وآلته وعاقبته : منحطة !

السابعة : القابلية للتلفيق
عندما يعتري الفكر ضعفًا : تصبح الثغرات ظاهرة ، مما يجعل بعض أصحابه ينتهج منهج التلفيق الفكري ، فيرقع بفكرة من هنا ، وأخرى من هناك ، لينتج ثوبًا فكريًا مرقعًا ، وهذا التلفيق يُضعف النتاج المنتظر من هذا الفكر ، ويُضعف الأساس الذي بني عليه أيضًا ، فيخرج لنا فكرًا مهلهلًا غير متماسك .

الثامنة : القابلية للحذف
عندما يصدر منتجًا فكريًا بشريًا : يكون مقولبًا حسب منتِجه وبيئة نتاجه ، فإذا أُريد تعميمه أو نقله أو فرضه على الواقع ؛ قد تظهر بعض الأمور غير المناسبة ، فيكون حذف أجزاء منه : خيارًا مهمًا لاستمراره ، وهذا الحذف قد يذهب بلب الفكر وقد لا يذهب ؛ المهم أنه قد تعرض للتشذيب.

التاسعة : القابلية للغموض
الوضوح من أساسيات التواصل الإنساني ، وعندما يعتري الفكر غموضًا ، ويكتنفه عدم الوضوح : فإنه لن يصل ، أو قد يصل منه ما لم يكن من منظريه على بال ، وهذه ضريبة من ضرائب الغموض ؛ حيث أنها تجعل التفسير حسب المتلقي لا حسب المرسل ، وحين يكون ذلك كذلك ؛ فليس للفكر رسالة يسعى لها !

العاشرة : القابلية للتضخيم
عندما يتكئ الفكر على عاطفة ، أو يستند على غاية ناقصة ، وهو ضعيف الحجة ، قصير المحجة : فإنه يلجأ للتضخيم والتهويل ؛ ليسد نقصًا يعتريه ، ويغطي ضعفًا يحتويه ، ومن المفارقات أن هذا التضخيم سبب قبول عند قوم ، وسبب رد عند قوم آخرين .

* القابليات كثيرة ، كالتطوير والتصحيح والتهويم والتضليل والتزييف والتهوين والتغيير والعدم والضعف والنقص والحشو وغيرها ، لذا سأتوقف هنا متحاشيًا الإطالة ، وأعرج على نقطة مهمة ، وهي أن هذه القابليات للفكر الإنساني تجعلك تفكر مليًا قبل أن تسند عقلك إلى أحد منها ، بل إن لسان حال هذه القابليات يقول لك بصوت جَهوري : إيّاك والتسليم للفكر الإنساني ، فهو ناقص مهما كثر ، وقصير مهما طال ، وضيق مهما اتسع ، فاجعل قياد عقلك وسياج فكرك للنصوص الشرعية ، منها ينطلق وإليها يعود ، فهذه النصوص منطلقة ممن خلقك وخلق عقلك وكونك وطبيعتك ، جعلك الله ممن يُسلّمون بها تسليمًا ، ولا يجدون في أنفسهم حرجًا منها ، وليس في هذا دعوة لرفض الاستفادة من نتاج الفكر الإنساني ، وإنما هي دعوة لرفض التسليم له ، ووضعه في مكانه الصحيح دون أن يزاحم أو يقارن أو يصادم النصوص .


أورنجزيب

الهلالي دائماً 07/02/2011 02:02 PM

حياك الله ايه السلطان :)

بالفعل كل الافكار والقوانين البشرية قابله لما ذكرت ..!
وكل البشر يؤخذ منهم ويرد الا رسولنا الكريم الذي لا ينطق عن الهوى ..

إقتباس:

وليس في هذا دعوة لرفض الاستفادة من نتاج الفكر الإنساني ، وإنما هي دعوة لرفض التسليم له ، ووضعه في مكانه الصحيح دون أن يزاحم أو يقارن أو يصادم النصوص .
كما ذكرت في بداية حديثك علينا ان نعالج المعلومات وكذلك نعالج الافكار التي تصلنا ونضعه في مكانها الصحيح :)

كلام جميل وطريح رائع ..
وفقك الله الى كل خير .

f-j 07/02/2011 03:36 PM


هناك الكثير من القابليات للأفكار عند البشر لتشابهها وتلاحمها ومن الصعب حصرها
وهنالك أيضاً عوامل أدت لنشوء تلك القابليات فعلى سبيل المثال البيئة التي ترعرع فيها من يعالج الأفكار والتجارب الحياتية له...

شكراً لك

طــيــف 07/02/2011 03:38 PM

:

:
آبدعت مـآ ششآء آلله عليك :smilie47::rose: ..

