كل جمعة
(هداف).. ولكن بلا بطولات
صالح الهويريني
يثير استغرابي أولئك الذين (يتباهون) بين الحين والآخر بوفرة عدد أهداف ماجد عبدالله مع المنتخب الوطني وبالذات عندما يتعرض منتخبنا لحالة فشل من خلال هذه البطولة أو تلك، ومن أجل الانتقاص وقبل كل شيء من مكانة لاعبي الهلال الذين خدموا المنتخب، أو أولئك الذين ما زالوا يخدمونه.
وعندما أقول إن هذا التباهي (الأصفر المحض) يثير استغرابي ليس لأنه غير متوقع وإنما لأنه يأتي على طريقة توحي وكأن (كل أهداف ماجد) قد جلبت للمنتخب بطولات، رغم أنه لم يحقق مع المنتخب سوى (4) بطولات من أصل (20) بطولة رسمية شارك فيها.. وعلى عكس (مثلاً) سامي الجابر الذي ساهمت (أهدافه) في حصول منتخبنا على (7) بطولات من أصل (14) بطولة فقط ارتدى شعار المنتخب من خلالها..
نعم.. هذه هي الحقيقة رغم قلة عدد أهداف سامي، مقارنة بعدد أهداف ماجد، ورغم أنه شارك كلاعب وسط متقدم (وليس رأس حربة) خلال أكثر من نصف عمره الكروي مع المنتخب.. الأمر الذي يؤكد أن التعامل يجب أن يكون بالكيف لا بالكم.. وأن (البطولات) هي مقياس نجاح أي لاعب (مع المنتخب).. وليس في وفرة أهداف جاء (60%) منها في منتخبات متواضعة وكانت فائدتها شخصية أكثر منها عامة..
ولأن جيل النت (أقصد اللي طايرين بالعجة).. لم يحلقوا على ماجد كلاعب.. إليكم تلك البطولات العشرين التي شارك فيها (ماجد) مع المنتخب.. ولم ينجح منتخبنا سوى من خلال (أربع بطولات منها) ومن أجل أن يكون هذا الجيل على علم بها وحتى لا يكون ضحية لثقافة (الشيبان) من الفئة المحتقنة.. والبطولات هي (بطولة العالم العسكرية عام 83م - دورة الألعاب الآسيوية عام 83م- تصفيات لوس أنجلوس عام 84م - البطولة العرية في المغرب عام 85م - خمس دورات خليج - مرتين كأس آسيا - البطولة الإفروآسيوية عام 85م - البطولة العربية في الطائف عام 85م - دورة الألعاب الآسيوية عام 86م - تصفيات أولمبياد سيئول 88م - البطولة العربية في سوريا عام 92م - أربع مرات تصفيات المونديال)...
وعندما أكتب مثل هذه الإحصائيات.. والمعلومات التاريخية فإن القصد هو ليس التقليل من مكانة (ماجد) كنجم كبير.. بقدر ما إن السبب يعود إلى الرغبة في الرد على تلك (الفئة المحتقنة) التي جعلت من نجومية ماجد وتفوقه (تهديفياً) وسيلة لتضليل الرأي العام بمعلومات خاطئة أو ناقصة، وبرغبة الإساءة والتقليل من مكانة نجوم آخرين خدموا الكرة السعودية بكل إخلاص وتميز... وبصورة ربما فاقت خدمة ماجد نفسه للمنتخب..
غباء كروي.. ومشكلة
من الغباء (كرويا) أن نقارن بين جيل ماجد عبدالله (تهديفياً) وبين الجيل الحالي لاختلاف طرق اللعب ومنهجية الأداء وحتى في نوعية العناصر.. إضافة إلى تطور الخصوم.. وأجزم أن ماجد لو كان موجوداً مع الجيل الحالي لما سجل حتى نصف ما سجله مع جيله.. لا سيما وأن (جيل ماجد) لم يعاني من الضغوطات الإعلامية.. ولم يواجه من الشتائم والافتراءات والإساءات حتى ربع ما عانى منه.. وواجهه (جيل ياسر)..
وبهذه المناسبة.. أذكر أن هدافاً مشهوراً مع المنتخب حصلت له مشكلة شخصية كبيرة قبل مشاركة منتخبنا في دورة الألعاب الآسيوية في سيئول عام 86م.. فتم حل (المشكلة) من أجل أن يشارك اللاعب مع المنتخب.. ودون أن تظهر هذه المشكلة على السطح الرياضي.. أو يعرف الجمهور عنها شيئاً..
