حينما يرخي الليل أهدابه ...

ويمد الظلام أطنابه ...

تزورني زائرة وليس بها حياء ..

ليست كزائرة أخي أبي الطيب الحسناء !!

زارتني فكرة مجنونة خرقاء !!

توسوس لي وسوسة الخلصاء ..

فكرة تركض لعقلي سرا وجهارا

لتقول : لو كانت رؤوس البشر أشجارا ؟!

فهرب بي خيالي الجامح ..

وكربي تصويري الطامح ..

لو كانت الرؤوس شجرا ..

لرأينا من أمرنا خطرا !!

سنرى ملايين من الرؤوس كأشجار الزينة ..

ولأنها جميلة فقط تزرع في قلب المدينة ..

وتسقى من ماء غير آسن ..

لما فيها من جمال ومحاسن !!

وكل هذه الرعاية والاهتمام

ليس بها ثمر ولا ظل ولا أكمام !!

وسنجد رؤوسا كأشجار النخيل باسقات لها طلع نضيد !!

تقاسي لواء الصحراء والجفاف والعطش الشديد !!

فتموت عطشا لأنها لم تكن جميلة كجمال الزينة !!

رغم أنها مثمرة وقطوفها دانية و كل أجزائها ثمينة !!

لذا لا تتعجب حينما ترى لاعبا رأسه كرأس نخلة عالية

سعفها يسدد الكرة للمرمى لأنه لاعب مثمر ولكنه ليس وسيما !!

لذلك يموت ويدفن ويقبر في دكة البدلاء !!

ولا تندهش حينما ترى رأسا كشجرة القات !!

فهو رأس منافعه دائما في طياتها المضرات !!

ولا تنذهل حينما ترى رأسا كشجرة ( الأثل ) !!

فهي طويلة وذات ظل ومعمرة ولكنها لا تسمن ولا تغني من جوع !!!

ولا تستغرب حينما ترى رأسا كأنه شجرة ( السمر ) !!

فهو لا يجدي نفعا سوى بتكسير أطرافه بفأس التأديب والترويض !!

فلا تغضب حينما ترى :

- شجرة عنب تتسوق في بندة ولكن عنبها غير مسكر !!

- شجرة ( برشومي ) تقود حافلة من العليا لمنفوحة !!

- شجرة ( زيتون ) تصلي في المحراب !!

- شجرة (تبغ ) تمتطي جاكورا في شارع التحلية !!


دمتم بخير ..