#1  
قديم 18/09/2010, 06:25 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ وهيب الميمني
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 23/08/2008
المكان: جدة
مشاركات: 299
مقال جميل يستحق القراءة‎







مقال جميل يستحق القراءة




مقال : عبدالرحمن الشهيب ..

يسحب الزوج نفساً عميقاً من لي المعسل ثم يدخل يده في جيبه ساحباً الجوال ليهاتف أم العيال: وصلتوا...! أنا سأتأخر قليلاً في استراحة التسدح!... ثم يأتي لمنزله قبالة الفجر..الأولاد من أن يدخلوا المنزل يرمون كل شيء في أيديهم ... حقائبهم المدرسية، أحذيتهم، بقايا فسحتهم... ثم يصيح الصبي ذو العاشرة في وجه الخادمة الآسيوية: 'جيبي لي مويه'، فتركض فزعة لتحضر كوب الماء لهذا الصبي المأفون، وهو لا يريد ماء، قدر ما كان يريد أن يلقي أوامر! أطفالنا ما أطول ألسنتهم أمام أمهاتهم والخادمات ولكنهم أمام الكاميرا يصبحون كالأرانب المذعورة، لا أدري كيف يحدث هذا ..

أحسن شيء سائق وشغالة، من يتحمل مشاوير أم العيال، ومن يتحمل قيادة السيارات في شوارعنا المكتظة بالمخالفات المرورية والطائشين والسائقين النزقين، فليتحمل المسئولية السائق الآسيوي فكلها حفنة ريالات. ومن يتحمل تغسيل الصحون والملابس وشطف البلاط وتسقية الحديقة وكي الملابس.... آه ما أثقل دم كي الملابس ... هاهي حفنة ريالات أخرى لخادمة آسيوية تعمل كل هذه الأعمال الشاقة... ولتتفرغ أم العيال لتصليح الحلى والبنات لمتابعة الفضائيات والتجول في الأسواق والأولاد لمضايقة بنات الناس في الأسواق! وهو لا يدري أنها ممكن أن تكون أخته في يوم من الأيام،

الكسل أحلى من العسل.. ماذا جنى الأولاد والبنات من هذا الكسل؟ لا شيء سوى الطفش! دائماً صغارنا وكبارنا طفشانين.. لأنهم لا يعملون شيئاً.. من لا يتعب لا يحس بطعم الراحة ومن لا يجوع لا يحس بطعم الأكل، كل مشاوير بيتزاهت وماكدونالد لم تعد تسعد صغارنا ولم يبق إلا متعة صغيرة في النوم في بيت الخالة والتي لا يسمح بها دائماً ولذلك بقي لها شيء من المتعة!

هذا السيناريو السائد في معظم المنازل السعودية والخليجية، المصيبة لا تحدث الآن ولكنها تحدث بعد عشرين سنة من التبطح تكون نتيجتها بنت غير صالحة للزواج وولد غير صالح لتحمل أعباء الزواج ، لأنه ببساطة غياب تحمل المسؤولية لمدة عشرين عاماً لا يمكن أن يتغير من خلالها الابن بسبب قرار الزواج أو بسبب تغير سياسة المنزل، لأن هذه خصال وقدرات إذا لم تبن مع الزمن فإنه من الصعوبة بمكان استعادتها. الانضباط ممارسة يومية لا يمكن أن تقرر أن تنضبط في عمر متأخرة لكي يحدث الانضباط. وبلا انضباط لا يمكن أن تستقيم حياة .

بيل غيتس أغنى رجل في العالم يملك 49 ألف مليون دولار أي ما يعادل 180 ألف مليون ريال سعودي ويعمل في منزله شخصان فقط! تخيلوا لو كان بيل غيتس خليجياً كم سيعمل في منزله من شغاله؟ 30، 40، ألف، أو أهل اندونيسيا كلهم !

أذكر أيام دراستي في أمريكا أنني سكنت مع عائلة أمريكية ثرية ولم يكونوا يأكلون في ماكدونالد إلا مرة في الشهر وتحت إلحاح شديد من أولادهم، ولم يكن أولادهم يحصلون على مصروف إلا عن طريق العمل في شركة والدهم عن أجر بالساعة. لا أحد 'يبعزق' الدراهم على أولاده كأهل الخليج.

جيل الآباء الحاليين في الخليج عانى من شظف العيش وقسوة التربية فجاء الإغداق المالي والدلال على الجيل الحالي بلا حدود كتعويض عن حرمان سابق. حتى أثرياء عرب الشام ومصر أكثر حذراً في مسألة الصرف على أولادهم .

الآن أجيال كثيرة في الخليج قادمة للزواج لن تستطيع تحمل الأعباء المالي ة لخادمة، حتى وإن كانت خادمة بيت الأهل تقوم بهذا الدور مؤقتاً فإنها لن تستطيع على المدى الطويل.. والابن الفاضل سيتأفف من أول مشوار لزوجته الجديدة ثم تبدأ الشجارات الصغيرة والكبيرة التي تتطور وتصل للمحاكم وتنتهي بالطلاق وهذا مايفسر ارتفاع معدلات الطلاق في المملكة والخليج في السنوات الأخيرة .

نحن في الخليج كمن يلعب مباراة كرة قدم ومهزوم فيها تسعة صفر وفي الدقيقة 44 من الشوط الثاني للمباراة لا يريد أن يتعادل فقط بل يريد أن يفوز! وهذا في حكم المستحيل، هذا ما يحدث بالضبط في الخليج على المستوى الأسري وأحياناً على المستوى الدولي ..

الحياة كمباراة كرة القدم إذا أردت أن تكسبها، فلابد أن تعد نفسك لها إعداداً جيداً بالتدريب والممارسة الجيدة والأهم من ذلك أن تلعب بجد من الدقيقة الأولى من المباراة وليس في الدقيقة 89!

في الخليج يعيشون الحياة على طريقة 'تتدبر'! يذهبون إلى السينما متأخرين ثم يجدون التذاكر نفدت ثم يجادلون بائع التذاكر 'دبر لنا ياخي'!!

هذه التذاكر ينطبق عليها ما ينطبق على تربية الأولاد وتحمل المسؤولية والمستقبل وتبعاته، في المجتمع المدني يجب أن تدبر أمورك مبكراً وفي أمور الحياة يجب أن تبذل عمرك كله، الطفل الذي يرمي حقيبته بجانب أقرب جدار في المنزل سيدفع ثمن هذه اللامبالاة حينما يكبر ومن أصعب الأشياء تغيير الطبائع والسلوك .

' تتدبر' هذه تصلح قديماً في زمن الغوص وزمن الصحراء والحياة في انتظار المطر، ولكنها لا تصلح للحياة المدنية التي تحتاج إلى انضباط ومنهج وتخطيط وتدبير منا نحن في كل شؤون حياتنا منذ الدقيقة الأولى من المباراة !

الآن من نلوم على هذه اللامبالاة، هل نلوم النفط؟ أم الآباء أم الأمهات، أم الأولاد أم البنات؟ أم تتدبر !!



سبحانك اللهم وبحمدك ,, سبحان الله العظيم


اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 18/09/2010, 07:58 PM
زعيــم متألــق
تاريخ التسجيل: 30/08/2008
المكان: بين الحاقد والحاسد ((للأسف))
مشاركات: 1,046
فعلا الكلام اللي بداخله رووووعه ..

إقتباس
أطفالنا ما أطول ألسنتهم أمام أمهاتهم والخادمات

الام تتحمل لأنه ولدها لكن الشغاله لأ ..هه بالاخير الشغاله سوت وقتلت وخطفت ..من فراغ ؟؟!!!

إقتباس
الكسل أحلى من العسل.. ماذا جنى الأولاد والبنات من هذا الكسل؟ لا شيء سوى الطفش! دائماً صغارنا وكبارنا طفشانين.. لأنهم لا يعملون شيئاً.. من لا يتعب لا يحس بطعم الراحة ومن لا يجوع لا يحس بطعم الأكل، كل مشاوير بيتزاهت وماكدونالد لم تعد تسعد صغارنا ولم يبق إلا متعة صغيرة في النوم في بيت الخالة والتي لا يسمح بها دائماً ولذلك بقي لها شيء من المتعة!

عجبني هالجزء ..

يسألو ليش صارعند اولادنا زيادة في الوزن ..!!!

كل الاجانب سواء كانو امريكان او اوروبيين او غيرهم .. يشتغلو بنفسهم ..


المقال راااائع ..شكرا لك
اضافة رد مع اقتباس
  #3  
قديم 18/09/2010, 08:32 PM
قلم تربوي بالمجلس العام
تاريخ التسجيل: 30/11/2008
مشاركات: 1,912
هذه مشكلة !! ولكن أين الحل ؟؟


يحكي رجل مترجم في بلد أوربي أن رجل خليجي معه ثلاث أطفال كانوا في نزهة


ومروا بمحل يبيع سياكل ملونه المعتاد أنه يشتري لكل واحد سيكل (مع أنه في نزهة )


ولكنه طلب أن يشترى لكل ولد منهم جميع الألوان وكلفته أكثر من مائة الف دولار .

بالله أليس فقراء بلده أولى بهذه الأموال ..!!


وأنا من رأيي أن العتب على الوالدين والمدرسة في تربية النشيء الله يصلحهم .


مشكور على الموضوع الله يهدي الجميع .
اضافة رد مع اقتباس
  #4  
قديم 18/09/2010, 08:53 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 09/12/2009
المكان: غير
مشاركات: 2,454
إقتباس
نحن في الخليج كمن يلعب مباراة كرة قدم ومهزوم فيها تسعة صفر وفي الدقيقة 44 من الشوط الثاني للمباراة لا يريد أن يتعادل فقط بل يريد أن يفوز! وهذا في حكم المستحيل،

اعتقد ان الكاتب بالغ نوعا ما في هذه الجزئية المقالة تحكي واقع المجتمع الخليجي نوعا ما
لا نقول لايوجد حل يوجد ولكن على كل شخص أن يغير نفسه حتى يستطيع تغير من حوله
ماقلته انا وماقاله الكاتب يبقى كلام والكلام سهل جدا
شكران لك
أتمنى لك التوفيق
تحيتي قبل مودتي
اضافة رد مع اقتباس
  #5  
قديم 18/09/2010, 08:57 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ هلالي قعياني
زعيــم متألــق
تاريخ التسجيل: 06/09/2010
المكان: العاصمه الحبيبه الرياض
مشاركات: 1,273
يعطيك الف عافيه على الموضوع الرائع
اضافة رد مع اقتباس
  #6  
قديم 20/09/2010, 07:38 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ وهيب الميمني
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 23/08/2008
المكان: جدة
مشاركات: 299
مشكورين على المرور وجزاكم الله خير
اضافة رد مع اقتباس
  #7  
قديم 20/09/2010, 09:30 AM
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 18/09/2010
مشاركات: 152
مشكووور يالغالي على النقل ومقال في قمه الروعه
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد

أدوات الموضوع
طريقة عرض الموضوع

قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 03:28 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube