المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى المجلس العام
   

منتدى المجلس العام لمناقشة المواضيع العامه التي لا تتعلق بالرياضة

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 11/12/2002, 02:53 PM
زعيــم جديــد
تاريخ التسجيل: 03/12/2002
مشاركات: 48
قصة واقعيه بين عبدالله و أمل

..*..*..*..*..( الفصل الأول )..*..*..*..*..
عبدالله طالب في الجامعة ويدرس إدارة الأعمال الإلكترونية .. أنهى عبدالله الكثير من مساقات الجامعة ولم يبق له سوى القليل .. بدأ عبدالله الفصل الدراسي الأخير بقوة وعزيمة وجاء دور التدريب العملي الذي كان ينتظره بفارغ الصبر وأنهى بوحميد الإجراءات اللازمة للتدريب وتمت الموافقة على تعيينه في وزارة العمل والعمال ..

عندما سمع عبدالله هذا الخبر سارع إلى الأستاذ سيف مسؤول قسم التدريب في الجامعة وطالب بتغييره من هذا المكان لأنه لا يطيقه فطالما ذهب إلى هناك لإجراء الكثير من المعاملات الخاصة بوالده وطالما دفع المال من خلف خاطره وما أكثر الساعات التي قضاها واقفاً في صفوف الانتظار الطويلة وكذلك التي تنقل فيها بين مكاتب الموظفين للتوقيع والتوثيق وغيرها من الإجراءات الطويلة التي تصيب الإنسان بالإكتئاب المزمن ..

لذلك رفض عبدالله التدريب في هذه المنطقة التعيسة وطالب بتحويله إلى مكان آخر يجد فيه نفسه ، يمارس فيه الوظيفة دون تعقيد ولا عثرات ولا مشاعر بغيظة ..

كان هدفه الإحساس بالمتعة والحصول على أكبر قدر من الاستفادة وكذلك تعلم أشياء جديدة والتعرف على أناس طيبون يمدون له أيديهم ليستفيد من تجاربهم ويكون معهم علاقات صداقة ومحبة ولذلك ذهب إلى المسؤول الإداري الأستاذ سيف وهو يسكن في نفس المنطقة التي يسكن فيها عبدالله وتربطهما علاقة صداقة بحكم أنهما يسكنان في نفس المنطقة والأستاذ سيف هو الصديق الحميم إلى أحمد شقيق عبدالله الأكبر .. ذهب عبدالله له وكان هذا اللقاء ..

الأستاذ سيف : مرحبا عبدالله .. يا هلا وسهلا فيك

عبدالله : مرحبا الساع .. كيف الحال أستاذ سيف ؟

الأستاذ سيف ( وهو يطفىء السيجارة ) : الحمدلله .. الله يعافيك .. شو أخبار الشيبه ؟!

عبدالله : راح يصلح الكلوز في الصناعية .. وبعدها أكيد بيروح العزبة ..

الأستاذ سيف : أبوك مستريح البال .. ياكل ويشرب وينام ويتفقد أحوال الرعية ..

عبدالله : أية رعية ؟؟!

الأستاذ سيف : البوش اللي في العزبة ؟!؟

ويضحك عبدالله : اسمع كل شي ولا الشيبة .. احترم نفسك ..

الأستاذ سيف : ههههههههههه .. أونك عااااااااااد

عبدالله : المهم .. اسمع .. عندي طلب بسيط .. أتمنى أنك تساعدني

سيف : آمر ، تدلل يابو حميد .. أنت طلباتك أوامر

عبدالله : طلباتي أوامر .. أنت متأكد ؟!؟

سيف ( وهو يضحك ) : متأكد ولكن ..

عبدالله : ولكن ماذا ؟!؟

الأستاذ سيف : ليس بإمكاني تغيير مكان التدريب !!

عبدالله ( باستغراب ) : وكيف عرفت أن هذا هو طلبي ؟؟!

الأستاذ سيف : كل الطلاب الذين سجلناهم في وزارة العمل تقدموا بطلبات لتغيير مكان التدريب وبصراحة شديدة ليس بيدي أي شيء .. كل الوزارات الأخرى والدوائر المحلية والشركات كاملة العدد ..

عبدالله ( باستهبال ) : وإذا أعطيتك هدية ؟!؟!

سيف : يعني رشوة ؟!؟!

عبدالله : لا لا .. شيء ثاني أحلى من الرشوة !!

سيف : أنا موافق ..

وساعتها قام عبدالله وقبل رأس الأستاذ سيف مرة والثانية والثالثة .. وهو يقول له : وغلاة أم سيف .. وغلاة أبو سيف .. وغلاة أم العيال ..

وعندها كان الأستاذ سيف يضحك باستغراب وقد اعتاد على مداعبات عبدالله وقال : عشان أم العيال رووووووووح يا عمي .. ما بغيرك من مكانك !!

عبدالله : يا جبان .. أنت تقدر تقول هذا الكلام جدامها ؟!؟

سيف : ههههههه الصراحة لأ !!

عبدالله : ومسوي نفسك أسد على الطلاب المساكين ؟!؟!

الأستاذ سيف : يا شيطان .. اسكت فضحتنا في الجامعة !!

عبدالله : بتغيرني من وزارة العمل والعمال ولا ...

الأستاذ سيف : ولا ... شو ؟!؟

عبدالله : أخبر أم العيال أنك قلت أنك تكرهها وما تحبها وما اتطيقها بعيشة الله !!

الأستاذ سيف : يا كذااااااااااب .. أنا قلت كل هذا ؟!؟

عبدالله : وأكثر بعد .. وقلت أن أهلك غصبوك عليها وأنه أنت مجبور تعيش معاها !!

الأستاذ سيف : وكيف بتقدر تكلمها ؟!؟

عبدالله : بسيطة .. أنا بخبر أمي وخواتي .. وأنت تعرف أن الحريم نقالات كلام .. والخبر بيوصل للحرمة .. وساعتها لا تقول أنك ما قلت .. والله بيصفعونك ههههههههه

الأستاذ سيف : ما شاء الله .. بتشغل البيت كامل عشان تخرب بيتي أنا ؟!؟

عبدالله : اسمع يا حبيبي .. أنت خذها من آخرها وغيرني من هذا المكان ووديني مكان ثاني أحسن ..

الأستاذ سيف : يا سلام .. وشو تريد في المكان الجديد يا أستاذ عبدالله ؟!؟

عبدالله : الماء والخضرة والوجه الحسن ...

الأستاذ سيف : هههههههه بسك من المغازل .. متى تتزوج وتريحنا .. يوز عن هالسوالف يابو حميد !!

عبدالله : آآآه أنت ماخذ عني فكرة غلط .. أنا مسكين ومالي خص في هالسوالف ..

الأستاذ سيف : أنت مسكين ها ها ها .. أنت سكيـــن !!

عبدالله : الله واكبر عليك .. خاف ربك .. أنا إنسان مسالم وأمشي جنب الحيط ..

الأستاذ سيف : والله شكلك أنت اللي خارب الدنيا ..

عبدالله : اسمع يا عمي .. حطني في مكان ما يكون فيه شباب من الجامعة .. لأني ما أدانيهم .. ثلاث سنوات وأنا أشوف أشكالهم كل يوم الصبح .. أرجوك خليني بروحي في مكان خاص ..

الأستاذ سيف : اسمع يا أستاذ عبدالله .. في مكان واحد بس ممكن تتدرب فيه .. ولكن ..

عبدالله .. وين المكان ؟!؟ ولكن شو ... ؟

الأستاذ سيف : مركز التجارة والاقتصاد ..

عبدالله : حلووووووو ..

الأستاذ سيف : لا تفرح .. في مركز التجارة والاقتصاد الطابق العاشر جميع الموظفين من الجنس اللطيف !

ويسيل لعاب عبدالله ويقول : ها ..؟

الأستاذ سيف : ههههههههه كلهم بنات .. لكن اسمع يا عبدالله إذا تدربت هناك بتكون كل بنت مثل أختك ..

عبدالله : فالك طيب ، فالك ما يخيب .. أنت تعرفني زين وتعرف أخلاقي و ديني ..

الأستاذ سيف : أيوا صح .. ما شاء الله عليك نعالك تقطعت من كثر ما تمشي صوب المسييد ..

عبدالله : ههههههه الله يقطع بليسك .. أنت ملسون ( لسانك لاذع ) !!

ويرد الأستاذ سيف بأسلوب جدي : الله يسامحك .. أنا بسجلك هناك في مركز التجارة والاقتصاد وأنت وضميرك في تعاملك مع الموظفات .. وأتمنى أنك تكون رجل على قد المسؤولية وأنا متأكد يا عبدالله من أخلاقك ودينك ..

عبدالله بأسلوب مازح : ما تخفش يا باش مهندس .. دحنا جدعان أوي !





..*..*..*..*..( الفصل الثاني )..*..*..*..*..

خرج عبدالله من مكتب الأستاذ سيف بعد أن شكره واستسمح منه بسبب الأسلوب المازح الذي كان يتكلم به معه وخرج من بوابة الجامعة مسرعاً بسيارته النيسان العشبي إلى أمه ليخبرها عن مكان التدريب العملي ..

دخل عبدالله بسرعة من باب البيت وتوجه إلى المطبخ وهو يكاد يطير من الفرحة وقبل رأس أمه التي كانت تقطع البطاطس وقال لها : أمي .. أمي .. باتدرب في مركز التجارة والاقتصاد ..

الأم : الله يوفقك يا وليدي

عبدالله : باتدرب في الطابق العاشر .. كلهم بنات هناك .. الموظفات هناك كلهم بنات !!

الأم وهي تبتسم ابتسامة ضاحكة : أحلى كلام .. اختار لك حرمة وبنزوجك اياها ..

عبدالله : لاااااااااااء أنا حرمتي أريدها ربة بيت .. ما أريدها تشتغل عند الرياييل ..

الأم : وشو فيها إذا كانت موظفة ؟ على الأقل بتتساعد أنت واياها على المصاريف وشؤون الحياة ..

عبدالله : لأ .. أنا أريد لما أرجع البيت ألاقي الحرمة تنتظرني وتاخذني بالأحضان وتقولي : اشتقت لك يا حبيبي .. ما أريد لما أرجع البيت ألاقي البيت فاضي والخدامة تسوي صالونة الفلفل مال الهنود !!

الأم : كل بنات الايام هذي ما يعرفن يسون أكل .. يعني حتى لو تزوجت وحدة بتكون الخدامة هي اللي بتسويلكم الأكل ..

عبدالله : اسمعي يا يمه .. أنا باتزوجها وأنتي عطيها دروس خصوصية في تحضير الطعام .. !!

الأم : أنزين .. شو رأيك في بنت موظفة وطباخة ماهرة وحلوة وعندها أخلاق ؟!!

عبدالله : عرفتها .. لطيفة بنت جارتنا غبيشة !!

الأم : والله أنها بنت محترمة وشاطرة وأحسن عن بناتي كلهم ..

عبدالله : ها ها ها .. أنا ما أباها

الأم : ليش ؟!؟ شو فيها البنت ؟

عبدالله : أول شي أنا ما أحب أخوها سالم ، وايد مغرور وفرحان بالشبح ماله ، وثاني شي هي تشتغل في البلدية وأنا ما أرضى حرمتي تشتغل مع الرياييل مهما كان .. وثالث شي أنا أتذكر يوم كانت معاي في الروضة وتسرق فلوسي كل يوم الصبح ..

وتضحك الأم : يا ولدي .. هذااااك من زماااااااان .. تعال شوفها الحين .. حرمة تملا العين !!

عبدالله : لا العين ولا أبوظبي .. أنا أريد وحدة مزيونة ، غرشوبة ، غرناجة ، بدوية ، دلوعة ...

وتقاطعه الأم : هذي استوّت سيارة .. تطلبها من الوكالة وايسوونها لك .. يا عبدالله ما بتحصل وحدة فيها كل المواصفات اللي تباها .. مافي إنسان خالي من العيوب ..

عبدالله : يا يمه سمعيني .. أنا موب ياي أعرس الحينه .. أنا الحينه أريد حلاوة ( يقصد فلوس ) ..

الأم : ها ها ها أي حلاوة ؟!؟ روح الدكان واشتري اللي تباه ..

عبدالله : احنا فاهمين بعض .. يا يمه أنا بداوم عند البنات الحلوات وأريد شوية بيزات عشان أفصل ثلاثة كنادير واشتري غترتين وطاقية ونعال .. يعني يرضيج ولدج يظهر بصورة موب زينة جدام البنات ؟!؟

الأم : اسمع أنا بعطيك خمسميه ربية ولا تسأل عن غيرها لين أول الشهر .. إذا موافق خذ الخمسميه وإذا موب موافق الله يسهل لك دربك ..

عبدالله .. يالله يالجشع .. أمايه عطيني ثمانمية درهم .. أنتي تعرفين أن الثلاث كنادير بثلاثميه وأن الغترتين والطاقية بميتين .. وين ثمن النعال ؟!؟

الأم : أنزينه .. خذ مية ربية واشترلك نعال .

عبدالله مستغرباً : هاااااااا .. أمايه وين النعال اللي بمية ربيه ؟!؟!

الأم : هيه شي نعال بخمسين وستين وسبعين درهم .. !!

عبدالله : أكيد شي .. بس هذي زنوبات ويبيعونها في سوق البتان !!

الأم : لا والله .. نعول زينه وعيال الناس كلهم يلبسون منها إلا عاد البطرانيين شراتك أنت وربعك ..

عبدالله : أمايه .. أنتي تعرفين أنه أنا ما ألبس غير المندوس وعندي البطاقة الماسية بيسوولي خصم ..

الأم : اسمع لا يقصون عليكم كل النعول واحد وتراها إلا أسامي يحطونها على الجلد ..

عبدالله : يا يمه دخيل الله .. أحب راسج أحب أيدينج ..

وينزل عبدالله على ركبتيه وبحركة تمثيلية خبيثة يحاول أن يقبل قدمي أمه وهي متسمرة في مكانها وهو يقول لها : أماه ، حبيبتي ، دخيلج ، أحب أيدينج أحب ريولج .. عطيني ثلاثميه زياده .. أمايه الله يطول عمرج ..

فتقول أمه : قم اشتل من الأرض يالمنافق ، خذ ثلاثميه بس .. وإياني وإياك اتييني باجر تطلب ربية .. والله أعطيك على شمالي عينك ..

فيأخذ عبدالله الثلاثميه وهو يضحك ويقول : والله ما تشوفين ويهي ألين اسبوع !!





..*..*..*..*..( الفصل الثالث )..*..*..*..*..

استعد عبدالله جيداً للدوام في مركز التجارة والاقتصاد واشترى ثلاثة كنادير ونعال وغترة وغرشة عطر .. كان هدفه يطيح كل الموظفات اللي في المركز .. وخاصة أن عبدالله شاب حلو ووسيم وخفيف الظل ..

في يوم السبت وهو أول يوم من أيام التدريب استيقظ عبدالله متأخراً كالعادة فقد اعتاد على السهر في مقهى شباب الوطن والجلوس هناك مع الشباب يدخنون الشيشة ويسولفون حتى ساعة متأخرة من الليل ..

استيقظ وعندما نظر إلى الساعة وجدها تقترب من العاشرة صباحاً فقام من فراشه بسرعة البرق طائراً نحو الحمام وغسل وجهه بسرعة ولبس الكندورة البيضاء ذات الطربوشة الطويلة والغترة والعقال ( لأول مرة ) وتعطر بالعطر الذي اشتراه من عطورات الحرمين ( اسمه كشخة ) وصلى ركعتي الفجر ( متأخراً كالعادة ) وتوجه بسيارته نحو مركز التجارة والاقتصاد .. المكان الذي سيتدرب فيه عبدالله لمدة شهر كامل ..

قبل أن ينزل عبدالله من سيارته تأكد أن الغترة مضبوطة وأخذ يمشط الطربوشة جيداً وتأكد من أن عينيه لا يوجد بها أي أثر ( للغماص ) ووضع رنة جديدة للتلفون ( أحبك يا نظر عيني غناتي ) ونزل منفوخ الصدر مستقيم القوام باهي المنظر ..

بالفعل كان عبدالله وسيماً وزاده جمالاً حمام البخار الذي جعله يبدو أكثر بياضاً وكذلك تخفيفه اللحية ليبدو أكثر شباباً وكانت رائحة دهن العود تنبعث منه أينما يذهب هذا عدا النظارة الشمسية الذي كان يرتديها حتى في داخل المبنى .. بصراحة كان شاباً جميلاً كاشخاً جذاباً !!

دخل عبدالله إلى مبنى مركز التجارة والاقتصاد دخول الملوك وتوجه إلى اللفت ( المصعد الكهربائي ) وصعد إلى الطابق العاشر وهناك توجه إلى الباب المكتوب عليه ( مسؤولة شؤون المتدربين ) ..

دخل من الباب وسلم فوقعت عيناه على امرأة غاية في الجمال .. امرأة تسرق العقل والعقل .. كانت صغيرة في السن وعمرها في أواسط العشرينيات وعلى مكتبها لوحة خشبية كتب عليها اسمها ( أمل الدويلاني ) فأخذ عبدالله يلعق لعابه ويمني نفسه بالعمل مع هذا الملاك الجميل فأخذ يحدق فيها وهي مشغولة بالكتابة على أحد الأوراق ..

عبدالله ( بصوت قوي ) : السلام عليكم

أمل ترفع رأسها وتجاوب بصوت حاد ومرتبك : وعليكم السلام والرحمة

عبدالله : أختي .. أنا متدرب من الجامعة وعندي تدريب عملي في مركز التجارة والاقتصاد

أمل : مرحبا بك أخويه .. ممكن لحظة ..

عبدالله يقول لها : تفضلي ..

فتقول له : تفضل استريح ..

فيجلس عبدالله على الكنبه الطويلة وتخرج أمل من المكتب فيراقب خطواتها وهي خارجة إلى المكتب المجاور ..

فتعود بعد قليل ومعها أحد الملفات وتتجه نحو مكتبها وهي تقول : لحسن الحظ أن ملفك وصل يوم الأربعاء الماضي ..

وتجلس أمل على مكتبها وترتسم ابتسامة على محياها وتواصل حديثها وهي تقول : سوف تتدرب في هذا القسم يا أخ عبدالله لمدة شهر كامل .. وأنا سوف أكون المسؤولة الأولى عنك خلال فترة التدريب وأنا متأكدة أنك بتكون عند حسن الظن ونتمنى أنك تقضي فترة تدريبية مفيدة بين أخواتك في هذا القسم ونتمنى لك قضاء وقت مفيد وممتع ويا مرحبا بك في القسم ..

يتكلم عبدالله وآثار الارتياح بادية على وجهه ويقول : مشكورة أخت أمل وأتمنى ما أضيق عليكم أو أكون ثقيل الدم خلال فترة التدريب العملي ..

تقاطعه أمل وتقول بطريقة أخويه : لا تقول هذا الكلام يا عبدالله .. أنت عزيز وغالي !!

عندما قالت أمل هذه الجملة وكأنما ضرب أحدهم عبدالله في صميم قلبه فأول مرة في حياته يسمع كلمة ( عزيز وغالي ) من فتاة فاحمرت وجنتاه وأحس بالخجل وواصل السكوت .. !!

قالتها أمل بطريقة أخويه وبحكم أنها ترى عبدالله في منزلة أخيها الأصغر ولكن عبدالله فهمها بطريقة أخرى !!





..*..*..*..*..( الفصل الرابع )..*..*..*..*..

أفاق عبدالله من الأحلام الوردية التي طار بها عقله على صوت أمل وهي تناديه : أخ عبدالله .. أخ عبدالله .. وينك ؟!؟

فتكلم عبدالله على الفور : موجود .. أنا هنيه

قالت أمل : أنت موب هنيه .. وين رحت ؟ توه بادي الشغل .. اتذكر ترا الرقاد ممنوع ، والموبايل ممنوع ، واستقبال الأصدقاء من الشباب ممنوع في هذا القسم .. وموب كل يوم تحضر متأخر !!

قال عبدالله : إن شاء الله .. ما يهمج .. فالج طيب ..

قالت أمل : الدوام يبدأ الساعة الثامنة صباحاً وينتهي الساعة الرابعة عصراً وعندك بريك الإفطار الساعة العاشرة وبريك الغداء وصلاة الظهر الساعة ثنتين ..

قال عبدالله : إن شاء الله .. مافي مشكله ..

ويرن موبايل عبدالله ( الرنة : أحبك يا نظر عيني غناتي ) فيتكلم عبدالله في التلفون بارتباك شديد ويقول : السلام عليكم ، أنا في التدريب العملي ، باتصلبك بعدين ، مع السلامة ..

وفور أن أغلق عبدالله الموبايل سارعت أمل وقالت بأسلوب مازح : أنا ما قلت أن الموبايل ممنوع .. بس عشان اليوم أول يوم بنمشيها لك .. على فكرة أنا مستحيل أرد على التلفون حتى لو كان اللي متصل هو أبويه !!

قال عبدالله : صدق ؟ وين بر الوالدين ؟!؟

أمل : بيزنس إز بيزنس

عبدالله : إن شاء الله .. يستوي خير ..

ويرن موبايل من أحد أدراج مكتب أمل فتنظر إلى عبدالله باستغراب وهي ( قافطة ) وتخرج الموبايل من المكتب وتتكلم فيه : ألو ، مرحبا السلام عليكم ، لا والله أنا في الدوام ، ما بقدر أروح اليوم ، لا تعبانة شوي ، بكلم عايشة ما يهمج ، يستوي خير ، يحفظج الله ، مع السلامة ..

وفور أن أغلقت أمل الموبايل قال عبدالله وهو يضحك مستنكراً : يا سلام ، حلال عليهم وحرام علينا .. أنتي ما قلتي أنه ما بتردين على الموبايل حتى لو كان اللي متصل أبوج ؟!؟

قالت أمل مبررة : أيوا قلت .. بس هذي أمي !!

وتضحك أمل ويضحك عبدالله ويبدو أنهما قد أخذا على بعضهما بسرعة ..

أحس عبدالله بنوع من الألفة والارتياح اتجاه أمل وأخذ فكرة طيبة عن أمل ولكن لك يكن يفسد هذه الفكرة سوى شيء واحد فقط .. وهو أن أمل لم تكن متنقبة وكانت ( جذلتها ) ظاهرة بالإضافة إلى رائحة عطرها وطبعاً مكياجها الكامل فهي في نظره متبرجة ومتحررة وغير ملتزمة ولطالما كان عبدالله يشمئز من هذا النوع من النساء ويحتقرهن أيما احتقار لدرجة أنه عندما يذهب إلى الكارفور أو المول ويشاهد أحد هؤلاء المتزينات يلعنها ويشتمها فيقول له أحد أصدقائه : لا تلعنها ولا تسبها فتأخذ إثمها ولكن ادع لها بالهداية والصلاح !!

فيقول عبدالله : لقد لعن الرسول المرأة التي تخرج من بيتها متعطرة وشبهها بالزانية وكذلك جعل لكل شعرة ظاهرة من المرأة جمرة من نار جهنم ..

على العموم ، أفاق عبدالله من جديد على صوت أمل وهي تقول له : الآن سوف آخذك في جولة تعريفية على مركز التجارة والاقتصاد وعلى الطابق العاشر بشكل خاص لتتعرف على الموظفين والموظفات وتتعرف على الأجهزة الموجودة لدينا وتتعرف على أخواتك الموظفات في القسم وتتبين من هذا طبيعة المسؤوليات والأعمال التي ستؤديها خلال فترة التدريب العملي ..

وفعلاً خرج عبدالله مع أمل من المكتب وأخذت تمشي إلى جانبه من طابق إلى طابق ومن مكتب إلى مكتب واستمرت لأكثر من الساعة تعرفه على أقسام المركز وعلى الموظفين والموظفات الذين يعملون هناك ولفت انتباه عبدالله الأسلوب المرح الذي كانت تتعامل به أمل مع كل الموظفين والموظفات فكانت تضحك مع هذا وتداعب هذه وتتصرف كما لو كانت الأخت الصغرى لكل موظفي وموظفات القسم ..
وجاء الدور على الطابق العاشر الذي سيعمل فيه عبدالله وقد كان يعلم جيداً أنه سيعمل مع موظفات لا يوجد بينهن رجل واحد فدخل من جديد مع أمل إلى القسم وأخذ يتجول هو وهي على مكاتب الموظفات اللاتي سارع بعضهن إلى إنزال النقاب بينما اعتبرت الأخريات هذا الأمر عادياً كون عبدالله في نظرهن شاب صغير ومازال يدرس في الجامعة ..





..*..*..*..*..( الفصل الخامس )..*..*..*..*..

في ليلة السبت نرى أمل منطرحة على فراشها وقد ارتدت بيجامة النوم وفكت شعرها واحتضنت المخدة وأخذت تفكر في الضيف الجديد الذي أتى إلى العمل .. نعم إنه عبدالله .. المتدرب الذي أتى من الجامعة إلى مركز التجارة والاقتصاد ..

وأخذت الأفكار تأخذ برأس أمل يمنة وشمالاً ..

عبدالله شاب جميل المحيا .. أخلاقه عاليه وأسلوبه لطيف .. من عائلة كبيرة .. يبدو عليه الغرور لكن يبدو أن قلبه طيب .. متعلم وأظنه متدين بعض الشيء ..

وما شأنك أنت يا أمل ؟!؟ لماذا تفكرين في عبدالله .. ؟!؟

هو في مقام شقيقك الأصغر .. أنتي تكبرينه بسبعة أعوام على الأقل .. أنتي عانسة ، عانسة .. عانسة .. ستبقين هكذا ولن يتزوجك أحد !!

وأخذت أمل تبكي وتبكي حتى بللت دموعها الوسادة البيضاء التي كانت تحتضنها .. بكت حتى نامت ..


وعلى الجانب الآخر أخذ عبدالله على سريره يفكر في الفتاة الجميلة التي رآها في مكان التدريب .. نعم هي المسؤولة أمل .. الفتاة الجميلة التي لا يعرف بالضبط كم هو عمرها ولكن يبدو أنها تبلغ الخامسة والعشرين من العمر .. أنيقة ، جذابة ، وكذلك جميلة .. لكنها متبرجة .. آآآآآآآه يالها من فضيحة يابو حميد .. ماذا سيقول الناس عنك ؟ ماذا ستقول أمك ؟ ماذا سيقول الأصدقاء !!!
أتتزوج امرأة غير متسترة .. متبرجة ، تضحك مع الشباب في العمل .. لا تخجل من شيء .. ؟!؟!
ما أدراك عن تاريخ أمل ؟!؟ كم شاباً قد كلمها في التلفون ؟! كم قصة حب مرت عليها حتى الآن ؟!؟
يا عبدالله .. انس الفكرة .. وتزوج من فتاة محترمة لا تعمل .. فتاة تعرف ربها وتستتر عن أعين الرجال .. !!

وتخرج تنهيدة ساخنة وآآآآه طويلة من قلب عبدالله وبعدها يستسلم للنوم .. وينام ..





..*..*..*..*..( الفصل السادس )..*..*..*..*..

بدأ يوم جديد من أيام التدريب العملي الذي يقضيه عبدالله في مركز التجارة والاقتصاد ويستيقظ مبكراً هذه المرة حتى يثبت للمسؤولة أمل أنه نشيط ومواظب وأن تأخره يوم السبت كان بمحض إرادته !!

يتكشخ عبدالله كالعادة ويخرج من البيت كالطاووس وهو يرتدي الكندورة الكركمية اللون ويلف الغترة الحمدانية على رأسه ولم ينس بالتأكيد أن يتدهن قليلاً بدهن العود الذي اشتراه من مكة المكرمة في رحلة العمرة التي غيرت من أخلاقه وتصرفاته بشكل كبير وجعلته أكثر إلتزاماً بدينه وصلاته ومبادئه ..

يركب عبدالله سيارته ويضع شريطاً للمقرىء خالد القحطاني ويتوكل على الله ذاهباً إلى مركز التدريب .. إلى أمل التي اشتاق لها .. إلى المرأة التي قضى ليلته يفكر فيها ..

