كغيري لم أكن أتوقع تلك الأحداث التي كادت أن تعصف بآمال أزرقنا بل إن أكثر المتشائمين لن يستطيع أن يصل خياله إلى تلك الحبكة التي استمتع بها عشاق الغرافة حتى قربت أنفاسها الأخيرة ليكون ما بقي منها الحزن بعينه الذي أفسد عليهم أجمل لوحة يمكن أن تشهدها ملاعب الشقيقة قطر ..!!

كما أحزنني ذلك المنظر حين ترجل البطل يمشي والجراح تغطي سائر جسده رغم تحقيقه لمراده إلا أن الفرحة وتفاصيلها تعني أن الهلال مثقل بحزن لم يمسح التأهل ألمه .. رغم أنه أرخص من أجله كل غالي .. فمن المسؤول ..!!

إن قلت لا أدري فصدقت .. لأن تلك الأحداث يصعب تفسيرها ودعوكم من المدرب والخطط والتهيئة النفسية واللت والعجن الذي يمارسه المحللون .. نعم أخطأ المدرب .. وعاد الفريدي للمزاجية التي تطل كل فترة .. نعم خان الحظ القناص حتى أصبح صفرا على الشمال .. حتى حسن الشاطر أصبح مبتدئ بالكاد يجيد فك الحرف ..!!

ولا غرابة أن تمر ستون دقيقة ونيفيز عبء على فريقه .. بل لا عجب أن يصبح ويلي من عشاق الأنبراش والركل والرفس بعد أن كان الوديع الحليم .. غاب الشلهوب وترك العنان لحبل أفكاره تجوب شوارع الرياض ولم تعد حتى والحكم يطلق صافرته .. أدرك أن نامي عاد للتخبيص مرة أخرى .. كما أن خيرات شاركة تلك النوتة بكل اقتدار .. حتى الكوري أصبح شختك بخت يا تصيب يا تخيب ..!!

غاب رادوي وعزيز .. ليسقط الغنام على أرض الملعب يتألم بعد أن أنهك ولم يعد يستطيع الحراك .. ليتبعه نيفيز .. ليكمل العابد على ما بقي من صورة هلالنا الجميلة .. حتى الذئب سامي تسند على ذلك المقعد غير مصدق .. فمن المسؤول يا ترى ..!!

إن قلت لا أدري .. فصدقت
وكل ما أعرفه أنها صفحة وطويت ومثلها لا يمر إلا كل عقد من الزمن والحمد لله أنها أتت في وقت فيه متسع .. أقولها وبكل فخر هلالي بطل يسقط ولكنه ينهض ويكمل مسيرته مهما ثقلت جراحه ومهما كان الجرح غائر .. وأحداث مساء البارحة تكفي وتفي ..!!

فرغم تلك الصورة المؤلمة .. إلا أن بين أحداثها صورة مشرقة .. بل أظنها في غاية الجمال .. بطل ينحر من الوريد الى الوريد ثم يعود قبل أن يلفظ أنفاسه ليغرس رايتها في قلب الحدث وهو يصرخ ليس بعد .. فلازال الزعيم يسير نحو أمله .. رغم كل جراحه ..!!

لم أصدق ما حدث .. أطلق الحكم صافرته ولا زلت المذهول .. مرت الدقائق والأحداث تباعــا .. لأدرك أن أجمل الانتصارات حين تقتنص في أحلك الظروف .. شاهدوا تلك الجماهير حين أعلن الحكم تسجيل الزعيم هدفه الثاني لتعرفوا معنى تلك الحروف ..!!

مضت بكل آلامها .. وبقي منها أهم ما فيها ( لا تفقد الآمل ) حتى وأنت تلفظ أخر أنفاسك .. ( لا تيأس ) وحتى وأنت تقف على حبل المشنقة .. ( لا تحزن ) ولو كنت مهزوما بأربعة فقد يكون ما بقي درس لمستقبلك .. كما حدث لهلالنا مساء البارحة ..!!

أحبتي .. أنسوا .. وإن شئتم تناسوا كل تلك الأحداث فهي لا تمر إلا كل عقد من الزمن .. ولكن تذكروا أن الجرح الذي لا يقتلك يزيدك إصرارا على تحقيق مرادك .. وبأذن الله سيفعلها هلالنـــا ..!!

قبل أن أتوقف .. اللهم أعد أحبة لنا في أرض الدوحة سالمين .. واكفهم شر السفر يا حي يا قيوم ..!!





الظاهرة