المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى الثقافة الإسلامية
   

منتدى الثقافة الإسلامية لتناول المواضيع والقضايا الإسلامية الهامة والجوانب الدينية

Like Tree6Likes

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #181  
قديم 24/06/2014, 11:13 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ أزرق 1
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 16/12/2006
مشاركات: 635
الله يجزاك خير على المعلومات
اضافة رد مع اقتباس
  #182  
قديم 05/11/2014, 08:16 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ m..a..j..e..d
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 30/05/2011
المكان: الجبيل
مشاركات: 60
يعطيك العافيه الله يهديهم للحق
اضافة رد مع اقتباس
  #183  
قديم 10/05/2015, 05:12 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ alfayhaa Sport
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 04/09/2008
المكان: حى منفوحة الجديدة - الرياض
مشاركات: 26,476
Arrow مقال صحيفة اليوم: الغزو الباطني .. المقال الذى أغضب عملاء إيران على شاكلة توفيق السيف (الذى يعيش فى المنطقة الشرقية حالياً)

عودة الغزو الباطني
د. ناصر القفاري

لقد جربت الأمة في تاريخها الكيد الباطني، وعانت من آثاره النكدة سواء أكان على مستوى الدول الباطنية التي كانت خنجرًا في ظهر الأمة كالدولة العبيدية، والدولة الصفوية، وأخيرًا الدولة الخمينية المعاصرة، أو على مستوى الأفراد الذين تسللوا إلى حكومات الدول الإسلامية فكان دأبهم الخيانة وديدنهم الغدر وولاؤهم لأعداء الأمة كعلي بن يقطين والنصير الطوسي وابن العلقمي قديمًا، وكنصر اللات، وسفاح سوريا، وحوثي اليمن، ومالكي العراق حديثًا، وغيرهم ممن تحركهم ملالي إيران وفق مصالحها.

وقد عاد الغزو الباطني اليوم متعاونًا مع المستعمر وهو يحمل شعارات شتى من أبرزها شعار التشيع، وذلك بهدف التآمر على الشيعة واتخاذهم وسيلة للتآمر على الأمة، وقد كشف الباحثون من أهل العلم والتحقيق عن هذه الوسيلة من قديم، ولعل أول من تحدث عن ذلك ابن حزم حيث قال: «إن الفرس كانوا من سعة الملك وعلو اليد على جميع الأمم وجلالة الخطر في أنفسهم حتى أنهم كانوا يسمون أنفسهم الأحرار والأبناء وكانوا يعدون سائر الناس عبيدًا لهم، فلما امتحنوا بزوال الدولة عنهم على أيدي العرب، وكانت العرب أقل الأمم عند الفرس خطرًا تعاظمهم الأمر، وتضاعفت لديهم المصيبة، وراموا كيد الإسلام بالمحاربة في أوقات شتى، ففي كل ذلك يظهر الله سبحانه وتعالى الحق... فرأوا أن كيده على الحيلة أنجع، فأظهر قوم منهم الإسلام، واستمالوا أهل التشيع بإظهار محبة أهل بيت رسول الله واستشناع ظلم علي ثم سلكوا بهم مسالك شتى حتى أخرجوهم عن الإسلام»(1).

لقد عاد هذا الغزو الباطني من جديد على أوسع نطاق، وبمختلف الوسائل بعد قيام ثورة الملالي في إيران، بل فرضوا في دستور دولتهم على أتباعهم القيام بهذا الغزو لديار المسلمين، وجعلوه أول أهدافهم، بل رسالتهم الأساسية التي يسعون لتحقيقها، وذلك لبسط نفوذهم في كافة أرجاء العالم باسم التشيع، فنص دستورهم على «أن جيش الجمهورية الإسلامية، وقوات حرس الثورة الإسلامية لا يتحملان فقط مسؤولية حفظ وحراسة الحدود، وإنما يتكفلان أيضًا بحمل رسالة عقائدية، أي الجهاد في سبيل الله، والنضال من أجل توسيع حاكمية قانون الله في كافة أرجاء العالم»(2).

كما دعا شيخهم الخميني إلى «تصدير ثورته» إلى العالم الإسلامي حيث يقول: «إننا نريد أن نصدِّر ثورتنا الإسلامية إلى كافة البلاد الإسلامية»(3)، وهو لا يريد التصدير السلمي فحسب؛ بل يريد فرض نحلته على المسلمين بالقوة كما فعل أسلافه في الدولة الصفوية، وقد أشار إلى ذلك قبل قيام دولته، وقرر أن سبيل ذلك هو إقامة دولة شيعية تتولى هذا الأمر فيقول: «ونحن لا نملك الوسيلة إلى توحيد الأمة الإسلامية(4) وتحرير أراضيها من يد المستعمرين وإسقاط الحكومات العميلة لهم، إلا أن نسعى إلى إقامة حكومتنا الإسلامية، وهذه بدورها سوف تتكلل أعمالها بالنجاح يوم تتمكن من تحطيم رؤوس الخيانة، وتدمر الأوثان والأصنام البشرية التي تنشر الظلم والفساد في الأرض»(5).

وهذا تطور خطير لهذه النحلة على يد الخمينية لم يعرف عن أسلاف الاثني عشرية، فقد كانت عقيدتهم قديمًا تقوم على وجوب الانتظار حتى يخرج إمامهم الغائب المنتظر المعدوم، ولهذا بوب المجلسي في «بحار الأنوار» بابًا سماه: «باب فضل انتظار الفرج، ومدح الشيعة في زمن الغيبة، وما ينبغي فعله في ذلك الزمان»(6)، وذكر فيه (77) رواية. وقالوا إن المنتظر كالمجاهد في سبيل الله، وجاء في مصادرهم: «كل راية ترفع قبل راية القائم فصاحبها طاغوت، وإن كان رافعها يدعو إلى الحق»(7).

وعقيدة الانتظار عندهم لا تعني أيضًا موادعة الحكومات، ومسالمة شعوبها، وإنما تعني العمل السياسي والتمهيد للقيام بالثورات المسلحة، ولذا يقول شيخهم المعاصر عبدالهادي الفضلي(8)- عند حديثه عن مهديهم المنتظر ووجوب التوطئة والتمهيد لظهوره-: «إن الذي يفاد من الروايات في هذا المجال هو أن المراد من الانتظار هو: وجوب التمهيد والتوطئة بظهور الإمام المنتظر»(9)، ثم يشرح معنى التوطئة بقوله: «إن التوطئة لظهور الإمام المنتظر تكون بالعمل السياسي عن طريق إثارة الوعي السياسي، والقيام بالثورة المسلحة»(10).

فأنت ترى من خلال هذه الأقوال رفضهم لأي حكومة إسلامية إلا حكومة على مذهبهم، والأمر بتهيئة الناس لقبول نحلتهم عن طريق نشر معتقداتهم بمختلف الوسائل، وتكوين الخلايا والتنظيمات السرية التي تعمل على تحقيق أهدافهم، وهو ما يسميه الفضلي بـ«الوعي السياسي»!!

وأول أهداف هذا الغزو الباطني الشعوبي هو محاولة استئصال الجنس العربي نفسه، ولذا جاء في نصوصهم الباطنية قولهم: «ما بقي بيننا وبين العرب إلا الذبح»(11).

لذلك فإنه وبعد نجاح ثورة الملالي في إيران أصروا على استمرار الحرب في العراق طيلة ثماني سنوات، قتل فيها من أهل العراق مئات الآلاف من سنة وشيعة، ولم يوقفوا الحرب إلا مضطرين، وقد أعلن كبيرهم وقتها أن إيقاف الحرب بمثابة شرب السم.

ولم يكن هدفهم قتل العرب فقط، بل قتل الشيعة المعتدلين أيضًا، خاصة الزيدية، ولذلك جاء في مصادرهم عن عمر بن يزيد قال: سألت أبا عبدالله عن الصدقة على الناصب وعلى الزيدية؟ قال: «لا تصدّق عليهم بشيء، ولا تسقهم من الماء إن استطعت»، وقال لي: «الزيدية هم النُّصَّاب»(12).

وفي الكافي عن عبدالله بن المغيرة قال: قلت لأبي الحسن- عليه السلام-: «إنّ لي جارين أحدهما ناصب والآخر زيدي، ولابدّ من معاشرتهما، فمن أعاشر؟ فقال: هما سيان، من كذب بآية من كتاب الله فقد نبذ الإسلام وراء ظهره، هو المكذّب بجميع القرآن والأنبياء والمرسلين، ثم قال: إن هذا نصب لك، وهذا الزّيدي نصب لنا»(13).

وتصور نصوصهم ما سيفعلونه بالزيدية (وهم في اليمن اليوم) إذا تم أمرهم، وقامت دولتهم بقيادة الولي الفقيه.

تقول نصوصهم: «إذا قام القائم(14) سار إلى الكوفة(15)، فيخرج منها بضعة عشر ألف نفس -كذا- يدعون البترية(16) عليهم السلاح، فيقولون له: ارجع من حيث جئت، فلا حاجة لنا في بني فاطمة، فيضع فيهم السيف حتى يأتي على آخرهم»(17).

فالزيدية– كما ترى- هم هدف من أهداف هؤلاء المتسترين بالتشيع، ولعل هذا ما يمهدون له اليوم في اليمن، حيث يجمعهم القول بولاية الفقيه الذي ينوب عن القائم، ويتم تنفيذ هذه المجازر الدموية على يديه لا يختلف في ذلك حوثية اليمن مع نصر اللات في لبنان إلى هبل إيران، ومن يشاركهم في مذهبهم من أصحاب العمائم السوداء التي تحكي سواد قلوبهم وسوء أهدافهم. وأخطر من ذلك التربص بالحجاج والمعتمرين لقتلهم حتى بات ذلك أمنية يتمنون تحقيقها، تقول نصوصهم: «كأني بحمران بن أعين وميسر بن عبدالعزيز يخبطان الناس بأسيافهما بين الصفا والمروة»(18).

