"لأنك...
ولأّنني...
أتمّنى أن..."
وكان لا بدّ أن تملأ أنت الفراغ..
[أحلام مستغانمي ]
1/ أحست ببدء الفراغ ينساب لحياتها أخذت تفكر بالامر ملياً الى أن توصلت
الى عالم من روايات
عالم من خزعبلات
عالم من تخيلات
عالم من تخبطات
عالم من رومنسيات
عالم من منازعات
مجرد روايات
وكان لا بد أن تملأ فراغها ..!
2/ أعتادت على تلك الأجواء فنتابها الضجر فتشبثت
بمجال التقنيه
لتضفي طابع الهيمنه
لتغطي جبنات من الثانيه
لتنسج طريق من السعاده
لتصبح التقنيه الحل الامثل
وكان لابد أن تملأ فراغها ..!
3/بعد الاتقان انتهى زمن التعلم واصبحت بلا شغل شاغل ولا هم وهاجس
أنتقلت لوضع جديد
مزيد من الصداقات
مزيد من العلاقات
مزيد من الاجتماعات
مزيد من الثقافات
وماذا جنت ..
اناس بلا هدف ! اناس بأهداف
اناس بطموح وغيرهم بدونه
لاتعلم ماذا تفعل وكان لابد أن يملأ فراغها ..!
4/ جلست تنظر يمنه ويسره شعرت بالملل من هذا الحال
مسكت ريشه تنبض بأحساس مفعم بالفراغ
هواجيس متضاربه
الوان متداخله
لوحات تجريديه
مبهمه ذات حياديه
لـ نفسها اكملت عدد لابئس به من ذاك الفن
وكان لابد ان يملأ فراغها..!
5/ تركت هذا وذاك بعد أن تشبثت بعمل شي بنفسها
قررت ان تترك العمل وتنصاع لـ استماع مايلج به من حولها
فماذا وجدت
عقول فارغه مليئة بالتراهات
عقول يائسه مليئة بالمنغصات
عقول نيره مليئه بالتفاخر والاعتزازات
عقول وما اكثرها من عقول لا تشبهها
وكان لابد أن يملأ فراغها
6/ لم يرق لها لا هذا ولا ذاك أخذت قلم لـ تترجم به مادار حولها
تعلمت بعض من المفردات
انصاعت قليل نحو تلك الرغبات
قلم أبدع ولكن نقصه مشاعر ونبضات
كتبت وكتبت سطرت خواطر وملحمات
ولم تجني به ما كانت تملُ من امنيات
وكان لابد ان يملأ فراغها..!
7/في لحظه غصب مستبيت حملت حقائبها على حين غفله
ذهبت لأعظم بقاع الارض حيث الحب المزعوم
والفن المرسوم
والمباني العمرانيه
لا يضاهيها جمال
وحيث الطبيعه لايضاهيها خيال
روما , باريس , شرم الشيخ , هونغ كونغ , لندن , صقليه
وكان لابد أن يملأ فراغها
8/ ما كانت ترضى بهم وماكان يملأ فراغها
فماذا تفعل وماذا تصنع
فراغ يقتل فراغ يطعن فراغ يهدي من السنين العجاف اجلها
سلمت له الامر فجعلت الفراغ هو من يملأ فراغها .!
فاصبحت تشعر بالتبلد
انقطعت فيها خيوط المواصله والاخذ والعطاء
لا تستطيع ان تواكب السير معهم ولا تستطيع التوقف
وفي قمة السعاده تراها جثه هامده
لاتسمن ولا تغني من جوع
وكان لابد ان يملأ فراغها!
9/ عاشت من السنين أمرها خاضت أنواع من التجارب الفاشله
وهاهي تفكر في تلك التجارب
فماذا صنعت لها تلك روايات
او بماذا نفعتها تلك تقنيات
او ماذا أهدتها تلك صداقات
أو أشبعت رغباتها تلك رسمات
أو أفادتها تلك الاستماعات
أو أشفت غليلها تلك الكتابات
أو قتل فراغها تلك الرحلات
أو اشبعت من الفراغ وملئته بفراغات .!
وضعت يداها على راسها و الشعور القاتل يجتاحها
فأتى الفرج من البعيد القريب
فهاهو صوت الراديو يعلن عن البدء بقراءة القران
وبصوت شجي اعذب ما يكن
{وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون}
فبتسمت والدمع ينساب لـ عينيها
فوالله لا غير الله يملأ فراغها
وكان لابد ان الله يملأ فراغها
..
!
الوضع المتطور
