جاء قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم” الفيفا” باستبعاد الهولندي ويلسي شنايدر، لاعب الإنتر الإيطالي، من سباق المنافسة على لقب أفضل لاعب 2010، ليشكل مفاجأة كبيرة، وصدمة للوسط الرياضي، نظراً لما قدمه شنايدر من فنون كرة القدم، والتي ساهمت بشكل كبير في العديد من الإنجازات، سواء مع ناديه الذي أحرز الثلاثية، بطولة أوروبا للأندية أبطال الدوري، والدوري والكأس الإيطاليين، أو مع الطاحونة الهولندية، حيث كان احد العوامل الرئيسية التي ساهمت في صعود منتخب بلاده للمباراة النهائية لمونديال 2010 في جنوب أفريقيا.
“الاتحاد” استغلت وجود نجم المنتخب الهولندي مع فريقه الإنتر الإيطالي للمشاركة في مونديال الأندية لتجري معه هذا الحديث حول العديد من الأمور الخاصة به وناديه، وتراجع مستواه، وأيضاً معرفة رد فعله على قرار “الفيفا”، وتحدث شنايدر بصراحة شديدة، وسدد في كل الاتجاهات من خلال الحوار التالي:
في البداية أكد شنايدر لاعب الإنتر أن الأرجنتيني ميسي لاعب برشلونة الإسباني يستحق جائزة أفضل لاعب ليس لهذا العام فقط، بل لعشر سنوات مقبلة، وقال:
هذا اللاعب يملك مهارات لا يمكن مقارنتها مطلقاً، بأي لاعب موجود حالياً على مستوى العالم، وأشار إلى أنه لو كان الأمر بيده لمنحه الجائزة، دون تردد لمدة 10 سنوات مقبلة، وهو حق أصيل له وليس مجاملة من أحد.
وتطرق شنايدر إلى مسألة خروجه من المرحلة النهائية للمنافسة على جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب هذا الموسم، حيث أكد أنه كان يتوقع التواجد في المنافسة، حتى الرمق الأخير، لكنه فوجئ بخروجه بناء على رأي المسؤولين في “الفيفا”،
ونوه إلى أنه لا يعرف القوانين التي تحكم التقييم، لكنه راضٍ بهذا القرار، ولا يمكن له أن يعترض، والرأي في النهاية لأصحاب القرار فمهما كان شعوري لن يغير من شيء وتجاهلت الأمر تماماً، بعد معرفة القرار، وقررت التركيز مع فريقي في المنافسات التي يخوضها في الوقت الراهن.
وتوقع لاعب المنتخب الهولندي أن يحتفظ ليونيل ميسي بلقبه الذي فاز به الموسم الماضي، لكنه أشار إلى أن كل من تشافي وإنيستا قدما موسماً رائعاً، وربما يكون لحصولهما على كأس العالم الأخيرة بجنوب أفريقيا دور في حسم اللقب، وتمنى شنايدر التوفيق للثلاثي المرشح، مؤكداً أنهم من “علامات” كرة القدم على مستوى العالم حالياً.
وأرجع لاعب منتخب هولندا هبوط مستوى فريقه هذا الموسم إلى كثرة الإصابات التي لحقت بعدد من لاعبيه الأساسيين في بداية الموسم، وقال:
لا أعلم تحديداً السبب المباشر وراء هبوط المستوى، لكن تعرضنا لإصابة بعض اللاعبين، وهو الأمر الذي قد يكون عاملاً من أهم العوامل المؤثرة في هبوط المستوى، ورفض تحميل الإسباني رفائيل بينيتيز مدرب الفريق مسؤولية التراجع، وقال إن كرة القدم لعبة جماعية والكل مسؤول عن النجاح، كما أنه مسؤول عن الإخفاق، ونحن كلاعبين نتحمل مع المدرب ما يحدث حالياً من تراجع المستوى.
وأشار إلى أن تراجع أي فريق وارد في كرة القدم، ولكن ما جعل المسألة تأخذ أكثر من حقها الإنجازات التي حققها بطل الكاليشو في الموسم الماضي، والفوز بلقب ثلاث بطولات كبرى، على رأسها بطولة أوروبا للأندية أبطال الدوري.
