
14/12/2010, 04:01 AM
|
زعيــم نشيــط | | تاريخ التسجيل: 01/05/2005
مشاركات: 542
| |
وإني وإن كنت الأخير زمانه .... لآتٍ بما لم تستطعه الأوائل!
تشرب هذا الفتي منذ نعومة أظفاره تلك الفلسفة التي مبدؤها الجمال ومنتهاها الجمال للأداء في عالم كرة القدم .. ونهل حتى الثمالة .. من فنون تلك الأكاديمية اللاماسية .. أو الألماسية لا فرق ..! ثم حالفه الحظ في أن يطلع على العراقة الإيطالية .. والاستماتة والقتالية الأمريكية .. والأصالة الشرقية .. فتوافرت لعقليته التي أشربت عشقًا لجمال ورود وحدائق كاتلونيا إضافات متميزة لم تكن لغيره آتت ثمارها بعد ذلك .. واستحال كل ظفرٍ من تلك الأظفار ريشةً ترسم بكل ما أوتيت من حذق وحرفيةٍ وتفننٍ حقبةً متميزة في تاريخ كرة القدم في العالم كله .. لا في مقاطعته وحسب ..!
لم يكن اختيار هذا الفتى لقيادة الفريق العظيم مقنعًا في البداية لأكثر الأنصار .. كيف لا وهو الذي اعتزل اللعب قبل سنتين فقط من اختياره ؟؟! اعتبر أكثرهم ذلك تهورًا ومجازفة من مسيري الفريق ومخاطرة كبيرةً بتاريخه العظيم .. ولكن نظرتهم هذه لم تكن لتستمر طويلاً .. فلقد تغيرت سريعًا مع اتضاح أولى بصمات الدهشة لأنامل هذا العازف المغرورقة طربًا على أداء فرقة الأوركسترا التي قرر تشكيلها وتلحين مقاطع أدائها الإبداعي الذي ليس له مثيل ولن يكون له مثيل والله أعلم ..! فلقد أسهم هذا المشبـع إدهاشًا وبشكلٍ كبيرٍ في تحول تلك الفرقة من فريق عظيمٍ يحسب من الفرق العظيمة .. إلى أعظم تلك الفرق وسيد الأسماء الكبيرة في زمنه ..! فما بين السهل الممتنع الذي يتحول في لحظات إلى صعبٍ مستحيلٍ ..! اتزانٌ هائلٌ جدًا في الأداء يتحول إلى انضباطٍ خارقٍ للعادة أو العكس ..! قوةٌ هجوميةٌ محيرةٌ تشكل دفاعًا صلبًا يصعب اختراقه ..! معادلة صعبة الحل بل مستحيلة الحل يفكك هذا الرجل رموزها بكل سهولة ويمتلك كل أسرارها ويحتفظ بها ويجد في ذلك تسلية ومتعةً تنتقل منه إلى كل من يتابع ما يقوم به بذهولٍ تام!
لم يكن لهذا كله إلا أن يكون استثناءً في عالم المستديرة .. فهذه العظمة لم تكن لتُتداول في عالم المستديرة قبل ظهور هذا الرجل على خارطة التشكيل الفني .. ويبدو أنه أصر على أن يكرر نفسه ويكرر فريقه المدهش السابق .. ولكن هذه المرة بنكهته هـو .. والتي لا شك أنه استمدها من نكهة أستـاذه وأضـاف إليها كل الدروس التي تعلمها وحفظها جيدًا بل تفوق فيها ..! إنه يمثل كل تلك الثقافة التي تشربها منذ الصغر بحذافيرها !
فالأناقة إبداع ودهشة وأمر بديهيٌ للتوصل إلى الجمال ! والإخلاص سرٌ عظيمٌ من أسراره ! والحب جمالٌ عظيمٌ بحد ذاته يصنع عوالم فسيحة وأكوانًا كبرى من جمال! والتواضع من مكونات الاحترام الجميل الدقيقة والرئيسة ..! وكل ذلك لا يمكن أن يتم بدون الاستعانة بالمدبر الكبير لعملية الإبداع والجمال .. العقل!
إن هذا الرجل وفريقه هما حديث العالم الكروي .. وربما هو الحديث الكروي الوحيد الذي لا ولن يقبل الجدل حوله ..! قكلهم متفقون على أن هذا الفريق أعجوبةٌ كروية .. من صنع داهية يستحق أن يكون أعجوبة هو الآخر ..! فقدوم هذين الاثنين معًا في الزمن الضائع للجمال الكروي لا يزال محل دهئة وحيرة وإعجاب كثير جدًا من المتابعين من العشاق .. فمنذ فترة ليست بالقصيرة والسيطرة قد دانت لتقنيات التراجع .. والتكتلات الخلفية .. والمتاريس المحكمة .. التي تصب في قوالب الفوز والانتصارات .. فجاء هذا المدهش ومعه فريقه المذهل ليغير شكل الأداء ومفهوم لعب الكرة ..! وليرجع بهذا الأداء العجيب القناعة بأفضلية الكرة الهجومية من جديد .. إنه يقدم معادلة صعبة جدًا على أرض الملعب ولكنه أثبت أنها ممكنة بعد أن كانت حديثًا من الآمال وضربًا من الخيال .. فلم يكن أحد يتصور أن يتمكن أي فريق مهما بلغت قوته من السيطرة على الملعب تماما دفاعيا وهجوميا ! يلعب الفريق بثقة غريبة رغم أن نصف لاعبيه دائمًا يتواجدون في النصف الآخر من الملعب ..! دفاعه قوي جدا رغم أنك لا تجد إلا لاعبين فقط في أكثر الأحيان ..! هنا مكمن التعقيد حقَا ..! بل إن هذا الفريق لا يخشى حتى من الأخطاء التي يمكن أن يقع فيها أحد لاعبيه ..لأن زملاءه الآخرين على أتم الاستعداد دومًا لمساعدته على تصحيح أخطائه ..!!
إنه فريق استثنائي ..! لا يحدث أن ترى فريقًا يلعب في كل الملاعب وكأنما هو في ملعبه ..! وطالما كان ذلك الرجل المدهش وفريقه يمتلك تلك الفلسفة وتلك المقومات في قائمة أولوياته فلا تستغرب منه أن يفوز بكل شيءٍ .. حتى بقلوب المتابعين ..!
كتبت هذه الحروف إنصافا لكرة من عالم آخر حقًا ..!  |