السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا أخواني وأخواتي
لقد كثر ضرب المثل بمن يعشق ويحب حبا طاهرا عفيفا بمجنون ليلى وما من بيت لم يعرف قائله إلا ونسب إليه ، عند ذلك وجب علي أن أبين الحقيقة وأكشفها عن هذا الرجل الذي اشتهر بحبه ليلى وبشعره ...إلخ


يقال أن به لوثة ولم يكن به جنون
قال أحد الرواة :سألت بني عامر (قبيلة قيس) بطنا بطنا عن مجنون بني عامر فما وجدت أحدا يعرفه
وعن ابن دأب قال (وهو أحد الرواة ) :قلت لرجل من بني عامر : أتعرف المجنون وتروي من شعره شيئا ؟
قال : أو فرغنا من شعر العقلاء حتى نروي شعر المجانين أنهم لكثير !
فقلت : ليس هؤلاء أعني إنما أعني مجنون بني عامر الشاعر الذي قتله العشق
فقال : هيهات بنو عامر أغلظ أكبادا من ذاك إنما يكون هذا في اليمانية الضعاف قلوبها السخيفة عقولها الصلعة رؤوسها فأما نزار فلا
وقال الرياشي سمعت الأصمعي يقول : رجلان ما عرفا في الدنيا قط إلا بالاسم مجنون بني عامر وابن القرية وإنما وضعهما الرواة

وقال رجل عن جده : سعيت على بني عامر فرأيت المجنون وأتيت به وأنشدني
وعن ابن الكلبي (وهو أحد الرواة) قال : حديث المجنون وشعره وضعه فتى من بني أمية كان يهوى ابنة عم له ، وكان يكره أن يظهر ما بينه وبينها فوضع حديث المجنون وقال الأشعار التي يرويها الناس للمجنون ونسبها إليه
وعن طالوت بن عباد انه سأل الأصمعي عنه فقال : لم يكن مجنونا بل كان فيه لوثه أحدثها العشق فيه كان يهوى امرأة من قومه يقال لها ليلى

وكان لقب المجنون كثير غيره وكلهم كان يشبب(يتغزل) بليلى
قال الأصمعي
سألت أعرابيا من بني عامر عن المجنون العامري فقال : عن أيهم تسألني ؟ فقد كان فينا جماعة رمو بالجنون فعن أيهم تسأل فقلت : عن الذي يشبب بليلى ؟
فقال كلهم كان يشبب بليلى وذكر منهم
مزاحم بن الحارث المجنون
ومعاذ بن كليب المجنون
ومهدي بن الملوح المجنون
وقال الجاحظ: ما ترك الناس شعرا مجهول القائل في ليلى إلا نسبوه للمجنون ولا في لبنى إلا نسبوه لقيس بن ذريح
___________________________________
ولكن أخواني وأخواتي
من خلال قراءتي لدواوين الشعراء وكتب الأدب أجد هناك قصيدة لمجنون ليلى وفي نفس الوقت أجدها في ديوان جميل بثينة
ومن شاعر لشاعر آخر
نبقى هنا بين تاريخ مزور وحقيقة ضائعة فنجد تارة الأصمعي يقول لا أعرف اسمه ولم أسمع به وتارة يقول به لوثة وليس جنون (أي يعرفه)
يجب علينا إذن أن لا نصدق ولا نكذب كل ما قيل بلا سند صحيح موثوق كالإسرائيليات تماما
ولا يفهم قراء المقال أن كل التاريخ مزور بل ما جاء بسند صحيح ورواة ثقاة فهو صحيح
وأما ما جاء عن أشخاص مجهولين فيجب أن لا نصدق ولا نكذب
ويبقى مجنون ليلى رغم ما قيل عنه مثال للعشق العفيف القاتل لا يتأثر بمقال قائل ولا شعر شاعر ولا رواية راو .
هذا ما رجوت أن أبينه بعد أن رأيت الالتباس لدى جل الناس
ومعذرة على الأطالة

أخوكم
ابن نفسي