ونفى شنايدر أن يكون السبب في التراجع، هو ارتفاع مستوى الأندية المنافسة، على رأسها ميلان واليوفي، وقال إن اللاعبين هم أنفسهم الذين لعبوا مع الإنتر في الموسم الماضي، وكذلك اللاعبين المتواجدين في الأندية الأخرى لذلك فالسبب غير منطقي على الإطلاق.
ورفض النجم الهولندي المقارنة بين بينيتيز المدرب الحالي، والبرتغالي مورينيو مدرب الفريق في الموسم الماضي، حيث أكد أن لكل منهما مدرسة خاصة به في التدريب، ولكل منهما إنجازاته، ولم ينكر أن مورينيو مدرب قدير، ولكنه أشار إلى أن مدرب الفريق الحالي يملك إمكانات تدريبية متميزة، حاله كحال الكثير من المدربين العالميين. وأشاد شنايدر بطريقة مورينيو في التدريب، وقال:
من دون شك مورينيو له مدرسة فريدة في التدريب، حيث يعتمد على الجانب النفسي في التعامل مع اللاعبين، وهو شيء لا يمكن لأي مدرب أن يقوم به إلا إذا كان يملك شخصية فريدة من نوعها، واعترف بأنه “كاريزما” خاصة في عالم تدريب كرة القدم وموهبة من الصعب تكرارها.
وعلى الجانب الآخر تحدث شنايدر عن الإسباني رفائيل بيتينيز مدرب الإنتر حالياً، حيث أكد أنه ينتهج مدرسة الاعتماد على المهارات الفنية للاعبيه، وهي مختلفة تماماً عن التي ينتهجها مورينيو، لذلك فلا يمكن المقارنة بينهما بأي حال من الأحوال.
ونفى شنايدر أن تكون لديه نية في العودة مرة أخرى لناديه السابق ريال مدريد، بسبب وجود البرتغالي مورينيو على رأس القيادة الفنية في النادي، وأكد أنه لا يفكر بأي حال من الأحوال في هذا الأمر حالياً ويركز بشكل كبير مع الإنتر في البطولات التي يشارك فيها.
وأضاف:
سبق أن كنت لاعباً في هذا النادي الكبير، وتم بيعي للإنتر الموسم قبل الماضي لذلك فلا نية للعودة حالياً.
وتحدث لاعب الإنتر عن مسألة رحيله من النادي الملكي الإسباني، حيث قال:
لقد قال لي المسؤولون في إدارة النادي إنهم يرغبون في بيعي ووافقت لأنني لاعب محترف، ولا يمكن لي البقاء في مكان يريد بيعي.
وأكد أن رفع كأس بطولة أوروبا للأندية أبطال الدوري على ملعب ريال مدريد بالعاصمة الإسبانية مدريد كان أكبر رد على بيع النادي الملكي لي، وجاء سريعاً بدرجة لم أتوقعها على الإطلاق، والجميع أشاد بالمستوى الذي قدمته مع بطل “الكاليشو” في الموسم الماضي، وسمعت عن بعض الأقاويل التي خرجت حالياً عن رغبة ريال مدريد في عودتي لكنني لا أفكر حالياً في هذا الأمر.
خسارة نهائي المونديال أمام أفضل منتخب
- تطرق شنايدر إلى خسارة منتخب هولندا في المباراة النهائية لكأس العالم أمام المنتخب الإسباني، حيث أكد أن الخسارة لا تقلل مطلقاً من مكانة منتخبنا، فالوصول للمباراة النهائية يعتبر في حد ذاته بطولة، أما مسألة المكسب والخسارة في هذا اللقاء، فلا تقلل من أي فريق مهما كان أداؤه ويكفينا أننا قطعنا مشواراً ناجحاً في جنوب أفريقيا بشهادة الجميع، وفي النهاية خسرنا أمام أفضل منتخب في العالم في الوقت الراهن. وأضاف:
ما زالت لهولندا حظوظ المنافسة على مونديال البرازيل المقبل، لأن معظم لاعبي المنتخب أعمارهم صغيرة وجميعهم سوف يشاركون في البطولة المقبلة، إذا ما سارت الأمور بشكل طبيعي.
مارادونا وميسي وجهان لعملة واحدة
- أكد شنايدر نجم منتخب هولندا أن الأرجنتيني ليونيل ميسي يستحق بكل تأكيد الدخول في مقارنة مع الأسطورة مارادونا، وأكد انه ربما يتفوق عليه في الإنجازات مستقبلاً، نظراً لصغر سنه، وألمح إلى أنه لا يمكن أن يصف المقارنة بشكل دقيق، نظراً لأنه لم يشاهد مارادونا على أرض الواقع، وتابعه فقط من خلال شاشة التلفزيون، وقال:
كلاهما لاعب خارق وممتع على المستطيل الأخضر وهما وجهان لعملة واحدة هي المتعة.
ونفى شنايدر معرفته بالتصريحات التي خرجت على لسان السويدي زالاتان إبراهيموفيتش، والتي قال فيها إنه جاء بالدوري للإنتر بعد طول غياب، وها هو الآن سيأتي به لغريمه ميلان بعد طول غياب أيضاً، وأكد أنه لعب بجوار زالاتان في صفوف أياكس أمستردام ويعرفه جيداً ويعتقد أنه لا تخرج منه مثل هذه التصريحات نظراً لما يتمتع به من احترام شديد.
كرة البارسا ممتعة
- أعلن شنايدر أن فريق برشلونة الإسباني هو الأفضل بكل تأكيد على مستوى العالم حالياً نظراً لما يتمتع به من قدرة فائقة على تقديم كرة ممتعة لعشاق الساحرة المستديرة، وعلى الرغم من اعتراف شنايدر بأن”البارسا” هو الأفضل من وجهة نظره، إلا أنه أكد أن مسألة إيقافه ليست مستحيلة، وسبق وأن فعلها ناديه الموسم الماضي، وقادر على فعلها الموسم الجاري، بشرط أن يتم التعامل بتكتيك خاص مع هذا الفريق العملاق.
أما عن أفضل منتخب على مستوى العالم من وجهة نظره فيقول:
من دون شك لا يمكن لأحد أن يرشح غير المنتخب الإسباني لهذا اللقب، خاصة أنه يقدم مستوى رائعاً في فنون كرة القدم في الوقت الراهن، ولا يمكن لمنتخب سواه أن يقدمه لما يتمتع به من قدرة على الانسجام بين عناصره، وأكد أن سبب تألق هذا المنتخب هو وجود معظم عناصره في فريق واحد، الأمر الذي يوجد نوعاً من التفاهم بين اللاعبين بشكل عام ويسهل من مهمة المدير الفني في التعامل مع المباريات.
290 مباراة و77 هدفاً
- ولد ويلسي شنايدر في التاسع من يونيو عام 1984 بمدينة أوتريخت بهولندا، وبدأ مسيرته مع الساحرة المستديرة عندما كان في السابعة عام 1991 بمدرسة الكرة في أياكس واستمر بصفوف الناشئين حتى عام 2002 ثم بدأ مع الفريق الأول في النادي في العام نفسه، واستمر حتى عام 2007 ولعب 43 مباراة أحرز خلالها عشرين هدفاً، وفاز مع أياكس ببطولة الدوري والكأس، كما أنه حصل على جائزة يوهان كرويف كأفضل لاعب في هولندا. وانتقل شنايدر لصفوف نادي ريال مدريد الإسباني عام 2007 واستمر حتى 2009 شارك في 52 مباراة وأحرز 11 هدفاً، وفاز بالدوري والسوبر مع الفريق الملكي، وانتقل إلى صفوف الإنتر عام 2009 وحتى الآن وبدأ مرحلة التوهج وأحرز الثلاثية مع فريقه وفاز بالدوري الإيطالي والكأس ودوري أبطال أوروبا الموسم الماضي وشارك في 59 مباراة وأحرز عشرة أهداف. بدأ نجم هولندا مسيرته مع المنتخب في عام 2003 واستمر حتى الوقت الراهن وشارك في 93 مباراة وأحرز عشرين هدفا ووصل مع الطاحونة الهولندية إلى نهائي كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا، وبلغ إجمالي مشاركات شنايدر في مسيرته 290 مباراة أحرز خلالها 77 هدفاً.
صحيفة الاتحاد الامارتية
المقابلة من اسبوع و لكن تستحق النشر