أحادثه لأنه ذو منصب ...
أجامله لأنه ذو منصب ...
أضحك لكلماته لأنه ذو منصب ...
وبعد تركه للمنصب ...
لا أراه سوى انسان تافه ...
سوى إنسان ذو حماقه ...
سوى إنسان غير مرغوب به ...
هل أنا منافق ؟؟
أم هو منافق ؟؟
أم مجتمعنا جميعاً منافق ؟؟
هي بداية لموضوع أحببت الحديث عنه لأنني رأيت فيه ما رأيت وشاهدت فيه ما شاهدت جعلني أكتب قهراً وندماً على أيام كنت أتوقع أن الإنسان يصادق الإنسان لقلبه لا لإسمه ..
للأسف أكتشفت بعد فترة طويلة أن النفاق الإجتماعي لازال هو المسيطر على جميع العلاقات السائدة بين أي صديقين إلا ما ندر ..
أنت مسؤول في عملك تأكد أن كل من يريد منك خدمة حتى لو بعد حين سيكون قلبه لك حنين !!
تأكد أن كل من يبتسم بوجهك فهي إبتسامة صفراء وعند إدارة ظهرك له ستكون تكشيرة سوداء !!
للأسف أقولها ثلاثاً حتى أخوك قد تتغيّر معاملته اتجاهك لمجرد أنك أصبحت شيئاً ربما يحتاج إليك في أيامه القادمة ..
نفاق إجتماعي .. يبدأ ببدايتك وينتهي بنهايتك ...
يبدأون العلاقة معك وضحكاتهم لأنك مطلبهم وعند الانتهاء تجد نفسك مفرغّا من الجميع ..
كنت في إحدى الشركات أشغل وظيفة مرموقة فيها وقبل العيد الماضي قدمت إستقالتي فيها لورود عرض أفضل من شركة أخرى فقدمت الإستقالة ... متأكداً أنني بنيت علاقات مع أناس سيكونون لي مدى العمر ..
ولكن إكتشفت أن هذه العلاقة أنتهت بمجرد قبول الإستقالة ؟؟
فطلبت من أحدهم خدمة بعد فترة وللأسف وجدت كلمة ولا يهمك وبعدها ... أقفل هاتفه ؟؟
هل العيب منّي أم منهم أم من المجتمع ..
وأمور أخرى أيقنت بعدها أن الأمور كلها مصلحة تتبعها مصلحة ولا أحد يهتم إلا بمصلحة نفسه أولاً ثم ثانياً فثالثاً وأخيراً ..
قلّ أن تجد من يسير معك لذاتك ولشخصك ولقلبك ...
للأسف فهكذا أصبحنا ..
وللأسف عندما وقعت العقد الجديد في الشركة الجديدة تكوّنت العلاقات الجديدة ..
وأصبح الهاتف يزدهر بالرسائل والإيميل كذلك .. ما بين مرحّب ومهلل ..
والمضحك المبكي أن في هذه الشركة أناس قد عملت معهم في فترة من الفترات وفي عمل سابق لفترة طويلة أخذت علاقتنا وقت الراحة ورجعت برجوع العمل ..
لا أتحدث عن علاقات عمل فأنا أعرفها ولكن أتكلم عن العلاقات الشخصية ..
للأسف تكررت في كلامي كثيراً لأنني بالفعل متأسف لما وصلنا إليه ..
وفي الجانب المشرق لازالت لي علاقات مع اناس يزداد قربي لهم في كل موقف يحصل لي ..
أناس مرّت السنوات وأنا وهم على قلب واحد ..
تغيّرت الظروف وتبدلت الأحوال ولا زال كلاً منا مقابل الآخر يكنّ له ما يكان يكنّه وربما المزيد من محبة وتقدير ...
أناس عندما تجلس معهم تجد نفسك معهم ..
ما أجمل الصداقة الحقيقية الخالية من المصالح الصداقة التي تجمع أسمك مع أسمه دون منصبك مع منصبه أو ضعك المادي مع وضعه المادي ..