تخيلوا.. لو أن مشكلة (الهداف القديم) قد حدثت لنجم من الجيل الحالي.. بالتأكيد كنا سنقرأ عنها في المنتديات والصحف الإلكترونية ومن خلال رسائل الجوال والبلاك بيري.. بل ولربما تطرقت لها أيضا بعض القنوات الفضائية وبطريقة كلها تهويل وكذب وإساءة.. وضغط نفسي ضد هذا النجم أو ذاك.. ولهذا علينا ألا نستغرب الجيل السابق ولأسباب نفسية بالدرجة الأولى.. وبعيداً عن حكاية الملايين التي يتقاضونها ولا تساوي شيئاً أمام شائعات.. وشتائم يتعرضون لها يومياً.. أو افتراءات تمس أخلاقيات.. وسمعة حتى أهاليهم وأفراد عوائلهم..
كلام في الصميم
إذا أردتم أن تحاسبوا نجومنا جراء (إخفاق المنتخب) في بطولة أمم آسيا.. عليكم أولاً محاسبة من خرج فضائياً قبل بداية هذه البطولة بأيام قليلة.. ليتهم اثنين من هؤلاء النجوم بتعاطي المنشطات ظلماً وبهتاناً، ودون مراعاة لمشاعرهما ولا حتى لمصلحة منتخبنا.. عليكم أيضاً وضع مليون علامة استفهام وتعجب حول حضور عضو شرف نصراوي لمعسكر المنتخب وتدريباته.. والتقائه بلاعبين اتهمهم وقلل من إمكانياتهم من خلال كل الفضائيات أثناء المنافسات المحلية..
إذا فاز المنتخب.. أو حقق بطولة قال المحتقنون (الجميع في المنتخب ساهموا في هذا الفوز أو تلك البطولة.. إما إذا خسر المنتخب فإن لاعبي الهلال وحدهم سيكونون هم كل السبب.. هذه نتاج ثقافة الاحتقان التي تسيطر على عقولهم وتوارثوها أباً عن جد منذ أكثر من (40) عاماً وضد كل من له علاقة بالهلال...
الظهور الهادئ للكابتن يوسف الثنيان من خلال برنامج آسيا لاين هو تجسيد لواقع الهلاليين وثقافتهم.. في حين أن الظهور المحتقن للكابتن فهد الهريفي كان انعكاساً طبيعياً لما يدور داخل الأوساط الجماهيرية النصراوية..
بالمناسبة .. يبدو أن الهريفي لا يعرف وش معنى (أمر ملكي).. وإلا لما قال (ما ندري.. الأمير سلطان بن فهد استقال أو أقيل)..
ما دام أن (الحجج) التي يملكها المحتقنين ضد الهلال ونجومه قد تقلصت إلى أدنى الدرجات لا تستغربوا أن يبتدع أحدهم حجة: إن (مخبز التميس) اللي أمام مقر ناديهم أفضل من (مخبز التميس) اللي أمام مقر نادي الهلال.
لن يدافع عن (ياسر القحطاني) ويرد على كذبهم وافتراءاتهم إلا ياسر نفسه من خلال أرض الملعب.. مثلما كان يفعل ذلك (سامي الجابر) من خلال النجاحات المتواصلة التي حققها كنجم كروي كبير أو تلك التي ساهم في تحقيقها.. أما الرد عبر وسائل الإعلام المختلفة فإنه لن يغير من الأمر شيئاً.. هذه رسالتي لياسر..
أخيراً.. (نسيت أقولكم) البطولات الأربع التي ساهم ماجد عبدالله في تحقيقها مع المنتخب سجل من خلالها ماجد (11) هدفاً.. وهذه البطولات هي (تصفيات ونهائيات لوس أنجلوس 84م - أمم آسيا 84م- أمم آسيا 88م- تصفيات مونديال 94م)..
أما البطولات السبع التي ساهم سامي الجابر في حصول منتخبنا عليها فقد سجل من خلالها (15) هدفاً.. وهذه البطولات هي (دورة الخليج 12 - دورة الخليج 15- أمم آسيا 96م - أربع مرات تصفيات ونهائيات المونديال)..
(هداف.. ولكن بلا بطولات ) "مقال ناري في مقارنة هدافي المنتخب بالأرقام" لمؤرخ الهلال الكاتب صالح الهويريني 
الوضع العادي
