أول موضوع لي في منتديات الطرب والفن والمتعة " منتديات الزعيم "
ألف مبروك للزعماء الفرسان كلٌ باسمه
مرحلة ما بعد شبيه الريح
قبلاً بدأت الكتيبة الهلالية مشوارها الآسيوي الممتد لعدة أشهر في دوري المجموعات في دوري أبطال آسيا ، والحقيقة أن المتمعن الفاحص يتوقع النتائج الإيجابية التي حققها الهلال ، ومذ بداية الموسم توقع كثير من المحللين الرياضيين والمهتمين سيطرة الزعـيم على بطولات الموسم بسبب الأداء الإداري والفني الفــائق الجودة .
لنعلم أن مرحلة جديدة بدأت في الرياضة السعودية وتسمى :
" مرحلة عبد الرحمن بن مساعد وما بعدها "
وقـد يستغرب الجميع ذلك ولكن الغرابة تنزاح عندما نعلم أن شبيه الريح أصبح اليوم أهم عناصر تطوير الرياضـة السعـودية، فقد أتى عبد الرحمن بن مساعد ليضرب بعصاه البحر الأزرق لينفلق عن وســـــــائل احتـرافية عالية ذات أرضية صلبة واستحق أن يكون المطور الأول للرياضة السعودية في القرن الحـــادي والعشرون ، فمرحلة شبيه الريح مرحلـة مختلفة إذ رمى حجراً في مستنقع الرياضة السعودية الجامد منذ سنوات فحركه بفكر احترافي عالِ المعايير وحقق جـودة نوعية صارت معياراً للأندية السعودية تتسابق عليه بإداراتها ولاعبيها ، فاحترافـية المعايير التي طبقها شبيه الريح أثبت بها أن بهاء الشاعرية ينسحب على بقية مناحي الحياة وأثبت الشاعر أن الفكر المحترف هو فكر متنوع متعدد المواهب يهز قلوب الحاضرين لأمسياته ويحيي عقولهم كما يفعل بها في مدرجات الملعب .
شبيه الريح الذي فرض احتراماً واسعاً في الأوسـاط الرياضية المحلية والدولية ليس وليد اللحظة أو الصــدفة ، ولكـنه مسيرة تربوية هائلة بدأت بحفظ القرآن الكريم من الصغر ومن ثم تمثل مُثُـله السامية على أرض الواقع ، فهو لم يحتـجْ لميثاق شرف حتى يكون شريفاً بل يشرُف ميثاق الشرف به ، وقد يعتقد البعض أن هذا مجـرد مديح لهاوي فريق رياضي ولكنه ليس كذلك فأنا أتحدث إليكم اليــوم ولم أتعصب يوماً للزعيم بل أشجعه بدون تعصب ، وإنما رأيت الإبــداع المستمـر منذ الثمانينات وحتى اليوم الذي رأيت فيه نقلة نوعية في مستوى الوعي الرياضي الذي يريد أن تكون الرياضة السعـودية بمحاذاة أكتاف الرياضات العالمية المتقدمة وليس محلياً أو آسيوياً ، وستثبت الأيام والسنـون أن مرحلة شبيه الريح وما بعدها ليست تغيراً آنياً بل ستكون انعطافاً كبيراً في مسيرة الرياضــــة السعـــودية بعامة والرياضة الهلالية بخاصة ، وسنرى تفوقاً رياضياً هلالياً ليس في كرة القدم وحسب سيمتد هذا التفوق ليصبغ كافة الألعاب الرياضية .
لقد أرسى شبيه الريح قاعدة احترام الخصوم سواء كانوا من الفرق الممتازة أو ما دونها وأثبت أن احترام الخصم هـو مفتاح الفوز، وأن المنهجية الاحترافية تجعل الرجل محط الأنظار كمدرسة ، وكما لاحظت احترافية شبيه الريح وحضاريته ، فقد لاحظها غيري ومنهم محلل الجـولة الذي قـال : إن المنهجية الاحترافية تظهر عندما يتذكر المنتصر فشـله السابق ويستحضره في تجرد مذهل يجبرك على احترامه ، فشبيه الريح في لحظة انتشائه بالفوز العريض لم ينس هزيمة فريقه من أم صلال وذكره في معرض تصريحه لبرنامج الجولة ، وهنا تكمن الفروسية في شخصية شبيه الريح الذي يقول بملء فيه إن فريق أم صلال يستحق الاحتـــرام بدون مجاملة ، ولكن الفارق والجدوى في ارتفـاع مسـتـوى الكتيبة الهلالية تدريجياً ولم تبلغ القمة بعد ولكنها بإذن الله ستفعلها ، فجماهير الفرق الأخرى بدأت تفكر جيداً وتتعلم أن أم صلال كان محطة انطلاق الكتيبة الهلالية للنجاح والتميز بينما تكون انتصارات فرقها انطلاقة للهبوط .
خاتمة
سنتقابل إن أعطانا الله العمر والصحة بعد زمن ليس بالبعيد ونتذكر أن شبيه الريح عــلامة فارقة وأن كل إدارة ستأتي بعد شبيه الريح ستكون قد اكتسبت كماً معرفياً محترفاً هـــــائلاً من مدرسة شبيه الريح ، فقد كنا نرى اقترابنا من المستـويات الرياضية الأوروبية بعيد المنال ولكنه اليوم صار حلماً منطقياً يكاد يكون قريباً .
إن الطرق والوسائل المحترفة التي بثها شبيه الريح في أوصال الرياضة السعـــودية بقيادة الكتيبة الزرقاء لن تظل أيضاً في الجانب الرياضي وحسب بل ستنسحب على مناحي متعددة خارج الإطار الرياضي فالفكر المحترف الحضاري ذو تأثير متعدٍ طردياً ويتأثر به محيطه بوعيٍ أو بدونه ، ولله الأمر من قبل ومن بعد .
تقبلوا فائق احترامي وتقديري
ظـامي العويرضي