يدخل عبدالله إلى مركز التجارة والاقتصاد ويركب اللفت الذي يطير به إلى الطابق العاشر فيسابق عبدالله خطواته نحو مكتب أمل ..

يدخل إلى مكتبها فلا يجد أحداً بداخله فيخرج من المكتب لينتظرها على الكراسي الموجودة في الممر ..

أخذ عبدالله ينتظر حتى الساعة التاسعة والنصف ولم تحضر أمل .. حتى ملَّ من الانتظار وذهب إلى إحدى الموظفات المنقبات ليسألها عن أمل فلا يجد عندها جواباً سوى أنها أخرجت هاتفها واتصلت بها ليرد زوج أختها ويخبرهم أن والد أمل انتقل إلى رحمة الله !!

كان وقع الخبر على الموظفة كبيراً جداً لدرجة أنها أخذت تبكي وهي مصدومة غير مصدقة بعد أن أغلقت هاتفها .. فأخذ عبدالله يسألها ..

عبدالله : ماذا حدث ؟ هل أمل بخير ؟

الموظفة وهي تبكي : أمل بخير

عبدالله : ماذا حدث إذاً ؟!؟

الموظفة : أبوها .. مات ..

فيخرج عبدالله مصدوماً حزيناً من المكتب ليجلس على نفس الكرسي الذي جلس عليه في الصباح ويفكر في أمر أمل .. وفي والدها .. ويتخيل كيف هي الحياة بعد وفاة الوالد .. وكيف هي المسؤوليات بعد وفاة رب الأسرة .. وفي نفس الوقت يتفكر في أمل وتقبلها لفقد والدها وحزنها عليه ..

أمضى عبدالله أغلب ساعات الدوام وهو يقرأ الجريدة ويكتب رسالة عزاء ليقدمها إلى أمل .. أخذ عبدالله يكتب ويكتب حتى نزلت دمعة على خده لتستقر بجانب توقيعه على الرسالة ..

بعدها ذهب عبدالله مع شقيقه الأكبر إلى العزاء في ليلة الإثنين بعد أن أخذ عنوان منزل أمل من نفس الموظفة وهناك وجد خيمة كبيرة أعدت خصيصاً للعزاء فدخل الخيمة وسلم على الحاضرين ووجد رجلاً كبيراً في السن ( كأنه جدها ) وبجانيه ثلاثة شباب ومجموعة من الحضور وكان الحزن مطبقاً على الرجل العجوز بينما كان الشباب يتكلمون ويضحكون وفور دخول عبدالله وشقيقه قام الجميع ليقدم عبدالله عزاءه وعبارات المواساة والتخفيف عن فقدان الرجل .. وبعدها ذهب عبدالله مع شقيقه إلى جانب من الخيمة وجلسا هناك ..

استمر الشباب في كلامهم وضحكهم ليقوم الرجل العجوز من مكانه ويبدأ في توبيخهم وتأنيبهم :

عمكم مات البارحة وأنتوا تضحكون وتتكلمون ؟ أنتوا ما تستحون ؟ أنتوا ما فيكم أدب ولا أخلاق ..

فهم عبدالله من هذا أن الشباب هم أبناء عمها وأن العجوز هو جدها ..

على العموم .. بقي عبدالله قرابة النص ساعة جالساً وبعدها انسلخ من شقيقه وخرج قليلاً ليتمشى بالقرب من البيت فوجد خادمة فلبينية تخرج من البيت لتفرغ الزبالة فذهب إليها وسألها ..

عبدالله : هذا بيت سعيد ؟

الخادمة : أيوا بابا .. سعيد في موت الحين

عبدالله : ما عنده أولاد ؟

الخادمة : أرباب مافي أولاد .. في ثلاثة بنت ، واحد في شغل واثنين في مدرسة ..

عبدالله : أنا أخو صديقة أمل .. ممكن تعطينها هذي الرسالة ؟

الخادمة : أوكي بابا

وأخذت الخادمة الفلبينية الرسالة بعد أن قلبتها في يدها ونظرت إليها بفضول ومن ثم ذهبت إلى داخل البيت .. وبعدها اتصل عبدالله بشقيقه وطلب منه الخروج من الخيمة ليذهبا إلى البيت ..

أخذت الفلبينية الرسالة وذهبت بها إلى أمل التي كانت جالسة على سريرها وتتأمل صورة والدها الكبيرة المعلقة على جدار الغرفة في مقابل سريرها وهي تبكي عليه بدموع لا تتوقف ..
وضعت الفلبينية الرسالة بجانب أمل وذهبت دون أن تنطق بكلمة وأغلقت الباب ورائها ..

بقيت أمل كما هي قرابة الساعة متسمرة على سريرها وكأنها جماد لا يتكلم حتى أفاقت من جمودها لترى ذلك الظرف الأخضر الذي وضعته الخادمة على سريرها ..
فتحته ببرود شديد وبدأت في القراءة ..

=-=-=-=-= الرسالة =-=-=-=-=

عزيزتي أمل ..

إن الحياة لا تدوم لأحد ولو دامت لأحد فإن أولى الناس بالحياة هو رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ولذلك لا تيأسي ولا تحزني فقد اختار الله والدك إلى جنة عرضها كعرض السموات والأرض ، أعدت للمتقين فاسألي الله سبحانه وتعالى أن يكون منهم وادعي له بالرحمة والمغفرة ..

لن تفيد دموعك الساخنة في شيء ولن تعيد الذكريات الجميلة والدك إلى الحياة ولن يرجع الوالد عندما تقضين الوقت في البكاء والنحيب .. لذلك أنصحك بالصلاة والذكر وقراءة القرآن الكريم فإن في قراءته شفاء للقلب والروح والجسد .. وأوصيك بقراءة سورة يوسف فإنها تذهب الحزن كما تذهب الريح حبات الرمل الموجودة على ورق الشجر ..

أختي العزيزة أمل ..

اجعلي أملك في الله كبيراً واخلعي النظارات السوداء من على عينيك وانظري إلى الحياة بنظرة كلها تفاؤل واستبشار فالله سبحانه وتعالى يحب عبده القوي المؤمن وتأكدي أيتها الغالية أن والدك رحمه الله سيفرح في قبره عندما يراك سعيدة وراضية بقضاء الله وقدره ..

أمل .. ليكن لديك أمل وليكن إيمانك بالله عظيماً فالحياة أكبر من أن نقضيها في البكاء على الماضي والعمر أثمن من أن نضيعه في البكاء والعويل ..

كوني قوية ولا تجعلي الحزن يتسرب إلى قلبك لأنك إنسانة مؤمنة وراضية بقضاء الله وقدره واسألي لوالدك الجنة وتذكري أنه سيأتي اليوم الذي ستلتقين فيه مع والدك في جنة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ولذلك افرحي ولا تحزني

نصيحة أخيرة : عندما يضيق صدرك ويكتئب حالك وتسوَّدُ الدنيا في عينيك قولي : لا إله إلا الله ..

أخوك الصغير : عبدالله





..*..*..*..*..( الفصل السابع )..*..*..*..*..

قرأت أمل الرسالة عدة مرات وكانت تحس بعد قرائتها في كل مرة بدماء جديدة تجري في عروقها من جديد ، أحست بقلبها وهو ينبض بقوة ، أدركت أن الحياة لا تنتهي بفقد والدها .. أحست بأن الدنيا مازالت كبيرة وأن عجلة الحياة لم ولن تتوقف بوفاة والدها أو غيره .. وكانت العبارة التي قالها عبدالله في رسالته تتردد كثيراً على مسمعها : ( أمل .. ليكن لديك أمل وليكن إيمانك بالله عظيماً ) فقامت من على سريرها واستحمت بالماء البارد ولبست ثوبها وتحجبت وصلت ركعتين وجلست تقرأ القرآن حتى منتصف الليل وعبارة عبدالله تتردد حتى هذه اللحظة في أذنها وكأنها تسمعها منه .. !!

قبل نومها لم تنس أمل أن تصلي ركعتين وتدعو الله أن يغفر لوالدها ويرحمه ولم تنس كذلك أن تدعو لعبدالله بالتوفيق في حياته العلمية والعملية ..

قرأت أمل الرسالة مرة أخرى وأحست براحة نفسية كبيرة ونامت راضية وقانعة بقضاء الله وقدره ..

لم تنم أمل طويلاً واستيقظت مع أذان المسجد القريب من البيت فقامت وصلت الفجر وبدأت تقرأ آيات من سورة يوسف حتى وصلت إلى قوله تعالى : ( قال إنما أشكوا بثي وحزني إلى الله ) فبكت أمل وبكت وبكت .. حتى تمثلت أمامها صورة عبدالله وهو يقول لها : كوني قوية ولا تجعلي الحزن يتسرب إلى قلبك .. كوني قوية ولا تجعلي الحزن يتسرب إلى قلبك ..

قامت أمل ولبست حجابها وعباءتها واستعدت للخروج من المنزل !!

أين ستذهب أمل .. ؟!؟! لا أحد يعلم ..

كانت الساعة السابعة عندما ركبت أمل سيارتها المرسيدس الحمراء وتوجهت إلى مكان عزيز لديها ، تحمل لهذا المكان الكثير من الذكريات الجميلة .. إنه المكان الذي اعتاد والدها أن يأخذها إليه دائماً .. إنه أحد الأفلاج القديمة بالقرب من الأطلال الباقية من منزل جدها القديم ..

في طريق الذهاب إلى هناك تذكرت أحد الملفات فأوقفت سيارتها على جانب الطريق ونزلت تقلب في الملف حتى وجدت المظروف الذي كانت تبحث عنه .. إنها ورقة مرسلة من الجامعة تحمل عنوان الطالب المتدرب عبدالله ..!!

فتحت أمل المظروف بسرعة وأخذت رقم موبايل عبدالله واتصلت به على الفور ..

توت توت ، توت توت ، توت توت .. توت توت ، توت توت ، توت توت .. وعندما أيقنت أمل أن عبدالله لن يرد عليها سمعت صوته على الطرف الآخر ..

كان عبدالله خارجاً من الحمام وهو يلف الفوطة على وسطه حينما سمع الموبايل يرن فسارع إلى الرد عليه ..

عبدالله : ألو .. صباح الخير

أمل : صباح النور ..

عبدالله : منو معاي ؟!؟

أمل : أنا أمل ..

دق قلب عبدالله وتلعثم وقال : مرحبا أمل ..

أمل : أريد أشوفك يا عبدالله .. أنا في المكان الفلاني ..

ورد عبدالله بلا تردد : أنا ياي الحين ..

وبسرعة لبس عبدالله ملابسه وطار بالنيسان إلى المكان الذي وصفته له أمل ..

ترجل عبدالله من سيارته ورآها جالسة بالقرب من الفلج فذهب إليها ..

عندما وصل إلى قربها قال : السلام عليكم ..

فردت عليه وهي جالسه على جدار الفلج وتضع قدميها في الماء : وعليكم السلام

قال عبدالله : شخبارج يا أمل

أمل : الحمدلله بخير ..

فيجلس عبدالله بالقرب منها وهو ينظر إلى أقدامه تارة وإلى قدميها في الماء تارة أخرى ..

فتقول أمل : أشكرك على رسالتك يا عبدالله ..

عبدالله : العفو

أمل : لقد أراحتني كثيراً وخففت من آلامي ..

عبدالله : الله يبعد كل هم وضيق عنج يا أمل .. وهذا تراه حال الدنيا ..

أمل : بصراحة رسالتك كانت السبب في الخروج من الحالة النفسية السيئة اللي أنا فيها ..

عبدالله : خلي ثقتج في الله كبيرة والله سبحانه وتعالى إذا أحب عبده اختبره ..

أمل : ونعم بالله ..

وتبكي أمل وتقول : ما تدري يا عبدالله اشكثر كنت متعلقة بأبويه ..

عبدالله : قال رسولنا الكريم : (أحبب من شئت فإنك مفارق) وعسى الله يجمعنا فيه في جنة عرضها كعرض السموات والأرض ..

ويواصل عبدالله حديثه : يا أمل ، لا تبكي .. لا تخلي دموعج تنزل .. أبوج ما يحب يشوف الدموع على خدج ..

تبكي أمل وتقول : أبويه مااااااات ، أبويه مااااات ..

فيقول عبدالله : ادعي له بالرحمه والمغفرة وصلي في الليل والنهار واقري القرآن ويجعل الله من بعد ضيق مخرجا ..

أمل : آآآآه ، لا إله إلا الله .. لا إله إلا الله

فيتقرب عبدالله من أمل .. ويمسح دمعة نزلت على خدها ويقول : أمل .. أنتي أقوى من هذا .. أمل .. لا تبكي .. اذكري الله واترحمي عليه ..

فتهدأ أمل .. وتظل تنظر إلى عيني عبدالله الحنونه .. وهو ينظر إلى عينيها الجميلة الدامعة ..

ومن ثم يقطع عبدالله هذه النظرات ويجلس بقربها من جديد لتبدأ أمل في الحديث عن طفولتها وذكرياتها مع والدها وينصت لها عبدالله باهتمام وهي تحرك أحد الأعواد اليابسة في ماء الفلج وتتكلم ..

تكلمت أمل عن طفولتها وصباها وتذكرت كيف كان والدها يلاعبها كونها كانت ابنته الوحيدة قبل أختيها وتحدثت عن تخرجها من الثانوية ومن ثم دخولها كليات التقنية العليا وكيف كان والدها يحبها ويغدق عليها بالهدايا ويغمرها بالحب والحنان ..

تكلمت عن حبها لوالدها وحبه لها والذي جعلها تنسى أنوثتها وأمر زواجها وتستمر في حب والدها والبقاء معه حتى مع كثرة الخطاب الذين دقوا باب بيتها فرفضتهم لأنها لا تتخيل أبداً أنها ستبتعد عن والدها ..
وتكلمت عن لحظة وصول خبر وفاة والدها إليها وكيف كانت فاجعتها فيه و ...

كان عبدالله ينصت باهتمام وكانت أمل تتكلم بحرية وانطلاق غريبين وكأنها تعرف عبدالله منذ سنوات وسنوات .. وجلسا يتكلمان عن حياتهما وهواياتهما والذكريات الجميلة في حياة كل منهما ومن ثم انتقلا للحديث عن كرة القدم وفريق العين الذي يحبانه بجنون وأخذت أمل تحكي لعبدالله عن ذكرياتها عندما كانت تحضر المباريات مع والدها المتعصب للفريق وكيف كان الناس ينظرون إليها هي ووالدها باستغراب كونها العيناوية الوحيدة التي كانت تجلس في المدرجات .. ومن ثم كيف أن والدها أخذ يتهرب منها ولا يأخذها معه إلى النادي عندما كبرت وصارت فتاة ..

تكلم أمل وعبدالله كثيراً وضحكا كثيراً وتناست أمل حزنها ودموعها ولم يحس الاثنان بالوقت حتى حان وقت الظهر وآلمهما الجوع فقررا الذهاب لتناول الطعام في أحد المطاعم القريبة ..

ترك عبدالله سيارته في نفس المكان وركب مع أمل في سيارتها ( مخفي عاكس ) فأخذت تسابق الريح حتى وصلت إلى أحد المطاعم ..

ودخل الإثنان من باب العائلات وجلسا هناك في أحد الأركان البعيدة عن الأنظار ..





..*..*..*..*..( الفصل الثامن )..*..*..*..*..





طلب كل منهما الطعام الذي يريده وأخذا يتكلمان ويأكلان وينظران إلى بعضهما باستغراب ..

عبدالله : أنا موب مصدق اللي صار اليوم ..

أمل : كأني عايشة حلم !!

عبدالله : هههههههه هذا كابوس فظيع !!

أمل : ويا ويهك ..

عبدالله : الحلووووو ؟!؟!

أمل : مداح نفسه .. يباله ..

عبدالله : رفسه هههههههههه

أمل : ما شاء الله عليك ، أنت جذاب وأنيق و ..

عبدالله : وشو ؟؟

أمل : خقاق وشايف عمرك ؟!؟

عبدالله : مواطن ، من حقي !!

أمل : أنت فرحان بالجواز ههههههههههه دايماً هذي هي عقدة ال... !!

عبدالله : أنتي ملسونه ، أنتي شيطونة !!

أمل ( بدلع ) : أنا مثكينة ..

عبدالله ( باستنكار ) وهو ينظر إلى السقف : هيه صح !!

ويضحك الإثنان ويحسان بالراحة اتجاه بعضهما أكثر وأكثر .. ومن ثم يقوم عبدالله ويذهب باتجاه حمامات الرجال ليغسل يديه وتبقى أمل جالسة على الطاولة ..

تنادي أمل على الجرسون وتعطيه الحساب وتطلب منه أن يبقي الباقي لديه ..

فيرجع عبدالله ويجلس من جديد وينادي على الجرسون : الحساب لو سمحت !!

أمل : خلاص أنا دفعت ..

عبدالله : شو هالحركات .. عيب .. هذي فيها قبايل !!

أمل : لا قبايل ولا عشاير .. اليوم خليها عليه والمرات اليايه عليك ..

عبدالله : وهو فيه مرات يايه ؟!؟!؟؟!

أمل : ..........

عبدالله : يستوي خير .. بس تعرفين أحس بطني يعورني .. أنتي دافعة من الخاطر ؟!؟!

أمل : ويا ويهك .. قلتلك قول : باسم الله ، قبل لا تاكل !!

عبدالله : والله العظيم أني قلت .. بس ما أدري كأنه حد كان يعد اللقمات عليه !!

أمل : تتحرا كل الناس زطوط شراتك ههههههههههه

عبدالله : أنتي سوالفج سوالف شباب .. شالسالفة ؟!؟

أمل : عيوووووووووز مخالفه ههههههههههه


ويخرج الإثنان من المطعم باتجاه سيارة عبدالله الواقفة في ذلك المكان البعيد .. وينزل عبدالله من سيارة أمل فتقول له بينما كان يفتح الباب وينظر إليها : مشكور يا عبدالله .. قضيت معاك وقت حلو ، نسيت حزني ، ضحكتني في غمرة أحزاني .. !!

عبدالله : شدي حيلج يا أمل وأريدج دايماً قوية وتراني أخوج وفي أي وقت بتحتاجيني بتحصليني ..

أمل : إن شاء الله .. بس لا تقطعنا ..

عبدالله : إن شاء الله ..



وتثاقل كل منهما عن الاتصال بالآخر حتى اليوم التالي .. عندما التقى الاثنان في مركز التجارة والاقتصاد فسلما على بعضهما وجلس عبدالله في مكتبها يتكلم معها بينما كان الموظفون والموظفات يمرون على مكتب أمل يقدمون لها تعازيهم ومواساتهم ..

طلبت أمل من العمال أن يحضروا طاولة وكرسي وجهاز كمبيوتر لعبدالله في مكتبها ليكون موجوداً أمام عينها وتوكل إليه بعض المهام والمسؤوليات حتى تنتهي فترة التدريب العملي ..

وفعلاً تم إعداد كل شيء بسرعة وأصبح أمل وعبادي ( كما أصبحت تناديه ) في نفس المكتب يعملان ويتكلمان ويضحكان ..

تعلق الاثنان ببعضهما كثيراً وبمجرد الخروج من العمل كانا يواصلان ( السوالف ) عبر أسلاك التلفون وأحياناً عبر الإنترنت حتى ساعة النوم وازداد ارتباطهما ببعضهما لدرجة لا يتخيلها أحد ..

ازدادت أمل إعجاباً بعبدالله وصارت تحبه وتشتاق إليه ولا تكاد تتركه حتى تحس بالضيق والحزن والملل .. وكذلك ازداد عبدالله إعجاباً بأمل وشخصيتها وأسلوبها وصار يشتاق لها ولكن كان هناك شيء واحد فقط يكرهه عبدالله ولا يستطيع قوله لأمل .. إنه لباسها وزينتها ، فهي متبرجة وفاتنة وتظهر زينتها لكل الناس .. ومن هذا الأمر كان عبدالله يحس بالغصة تخنقه والمرأة التي يحبها غير محتشمة !!

في آخر أيام التدريب قرر عبدالله أن يكلم أمل في هذا الموضوع وفعلاً استجمع قواه وقرر أن ينصحها عليها تحتشم وتتوب عن التبرج فاتصل بها من البيت وسلم عليها ومن ثم دار هذا الحوار ..

عبدالله : أمل ..

أمل : نعم عبادي ؟

عبدالله : أريد أتكلم وياج في موضوع ..

أمل : تفضل ..

عبدالله : أريد وعد منج أنه ما تزعلين مني !!

أمل : إن شاء الله .. وعد يابو حميد

عبدالله ( بتردد وتأتأة ) : أمل .. ليش ما تلبسين النقاب أو الغشوة ؟؟

أمل : ليش مظهري وملابسي موب عايبتنك ؟؟؟

عبدالله : لأ .. بس الصراحة الملابس اللي تلبسينها وشعرج اللي ظاهر والمكياج و ..... الصراحة عندنا عيب وبعد هو حرام ، والرسول لعن النساء المتبرجات والله أمر ...

وتقاطعه أمل : يعني أنا حرمة موب حشيمة .. يعني أنا إنسانة خايسة .. صح يا عبدالله ؟!؟

عبدالله : لا موب هذا القصد ..

وتصرخ أمل : لأ هو هذا القصد .. اسمع يا عبدالله ، أبويه الله يرحمه ما كلمني عن ملابسي ، وأهلي كلهم ما قالوا شي ، وأنا موب متشلحة وماشية في الشوارع !!

عبدالله : أمل هدئي أعصابج ولا تزعلين .. أنا بس حبيت أنصحج لوجه الله ..

أمل : انزين ، مشكور يا عبدالله ، جزاك الله خير

وتغلق أمل سماعة التلفون في وجه عبدالله .. فيحزن عبدالله ويقرر أن لا يكلمها أبداً أبداً !!





..*..*..*..*..( الفصل الأخير )..*..*..*..*..

انتهت فترة التدريب العملي وتخرج عبدالله من الجامعة وحصل على وظيفة بسرعة البرق في شركة اتصالات بينما مر أكثر من شهر كامل لم يتكلم فيه مع أمل والشوق يزداد في قلبيهما أكثر وأكثر والرغبة جامحة في قلب كل واحد منهما لمعرفة أخبار الآخر والإطمئنان عليه .. ولكن عزة نفس أمل وتكبرها وعناد عبدالله وتعنته جعل كل منهما يدوس على قلبه ويتحاشى الاتصال بالآخر !!

عمل عبدالله في قسم الحسابات العامة في الشركة فجاءت إليه في أحد الأيام امرأة منقبة تقدم إحدى المعاملات الخاصة بها ..

جلست المرأة على كرسي العملاء وقدمت أوراقها إلى عبدالله فأخذ عبدالله الأوراق من يدها ونظر فيها ليتفاجىء ويرفع بسرعة عينه وينظر في عينها .. ويقول : أمل ..

نظر عبدالله في عينها فرأى دمعة تخرج كاللؤلؤة من عينها لتنسال على خدها من تحت النقاب .. لم تنطق أمل بكلمة واحدة ..

سألها عبدالله : أمل .. أمل ..

أمل : شو ؟

عبدالله : تتذكريني ؟

أمل : وكيف أنساك ؟!؟

وتبكي أمل بحرقة غير طبيعية وكأن مصيبة حلت بها !!

يغلق عبدالله مكتبه بالمفتاح ويكلم أمل ويسألها عما بها فلا تجيبه وتكتفي بالبكاء .. وكان بكائها غير طبيعي !!

عبدالله : أما ، شو فيج ، شو صاير ؟ ليش كل هذا الحزن ؟!؟

توقفت أمل عن البكاء ورفعت نقابها من على وجهها ليظهر وجهها بلون أسود محروق من أسفل العين وحتى الرقبة !!

أصيب عبدالله بصدمة .. وجلس من هولها على مكتبه ممسكاً برأسه وهو يقول : لا إله إلا الله ، لا إله إلا الله ..

أنزلت أمل نقابها على وجهها ووضعت رسالة على مكتب عبدالله وخرجت بسرعة ..

فور خروج أمل من المكتب فتح عبدالله الرسالة وبدأ يقرأ ما بها ..





=-=-=-=-= الرسالة =-=-=-=-=

عزيزي عبدالله ..

نعم أحببتك ، نعم تمنيت أن أعيش بقربك .. ولكنني لا أستحق هذا !!

نعم أنا لا أستحق ، أنا إنسانة حقيرة وعديمة الأخلاق وأستحق كل ما حدث لي ..

نصحتني بالستر والغطاء ولكنني رفضت منساقة خلف غروري بجمالي وأيضاً لرغبتي في جذبك .. كنت أحاول أن أستميلك نحوي .. كنت أحاول السيطرة عليك .. عبدالله أنا أحبك .. أحبك .. وأريدك لي .. لا أريد أن أتخلى عنك أبداً أبداً .. ولكن أصبح هذا مستحيلاً الآن !!

اليوم وجهي محروق وجمالي انتهى .. اليوم لست تلك الجميلة التي كنت تحبها وتشتاق إليها .. اليوم أنا مسخ وهذا جزائي لأنني عصيت ربي ورفضت فرصة التوبة التي فتحت لي !!

لقد ممدت إلي يدك وأرسلت لي رسالة عظيمة يوم مات والدي ولكنني كنت أبحث عن شيء آخر منك .. لم أتعظ لوفاة والدي ولم يجعلني هذا أغير من نظرتي نحو الحياة .. نصحتني بأسلوب طيب ولكن غروري كان أكبر من أن يمنعه حبك أو نصيحتك .. ولذلك أنا كما ترى .. إنسانة قبيحة بشعة !!

حرقتني نار من الدنيا حتى أعود إلى رشدي .. حتى أعود إلى عقلي المغيب .. حتى أطيع الحق وأبعد عن الباطل ..

اليوم أعود إلى النقاب والحشمة مرغمة طائعة وعسى أن يتقبل مني ربي ويرحمني ..

أشكرك يا عبدالله على كل شيء .. وأنت سامحني على كل شيء ..

لا تنس يا عبدالله إنسانة كانت في أحد الايام تحبك .. أمل




وضع عبدالله رأسه فوق الرسالة وأخذ يبكي عليها وقال : لا إله إلا الله ..
اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11/12/2002, 05:57 PM
زعيــم متألــق
تاريخ التسجيل: 14/08/2000
مشاركات: 1,416
غريبه ماحطيتي الموضوع بمنتدى الاتصالات
اضافة رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12/12/2002, 02:36 AM
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 02/12/2002
المكان: الرياض
مشاركات: 79
أختي الهبلة
قصة أكثر من رائعة مثل صاحبتها


بس اقولك هذي من بنات أفكارك والا ناقلتها

تشكري يا....................
أتحفينا بالجديد أحنا بالإنتظار
اضافة رد مع اقتباس
  #4  
قديم 12/12/2002, 05:41 AM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 29/05/2002
المكان: مقاطعة الدلم, ولاية الخرج الجنوبية
مشاركات: 7,753
والله انك مستلج ماجبت جديد
اضافة رد مع اقتباس
  #5  
قديم 12/12/2002, 06:20 AM
زعيــم متألــق
تاريخ التسجيل: 08/03/2002
مشاركات: 1,319
إقتباس
إقتباس من مشاركة فتى الذهب

غريبه ماحطيتي الموضوع بمنتدى الاتصالات

والله القصه حلوووووووووووووووه
اضافة رد مع اقتباس
  #6  
قديم 12/12/2002, 08:29 AM
زعيــم جديــد
تاريخ التسجيل: 03/12/2002
مشاركات: 48
أخوي أبوبندر في مواضيع انا كاتبتها وفي مواضيع منقوله وموضوع قصة أمل وعبدالله منقوله
(بنت الامارات) باي
اضافة رد مع اقتباس
  #7  
قديم 12/12/2002, 05:18 PM
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 02/12/2002
المكان: الرياض
مشاركات: 79
تشكراتي

وهم بعد بتشكراتي


ثانكس

أنا أنتظر الجديد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!
اضافة رد مع اقتباس
  #8  
قديم 12/12/2002, 08:31 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 15/01/2002
المكان: al-khobar
مشاركات: 3,013
انا لله وانا له راجعون
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 04:41 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube