07/12/2010, 11:17 AM
|
(( كاتب الزعيم )) | | تاريخ التسجيل: 18/11/2000 المكان: جدة
مشاركات: 725
| |
استقبلوا العام .. بكثرة الصيام بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين القائل في محكم التنزيل :
{ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالارْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ }
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وهو القائل :
(( إِنَّ الزَّمَانَ قَدْ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ثَلاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ ))
ويقول عليه الصلاة والسلام : (( لا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلاهُ ))
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد
ونحن نودع في هذه الأيام عاماً هجرياً انقضى ، حريٌ بنا أن نقف مع أنفسنا وقفة صادقة تطبيقاً لما ورد في الأثر عن
الفاروق عمر أنه قال :
( حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ) وعندما نضع أمامنا مفكرة العام الجديد يجب علينا أن نعرف قيمة كل ورقة فيها فهي
تمثل جزئاً من عمرنا
فنفكر كيف نملئها بجدول الأعمال الصالحة والطاعات وما يقربنا إلى الله ونحاول أن نحافظ عليها بيضاء من غير سوء ولا إثم أو قطيعة رحم
وإليكم هذه النصائح المستلة من كتاب الفوائد للإمام ابن قيم الجوزية :
للعبد رب هو ملاقيه وبيت هو ساكنه فينبغي له أن يسترضى ربه قبل لقائه ويعمر بيته قبل انتقاله إليه .
إضاعة الوقت اشد من الموت لان إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة والموت يقطعك عن الدنيا و أهلها ،
الدنيا من أولها إلى آخرها لا تساوى غم ساعة فكيف بغم العمر .أعظم الربح في الدنيا أن تشغل نفسك كل وقتٍ بما هو
أولى بها وأنفع لها في معادها ؛ كيف يكون عاقلا من باع الجنة بما فيها بشهوة ساعة ؛ دافع الخطرة فان لم تفعل صارت فكرة
فدافع الفكرة فان لم تفعل صارت شهوة ؛ فحاربها فان لم تفعل صارت عزيمة وهمة ؛ فان لم تدافعها صارت فعلاً فان لم تتداركه بضده
صار عادة فيصعب عليك الانتقال عنها ؛ السنة شجرة والشهور فروعها والأيام أغصانها والساعات أوراقها والأنفاس ثمرها فمن كانت أنفاسه
في طاعة فثمرة شجرته طيبة ومن كانت في معصية فثمرته حنظل وإنما يكون الجداد يوم المعاد فعند الجداد يتبين حلو الثمار من مرها .انتهى كلامه رحمه الله
كذلك فإن على المرء الكيـّس الفطن أن يستعد لعامه الجديد بكل ما هو مفيد من ترتيب لأوراقه وميزانياته والتخلص من مقتنياته التي تزيد على حاجياته
فيخفف عن نفسه عناء الاقتناء الذي يسبب التكديس ويؤدي إلى فوضوية وتعفيس ؛ وفي المقابل فإن الترتيب والتنظيم يسهل كل أمر عويص
فيا أحبتي أذكركم ونفسي المقصرة بأهمية تدارك الأعمار قبل أن نضيعها ، وأول ما نبدأ فيه من الإعمال الصالحة في العام الجديد كثرة الصيام
التي ورد أفضلية القادم من الأيام على غيرها من شهور العام كما ورد ذلك عن خير الأنام عليه أفضل الصلاة والسلام حيث قال :
(( أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ وَأَفْضَلُ الصَّلاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلاةُ اللَّيْل ))
وفقنا الله وإياكم لما يحبه و يرضاه وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
أخوكم :
الكاتب النحرير
جدة ـ بوابة الحرمين الشريفين
الثلاثاء 1 / 1 / 1432هـ |