المشاركة السابقة   المشاركة التالية
  #1  
قديم 12/12/2010, 01:00 PM
زعيــم جديــد
تاريخ التسجيل: 23/03/2009
مشاركات: 30
أسرار المبتعثين- لقائي مع القنصل العام

انتقل الى الخطوة الثانية بالأسفل اذا كنت تريد الزبدة

كنت في منزل العائلة الغريبة حين جائتني رسالة مفادها ان القنصل العام سيتناول افطاره الرمضاني معنا ، كنت عائدا للتو من المدينة الجميلة للريف الجميل ايضا ، حتى اني لم اكن قد بدلت ملابسي بعد ، اخبرت الام القصيرة اني لا استطيع تناول العشاء معهم –الذي سيكون بعد ساعة – لأني لم افطر اصلا بعد ، واني مدعو مثل كل يوم سبق منذ عشرين يوما لوليمة اعُدت للعشرات ، على مدى الايام تجحظ عينيها عندما اخبرها بذلك يوما بعد يوم فلم تعهد هي احدا بهذا الكرم !

بدلت ملابسي وارتديت معطفي فوق القميص الطويل الذي يعلو على بجامة قطنية داخلية ، فدرجة الحرارة في بلادي قد وصلت الخمسين ومع ذلك استطاعوا التكيف والبقاء، حرٌ وذلٌ وبقاء ! ، لكن على حساب ماذا ؟

وضعت سماعات الاذن في مكانها ( اي في اذني ) واغلقت سحاب المعطف لآخره وربطت رباط جزمتي بإهمال كعادتي ثم رفعت قبعة المعطف وارتديتها ومشيت الهوينا نازلاً عبر الطريق المظلم الذي لا يقطعه الا نباح بعض الكلاب .. حيوانات كانت ام اناسا !

مشيت على رصيف ( مخصص للمشاة ) بمرح لأني لن ارى مثله بعد أشهر !

ما ان اكون بجوار احدى نوافذ البيوت المطلة على الشارع حتى يخطف بصري ضوء مصباح الفناء الخارجي وما يلبث ان ينطفئ حين اتجاوزه بأمتار ، حفاظا على الكهرباء فسعرها مرتفع بالاضافة الى ارتفاع الضرائب ، حمدت ربي فلا ضرائب في بلادي سوا الضمائر ! همست بأن المال أهون !

وصلت لموقف الحافلة ، انتظرت دقائق- ركبت- خلعت القبعة – ألقيت التحية- – وضعت البطاقة على الجهاز- جلست في مقعدي المعتاد- مرت خمسة عشر دقيقة- ضغطت زراً- توقفت الحافلة- شكرت السائق- ارتديت القبعة – نزلت- حذفت المقطع من ذاكرتي فلا احتاجه في بلادي.

مشيت ما يقارب المئة متر بأريحية لم اعرفها من قبل ، وكنت مصمّتاً العالم حولي بسماعاتي ، فأرى الافواه تتحرك دون صوت ، وأرى انوار السيارات دون اصوات محركاتها – وانتبهت انها لاترشق المياه على زوايا الشارع فلا تجمع لها هنا !ّ

عبرت الشارع ملتفتاً لليسار غير آبه للسيارات القادمة من اليمين ، تماماً كما يفعل اولائك المتمسكين ببعض العادات التي اثبتت فشلها ، كقطعي لذلك الشارع تماماً !

وصلت المكان المحدد ، تماما في الطابق الثاني – صعدت ، وفجاة ، صار الجو سعودياً خالصاً .. لكن ببناطيل ومعاطف !

وجدت جماعة متبقية تصلي فصليت معهم ثم سلمت على بعض الزملاء ، سكبت لي ماتبقى من طعام وخطفت احدى علب الكولا الباردة وجلست اشرب !

الطعام طبعا كان شهياُ اكثر وانواعه واصنافه اكثر ، حتى الكمية اكثر .. فالقنصل موجود !

الخطوة الثانية :

قاموا بترتيب الكراسي لتبدو وكأننا في كنيسة ، وصعد القنصل العام للسفارة السعودية في نيوزلندا احمد الجهني مع الملحق الثقافي ورئيس النادي السعودي الى المنصة وتربعوا العرش اقصد جلسوا مواجهين الحضور.

كان خطابه رائعا ، له جانب تقليدي وجانب مميز ، كان قريباً للقلوب عارفا لعلّاتها !

تخلله اننا خير من ركب المطايا وخير من مثل الاسلام واننا جميعنا قد رفعنا اسم الوطن عاليا وانه ليفخر بإنجازاتنا وكيف قد اعطينا للغرب الصورة المثلى للاسلام كسعوديين * استطيع ان اشهد على كل ماقلته الا جزء ركوب المطايا !

بعد ذلك ، تنقل لاقط الصوت بين الحضور ليبدي بعضهم باستفساراتهم وكانت الغلبة لأمور الابتعاث وصرف الرواتب وتسديد الفواتير المستحقة ، نعم .. وبعض المشاكل كمحاولة احدهم احضار زوجته وكيف عامله المسؤول في جدة وكأنه يبتعثه على حسابه الخاص.

استمعت واستمتعت لجرأة بعض الاطروحات –التي قد لاتطرح في مكان اخر تعلمونه – وايضا ضحكت لبعض التعليقات سواء من قبل الحضور او القنصل الذي كان كاملاً بحضوره !