فما أجمل أن أكسب صديقاً لا يعرف من أنت ...
ولعلّي أذكر هنا قصّة قد يتعجب منها البعض ولكن هذه القصة حقيقية ..
فذات مرة ذهبت مع أحد أقاربي إلى أحد المقاهي وجلسنا نتحدّث عن أمور رياضية وبينما أنا وهو جالسين إذا بقريبي يقوم من مكانه للسلام على شخص أقبل علينا ويعرفني عليه ويعرفه لي ( بالاسم )
جلسوا يتحادثون ..
وأنا منصت ..
لم أتحدّث ولم أقاطعهم ..
لأنهم زملاء دراسة وأنا غريب عنهم ..
وإذا بالضيف يسأل عنّي ومن أين أنا ؟
فأجبته ..
ومن ثم بدأنا بالحديث عن الأمور الرياضية ..
واشتد الحديث بيننا فأنا هلالي وهو نصراوي ..
والعلاقة بيننا كالعلاقة بين مشجعين في دردشة انترنت لا يعرف أحدهما الآخر ..
وإنتهى النقاش كعادة العرب برفع الصوت وعدم اقتناع الشخص برأي الآخر ..
بعدها بوقت ذهب الضيف وذهبت أنا وقريبي ..
وأتفاجأ من الغد وإذا بمكالمة هاتفية من رقم غريب وأرد وإذا هو بضيف الأمس ..
يسأل عن الحال ويطلب مني مقابلته شخصياً .. وبدون قريبي ..
فأجبت الدعوة .. وتسامرنا الحديث ..
ومن بعدها أتفقنا على اللقاء في نفس المكان في الغد ..
وهكذا لمدة أسبوع وبعدها سافرنا سوياً ..
وإلى الآن هذا الشخص يعتبر من أقرب الأشخاص إلى قلبي ويعتبرني من أقرب الأشخاص إلى قلبه ..
للعلم فهو في مدينة وأنا في مدينة وأول لقاء لنا كان في مدينة قريبي ..
فأنا حضرت للسلام على الأقارب وهو ساكن المدينة للدراسة ..
لا أخفي عليكم أنني وهو زادت العلاقة بيننا إلى درجة أن والدته تكلمني في أوقات للسؤال عن إبنها ولدرجة أن إخواني الصغار يتحدثون معه هاتفياً بعد كل هزيمة للنصر
.
ولا أخفي عليكم أننا مقصرين في علاقتنا مع بعض فلنا أكثر من سنة ونصف لم نلتقي بل نسمع أصوات بعضنا البعض عن طريق الهاتف ..
هكذا كانت علاقتي معه وعلاقته معي بدأت وهو لا يعرف عنّي سوى أنني هلالي وقريب لفلان ولم أعرف عنه إلا أنه نصراوي وصديق قريبي في الدراسة ..
ذكرت هذه القصّة لإيماني الكامل بأن الصداقة إن أتت لأمر معيّن فهي لن تدوم فصداقات الصدف وصداقات الطفولة هي من تستمر أما غيرها فأعتقد أن مصيرها الفشل ..
فكم أتمنى أن أجد أكثر من صديق بالمعنى الحقيقي فمن جماليات هذه الدنيا أن تجد أناس قريبين لك تفضفض لهم ويكونون عوناً لك في ظروف ويفرحون لفرحك ويحزنون لحزنك كما أنك تقابلهم بذات الشيء ..
لا أعلم لماذا تحدثت عن هذا الموضوع ولكن أمر صغير حدث لي كما ذكرت جعلني أقلّب الصفحات الماضية وقلت أشرككم فيها ..
ملاحظة :
هناك أناس أعتبرهم أصدقاء حقيقين تعرفت عليهم من خلال هذه الشبكة ..
منهم : الصخرة
وأبو طلال
وبنكوكي
وأسير الزعيم
والأسطورة واحد
وغيرهم ولكن هذه الأسماء بالذات أفتخر بأنني صديقاً لهم وأحسب نفسي إن شاء الله أنهم يقابلوني ذات الصداقة ..
وليعذرني الجميع ...