
18/01/2011, 02:30 PM
|
 | مشرف منتدى المجلس العام | | تاريخ التسجيل: 02/08/2005 المكان: بين الحلم والأسوار !
مشاركات: 13,589
| |
[ قهوة الثلاثاء - 09 ] .. هل مات سيدي البو عزيزي منتحرا ؟!
في المشهد التونسي لم يعنيني كثيرا بقاء الرئيس السيد : ( ابن علي ) أو رحيله ! .. فتلك وجهة نظر وشأن تونسي نحترم من خلاله القرار السياسي الذي يراه التونسيون مناسبا لهم .. كما ان لدي قناعة شخصية مفادها : أن الحياة تمضي .. والافراد إي كانوا .. يمارسون تداول الأدوار سواء برضاهم او رغما عنهم وسواء طال بهم المقام أو قصر .. وتبقى أعمال كل منا شاهدة علينا أما بذكر حسن ورحمة ينشدها الآخرون لنا من قلوبهم أو لعنة والعياذ بالله تطارد بالسر أو العلن كل ( مناع للخير معتد أثيم ) تلحقهم في حلهم وترحالهم وعندما يوارون الثرى ،،، لم التفت كثيرا للأحداث المتتابعة والصدامات المتتالية من منارات صفاقس الى ازقة القيروان مرورا بشواطئ سوسة وأكتفيت بتأمل الكيفية التي مكنت شاب جامعي في مقتبل العمر يدعى ( البوعزيزي ) يفترض فيه شهوة الحياة وحلم المستقبل وهو يشعل النار في نفسه لكي تمتد أثرها بعد ذلك لإشعال فتيل الأحداث التونسية .. في ظاهرة عربية جديدة لاقت استحسان آخرون في عواصم عربية أخرى لم يجدوا في معنى ( الوطن ) سوى الفرار منه بالموت حرقا !
عدة اسئلة فرضت نفسها بين جنبات رأسي الذي يعان مؤخرا من صداع أحمق ! .. هل مات البو عزيزي منتحرا ؟! .. وهل ثمن روحه التي احرقها رخيصة في سبيل صباح جديد لشعب تونس قد تلقي به في ظلمات سقر ! .. ولماذا لم يجد البو عزيزي قرارا آخر سوى الموت ؟! .. وهل بلغ مستوى تطلعات بعض مجتمعاتنا العربية ان تنشد الموت مقابل الفرار من الحياة ! .. ما هو طعم الموت .. هل هو ممتع يستحق التجربة ؟! .. وسؤال أخير : لقد مات البو عزيزي بأدب واكتفى ان يقتصر الموت على نفسه .. ماذا عن آخرون قد لا يرغبون بالموت وحدهم دون الآخرين ؟! شخصيا .. لا اعتقد ان البو عزيزي مات منتحرا ! .. الظروف الاجتماعية لشاب من عائلة فقيرة .. والضغوط النفسية لشخص يحمل مؤهل اكاديمي دون عمل .. والحاجة الملحة التي دفعته أن يلقي بشهادته للعمل بائع متجول على عربة .. ويد العدوان التي أمتدت نحوه تنتزع منه ما كان يعتقده آخر بارقة أمل له وعائلته بالحياه ! .. هكذا ظروف .. وهكذا حاله .. استطيع ان اتفهمها وردود فعلها جيدا .. واطلب لهذا الشاب من رب عظيم له الرحمة والمغفرة وأن لا يبتلينا بالضائقة والحاجة التي تجعلنا نكون على مقربة من تفهم الحالة العقلية والنفسية التي تدعو هكذا شاب الى الموت ،،،
في عالمنا العربي هنالك عشرات الملايين من الشباب والفتيات من عينة ( البو عزيزي ) .. تتلقفهم على الرحب والسعة عصابات الجريمة والرذيلة والمخدرات والارهاب .. ومن نجى من الوقوع في براثن اولئك بقى قنبلة موقوته .. لا ندري متى تنفجر ؟ .. ولا كيف ؟ .. ولا أين ؟ .. وما هي عواقب إنفجار هكذا قنبلة ؟ ودمتـم في خيـر
اخر تعديل كان بواسطة » هلالي من ارض اليمن في يوم » 18/01/2011 عند الساعة » 04:01 PM |