حتى انه قال بلسانه ان الملك السعودي قد اجتمع بمسؤولي السفارات السعودية في جميع انحاء العالم وانه لم يوصيهم الا بشيء واحد ، شيء واحد فقط لاغير : ( لا أوصيكم بالطلاب ) قالها ابومتعب وانا اتخيله يقولها بصوته الاجش البدوي الشهير.

مسكت اللاقط وسميت بالله ثم شكرت القنصل لحضوره وقلت اني اريد ان اوضح حقيقة معلومة للجميع لكنها مخجلة وفي نفس الوقت مغيبة، ليس صحيحاً اننا شرفنا صورة الاسلام في الخارج كسعوديين ولن اخوض نقاشاً في ذلك لكني سأقول لك اسأل عن السعوديين في الشارع النيوزلندي وانظر طابعهم عنهم وستستنتج حينها نظرتهم للاسلام خلال ذلك، ببساطة نحن نرى مانفعله كسعوديين او بالاصح مايفعله الكثير مننا خارج المملكة سواء في البحرين وسوريا ومصر والمغرب وامريكا .. ونيوزلندا طبعا بحكم وجودي بها ، فغير صحيح ان الصورة للمواطن السعودي هي صورة اسلامية صحيحة بالرغم من وجود عدد كثير يمثلونه خير تمثيل من طلاب ودعاة ومقيمين وغيره.

نظراً للمخرجات .. منعت بعض الملاهي الليلية ( البارات) هنا من دخول السعوديين – على وجه الخصوص – ليس الا دليلاً على ذلك.

صاح احدهم : انا افتخر حين ارى لوحة كتب عليها هذا الكلام فنحن لانريد ملاهيهم !

قلت: منعهم لك ليس حفاظاً عليك او ( لسواد عيونك ) بل لأنهم رأوا مايكفي من مشاكل السعوديين حين يشربون ويلعبون ويخرّبون !

اما القنصل فرد وقال : لقد رأيت صورة لأحدى لوحات هذه البارات وماكتب عليها من منع للسعوديين وإنه لشيء محزي انه تُشوه صورة بلاد الحرمين الشريفين بهذا الشكل.

صاح آخر: هؤلاء ليسوا الا قلة قليلة لايمثلونا نحن كسعوديين وكفاك تكبيراً للمواضيع ، فصاح آخر في وجهه غاضباً : هذه الحقيقة لاتنكرها وهؤلاء يخرجون من السعودين مكبوتين ويأتون هنا كل شيء مسموح ولاحسيب ولارقيب .. قلّوا ام كثروا فهم الصورة التي يرانا فيها الغرب !

فضجت القاعة بالاحاديث وارتفعت الاصوات – فقال القنصل : ليس بوسعنا ان نحضر الهيئة هنا ونلاحق الشباب يجب ان يكون المسلم رقيب نفسه !

ضحك الحضور فالتفت اليهم مقربا اللاقط لفمي قائلا :

كنت في اوكلاند الاسبوع الماضي – وهذه الاخرى العاصمة التجارية لنيوزلندا – وكنت حاضرا لحفلة تنكرية حين رأيت مشهداً قد غيّر مجرى حياتي ، رأيت احد السعوديين يسجد لاحدى الفتيات الجميلات !

صمتت القاعة لفترة ..!

وصاح احدهم : ولماذا من الاساس انت حضرت هذه الحفلة ؟

جاءتني رغبة ان اضحك بدموع !

قلت : اويغير ذلك من الحقيقة في شيء ؟

وانتهى النقاش على ذلك.



ثم بعد الحوار، اجتمعت مع القنصل منفردين وقالي لي ان القنصيلة جديدة وخلال اشهر سترى مايسرك فقلت له أني سأعود للوطن بعد يومين وكانت امانتي ان اخبرك بما رأيت فقال لي : الصورة واضحة ونحن نعلم مايحدث. فأخبرته ان اربعة شباب سعوديين قد جامعوا في اوكلاند -حيث كنت- امرأة ( مجتمعين ) امام بعضهم البعض !

واحدا تلو الاخر ! كالحيوانات تماما

امثال اولائك مفترض ان يرحّلون فهم لايتسحقون البعثة ، ومن جهة اخرى يتم وضع دورات تأهيلية واختبارات قبل الابتعاث ومن لايتجاوزها لا يستحق السفر !

اومأ برأسه موافقا وقال : عملت ماعليك فدعنا نعمل ماعلينا

اخبرته عن السعودي المحكوم ستة واربعون سنة بتهمة اغتصاب فرد قائلا انه سينهي سجنه هنا وسيكمل محكوميته في السعودية حين يعود.

اخبرته عن السعودي الذي تم ضربه – وهو سكران – من قبل مواطن اصلي، وسعودي اخر – سكران ايضا – تم ضربه من قبل حارس شخصي. وان هذه الامور لايجب السكوت عليها ابداً

سلمت عليه وشكرته لتفهمه وصبره واعترافه بوجود الخطأ ووعده بالاصلاح

وانا خارج قام بشكري احد الرجال الملتحين ( وبثوب وشماغ ) وقال اني اوصلت ماكانوا يريدون ايصاله .. فجعلت ذلك فخراً لي..

وذهبت،

ولم اعد …

لكني سأعود

اضغط هنا على الاسم
عبدالله بن خالد

اخر تعديل كان بواسطة » ( عبدالله بن خالد ) في يوم » 12/12/2010 عند الساعة » 01:32 PM
اضافة رد مع اقتباس
   

 

أدوات الموضوع
طريقة عرض الموضوع

قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 05:09 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube