السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبارك للزعماء الفوز المظفر للمرة الخامسة آسيوياً
انتهى الشوط الأول في درة الرياض بحضور جماهيري غفير أثبت بالقطع أن جمهور الزعيم اللاعب رقم ( 1 ) حيث صار الأمر إدماناً جميلاً صحياً ، فكلما امتلأت المدرجات بالشالات الزرقاء كلما تحقق فوز عريض .
وابتداءً بالخماسيات وانتهاءً بالثلاثيات التي ليست مصادفات جميلة وحسب ، بل هي نتيجة حتمية للنية الحسنة والعمل الجماعي والتكاتف الأخوي وروح الفريق ، ظهر لنا زعيمٌ بطعمٍ جديد ونكهةٍ فريدة ما أظهر أن للكتيبة الزرقاء قصب السبق في استيراد عناصر النجاح العالمية ومزجها بعناصر التفوق المحلية من فكرٍ وأداءٍ وتطلعٍ سافر للمستقبل المشرق بحماسة منقطعة النظير .
في الشوط الأول : أظهر الزعماء كما أظهروا في الموسم الآنف أن لا نجومية للأفراد على حساب الجماعة ، والعكس صحيح إذ لا طغيان للجماعة على الفرد أيضاً ، فسطع الهلال بدراً كاملاً في أول الشهر وفي أوائل نجم سهيل الذي يتطلع إليه أهل الرعي والزراعة ، وظهر الفريق ككتلةِ واحدةِ تتحركُ جيئةً وذهاباً ، واتضح التشابه الفذ بين الكرة العالمية الشاملة وأسلوب الفن الممتع - وليس الممكن - واتضح التكامل البنيوي بين المستويات المختلفة للشعب الهلالي ، فوزع شبيه الريح الأدوار ، وركل ضربة البداية فأرسلها الجهاز الفني والإداري واستلمها اللاعبون ، وثبتوها على الصدر ولعبوها تمريراً وتسديداً ومقصية وغناها معزوفةً سيمفونيةً جمهورٌ زفَّ الدرة للتويج .
يبقى الشوط اللاحق في دوحة قطر ، وكالعادة يستمر التطلعُ الأزرقُ الماسيُّ الأخاذُ في غربلة الظرف وامتحان الذات ومقارعة الطموح وتجاوز إنتشاء الأمس إلى تحدي الغد ، فماذا يفعل الزعماء حتى الأربعاء القابل ؟
المنطق والحكمة تقتضي نسيان الأمس بكل ما حملَ من قهقهاتٍ وآهاتٍ وأنفاسٍ وشخوص الأبصار بغية كسب لقاء الأرض ، وتذكر لقاء الضيافة بكل ما سيجدُّ به من معطيات الواقع والمنطق ، وأول ما يقتضيه الأمرُ احترام الخصم رغم الفارق وتذكر أن للجواد الغرفاوي كبوة مضت يتطلع بعدها لحفظ ماء الوجه ومن ثم استرجاع دين الدرة وهو حق شرعي في عالم المستديرة ، والمتأمل الحصيف هو من يتوقع الصعب قبل السهل ، ويعد للأمر عدته وعتاده غيرَ منتظرٍ حسنةً من هنا أو هفوةً من هناك .
المنطق يقتضي أن نتوقع الهزيمة كما نتوقع الفوز وهذا والله هو شأن الزعماء بدون فألٍ متعالٍ أو شؤمٍ منحدر ، ولا مناص من الواقعية فالأرض غير الأرض والجمهور غير الجمهور والحال النفسية غير ماكانت للخصم الغرفاوي الذي هو على موعدٍ لتقديم مهر الرضى لجمهوره الشاب الفتي المتطلع .
إن للمستديرةِ عرضياتٍ لا يستطيع المنطق إدراكها وضرباتٍ حرةٍ لا يطالها وخدعٍ بصرية لا تلتقطها فلاشاته مهما بلغ سطوعها ، فالأمر اليوم بين العقول قبل الأقدام ليتم توقع كل شيء بحسابات الفلك الهلالي دون انتظار الصدف ومآلاتها التي يعرف العاقل أنها قد تكون أكثر مفاجأة .
ليس معنى أن الشوط الثاني في الدوحة يقتضي غياب اللاعب رقم ( 1 ) بل العكس هو الصحيح فالجماهير مطالبة بالإنصراف لتجهيز حقائب الذهاب للدوحة ، وكما أتى الجمهور زرافاتٍ ووحداناً من شتى أنحاء المملكة الحبيبة فإنه يستطيع الذهاب في رحلة عملٍ في جنبات الدوحة بنيّة الإستجمام بمنظر الأمواج الزرقاء على المستطيل الأخضر .
الحقائق الخمس
( 1 ) نعم للجدية المستمرة .
( 2 ) نعم للواقعية الذكية .
( 3 ) نعم لتوقع كل شيء .
( 4 ) نعم للحماسة الراشدة .
( 5 ) نعم لسيمفونية جديدة .
تقبلوا تحياتي
ظـامي العويرضي
الصورة لموهوب القصيم