العراقيب ..ومحاولات يائسة للتهويد

قرية العراقيب :-

العراقيب قرية فلسطينية تقع في شمال مدينة بئر السبع في صحراء النقب جنوب فلسطين ، ومن العجيب المحزن أن العراقيب قرية لا تعترف بها السلطات الإسرائيلية وهي قرية من بين 45 قرية تقع بمنطقة النقب يبلغ تعداد سكانهم نحو 85 ألف عربي ، والسؤال هو من يعترف بمن !! فإن وجود العرب بصحراء النقب موغلا في التاريخ ولا يحتاج إلى دليل .
أما عن أصالة العراقيب وأهلها الأبية، فيحدثنا التاريخ بأن معظم عائلات تلك القرية تعود إلى عشائر الطوري من قبيلة مزينة العدنانية ، وهم يعيشون فوق هذه الأرض منذ زمن بعيد و قبل قيام دولة إسرائيل المحتلة، وعن هذا يروي شيخ العراقيب الشيخ صياح أبو مديغم الطوري " معنا إثباتات أن هذه الأرض هي أرضنا ومعنا صور جوية من سنة 1936 وسنة 1945 تثبت أننا كنا نسكن على الأرض ونفلحها، ومعنا أوراق دفع ضرائب تعود لسنة 1922. معنا كوشان ملكية "طابو" بريطاني ، ولدينا مقابرنا التي تثبت وجودنا منذ أيام العثمانيين ، وكأن لسان حاله يقول " الأرض أرضنا .. عن أبونا وجدنا .. وبكرة ولا بعده .. لأولادنا بعدنا " .


يعيش في القرية قرابة 700 شخص، تشكل الأغنام والمواشي مصدر رزقهم الوحيد، نتيجة لطبيعة الأرض الصحراوية التي تفتقر إلى جميع الخدمات المختلفة كما يعيش المواطنون ببيوت من الصفيح، وأخرى عبارة عن خيام، حيث تعرضت للهدم بشكل كامل من قبل الجرافات الإسرائيلية صباح يوم الثلاثاء 27 تموز 2010م حيث قامت بهدم أربعين منزلاً وأخلت نحو ثلاثمائة من سكانها، بحجة البناء دون ترخيص .


إرهاب منظم وعنصرية كيان ::

إن محاولات محو الهوية العربية من النقب ومن العراقيب الصامدة لم تبدأ اليوم ، فبعد الاحتلال أتى قائد في الجيش الإسرائيلي يدعى بـ "موسى العير" إلى أبناء قرية العراقيب أثناء حرثهم لأراضيهم وطلب منهم أن يخلوا المنطقة، و أن لا يحرثوا الأرض، وتحت التهديد والوعيد خرج الزراعون من الأرض، ولكن بعد أن ذهبت الدورية رجعوا إلى الأرض دون تردد، وعرف بذلك موسى العير ليعود إليهم ومن معه من الجنود، واقتادوا الحراثين إلى مكان يسمى بايكة ، وأطلقواعليهم النار ليرتقوا عند الله شهداء أعزاء، وكان أول الشهداء وأكثرهم عددا ثلاثة من أبناء مصطفى أبوسالم الطوري من مزينة .


ويستمر كفاح عائلات العراقيب وصمودهم دون توقف ، ففي كانون الاول / ديسمبر 2009 قامت جرافات وزارة الداخلية الإسرائيلية بهدم 6 بيوت لعائلة أبو مديغم ، كما قاموا باقتلاع 50 شجرة زيتون.


لقد استعملت السلطات الإسرائيلية أساليب لا إنسانية من أجل إجبار أهل النقب على مغادرة قراهم، فقد لجأت دائرة أراضي إسرائيل بمشاركة ما يسمى ب " الدورية الخضراء" إلى رش المحاصيل بالمبيدات السامة عن طريق طائرة من أجل منع السكان من زراعتها ثانية ، حدث ذلك في شتاء 2000/2001 ، وبعد أن نبت القمح جاءت طائرات ورشت الأرض بمواد سامة وأبادت المحاصيل كاملة . تكرر ذلك في شتاء 3 سنوات متتالية ولهم محاولات بالصيف أيضا ضد محصول البطيخ والذرة.


وفي أغسطسٍ/ آب 2009 قامت ماتسمى بـ"كيرن كييمت" بمحاولة تحريش 1200 دونم في محيط قرية العراقيب، رغم أن الأراضي كانت لا تزال تخضع لإجراءات تسجيل الملكية. حيث قام أصحاب الأرض الأصليين بتقديم طلبات تسجيل مئات آلاف الدونمات حسب ملكيتهم الأصلية منذ السبعينات، إلاأن السلطات لم تنظر في هذه الطلبات حتى اليوم.


وفي شباط /فبراير 2009 قامت السلطات الإسرائيلية بتجريف الأراضي الزراعية التابعة للقرية ، حيث تم تجريف أكثر من ألف دونم مزروعة بالقمح والشعير، وفي نيسان أبريل 2009 قامت الشرطة بإغلاق مداخل القرية واستفزاز العمال العائدين إليها والاعتداء عليهم وذلك في إطار تضييق الخناق ودفعهم إلى الرحيل.


وفي أيار/ مايو 2009 اقتحمت قوات الشرطة والوحدات الخاصة والجرافات الثقيلة وما يسمى بـ"الدوريات الخضراء" قرية العراقيب وحاولت مصادرة الأمتعة التابعة لأهالي القرية تمهيدا لترحيل سكانها بعد هدم خيمة الاعتصام وبعد تطويق القرية بالكامل.


كما تعرضت القرية للهدم بشكل كامل من قبل الجرافات الإسرائيلية صباح يوم الثلاثاء 27 تموز 2010م، حيث هدمت أربعين منزلاً وأخلت نحو ثلاثمائة من سكانها، بحجة البناء دون ترخيص ، فعاود سكان القرية بناءها من جديد لعدة مرات، ثم تم هدم جميع منازلها للمرة الرابعة يوم الثلاثاء الموافق 17 آب 2010م، حيث اعتقلت عدداً من السكان جرى نقلهم إلى مركز شرطة بئر السبع بذريعة عرقلة عمل الشرطة ، ويذكر أن القرية تحولت إلى ثكنة عسكرية لتأمين عمليات الهدم بالجرافات التي ساهمت طائرات عمودية في توفير الحماية لها.
وكان آخر مرات الهدم يوم الاثنين 13/09/2010 ، حين أقدمت جرافات وزارة الداخلية الإسرائيلية في فجر ذلك اليوم على اقتحام القرية ترافقها قوات جرارة ووحدات خاصة طوقت مضارب أبناء عشيرة الطوري وباغتت السكان وأخرجت الأطفال والنساء من خيامهم وبيوتهم ثم تقدمت الجرافات للمرة الخامسة على التوالي بهدم البيوت والخيام وعيون الأطفال والنساء تمتلئ بالخوف والدموع لما يحصل أمامهم وذلك بحجة البناء غيرالمرخص.

ردود الفـعل عقب هدم قرية العراقيب ::


قررت لجنة المتابعة العليا للجماهير الفلسطينية، في اجتماعها الطارئ الذي عقدته الثلاثاء 27-7-2010، في قرية العراقيب، اتخاذ خطوات عملية ترد من خلالها على آلة الهدم الصهيونية، أبرزها إعادة بناء البيوت في قرية العراقيب من جديد.


وتجمهر المئات من الأهالي في القرية، محتجين على سياسة الهدم البربرية التي طالت جميع بيوت القرية، وشردت الشيوخ والأطفال والنساء، مؤكدة من جديد على الوحشية الإسرائيلية في التعامل مع الجماهير العربية عامة وأهالي النقب خاصة، في مختلف القضايا وعلى رأسها قضايا الأرض والمسكن.


-رد الفعل فى غزة :

اعتبر الناطق باسم حماس في محافظة شمال قطاع غزة عبد اللطيف القانوع أن ما قامت به إسرائيل في قرية العراقيب "إرهاب دولة وانتهاك صارخ لحقوق الإنسان".
وحذر القانوع من مواصلة مسح وتدمير القرى والمدن الفلسطينية في النقب، معتبراً أن ما قامت به قوات الاحتلال صباح اليوم هو استكمال لمخططات الاستيطان والتهويد بالضفة الغربية ومدينة القدس.
ودعا القانوع مؤسسات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي إلى ضرورة الوقوف في وجه المخططات الإسرائيلية التي قال إنها تحاول مسح وطمس معالم وآثار القرى والمدن الفلسطينية في النقب المحتل.


-النواب المبعدين :

وقام النواب المقدسيون ووزير شؤون القدس المهددون بالإبعاد بإرسال رسالة تضامن ومؤازرة لأهالي قرية العراقيب بعد أن قام الاحتلال الإسرائيلي بتدمير القرية عن بكرة أبيها.

وجاء في الرسالة: "نبرق لكم تحياتنا من قلب القدس، من خيمة اعتصامنا في مقر الصليب الأحمر الدولي، حيث نناضل هناك كما تناضلون في سبيل الحفاظ على الأرض والهوية والوجود".


وأضاف النواب في رسالتهم: "نحييكم لأنكم أهلنا، ألمكم ألمنا وفرحكم فرحنا وما يصيبكم يصيبنا، وها هي الأحداث تثبت يوماً بعد يوم أن الاستهداف من قبل سلطات الاحتلال للجميع، والسياسات القمعية والعنصرية لا تستثني أحداً، فهدم بيوت الآمنين في قرية العراقيب يهدف إلى تهجير أصحاب الأرض واقتلاعهم من جذورهم، وسحب إقامات المقدسيين والتهديد بإبعاد النواب ووزير شؤون القدس السابق عن مدينتهم يهدف إلى تفريغ القدس من أهلها والمدافعين عنها، فالسياسة في الحالتين واحدة، والمخطط واحد والمستهدف هو وجودنا وهويتنا".

-وفد فرنسى يزور قرية العراقيب :



وقام وفد فرنسي ضم عشرة اشخاص امس الاثنين بزيارة لقرية العراقيب غير المعترف بها والواقعة بين مدينتي رهط وبئر السبع، والتي تعرضت كافة بيوتها للهدم والدمار بمشهد دل على معنى متجدد من معاني النكبة.
واوضح انه من غير المعقول ان يقوموا بجريمة الهدم ويتركوا الاطفال والنساء بدون مأوى، وقال : " نحن امام مشهد يعتبر مقاومة على اصولها وهذه مقاومة بقاء وصمود وهي منتصرة لا محالة" واكد انه سيكون سفير لنقل حقيقة ما يتعرض له فلسطينيو الداخل في المحافل الفرنسية ما عاد التضليل الاعلامي الاسرائيلي ينفع خاصة بعد ما حدث في غزة وفي اعتقادي ان نظرة الاوروبيين عنهم ستتغير لما تنكشف المزيد من الحقائق وهم يتعاملون بعنصرية اشبه ما تكون بنظام العنصري البائد في جنوب افريقيا.