أقترح أن يبعث اتحاد كرة القدم وفدا رفيع المستوى إلى اليابان ليقدم خالص الشكر والتقدير للاعبيه على رأفتهم بلاعبينا حينما سجلوا خمسة أهداف ثم توقفوا وأخذوا يستعرضون وبداخل كل منهم ضحكة سخرية على منتخب كان صرحا فهوى، منتخب صار مسخرة للجميع، ومحل تعجب من يعرف تاريخه!

وضعت اليابان ختم (تالف) على المنتخب، وأكدت أن الخطأ ليس في مدرب يبدل، أو لاعب يبعد إنما في أساس هش انهار بسببه البناء، ومعظم الخلل بسبب انهيار نفسي يلاحظ على أداء اللاعبين الذين ظهروا كملابس بلا أجساد، في هذه البطولة خاصة، وفي البطولات عامة، هي روح غابت ولن تحضر حتى يفتش المسؤولون في العمق، يمكن صناعة الأدوات، لكن من الصعوبة صناعة الأرواح!

تمنيت لو أن اللاعبين تفاعلوا مع التغيير الإداري الذي حدث بتولي الأمير نواف بن فيصل رئاسة اتحاد كرة القدم فيقدمون فوزا يحفظون به ماء وجوههم ويقدمونه هدية له بمناسبة توليه منصبه الجديد، لكن (لقد أسمعت إذ ناديت حيا ... ولكن لا حياة لمن تنادي!).

هل يمكن أن نؤمل بأن نرى ما يحفظ هيبة ضاعت بعد أن أريق دم الوجه في موقعة كنا أحد المرشحين لنيلها، وإذا بنا نغدو أضحوكة؟!

القضية شائكة، لكن (رب ضارة نافعة)، وكرة القدم التي ظلت مريضة السنوات الماضية ها هي تدخل العناية المركزة، ويأتي الطبيب الحاذق ليجري عملية جراحية عاجلة، ونحن بانتظار ما ستسفر عنه، سنفتح نافذة التفاؤل طالما أن حراكا حدث لكي يصحح، وطالما أن الأفكار ستتجدد، سنتفاءل، وسنعمل.

دعونا نعتبر ما حدث في قطر ماضياً وتعالوا ندفنه، ولنبحث مع المسؤول الجديد المستقبل الذي يتكئ على إرث ثقيل، ولنضع أيدينا بيديه لعل إصلاحا يحدث، لا سيما أن الدولة أولت هذا الجانب اهتماما عاجلا رغبة في ترميم البناء.

جاء تفاعل الأمير نواف سريعا عندما فتح الباب للجميع لكي يقدموا مرئياتهم، وعزمه على عقد مؤتمرات تهدف إلى التطوير، وهو تطوير نرجو أن نراه على أرض الواقع محركا للخمول، ومؤسسا لرياضة تمتد فتعيد الماضي السعودي لكرة القدم الذي كان له حضوره وهيبته، بل أفضل منه.

حينما يفتح الأمير نواف باب المشورة للجميع فهو يضع الكرة في مرمى الجميع أيضا، ويحملهم مسؤولية الهم، وهو منهج متحضر تحضر فيه الجماعية وتغيب الفردية، والقرارات الشورية قلما تنتج الفشل.

يعول الرياضيون جميعهم على إجراء تغييرات شاملة تغير من وجه الرياضة السعودية لكي ترتقي إلى الطموح، وأظن المسألة الآن باتت ضرورية جدا بعد أن صدم الرياضيون بنكسات متتابعة كان آخرها الخروج المخجل للمنتخب الأول من بطولة آسيا صفر اليدين، ولأول مرة بهذه الصورة، بلا أية نقطة.