ششكرآ لقلمك آلمميز ولأنآملك آلذهبية :ba: ,,

ولك مني كل تقدير وإححترآآم :rose: ..

classic 2010 07/02/2011 09:06 PM

استمتع واستفدت كثيرا وانا اتنقل بين ما سطرت من كلمات

صدقت ايها السلطان القابليات جزئ لا يتجزئ من واقع حدد ماضينا و يحدد حاضرنا و سيأثر في مستقبلنا

وعلى الانسان ان يتعرف على حدود قابلية الامور ان وجدت أو عدمها وعليها يتخذ قرارته

صلى الله على نبينا محمد مابقي خير الا دلنا عليه ولا شر الا حضرنا منه

وكفى بكتاب الله وسنة نبيه دليل ليسير المؤمن عليه اموره ليجد صلاحه وفلاحه

ويستقى منهما حدود قابلياته للامور

اشكرك كل الشكر عالموضوع اللى لن يجد منى الا منتهى القابليه

Clasic 08/02/2011 01:39 AM

جميله جداً تلك الحروف التي قمت بصياغتها عزيزي
والجميل هو اختصارك لتعاريف ومفاهيم تلك القابليات , وعلى مدى اتساع الفكر
والخيال يمكن لتلك القابليات أن تكون متغيرات ..

أن نفكر فهذا طبيعي جداً , ولكن كيف نفكر !


أشكرك استاذ , طرح قيّم جداً جداً
تلك الحروف ميلادها بفكر راق , نابع عن تجربه وثقافه
لك..:rose::rose::rose:

طوق الحمام 09/02/2011 07:42 AM



احببت بساطة الموضوع والطرح .

**
نقطة القابلية للغموض
دئما يقال لا يوجد شخص "غامض" فطريا ، بلا هو دوار احب ان يتقمصه صاحبه
او ان من حوله لم يعرفوا كيفية التلقي والتوصل معه فا اصبح في نظرهم غامض ..


**

كما قلت يتوسع الاخذ والعطاء في الفكر الانساني ولكن يبقى لنا مشرعنا الذي على اساسه تبنى افكارنا .
صدقا استمتعت كثيررررا هنا الله يعطيك العافية اخي الفاضل

با التوفيق :rose:


هلالي من ارض اليمن 09/02/2011 11:03 AM

دمت مبدعا اخي اورنجزيب

جمالية هذا الموضوع اضافة الى الفقرات التي تطرقت اليها انها رسالة تحث العقل الانساني دوما على الاستزادة وعدم التوقف او الاقتناع برؤى وقناعات شخصية نتاج خبراتنا او تقديرنا فدوما هنالك المزيد ،،،

وحتى لا يلتبس الأمر على الأحبة هنالك ثوابت في حياتنا تتمثل في النصوص قطعية الدلالة الواردة في القرآن الكريم والسنة المطهرة والتي لم يكن فيها مساحة لتباين وجهات النظر والتقدير بين جمهور العلماء .. وما دون ذلك فالأمر يخضع لظروف الزمان والمكان والأمة بما لا يخالف او يشذ عن الثوابت في قيمنا واخلاقنا الاسلامية كتحريم الظلم وعدم الوفاء بالعهود والتعالي على الناس والغش والنفاق والزنا والخمر .. الخ ،،،

في حفظ الله

3ash8.alz3im 11/02/2011 04:02 AM


يعطيك العاافيه ,
موضوع مميز وقلمك اميز ,:smilie47:
مـــــــن الــــقـــلـــب تــحــــيـــهــ:smilie47:

Meme 12/02/2011 07:15 AM

شوكرا لكـ :)

اختكم .. ميمي

9متيمة الزعيم9 15/02/2011 03:10 AM

مآشآء الله موضوع ينم عن نضج كبير
طرح جميل جدآ

يعطيك العآفية:rose:

BLUE-STAR 15/02/2011 04:00 AM


شكرا لهكذا فكر وشكرا لهكذا طرح مميز بنتقائه ..
دمت ودام فكرك
ياورنجزيب..:rose:

أورنجزيب 15/02/2011 11:11 PM

إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة الهلالي دائماً (مشاركة 17238488)
كلام جميل وطريح رائع ..
وفقك الله الى كل خير .

وكذلك أنت أيها الهلالي ،،

ممتن لحضورك :rose:

شمـ v.i.p ـوخ 15/02/2011 11:21 PM

.,
يعطيك الف عافيه ..
استمتع بمواضيعك جدا ..
.,

أورنجزيب 16/02/2011 04:40 PM

إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة f-j (مشاركة 17239274)

هناك الكثير من القابليات للأفكار عند البشر لتشابهها وتلاحمها ومن الصعب حصرها
وهنالك أيضاً عوامل أدت لنشوء تلك القابليات فعلى سبيل المثال البيئة التي ترعرع فيها من يعالج الأفكار والتجارب الحياتية له...

شكراً لك

حياك الله ، وإني لممتن لحضورك الكريم ,,


الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 12:30 AM.

Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd