...قصة السيارة في بلدي.... - نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم

أبو راس · #1 14/12/2010, 02:07 AM

السلااااام عليكم،،،

السيارة هي وسيلة نقل.. يتم تشغيلها واستخدامها حسب تعليمات محددة للحفاظ على سلامة الراكب وغيره من مستخدمي الطريق

هذا عبارة اظن انها واضحة وبسيطة ومافيها خلاف

العبارة تتكون من جزأين:

1- وسيلة نقل:
بديهيا المخترعات يتم اختراعها لوجود حاجة يلزم تغطيتها.. ومخترع السيارة اكيد اخترعها حتى يركبها وتوصله مشوايره بشكل أسهل وأسرع مقارنة بالمشي او ركوب الحيوانات

ولكن

لو نجي للتطبيق ... نجد التعريف السابق قد نشوه لدرجة البشاعة

هل ما زالت السيارة "مجرد" وسيلة نقل؟ مجرد حديد وماكينة غرضها توصلنا من مكان لمكان؟
الجواب لا ..

السيارة عند البعض صارت:
1- لعبة يعطيها الولد يضيع فيها وقته
2- هدية نجاح
3- علامة برستيج اجتماعي
4- شيء تفرغ عليه عواطفك واهتمامك كأنه طفلك الذي لم تنجبه
5- اداة فشخرة
6- وسيلة لتعويض عقدة نقص لتعطي صاحبها قيمة يفقدها داخل نفسه

والنقطة اخيرة تنتشر عند مجتمعات العالم الثالث الاستهلاكية خصوصا عندما يكون لديها وفرة مال. وهي كما تنطبق ع السيارة تنطبق على غيرها من "الأشياء"..
يجيك الواحد يخلص ثانوي ما عنده هدف يبي يدخل جامعة لانه يبي وظيفة وفي نفس الوقت ما يبيها لان فيها دراسة وقراية كتب(!!) فيدخلها لانه مجبر اخاك لا بطل.. وبدل ان تجده غارق في طلب العلم كانسان اسمه "طالب جامعي" بيتخصص في احد العلوم ليجيدها ويتقنها، نجده يتصرف كطالب ثانوي متروك له الحابل على النابل...تفكيره المسيطر عليه هو "كيف يفلها"

في ظل هذا الخواء يفقد الانسان شعوره بقيمته الذاتيه.. بوزنه في هالحياة..وش فايدته ..محسوب ادمي على الارض..ياكل ويشرب ويرقص ويتمشى..ماله هدف مرحلي ع الأقل يبذل الجهد لتحقيقه والابداع فيه.. حتى دراسته انما مجرد شي مغصوب عليه لازم يعمله باي طريقة ولو دعى الامر الى اتمامه بطريقة غير شرعية

فيحصل ان هالشعور بانعدام القيمة الداخلية لازم يتعوض بأشياء خارجية..
فتجد الجهد والاهتمام ينصب ع التفاخر بلبسه وجواله وتمشياته و..سيارته..

مسكينه هالسيارة اللي حملوها فوق ما تحتمل وجعلوها عملة وجدانية بينما هي مجرة وسيلة مادية

وهذا الشي معدي وبسرعة يصير متفشي

فاللي سيارته مش من مستوى سيارة صاحبه بيشعر بالنقص..لان هذا أصبح مؤشر القيمة الجديد.. فلازم هو الثاني يركب الموجة ويبحث عن السيارة اللي بتعطيه قيمته وتحفظ له وجهه قدام العالم.. ويدخل الجميع في تنافس شديد يمكن ان تشاهده في ربوع شارع التحلية وما جاورها ...

الجزء الثاني من تعريف السيارة حول استخدامها بطريقة محددة ومقننة هو ايضا ناله من التشويه ما ناله..
قيادة السيارة حق مكفول .. او هكذا يعتقد البعض..

كلا ولا وحاشا

قيادة السيارة هو امتياز يمنح لك على أساس انك اصبحت أهل له أهلية تنبع من فهمك للشروط والتزامك بها.. هكذا يفترض..وما أكثر ما يفترض في ديرتنا ولا يتعدى كونه افتراض..

هذا خلل جذري ادى الى سوء استخدام وتشغيل هذه الوسيلة لتصبح مأساة من مآسي البلد...
فمادمت اعتقد ان المسألة مسألة حق..فلا يحق لأحد ان يعلمني او يأمرني..ولست ملزم بأن اراعي غيري من سائقين او مشاة...
هذا من حقوقي..فأروني عرض أكتافكم..
هكذا يقول السائق لنفسه وهو يسابق ويزاحم ويتجاوز ويهدد ويزمجر ويحذر... وربما يخرج سكينة من تحت مقعده ليطعن شخصا آخر لم يحترم حقوقه المزعومة مما أدى الى حادث سيارة ينتهي بجريمة قتل! (حصلا فعلا)
أوليس لي الحق في الدفاع عن حقوقي..
هذه رجولة وبطولة ...في مجتمع المعايير عنده مقلوبة ...

وان كنا اخذنا السيارة هنا كمثال
فربما نجد غيرها مما تحول وتبدل لننسى أصله وفصله وسببه وغايته ويصيّر الى امر آخر غالبا ما يكون للشر أقرب وللانحطاط أرغب...

التحضر لا يباع ويشترى..
وليست ارصدة بنوك ترتفع وتنخفض
وليس متعة واستمتاع
انما هو مجهود متواصل فيه بذل وتدافع ومقاومة للنفس
ترك الامور للهوى سهل ولذيذ.لا يحتاج لجهد...لكنه طريق للأسفل... يشدك اليه كما تفعل الجاذبية.. فما أسهل سقوط مياه الشلال ..

انما الصعوبة تكمن في الارتقاء للمستويات الأعلى..مقاومة جاذبية الهوى..هنا يجب ان تبذل طاقة..وبذل الطاقة في الفيزياء هو شغل..والشغل عسير على الكسالى ....!

(بعض شباب الغد أمنيته الكبرى ان يدور بهالسيارة في شارع التحلية .. )

وفتكم بخييييييييييييييير