ومن المعلوم أنه لا يسعى بين الصفا والمروة إلا الحجاج والمعتمرون، وهذا ما وقع من أسلافهم القرامطة.

وليس ذلك فحسب، بل إن من أهدافهم هدم المسجد الحرام والمسجد النبوي بدعوى ردهما إلى أساسهما، حيث تنص أقوالهم (التي لها صفة القداسة والعصمة عندهم) على «أن القائم يهدم المسجد الحرام حتى يرده إلى أساسه، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أساسه، ويرد البيت إلى موضعه وإقامته على أساسه»(19)، والحقيقة أنه لا حرمة لديهم لبيت الله الحرام؛ لأنهم قرروا بكل صراحة في كتبهم المعتمدة لديهم أن الكعبة ليست سوى ذنَب ذليل مهين لأرض كربلاء، فقالوا: «إن الله أوحى إلى أرض الكعبة... لولا تربة كربلاء ما فضلتكِ، ولولا ما تضمنته أرض كربلاء ما خلقتكِ، ولا خلقت البيت الذي افتخرتِ به، فقري واستقري وكوني ذنبًا متواضعًا ذليلًا مهينًا غير مستنكف ولا مستكبر لأرض كربلاء، وإلا سخت بكِ، وهويت بكِ في نار جهنم»(20). وقد تغنى بذلك أحد مراجعهم المعاصرين، فقال:

ومن حديث كربلا والكعبة

لكربلا بان علو الرتبة(21)

ثم يبلغ الحقد الباطني مداه في حكاية حلم يسعون إلى تحقيقه، وهو نبش قبر أبي بكر وعمر– رضي الله عنهما-، تقول مصادرهم: «أول ما يبدأ به القائم... يخرج هذين رطبين غضين فيحرّقهما ويذريهما في الريح، ويكسر المسجد»(22). وفي رواية: «ثم يخرجهما (يعني صاحبي رسول الله) غضين رطبين فيلعنهما ويتبرأ منهما ويصلبهما، ثم ينزلهما ويحرّقهما، ثم يذريهما في الريح»(23).

ونسبوا إلى الله- سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون- أنه قال لنبيه- حينما أسرى به-: «وهذا القائم... هو الذي يشفي قلوب شيعتك من الظالمين والجاحدين والكافرين، فيخرج اللات والعزى (يعنون خليفتي رسول الله) طريين فيحرقهما»(24).

يقول آيتهم العظمى عبدالحسين الرشتي: «وأما مسألة نبش قبر صاحبي رسول الله وإخراجهما حيَّيْن وهما طريان وصلبهما على خشبة وإحراقهما؛ لأن جميع ما ارتكبه البشر من المظالم والجنايات والآثام من آدم إلى يوم القيامة منهما فأوزارها عليهما، فمسألة عويصة جدًّا، وليس عندي شيء يرفع هذا الإشكال، وقد صح عن أئمتنا أن أحاديثنا صعب مستصعب»(25).

فتأمل مبلغ هذا الحقد الباطني الذي يتجاوز حدود العقل، فتراهم ينتقمون من الأموات من أعيان الأمة، فإذا كان هذا حقدهم على الأموات فما بالك بحقدهم على الأحياء! وإذا كان هذا حقدهم على صفوة الأمة فما بالك بمن دونهم! كما قال بعض السلف: «لا يغلّ قلب أحد على أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا كان قلبه على المسلمين أغلّ»(26).

وقد كشف لنا آيتهم حسين الخراساني أنه لا يوجد شيعي (صفوي)(27) على وجه الأرض إلا ويتمنى فتح مكة والمدينة، وإزالة الحكم الوهابي- كما يسميه– عنها، فقال: «إن طوائف الشيعة يترقبون من حين وآخر أن يومًا قريبًا آتيًا يفتح الله لهم تلك الأراضي المقدسة لمرة أخرى [كذا] ليدخلوها آمنين مطمئنين فيطوفوا ببيت ربهم، ويؤدوا مناسكهم، ويزوروا قبور سادتهم ومشايخهم.. ولا يكون هناك سلطان جائر يتجاوز عليهم بهتك أعراضهم، وذهاب حرمة إسلامهم، وسفك دمائهم المحقونة، ونهب أموالهم المحترمة ظلمًا وعدونًا، حقق الله تعالى آمالنا»(28).

هكذا يتمنى هذا الصفوي فتح الديار المقدسة، وكأنها بيد كفار، ويعلل هذا التمني بأنه يريد الحج والزيارة، وكأنه وطائفته قد منعوا من ذلك، والواقع أنه يريد إقامة الشرك وهدم التوحيد في الحرمين الطاهرين.

وبعد ثورة الملالي وفي احتفال رسمي جماهيري أقيم في عبادان في 17/3/1979م تأييدًا لثورة خميني ألقى أحد شيوخهم (د. محمد مهدي صادقي) خطبة في هذا الاحتفال سجلت باللغتين العربية والفارسية, وصفتها الإذاعة بأنها مهمة, ومما جاء في هذه الخطبة: «أصرح يا إخواني المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها أن مكة المكرمة حرم الله الآمن يحتلها شرذمة أشد من اليهود»(29)، ثم ذكر بأنه حين تثبت ثورتهم على أقدامها سينتقلون إلى القدس ومكة المكرمة وإلى أفغانستان(30).

هكذا يرى أن مكة وهي تستقبل كل عام الحجيج من كل فج عميق، ويرتفع عليها علم التوحيد، ويأمن فيها كل معتمر وحاج، يرى أن هذا كوضع القدس الذي يحتله اليهود, ووضع أفغانستان التي كان يحتلها الملاحدة الشيوعيون، فأي هدف ينشده في السير إلى مكة؟!

ولذا نشرت مجلة الشهيد الإيرانية (لسان حال علماء الصفوية في قم) في العدد 46 الصادر بتاريخ 16 شوال 1400هـ صورة تمثل الكعبة المشرفة وإلى جانبها صورة المسجد الأقصى المبارك، وبينهما يد قابضة على بندقية، وتحتها تعليق نصه: «سنحرر القبلتين»(31).

هذه أهدافهم قد كشفوها بألسنتهم مع أنهم أهل تقية وكتمان، لكنهم مبتلون– كما قالوا عن أنفسهم- بـ «النزق(32) وقلة الكتمان»(33).

المراجع

(1) «الفصل في الملل والأهواء والنحل» (2/91).

(2) «الدستور لجمهورية إيران الإسلامية» (ص:16)، منشورات مؤسسة الشهيد، وانظر: الطبعة الأخرى من الدستور، التي أصدرتها وزارة الإرشاد الإيرانية (ص:10).

(3) «خطاب الخميني حول مسألة تحرير القدس والمهدي المنتظر» (ص:10).

(4) يعني على مذهب الروافض.

(5) «الحكومة الإسلامية» (ص:35).

(6) «بحار الأنوار» (52/122-150)، وانظر: «إكمال الدين» (ص:603) وما بعدها.

(7) «الكافي» بشرحه للمازندراني (12/371)، «بحار الأنوار» (25/113).

(8) هو عبدالهادي محسن الفضلي، ولد عام 1354هـ بالبصرة، وتلقى تعليمه في النجف، وفي عام 1390هـ غادر العراق إلى الكويت، ومن الكويت إلى السعودية، وعين مدرسًا للأدب العربي في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، ثم تم ابتعاثه على نفقة الجامعة ليحصل على الدكتوراه من كلية دار العلوم بالقاهرة عام 1396هـ، وتوفي عام 2013م. (انظر: قراءات في فكر الفضلي، لفؤاد عبدالهادي الفضلي).

(9) «في انتظار الإمام» (ص:69).

(10) «في انتظار الإمام» (ص:70).

(11) «الغيبة» للنعماني (ص:241)، «بحار الأنوار» (52/349).

(12) «رجال الكشي» (ص:199)، «بحار الأنوار» (72/179).

(13) «الكافي» (8/235)، «وسائل الشيعة» (11/500).

(14) والولي الفقيه ينوب عنه بحكم العقيدة الخمينية الجديدة.

(15) لأن وجودهم في ذلك الوقت في الكوفة.

(16) وهم الزيدية المعتدلون أصحاب الحسن صالح بن حي، وهي أقرب فرق الزيدية لأهل السنة. (انظر عنهم: مقالات الإسلاميين 1/144، الملل والنحل 1/161، الخطط 2/352).

(17) «الإرشاد» (ص:411-412)، «بحار الأنوار» (52/338).

(18) «بحار الأنوار» (47/79).

(19) «الغيبة» (ص:282)، «بحار الأنوار» (52/338).

(20) «كامل الزيارات» (ص:450)، «وسائل الشيعة» (10/403)، «بحار الأنوار» (98/107).

(21) هو محمد حسين آل كاشف الغطاء في كتابه: «الأرض والتربة الحسينية» (ص55–56).

(22) «بحار الأنوار» (52/386).

(23) «بحار الأنوار» (52/386).

(24) «عيون أخبار الرضا» (1/58)، «بحار الأنوار» (52/379).

(25) «كشف الاشتباه» (ص:131).

(26) «الإبانة لابن بطّة» (ص41).

(27) لأنه يعبر عن شيعته الصفويين لا شيعة أمير المؤمنين علي.

(28) «الإسلام على ضوء التشيع» (ص132-133).

(29) تحكم الصفوية على جميع المسلمين بأنهم أشد كفرًا من اليهود والنصارى, وانظر– مثلًا- ما قاله شيخهم الحلي الملقب عندهم بالعلامة في كتابه (الألفين ص:3).

(30) أذيعت هذه الخطبة من (صوت الثورة الإسلامية) من عبادان الساعة 12 ظهرًا من يوم 17/3/1979م (انظر: وجاء دور المجوس ص 344).

(31) انظر: مجلة الشهيد, العدد المذكور, وانظر: جريد المدينة الصادرة في 27 ذي القعدة 1400هـ, وانظر ما كتبه الشيخ محمد عبدالقادر آزاد، رئيس مجلس علماء باكستان عما شاهده في أثناء زيارته لإيران, حيث يقول بأنه رأى على جدران فندق هيلتون في طهران, والذي يقيمون فيه, شعارات مكتوبًا عليها: «سنحرر الكعبة والقدس وفلسطين من أيدي الكفار ...» (انظر: الفتنة الخمينية للشيخ محمد آزاد ص:9).

(32) الخفة والطيش.

(33) «أصول الكافي» (2/221-222).

أستاذ جامعي


المصدر : صحيفة اليوم
التاريخ : الأربعاء 10 رجب 1436 هـ الموافق 29 إبريل 2015 العدد 15293
الرابط : من هنا (قد يكون المقال قبل الحذف .. أقصد قبل تغيير شكل الصفحة)
اضافة رد مع اقتباس
  #184  
قديم 10/05/2015, 05:15 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ alfayhaa Sport
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 04/09/2008
المكان: حى منفوحة الجديدة - الرياض
مشاركات: 26,476
نصر الله والمناهج السعودية


د. ناصر القفاري

يقول نصر اللات في خطابه التحريضي ضد المملكة العربية السعودية وشعبها ( 1) : «الوقت حان ليقف العالم والدول الإسلامية في وجه السعودية ويوقفونها عند حدها في تصدير التكفير والإرهاب».
ويقول: «هذا الفكر الذي تحمله الجماعات التي تدمر المجتمعات، من أين جاء؟ مدرسة من؟ ثقافة من؟ فتاوى من؟ من يوزع هذا الفكر في العالم ويدرسه في مناهجه التعليمية؟ هذا الفكر التكفيري بكل وضوح المملكة العربية السعودية وبأموال مسلمين وبأموال حج بيت الله الحرام [كذا]».
وهذا كلام يلقى على عواهنه بلا دليل، فالدعاوى إذا لم يكن لها بينات أصحابها أدعياء، ولذلك كان المنهج القرآني أن يقال لكل صاحب دعوى : {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة: 111]، وهذا كافٍ لإبطال دعوى كل مفترٍ، ولكن مع ذلك نقول له ولأمثاله من المأجورين عملاء المجوسية الصفوية: رمتني بدائها وانسلت، بل مناهج أسياده أصحاب ولاية الفقيه هي التي تكفر عموم المسلمين، في حين أن مناهجنا (2 ) هي التي تقول - كما جاء في المرجع الرئيس في كليات الشريعة الذي ندرسه لطلابنا - : «ولا نكفر أحدًا من أهل القبلة بذنب ما لم يستحله» ( 3)، وتقول: «ونسمي أهل قبلتنا مسلمين مؤمنين ما داموا بما جاء به النبي (صلى الله عليه وسلم) معترفين، وله بكل ما قاله وأخبر مصدقين» ( 4)، قال شارح «الطحاوية» : «والمراد بقوله: (أهل قبلتنا) من يدعي الإسلام ويستقبل الكعبة، وإن كان من أهل الأهواء ومن أهل المعاصي ما لم يكذب بشيء مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم» ( 5).
-2-
وتقول: «ونرى الصلاة خلف كل بر وفاجر من أهل القبلة، وعلى من مات منهم، ولا ننزل أحدًا منهم جنة ولا نارًا، ولا نشهد عليهم بكفر ولا بشرك ولا بنفاق ما لم يظهر منهم شيء من ذلك، ونذر سرائرهم إلى الله تعالى» (6 ).
أما مناهج أسياده المنصوص عليها في الدستور الإيراني في مادته الثانية، وما جاء في مناهجهم الدراسية ومصادرهم المعتمدة فهي تقرر وتؤسس أصول العنف والعدوان والتحريض والتكفير لجميع المسلمين من زمن الصحابة إلى يومنا هذا، بل يشمل تكفيرهم جميع فرق المسلمين وطوائفهم.
بل يتجاوز تكفيرهم إلى تكفير من رضي الله عنهم ورضوا عنه ولخير جيل عرفته البشرية، وهو الصحابة، جاء في رجال الكشي (أهم وأوثق كتاب عندهم في الرجال): «ارتد الناس إلا ثلاثة نفر : سلمان، وأبو ذر، والمقداد..» (7 )، وفي الكافي (أهم وأوثق كتاب لهم في الرواية) عن أئمتهم الذين يدعون عصمتهم: «كان الناس أهل ردة بعد النبي (صلى الله عليه وسلم) إلا ثلاثة، فقلت: ومن الثلاثة؟ فقال: المقداد بن الأسود، وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي..» ( 8).
وفي الكافي أيضا : «عن حمران بن أعين قال: قلت لأبي جعفر (ع): جعلت فداك ما أقلنا!! لو اجتمعنا على شاة ما أفنيناها؟ فقال: ألا أحدثك بأعجب من ذلك؟ المهاجرون والأنصار ذهبوا إلا - وأشار بيده - ثلاثة» (9 ).
وخصوا بتكفيرهم أفضل هذه الأمة بعد النبيين، خلفاء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأحبابه وأصهاره ومن أمرنا بالاقتداء بهم، أبا بكر الصديق، وعمر الفاروق، وعثمان ذا النورين.
وعقد شيخ الدولة الصفوية المجلسي في كتابه البحار بابًا بعنوان: «باب كفر الثّلاثة ونفاقهم وفضائح أعمالهم» ( 10)، بل قالوا في أهم مصدر معتمد لديهم: «ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: من ادعى إمامة من الله ليست له، ومن جحد إمامًا من الله، ومن زعم أن لهما يعنون أبا بكر وعمر - رضي الله عنهما - في الإسلام نصيبًا» (11).
بل وصل تكفيرهم إلى أهل البيت الذين يزعمون اتباعهم، ويخدعون الناس بشعار التشيع لهم، فترى أن مصادرهم المعتمدة تكفرهم وتحكم عليهم بالردة ضمن تكفيرهم لعموم الأمة، فتصدر صكوك التكفير العامة التي تتناول جميع أفراد ذلك المجتمع المثالي الفريد، مجتمع الصحابة، ولا تستثني منهم جميعًا سوى ثلاثة، وإن زادت على ذلك لم تتجاوز السبعة، ولا تذكر ضمن هؤلاء السبعة أحدا من أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) باستثناء بعض روايات عندهم جاء فيها استثناء علي فقط، وهي رواية الفضيل بن يسار عن أبي جعفر قال: «صار الناس كلهم أهل جاهلية إلا أربعة: علي، والمقداد، وسلمان، وأبو ذر، فقلت: فعمار، فقال: إن كنت تريد الذين لم يدخلهم شيء فهؤلاء الثلاثة» ( 12).
فهذا حكم بالكفر على جميع آل بيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من آل عقيل وآل علي وآل جعفر وآل العباس وآل الحارث وأمهات المؤمنين؛ لأن صيغة الحصر في اللغة العربية تقتضي ذلك، ونصوص تكفيرهم جاءت بأسلوب الحصر والقصر، فلا يخرج منه أحد إلا ما استثني.
بل إن مصادر أسياده المعتمدة لديها خصت بالطعن والتكفير جملة من أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على سبيل التعيين كعم النبي العباس، حتى قالوا: إنه نزل فيه قوله سبحانه: ((ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا)) الإسراء: ظ§ظ¢، وكابنه عبد الله بن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن الكريم.
فقد جاء في الكافي ما يتضمن تكفيره، وأنه جاهل سخيف العقل ( 14)، وفي رجال الكشي: «اللهم العن ابني فلان واعم أبصارهما كما عميت قلوبهما.. واجعل عمى أبصارهما دليلًا على عمى قلوبهما» ( 15).
وعلق على هذا شيخهم المصطفوي فقال: «هما عبدالله بن عباس، وعبيدالله بن عباس» (16 ).
كما باؤوا بتكفير أمهات المؤمنين زوجات النبي (صلى الله عليه وسلم) إذ لم يستثنوا واحدة منهن في نصوصهم، لكنهم يخصون منهن عائشة ( 17) وحفصة ( 18) - رضي الله عنهن جميعا - بالذم واللعن والتكفير.
وقد عقد شيخ الدولة الصفوية المجلسي بابا بعنوان (باب أحوال عائشة وحفصة) ذكر فيه 17 رواية ( 19)، وأحال في بقية الروايات إلى أبواب أخرى( 20) في كتابه بحار الأنوار المعتمد لدى الشيعة الصفويين المعاصرين، حتى قالوا على لسان أحد شيوخهم أنه المرجع الوحيد لتحقيق معارف المذهب.
وقد آذوا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في أهل بيته أبلغ الإيذاء من خلال هذه النصوص وأمثالها.
كما يكفر هؤلاء جميع حكومات المسلمين وحكامهم، فقد قالوا في أهم وأوثق كتاب عندهم في الرواية: «كل راية ترفع قبل راية القائم ( 21) (ع) صاحبها طاغوت»(22 ).
قال شارح الكافي: «وإن كان رافعها يدعو إلى الحق» ( 23)، أي أن كل حكومة تقوم فهي حكومة غير شرعية حاكمها طاغوت من الطواغيت، وإن كان يدعو للحق ويعمل به فهذا لا يشفع له عندهم، ومن يبايع هذا الحاكم فهو مشرك ظالم مستحق للخلود في النار.
بل كفروا جميع قضاة المسلمين وعدوهم طواغيت، واعتبروا حكمهم وجميع أحكامهم ليست لها صفة شرعية بأي حال مهما كان عدلهم وموافقتهم للكتاب والسنة، لا لشيء إلا لارتباطهم بالإمامة الباطلة بزعمهم، والإمامة الباطلة بزعمهم هي كل حكومة لا تخضع للولي الفقيه.
فقد جاء في الكافي عن عمر بن حنظلة قال: «سألت أبا عبدالله - عليه السلام - عن رجلين من أصحابنا بينهما منازعة في دين أو ميراث فتحاكما إلى السلطان وإلى القضاة أيحل ذلك؟ قال: من تحاكم إليهم في حق أو باطل فإنما تحاكم إلى الطاغوت، وما يحكم له فإنما يأخذ سحتا، وإن كان حقا ثابتا له، لأنه أخذه بحكم الطاغوت، وقد أمر الله أن يكفر به قال تعالى: (( ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويرد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا)) [النساء :ظ¦ظ]» ( 24).
وقد علق الخميني على هذا النص بقوله: «الإمام - عليه السلام - نفسه ينهى عن الرجوع إلى السلاطين وقضاتهم، ويعتبر الرجوع إليهم رجوعا إلى الطاغوت» (25 ).
وتكفيرهم يمتد إلى الحكم بالكفر والخلود في النار لجميع الفرق الإسلامية، معتدلها ومتشددها، قريبها وبعيدها، سنيها وبدعيها، ناصبيها وشيعيها، ولا يستثنون سوى طائفتهم.
ولا تظن أن في الأمر مبالغة أو تحاملًا، بل هي الحقيقة المظلمة، فنصوصهم وأقوال شيوخهم في التبري واللعن والتكفير لفرق المسلمين يملأ سوادها المجلدات، ينقل شيخهم المفيد في كتابه «أوائل المقالات» (الذي يعده المعاصرون من شيوخهم عمدة في بيان اعتقادهم) ( 26) ينقل إجماعهم على تكفير الفرق الإسلامية كلها وأنهم من أهل النار أجمعين، حيث يقول: «واتفقت الإمامية على أن أصحاب البدع كلهم كفار .. ومن مات منهم على تلك البدعة فهو من أهل النار» ( 27).
قارن هذا النص بما يقرره أهل السنة من القول: إن جميع أهل البدع لا يكفرون ( 28) بل إنهم يخصون جملة من الفرق الشيعية بلعنهم وتكفيرهم، ويكفي أن تعرف أن الزيدية - وهي من فرق الشيعة - نالهم الذم والتكفير في نصوص كثيرة، وفي عدد من مصادرهم المعتمدة، جاء في الكشي (عمدة مصادرهم في الرجال) : «عن عمر بن يزيد قال: سألت أبا عبدالله عن الصدقة على الناصب وعلى الزيدية قال: لا تصدق عليهم بشيء، ولا تسقهم من الماء إن استطعت، وقال لي: الزيدية هم النصاب» ( 29).
وفي الكافي (عمدة كتبهم في الحديث) : «عن عبدالله بن المغيرة قال: قلت لأبي الحسن رضي الله عنه: إن لي جارين أحدهما ناصب، والآخر زيدي، ولا بد من معاشرتهما فمن أعاشر؟ فقال: هم سيان، من كذب بآية من كتاب الله فقد نبذ الإسلام وراء ظهره، وهو المكذب بجميع القرآن والأنبياء والمرسلين، ثم قال: إن هذا نصب لك، وهذا زيدي نصب لنا»( 30).
وقد عقد شيخهم المجلسي في كتابه بحار الأنوار (الذي يعده المعاصرون المرجع الوحيد لتحقيق معارف المذهب) ( 31) بابا في هذا الشأن بعنوان (باب كفر المخالفين والنصاب) ( 32)، وعد كل من لم يؤمن بإمامة واحد من الأئمة الاثني عشر في عداد المشركين، وأوجبوا بالتالي: البراءة منه، لأن البراءة من المشركين لازمة.
كما عدوه في عداد الظالمين الملعونين قال القمي: «من ادعى الإمامة وليس بإمام فهو الظالم الملعون، ومن وضع الإمامة في غير أهلها فهو ظالم ملعون...» ( 33) فهذا حكم بالتكفير شامل للحاكم والمحكوم من المسلمين ولا يستثنون.
لذا فسر أحد شيوخ الدولة الصفوية حديث: «افتراق الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة» بفرق الشيعة، وقرر أن الناجية منها طائفته الإمامية.
أما أهل السنة والمعتزلة والمرجئة والخوارج وغيرهم من سائر فرق المسلمين فجعلهم من أمة الدعوة، أي ليسوا من أمة الإجابة، فهم لم يدخلوا - في اعتقاده - الإسلام أصلا ( 34).
فهم لم يبقوا من فرق المسلمين أحدا سوى من قال بإمامة أئمتهم ومن يدور في فلك ولاية الفقيه، بل اعتبروا المخالفين لهم من المسلمين أشد كفرًا من اليهود والنصارى.
يقول ابن المطهر الحلي الذي يلقبونه بالعلامة: «الإمامة لطف عام والنبوة لطف خاص، لإمكان خلو الزمان من نبي حي بخلاف الإمام، وإنكار اللطف العام شر من إنكار اللطف الخاص» ( 35).
ولقد بلغ بهم الأمر أن أعلنوا المفاصلة الكاملة والبراءة الشاملة لكل فرقة من فرق المسلمين؛ لأن كل الفرق الإسلامية (ما عدا الرافضة) تثبت خلافة الشيخين، لذا يقول شيخهم الصفوي نعمة الله الجزائري مبينا أبعاد هذه البراءة من فرق المسمين: «لم نجتمع معهم على إله، ولا على نبي، ولا على إمام، ذلك أنهم يقولون: إن ربهم هو الذي كان محمد (صلى الله عليه وسلم) نبيه وخليفته أبو بكر، ونحن لا نقول بهذا الرب، ولا بذلك النبي، بل نقول: إن الرب الذي خليفة نبيه أبو بكر ليس ربنا ولا ذلك النبي نبينا» (36 ).
هذه نصوص التكفير عامة، وبإزائها نصوص خاصة تتناول الفرق الإسلامية على سبيل التخصيص والتعيين، كلعنهم أهل السنة الذين يلقبونهم بالمرجئة، ولعنهم للقدرية والخوارج.
جاء في الكافي «عن أبي مسروق قال: سألني أبو عبدالله عن أهل البصرة ما هم؟ فقلت: مرجئة وقدرية( 37) وحرورية، فقال: لعن الله تلك الملل الكافرة المشركة» ( 38).
أما المكفرات عند أسياده فاستمع لبعضها:
من لم يدفع ظ¢ظ% من دخله للولي الفقيه فهو في عداد الكافرين، فتقرر رواياتهم أن مانع الخمس في عداد الكافرين ومن رؤوس الظالمين وهو إنما يأكل في بطنه نارًا وسيصلى سعيرًا, جاء في الوسائل: «ومن أكل من مالنا شيئًا فإنما يأكل في بطنه نارًا وسيصلى سعيرًا» (39), عن أبي بصير قال: قلت : «ما أيسر ما يدخل به العبد النار؟ قال: من أكل من مال اليتيم درهمًا, ونحن اليتيم» ( 40).
يقول العالم الأزهري الشهير د/ علي السالوس: «إن مسلمي اليوم إن أرادوا ألا يحكم عليهم الجعفرية بالكفر فعليهم أن يجمعوا خمس مكاسبهم ورؤوس أموالهم ويبعثوا بها إلى علماء الجعفرية» ( 41).
ظ¢- من لم يؤمن بالغائب الموهوم الذي ينوب عنه الولي الفقيه فهو أكفر من إبليس، قال ابن بابويه القمي: «ومثل من أنكر القائم - عليه السلام - في غيبته مثل إبليس في امتناعه عن السجود لآدم» ( 42).
وقد خرَّجت هذه المناهج الصفوية التكفيرية الغالية فرق الموت التي هي مصدر الإرهاب والقتل في الشام والعراق واليمن وغيرها.
بل جاءت مبادئ أسياده بالأمر بقتل كل مخالف، بل تتوعد العالم كله بتصفية شاملة لا تبقي سوى أصحاب ولاية الفقيه.
تقول مصادرهم: إن إمامهم سئل: ما تقول في قتل الناصب؟ قال: «حلال الدم، لكن أتقي عليك، فإن قدرت أن تقلب عليه حائطا أو تغرقه في ماء لكيلا يشهد به عليك فافعل» (43).
وأما أحلامهم الدموية التي تكون على يد مهديهم عند خروجه، ويتولاها اليوم الولي الفقيه بحكم نيابته العامة وفق النحلة الخمينية، فلا يمكن تصورها من هولها وشدتها، قالوا: «ما لمن خالفنا في دولتنا نصيب، إن الله قد أحل لنا دماءهم عند قيام قائمنا» ( 44).
يقول مرجعهم المعاصر وآيتهم العظمى محمد الصدر : «إن المهدي - عليه السلام - [والولي الفقيه ينوب عنه] يبدأ غزو العالم انطلاقًا من الكوفة، بإرسال السرايا وبث الجيوش المتكاملة للقيام بهذه المهمة» ( 45) يعني قتل البشرية واستئصالها، ثم يقول: «وهذا القتل الشامل للبشرية كلها يتعين حصوله بحرب عالمية شاملة قوية التأثير» (46 ).
لذا قرر الباحثون أن هذه الثقافة التكفيرية الدموية ترجع في جذورها إلى اليهودية التلمودية، ويكفي منها ما جاء في توراتهم المحرفة من قولهم: «وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب نصيبًا فلا تستبق منها نسمة ما» ( 47)، وما جاء في التلمود من قولهم: «اقتل الصالح من غير الإسرائيلي، ومحرم على اليهودي أن ينجي أحدًا من باقي الأمم من هلاك، أو يخرجه من حفرة يقع فيها، لأنه بذلك يكون حفظ حياة أحد الوثنيين» ( 48)، وقال التلمود: «من العدل أن يقتل اليهودي بيده كل كافر ( 49)، لأن من يسفك دم الكفار يقرب قربانًا لله» ( 50) لكن المجوسية الصفوية تجاوزت جرائمها جرائم يهود، كما يشهد بذلك تاريخهم وواقعهم.
وفي النهاية نقول لنصر الله وفق أسلوبه: هذا التكفير للأمة جميعًا «حكامًا ومحكومين» واستحلال دماء كل المخالفين - حتى الفرق الشيعية - وتوعد البشرية كلها بحرب لا تبقي ولا تذر، ثقافة مَنْ هذه؟ ودين مَنْ هذا؟
إنها ثقافة الصفويين، ودين المجوس الحاقدين، وسادية متوحشة من فيض المآتم ودعاوى الصراع المفتعل بين الآل والأصحاب، ليس هذا من هدي علي - رضي الله عنه - ولا من هدي الشيعة.
مراجع
(1 ) الجمعة تاريخ: 17 إبريل 2015.
( 2) الأمثلة كثيرة لكني اقتصرت على النقل فقط من المرجع الرئيس للعقيدة في كليات الشريعة وأصول الدين والدراسات الإسلامية، والمتخرج منها يدرس في الابتدائي والمتوسط والثانوي والمعاهد.
( 3) متن الطحاوية (ص:60).
( 4) متن الطحاوية (ص: 56).
( 5) «شرح الطحاوية» (ص 350- 351).
( 6) متن الطحاوية (ص:67).
(7 ) «رجال الكشي» (ص 11- 12).
( 8) «الكافي» ، كتاب الروضة: (12/321- 322) (مع شرح جامع للمازندراني).
(9 ) أصول الكافي، كتاب الإيمان والكفر، باب قلّة عدد المؤمنين: 2/244، وانظر: رجال الكشّي: ص7، بحار الأنوار: 22/345.
(10) بحار الأنوار: 8/208-252 من الطّبعة الحجريّة
( 11) «الكافي» ، كتاب الحجة، باب من ادعى الإمامة وليس لها بأهل إلخ (1/373).
( 12) انظر: «تفسير العياشي» : (1/199) ، «البرهان» : (1/319) ، «الصافي» : (1/305).
(13 ) رجال الكشي: ص53.
( 14) أصول الكافي: 1/247.
( 15) رجال الكشي: ص53.
( 16) رجال الكشي: ص53 (الهامش).
( 17) انظر : أصول الكافي: 1/300، رجال الكشي: ص57-60، بحار الأنوار: 53/90.
( 18) انظر: بحار الأنوار: 22/246.
( 19) بحار الأنوار: 22/227-247.
( 20) حيث قال: «قد مر بعض أحوال عائشة في باب تزويج خديجة، وفي باب أحوال أولاده - صلى الله عليه وسلم - في قصص مارية وأنها قذفتها فنزلت فيها آيات الإفك (انظر كيف يقلبون الحقائق) وسيأتي أكثر أحوالها في قصة الجمل» (بحار الأنوار: 22/245).
( 21) القائم من ألقاب مهديهم المنتظر.
( 22) الكافي (مع شرحه للمازندراني) 12/ 371، بحار الأنوار 25/113، الغيبة للنعماني 56-57.
( 23) شرح المازندراني على الكافي 12/371.
( 24) أصول الكافي 1/67 .
( 25) الحكومة الإسلامية ص74.
( 26) ذكر ذلك شيخهم محمد جواد مغنية رئيس المحكمة الجعفرية ببيروت، وذلك في كتابه الشيعة في الميزان ص14.
( 27) أوائل المقالات 53.
( 28) قال الإمام النووي: «واعلم أن مذهب أهل الحق أنه لا يكفر أحد من أهل القبلة بذنب ولا يكفر أهل الأهواء والبدع» (شرح صحيح مسلم 1/150).
(29 ) رجال الكشي 199، بحار الأنوار 72/179.
( 30) الكافي «كتاب الروضة» 12/304 (مع شرحه للمازندراني)، مفتاح الكتب الأربعة 8/76.
( 31) انظر: مقدمة البحار 19.
( 32) بحار الأنوار 72/ 132.
( 33) الاعتقادات لابن بابويه111، وانظر البحار للمجلسي 27/ 62.
( 34) التعليقات على شروح الدّوّاني للعقائد العضدية (ضمن كتاب الأعمال الكاملة للأفغاني دراسة وتحقيق: محمد عمارة: 1/215).
( 35) الألفين لابن مطهر الحلي ص3.
( 36) الأنوار النعمانية 2/279.
( 37) صارت الشيعة قدرية فيما بعد، فاللعن يشملهم.
( 38) أصول الكافي 2/387، 409.
( 39) وسائل الشيعة 6/377, إكمال الدين ص 287, الاحتجاج/ 267-268.
( 40) وسائل الشيعة 6/374, من لا يحضره الفقيه 1/13, إكمال الدين 288, مفتاح الكتب الأربعة 11/259.
( 41) أثر الإمامة في الفقه الجعفري ص 394 (الهامش).
(42 ) إكمال الدين ص13.
( 43) علل الشرائع لابن بابويه ص200، وسائل الشيعة 18/463، بحار الأنوار 27/231.
(44 ) بحار الأنوار 52/376.
( 45) «تاريخ ما بعد الظهور» (ص:450).
( 46) «تاريخ ما بعد الظهور» (ص483).
( 47) سفر التثنية 20: 16.
( 48) الكنز المرصود ص 203 ، ط. الشرقاوي.
(49 ) والكافر في اصطلاح التلمود هو غير اليهودي.
( 50) المصدر السابق ص 205.
اضافة رد مع اقتباس
  #185  
قديم 25/06/2015, 03:07 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ أبوديهش الشلهوب
زعيــم متألــق
تاريخ التسجيل: 03/09/2011
المكان: مكه المكرمة
مشاركات: 1,032
شكرا لمرورك على موضوعي وهذا شرف لي ووسام على صدري
اضافة رد مع اقتباس
  #186  
قديم 30/05/2016, 05:09 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ alfayhaa Sport
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 04/09/2008
المكان: حى منفوحة الجديدة - الرياض
مشاركات: 26,476
بسم الله الرحمن الرحيم

دُعاءُ كُمَيْلِ بنِ زيادٍ في ميزانِ النقدِ العلميِّ


الحمدُ للهِ وبعدُ ؛

كتبتُ رداً على دعاءِ كميلٍ هذا ، وهو في صفحتي الخاصة ، وهو دعاءٌ يتشدقُ به الرافضةُ ، ويقدمونهُ على أدعيةِ النبي صلى اللهُ عليه وسلم التي في سنتهِ ، ويثنون عليه في كتبهم أيضاً . وهم كما هو معروفٌ عنهم أنهم لا يعترفون بالسنةِ ، وقد نقل أحدُ الكتَّابِ دعاءَ كميلٍ المزعوم هنا في الساحةِ المفتوحةِ ، فأحببتُ أن أجلي حقيقته ، وأبين سقوطهُ ، ولو رفعوا من قدرهِ ، وعظموهُ ، وهذا البيانُ لأهل السنةِ بالدرجةِ الأولى لكي لا ينخدعوا بمثل هذه الأدعيةِ المكذوبةِ والملفقةِ ، وبالدرجةِ الثانية نصحاً لمن نقل الدعاءَ هنا ، وأن يتق اللهَ في نفسهِ ، وأن لا يكتبَ إلا ما يرضي الله ، وليعلم أن أهل السنةِ لن يتركوه ينشر مثل هذه الخرافات والترهات .

ولنقف مع دعاءِ كميلٍ وقفةً نقديةً نبين فيه مدى بعدهِ عن مشكاةِ النبوةِ ، وأنهُ لا يمتُ إلى آدابِ الدعاءِ التي ينبغي للمسلمِ أن يأخذها حال مناجته ودعائهِ لربهِ جل وعلا ، وغير ذلك من الوقفات .

الوقفةُ الأولى : من هو كُمَيلٌ الذي ينسبُ إليه الدعاءُ ؟؟؟
قال المزي في " تهذيب الكمالِ " (24/218) : كُمَيل بنُ زياد بنِ نَهيك بنِ الهيثمِ بنِ الحارثِ بنِ صُهبان بنِ سعد بن مالك بنِ النخعِ النخعي الصُهبانيُّ الكوفي . وقيل : كُمَيْل بنُ عبدِ الله ، وقيل : كُمَيْل بنُ عبدِ الرحمنِ .ا.هـ.

ثم نقل المزي كلامَ أهلِ الجرحِ والتعديلِ فيه فقال : ذكرهُ ابنُ سعدٍ في الطبقةِ الأولى من أهلِ الكوفةِ ، قال : وشهد مع علي صفين ، وكان شريفاً ، مطاعاً في قومه ، فلما قدم الحجاجُ بنُ يوسف الكوفةَ دعا به فقتله ، وكان ثقةً ، قليلَ الحديثِ . وقال يحيى بنُ معينٍ : ثقةٌ . وقال العجلي : كوفيٌّ تابعيٌّ ثقةٌ . وقال محمدُ بنُ عَمَّار : كُميلُ بنُ زياد رافضي ، وهو ثقةٌ من أصحابِ علي .

قال بشارعواد محققُ الكتابِ تعليقاً على عبارةِ " رافضي ، وهو ثقةٌ " : كيف يكونُ الرافضي ثقةً ؟!

وقال محمدُ بنُ عمار في موضعٍ آخر : كُمَيْلُ بنُ زياد من رؤساءِ الشيعةِ ، وكان بلاءً من البلاءِ .

وقال عنه أبو حاتم ابن حبان في كتاب المجروحين (2/225) : وهو الذي يقال له : كُمَيل بن عبد الله ، من أصحاب علي عليه السلام ، روى عنه عبد الرحمن بن عابس ، والعباس بن ذريح ، وأهل الكوفة ، وكان كُمَيل من المفرطين في علي ، ممن يروي عنه المعضلات ، وفيه المعجزات ، منكر الحديث جدا ، تتقى روايته ولا يُحتجُ به .ا.هـ.

وقال بشار عواد في تحقيقه لتهذيب الكمال للمزي (24/222) : هو مشهور في كتب الشيعة معروف ، وفي نهج البلاغة المنسوب إلى علي رضي الله عنه الكثير مما نُقل عنه .ا.هـ.

وقال عنه الحافظُ ابنُ حجر في " التقريب " : ثقةٌ رمي بالتشيعِ .

قال المزي عن روايتهِ في " تهذيب الكمال " (24/222) : روى له النسائي في " اليوم والليلة " حديثاً واحداً .ا.هـ.

والحديثُ هو : ‏عَنْ ‏كُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ ،‏ ‏عَنْ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏‏قَالَ ‏: ‏كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏فِي نَخْلٍ لِبَعْضِ أَهْلِ ‏‏الْمَدِينَةِ ‏‏فَقَالَ : يَا ‏‏أَبَا هُرَيْرَةَ ؛‏ ‏هَلَكَ الْمُكْثِرُونَ إِلَّا مَنْ قَالَ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ حَثَا بِكَفِّهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ وَبَيْنَ يَدَيْهِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ ثُمَّ مَشَى سَاعَةً فَقَالَ : يَا ‏‏أَبَا هُرَيْرَةَ ‏‏؛ أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ ؟ فَقُلْتُ : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : قُلْ : لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ، وَلَا مَلْجَأَ مِنْ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ، ثُمَّ مَشَى سَاعَةً فَقَالَ : يَا ‏‏أَبَا هُرَيْرَةَ ‏؛ ‏هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ النَّاسِ عَلَى اللَّهِ وَمَا حَقُّ اللَّهِ عَلَى النَّاسِ ؟ قُلْتُ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . قَالَ : فَإِنَّ حَقَّ اللَّهِ عَلَى النَّاسِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فَحَقٌّ عَلَيْهِ أَنْ لَا يُعَذِّبَهُمْ .

أخرجه الإمامُ أحمدُ (2/309) بهذا اللفظ ، والنسائي في " الكبرى " (10118) مختصراً .










وقد ذُكر أثرٌ عن علي بنِ أبي طالبٍ :

عن كميل بن زياد قال : أخذ علي بن أبي طالب بيدي ، فأخرجني إلى ناحية الجبّانة ، فلما أصحرنا جلس ثم تنفس ثم قال : يا كميل بن زياد القلوب أوعية فخيرها أوعاها ، احفظ عني ما أقول لك :

الناس ثلاثة : فعالمٌ رباني ، ومتعلمٌ على سبيل نجاة ، وهمج رعاع أتباع كل ناعق ، يميلون مع كل ريح ، لم يستضيئوا بنور العلم ، ولم يلجأوا إلى ركن وثيق ، العلم خير من المال ، العلم يحرسك وأنت تحرس المال ، العلم يزكو بالإنفاق والمال تنقصه النفقة ، ومحبة العلم دين يدان به ، العلم يكسب العالم الطاعة في حياته وجميل الأحدوثة بعد وفاته ، وصنيعة المال تزول بزواله ، مات خزّان الأموال وهم أحياء ، والعلماء باقون ما بقي الدهر ، أعيانهم مفقودة ، وأمثالهم في القلوب موجودة ؛ هاه هاه إن ههنا – وأشار بيده إلى صدره – علما لو أصبت له حملة ، بل أصبته لَقِنَا غير مأمون عليه ، يستعمل آلة الدين للدنيا ، يستظهر بحجج الله على كتابه ، وبنعمه على عباده ، أو منقادا لأهل الحق لا بصيرة له في أحِنّائه ، ينقدح الشك في قلبه بأول عارض من شبهة ، لا ذا ولا ذاك ، أو منهوما باللذات ، سلس القياد للشهوات ، أو مغرى بجمع الأموال والإدخار ، فهؤلاء ليسوا من دعاة الدين ، أقرب شبها بهم الأنعام السائبة ، كذلك يموت العلم بموت حامليه ، اللهم بلى ، لن تخلو الأرض من قائم لله بحججه ، لئلا تبطل حجج الله وبيناته ، أولئك هم الأقلون عددا ، الأعظمون عند الله قدرا ، بهم يدفع الله عن حججه حتى يؤدوها إلى نظرائهم ، ويزرعوها في قلوب أشباههم ، هجم بهم العلم على حقيقة الأمر، فاستلانوا ما استوعره المترفون ، وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون ، صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمنظر الأعلى ، أولئك خلفاء الله في بلاده ، ودعاته إلى دينه ، هاه هاه شوقا إلى رؤيتهم ، وأستغفر الله لي ولك ، إذا شئت فقم .

أخرجهُ أبو نعيم في " الحلية " (1/79-80) ، والخطيبُ البغدادي في " الفقيه والمتفقه (1/182 - 183 رقم 176) ، والمزي في " تهذيب الكمال " (24/220) .

وقد حكم بضعفهِ محقق كتابِ " الفقيه والمتفقه " (1/183) فقال : " إسنادهُ ضعيفٌ ؛ علتهُ أبو حمزة الثمالي ، واسمه : ثابتُ بنُ أبي صفية . قال أحمدُ بنُ حنبل : " ضعيف الحديث ليس بشيء " . وضعفه أبو زرعة ، وابنُ معين ، وأبو حاتم ، والجوزقاني ، وقال ابنُ عدي : " ضعفه بين " . وفي الإسنادِ أيضاً : عبد الرحمن بن جندب الفزاري ، قال في " لسان الميزان (3/408) : " مجهول " .ا.هـ.

وعلى الرغم من ضعفه فقد اهتم ابن القيم بشرح هذا الأثر في كتابه " مفتاح دار السعادة " (1/403) ، وابنُ رجب الحنبلي في رسالته " كشف الكربة في وصف حال أهل الغربة " .

فهذه ترجمةٌ مختصرةٌ عن كُمَيْلِ بنِ زياد من خلالِ كتب أهلِ السنةِ ، فهو ثقةٌ عند أهلِ السنةِ إلا فيما يرويهِ عن علي بن أبي طالب كما صرح بذلك ابنُ حبان ، فتتقى روايتهُ عنه ؛ واللهُ أعلم .

الوقفةُ الثانيةُ : منزلةُ دعاءِ كُمَيْل عند الرافضةِ :
إن دعاءَ كميل بنِ زياد له منزلةٌ عظيمةٌ جداً عند الرافضةِ ، ويثنون عليه كثيراً ، بل شرحهُ بعضهم وكأنهُ يشرحُ حديثاً من أحاديثِ النبي صلى الله عليه وسلم !!! وبعضُ القنواتِ المعاصرةِ مثل قناة المنار الرافضية تجعله افتتاحيةً لبرامجها ، وموجودٌ أيضاً في بعضِ المواقعِ على شكل ملفاتٍ صوتيةٍ .

ولمعرفةِ منزلتهِ عندهم يقول القُمِّيُ في " مفاتيح الجِنان " : و هو من الدَّعوات المعروفة ، قال العلامة المجلسي : إنّه أفضلُ الأدعيةِ ، و هو دُعاءُ خضر ، و قد علّمه أميرُ المؤمنين كميلاً ، و هو من خواصّ أصحابه . و يُدعى به في ليلة النّصف مِن شعبان ، و ليلة الجمعة . و يُجْدي في كفاية شرّ الأعداء ، و في فتح باب الرّزق ، و في غفران الذّنوب . و قد رواه الشّيخ و السيّد كلاهما .ا.هـ.

وجاء دعاءُ كميل كما يزعم الرافضةُ في كتبهم بعدةِ رواياتٍ منها :

قال كميلُ بن زياد : كنت جالساً مع مولاي أمير المؤمنين في مسجد البصرة ، ومعه جماعة من أصحابه . فقال بعضهم : ما معنى قول الله عَزَّ و جَلَّ : " فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ " ؟ قال : " ليلة النصف من شعبان ، و الذي نفس علي بيده إنه ما من عبد إلا و جميع ما يجري عليه من خير و شر مقسوم له في ليلة النصف من شعبان إلى آخر السنة في مثل تلك الليلة المقبلة ، و ما من عبد يحييها و يدعو بدعاء الخضر إلا أجيب ( له ) " . فلما انصرف طرقته ليلاً . فقال : " ما جاء بك يا كميل " ؟ قلت : يا أمير المؤمنين دعاء الخضر . فقال : " اجلس يا كميل ، إذا حفظت هذا الدعاء فادعُ به كل ليلة جمعة ، أو في الشهر مرة ، أو في السنة مرة ، أو في عمرك مرة ، تُكْفَ وَ تُنْصَر وَ تُرْزَق ، وَ لَنْ تُعْدَم المغفرة ، يا كميل أوجَبَ لك طولُ الصحبة لنا أن نَجُودَ لكَ بما سألت " . ثم قال : " أُكتب : اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شي‏ء ... و ذَكَرَ الدعاء . إقبال‏الأعمال : 707 .

وَ رُوِيَ أيضاً أن كميل بن زياد النخعي رأى أمير المؤمنين ساجدا يدعو بهذا الدعاء في ليلة النصف من شعبان : اللهم إني أسألك برحمتك ... مصباح ‏المتهجد : 844 .

الوقفةُ الثالثةُ : مراجعُ الرافضةِ يضعفون دعاءَ كُمَيْل :
وبعد الرجوعِ إلى كلامِ العلماءِ عندهم نجدُ أنهم يضعفون سندَ دعاءِ كُمَيْل ، والعجيب أنهم يستحسنوهُ بعقولهم ، وهذه طريقةُ معروفةٌ عندهم ، وهم ليس لديهم ضوابطٌ أو قواعدٌ يسيرون عليها في الحكمِ على الأسانيدِ ، بل لا يثبتُ عندهم حديثٌ صحيحُ السندِ إلى النبي صلى اللهُ عليه وسلم كما تحداهم بعضُ طلبةِ العلمِ .

وممن ذهب إلى عدمِ صحةِ سندِ دعاءِ كميل محمدُ حسين كاشف الغطاء فقد قال في " الفردوس الأعلى " ( ص 51 ) : إننا كثيراً ما نصححُ الأسانيدَ بالمتون فلا يضرُ بهذا الدعاءِ الجليلِ ضعفُ سندهِ مع قوةِ متنهِ فقد دل على ذاته بذاتهِ .ا.هـ.

سبحان الله !!! هل هذا كلامٌ علمي يتمشى مع أصولِ التصحيحِ والتضعيفِ ؟؟؟ وكيف يدلُ على ذاتهِ بذاتهِ ؟؟؟ وهذا يعني أن أي دعاءٍ استحسنه هؤلاءِ القومِ جعلوهُ ديناً – نسألُ اللهَ السلامةَ والعافيةَ - .

وقال أيضاً عبد الهادي الفضلي في " دروس في أصول فقه الإمامية " ( ص 258 ) : أمثالُ دعاءِ كميلِ فإن سندَهَ غيرُ ناهضٍ بإثبات صحةِ صدورهِ عن المعصومِ ، لكن الفقيه من خلالِ مقارنته أسلوب هذا الدعاء بما يعرفُهُ من خصائص مميزة لأساليب أدعية أهل البيت يحصل له القطع بأنه صادرٌ عنهم ( عليهم السلام ) .ا.هـ.

فهذان نصان من مراجعهم لا يثبتان صحةَ دعاءِ كميل ، فكيف يتعبدون الله بدعاءِ يضعفه مراجعهم ؟!

الوقفةُ الرابعةُ : وقفاتٌ مع دعاءِ كُميل نفسهِ :
كما يعلمُ الجميعُ أن الدعاءَ عبادةٌ من العباداتِ ، ولذا جاء في القرآنِ والسنةِ ما يقررُ هذا الأمر أيما تقرير ، ولستُ بصددِ سردِ النصوصِ في ذلك فهي واضحةٌ وضوح الشمس في رابعة النهارِ .

والذي أريد أن أقرره هنا أن دعاء كميل يخالفُ الآدابَ والقواعدَ التي ينبغي أن تراعى سواء حال الدعاء ، أو في ذاتِ الدعاءِ نفسه فمن ذلك :

1 - الدعاءُ عبادةٌ كما هو معلومٌ لدى الجميعِ ، والأصلُ في العباداتِ أنها توقيفية ، أي لا يجوز أن يشرعَ الإنسان عبادةً من عند نفسهِ ، بل لا بد أن تكونَ ثابتةً عن النبي صلى اللهُ عليه وسلم ، ولو أردنا أن نجري هذا الأصلَ على دعاءِ كميل لرددناهُ لسبب واحدٍ وهو عدمُ ثبوتِ سندهِ كما قرر ذلك مراجعُ الرافضةِ أنفسهم ، وبناء عليه سقط الاستدلالُ به .

2 – تحديدُ الوقتِ لذكرهِ وهو ليلةُ النصفِ من شعبان ، وليلة الجمعة ، وهذا يحتاجُ إلى توقيفٍ من المصطفى صلى اللهُ عليه وسلم ، أو يصحُ سندهُ عن الصحابي ويكونُ له حكمُ المرفوعِ إلى النبي صلى الله عليه وسلم .

3 – ما جاء في الدعاء من أن تفسيرَ قوله تعالى : " فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ " [ الدخان : 4 ] أن المقصودَ به ليلةُ النصفِ من شعبان ، وهو قولٌ مردودٌ ، بل المقصود ليلة القدر في رمضان ، وهذه بعضُ النقولُ لأهلِ العلمِ عند تفسيرِ هذه الآيةِ .

قال ابنُ جرير الطبري في " جامع البيان " عند تفسير الآيةِ بعد نقلهِ للأقوال : " وَأَوْلَى الْقَوْلَيْنِ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ قَوْل مَنْ قَالَ : ذَلِكَ لَيْلَة الْقَدْر لِمَا قَدْ تَقَدَّمَ مِنْ بَيَاننَا عَنْ أَنَّ الْمَعْنِيّ بِقَوْلِهِ : { إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَة مُبَارَكَة } لَيْلَة الْقَدْر , وَالْهَاء فِي قَوْله : { فِيهَا } مِنْ ذِكْر اللَّيْلَة الْمُبَارَكَة , وَعُنِيَ بِقَوْلِهِ : { فِيهَا يُفْرَق كُلّ أَمْر حَكِيم } فِي هَذِهِ اللَّيْلَة الْمُبَارَكَة يُقْضَى وَيُفْصَل كُلّ أَمْر أَحْكَمَهُ اللَّه تَعَالَى فِي تِلْكَ السَّنَة إِلَى مِثْلهَا مِنْ السَّنَة الْأُخْرَى , وَوَضَعَ حَكِيم مَوْضِع مُحْكِم .ا.هـ.

وقال ابنُ كثير : " وَمَنْ قَالَ إِنَّهَا لَيْلَة النِّصْف مِنْ شَعْبَان كَمَا رُوِيَ عَنْ عِكْرِمَة فَقَدْ أَبْعَدَ النُّجْعَة فَإِنَّ نَصَّ الْقُرْآن أَنَّهَا فِي رَمَضَان . وَالْحَدِيث الَّذِي رَوَاهُ عَبْد اللَّه بْن صَالِح عَنْ اللَّيْث عَنْ عُقَيْل عَنْ الزُّهْرِيّ أَخْبَرَنِي عُثْمَان بْن مُحَمَّد بْن الْمُغِيرَة بْن الْأَخْنَس قَالَ : إِنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " تُقْطَع الْآجَال مِنْ شَعْبَان إِلَى شَعْبَان حَتَّى إِنَّ الرَّجُل لَيَنْكِحُ وَيُولَد لَهُ وَقَدْ أُخْرِجَ اِسْمه فِي الْمَوْتَى " فَهُوَ حَدِيث مُرْسَل وَمِثْله لَا يُعَارَض بِهِ النُّصُوص .ا.هـ.

وحكم الحافظُ ابنُ رجب على حديثِ عثمانَ بن محمد بن المغيرة الذي أوردهُ ابنُ كثير بالإرسالِ أيضاً في " لطائف المعارف " ( ص 256 ) .

وَقَالَ الْقَاضِي أَبُو بَكْر بْن الْعَرَبِيّ : وَجُمْهُور الْعُلَمَاء عَلَى أَنَّهَا لَيْلَة الْقَدْر . وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ : إِنَّهَا لَيْلَة النِّصْف مِنْ شَعْبَان ; وَهُوَ بَاطِل لِأَنَّ اللَّه تَعَالَى قَالَ فِي كِتَابه الصَّادِق الْقَاطِع : " شَهْر رَمَضَان الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآن " [ الْبَقَرَة : 185 ] فَنَصَّ عَلَى أَنَّ مِيقَات نُزُوله رَمَضَان , ثُمَّ عُيِّنَ مِنْ زَمَانه اللَّيْل هَاهُنَا بِقَوْلِهِ : " فِي لَيْلَة مُبَارَكَة " فَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُ فِي غَيْره فَقَدْ أَعْظَمَ الْفِرْيَة عَلَى اللَّه , وَلَيْسَ فِي لَيْلَة النِّصْف مِنْ شَعْبَان حَدِيث يُعَوَّل عَلَيْهِ لَا فِي فَضْلهَا وَلَا فِي نَسْخ الْآجَال فِيهَا فَلَا تَلْتَفِتُوا إِلَيْهَا .ا.هـ.

وقال القرطبي : قُلْت : وَقَدْ ذَكَرَ حَدِيث عَائِشَة مُطَوَّلًا صَاحِب كِتَاب الْعَرُوس , وَاخْتَارَ أَنَّ اللَّيْلَة الَّتِي يُفْرَق فِيهَا كُلّ أَمْر حَكِيم لَيْلَة النِّصْف مِنْ شَعْبَان , وَأَنَّهَا تُسَمَّى لَيْلَة الْبَرَاءَة . وَقَدْ ذَكَرْنَا قَوْله وَالرَّدّ عَلَيْهِ فِي غَيْر هَذَا الْمَوْضِع , وَأَنَّ الصَّحِيح إِنَّمَا هِيَ لَيْلَة الْقَدْر عَلَى مَا بَيَّنَّاهُ .ا.هـ.

وقال الشنقيطي في " أضواءِ البيانِ " (7/319) : وقد بين تعالى أن هذه الليلةَ المباركةَ هي ليلةٌ القدرِ التي أنزل فيها القرآن من شهر رمضان في قوله تعالى : " شَهْر رَمَضَان الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآن " [ الْبَقَرَة : 185 ] .

فدعوى أنها ليلةُ النصفِ من شعبان كما روي عن عكرمةَ وغيرهِ ، لا شك أنها دعوى باطلةٌ لمخالفتها لنص القرآن الصريحِ . ولا شك كل ما خالف فهو باطلٌ . والأحاديثُ التي يوردها البعضُ في أنها من شعبان المخالفة لصريح القرآنِ لا أساس لها ، ولا يصحُ سندُ شيء منها كما جزم به ابنُ العربي وغيرُ واحدٍ من المحققين . فالعجبُ كلُ العجبِ من مسلمٍ يخالفُ نصَ القرآنِ بلا مستندِ كتابٍ ولا سنة صحيحةٍ .ا.هـ.

3 – كما هو معلومٌ أن الأدعيةَ الثابتةَ عن النبي صلى الله عليه وسلم هي من جوامعِ كلمهِ صلواتُ الله وسلامه عليه ، ودعاءُ كميل المزعوم لا تجدُ فيه مسحةَ جوامعِ كلمهِ صلى الله عليه وسلم لو فرضنا أن علياً نقلهُ عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فما بالكم لو كان عن غيرِ النبي صلى اللهُ عليه وسلم وبهذا الطولِ ؟! .

لا شك أنه يُردُ ولو لم يكن في كلماتهِ ما يستغربُ أو يخالفُ آدابَ الدعاءِ ، ودعاءُ كميل على عكس ذلك .

4 - يوجدُ الكثيرُ في دعاءِ كميل من الاعتداءِ في الدعاء ، وخذ هذا الكلام على سبيل المثال لا على سبيل الحصر : يا مولاي...فكيف يبقى في العذاب ، وهو يرجو ما سلف من حلمك..؟! ام كيف تولمه النار، وهو يأمل فضلك ورحمتك ..؟! ام كيف يحرقه لهيبها ، وأنت تسمع صوته وترى مكانه..؟! أم كيف بشتمل عليه زفيرها ، وأنت تعلم ضعفة..؟! أم كيف يتقلقل بين اطباقها ، وانت تعلم صدقه..؟! أم كيف تزجرة زبانيتها ، وهو يناديك يا ربه ..؟! أم كيف يرجو فضلك في عتقه منها ، فتتركه فيها..؟! هيهات ...

والله قال في كتابه في التحذيرِ من الاعتداءِ في الدعاءِ : " ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ " [ الأعراف : 55 ] .

و‏عَنْ ‏‏ابْنٍ لِسَعْدٍ ‏‏أَنَّهُ قَالَ :‏ سَمِعَنِي ‏‏أَبِي ‏‏وَأَنَا أَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ ، وَنَعِيمَهَا ، وَبَهْجَتَهَا ، وَكَذَا وَكَذَا ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ النَّارِ ، وَسَلَاسِلِهَا ، وَأَغْلَالِهَا ، وَكَذَا وَكَذَا ، فَقَالَ : يَا بُنَيَّ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏ ‏يَقُولُ :‏‏ سَيَكُونُ قَوْمٌ يَعْتَدُونَ فِي الدُّعَاءِ فَإِيَّاكَ أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ إِنَّكَ إِنْ أُعْطِيتَ الْجَنَّةَ أُعْطِيتَهَا وَمَا فِيهَا مِنْ الْخَيْرِ ، وَإِنْ أُعِذْتَ مِنْ النَّارِ أُعِذْتَ مِنْهَا وَمَا فِيهَا مِنْ الشَّرِّ .

رواه أبوداود (1480) ، وابن ماجه (3864) ، وأحمد (1/171، 183) ، وقال الأرنؤوط في تخريجه للمسند (3/80) : حسن لغيره .

وصورُ الاعتداءِ في الدعاءِ كثيرةٌ ليس هذا مجال ذكرها ، ولكن يكفي العبارة التي جاءت في دعاءِ كميل .

5 - وكذلك في دعاءِ كميل من السجعِ المتكلفِ ما يكونُ سبباً من أسبابِ عدم استجابةِ الدعاءِ على فرضِ ثبوتهِ عن علي بن أبي طالب .

‏عَنْ ‏‏عِكْرِمَةَ ‏، ‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ عَبَّاسٍ ‏‏قَالَ : ... فَانْظُرْ ‏‏ السَّجْعَ ‏‏ مِنْ الدُّعَاءِ فَاجْتَنِبْهُ فَإِنِّي عَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏وَأَصْحَابَهُ لَا يَفْعَلُونَ إِلَّا ذَلِكَ ‏ ‏يَعْنِي لَا يَفْعَلُونَ إِلَّا ذَلِكَ ‏ ‏الِاجْتِنَابَ . رواه البخاري (6337) .

6 - وكذلك لفظة : يا سيدي الواردة في الدعاءِ ، تكلم عليها أهلُ العلمِ .

قال شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ في " الفتاوى " (1/207) : وَقَدْ كَرِهَ مَالِكٌ وَابْنُ أَبِي عِمْرَانَ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي حَنِيفَةَ وَغَيْرِهِمَا أَنْ يَقُولَ الدَّاعِي : يَا سَيِّدِي يَا سَيِّدِي ، وَقَالُوا : قُلْ كَمَا قَالَتْ الْأَنْبِيَاءُ : رَبِّ رَبِّ .ا.هـ.

وقال أيضاً في " الفتاوى " (10/285) : وَأَمَّا السُّؤَالُ فَكَثِيرًا مَا يَجِيءُ بِاسْمِ الرَّبِّ كَقَوْلِ آدَمَ وَحَوَّاءَ : " رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ " وَقَوْلِ نُوحٍ : " رَبِّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ " وَقَوْلِ مُوسَى : " رَبِّ إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي " وَقَوْلِ الْخَلِيلِ : " رَبَّنَا إنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ " الْآيَةُ وَقَوْلِهِ مَعَ إسْمَاعِيلَ : " رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ " وَكَذَلِكَ قَوْلُ الَّذِينَ قَالُوا : " رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ " وَمِثْلُ هَذَا كَثِيرٌ .

وَقَدْ نُقِلَ عَنْ مَالِك أَنَّهُ قَالَ : أَكْرَهُ لِلرَّجُلِ أَنْ يَقُولَ فِي دُعَائِهِ : يَا سَيِّدِي يَا سَيِّدِي يَا حَنَّانُ يَا حَنَّانُ وَلَكِنْ يَدْعُو بِمَا دَعَتْ بِهِ الْأَنْبِيَاءُ ؛ رَبَّنَا رَبَّنَا نَقَلَهُ عَنْهُ العتبي فِي العتبية .ا.هـ.

وقال ابن رجب في جامع العلوم والحكم عند شرح الحديث العاشر (1/274) : وسئل مالك وسفيان عمن يقول في الدعاء : يا سيدي ، فقالا : يقول : يا رب . زاد مالك : كما قالت الأنبياء .ا.هـ.

وفي هذا القدرِ كفايةٌ ، وفي الختامِ أجزمُ أن دعاءَ كُمَيْل لم ولن يثبت عن علي بنِ أبي طالب ، وإذا وجدتُ لاحقاً شيئاً يثري الموضوع وضعته إن شاء اللهُ تعالى .


23 - 12 - 1424 هـ

كتبه
عَـبْـد الـلَّـه بن محمد زُقَـيْـل
اضافة رد مع اقتباس
  #187  
قديم 27/07/2016, 06:12 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ alfayhaa Sport
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 04/09/2008
المكان: حى منفوحة الجديدة - الرياض
مشاركات: 26,476
Arrow

(منقول)

*من هم الصفويون تأريخياً*؟
د. محمد بسام يوسف

🔪الصفويون والصفوية
يُطلَق هذا الاسم على الدولة التي أسّسها (الشاه إسماعيل الصفويّ) وعلى أتباعه، وهو من سلالة الشيخ صفيّ الدين الأردبيلي الذي كان يسكن مدينة أردبيل التابعة لإقليم أذربيجان في شماليّ غرب إيران.. والشيخ الأردبيلي هو أحد مريدي الشيخ تاج الدين الزاهد الكيلاني صاحب إحدى الطرق الصوفية، وكان ينتمي إلى المذهب الشافعيّ.. وقد قام حفيد صفيّ الدين (الشيخ إبراهيم) بتطوير طريقته الصوفية، ثم باعتناق المذهب الشيعيّ الشيعة الإمامية وتحويل طريقته إلى طريقةٍ شيعيةٍ إمامية متعصّبةٍ غالية.. وسار على دربه ابنه الأصغر جنيد الذي قُتِلَ في إحدى حروبه، فخلفه ابنه حيدر الذي لُقِّبَ بلقب سلطان، وأمر أتباعه بأن يضعوا على رؤوسهم قلنسواتٍ من الجوخ الأحمر، تضم الواحدة منها اثنتي عشرة طيّةً، رمزاً للأئمّة الإثني عشر عند الشيعة الإمامية، وقد قُتِلَ حيدر أيضاً في إحدى حروب الثأر لوالده.. وخلفه ابنه (إسماعيل)، الذي أعلن فيما بعد دولته الصفوية في عام 1501م، ووطّد دعائمها، فامتدّت من إيران إلى ما حولها، إلى أن وصلت بغداد.

🔪الدولة الصفوية:
كان المسلمون في إيران بأغلبيتهم الساحقة (90%) من أهل السنة الشافعية، إلى أن قامت الدولة الصفوية على يد إسماعيل الصفويّ كما ذكرنا في عام 1501م، الذي اتّخذ من مدينة تبريز عاصمةً له، وأعلن أنّ دولتَه شيعية إمامية اثنا عشرية، وقام بفرض عقيدته بالقوّة، على الرغم من أنّ علماء الشيعة حذّروه بأن لا يفعل ذلك، لأنّ الأغلبية الإيرانية الساحقة تنتمي إلى أهل السنة.. لكنه رفض وقال قولته المشهورة: "إنني لا أخاف من أحد، فإن تنطق الرعية بحرفٍ واحد، فسوف أمتشق الحسام، ولن أتركَ أحداً على قيد الحياة"!.. ثم قام بصكّ عملة الدولة، منقوشاً عليها مع اسمه عبارة: (لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي وَليّ الله)!..

ثم أمر جنوده بالسجود له كلما قابلوه، وقد اشتهر بدمويّته وساديّته الشديدة، فقام بقتل علماء المسلمين وعامّتهم، فقتل أكثر من مليون مسلمٍ سنيّ، ونهب أموالهم، وانتهك أعراضهم، وسبى نساءهم، وأمر خطباء المساجد من أهل السنة بسبّ الخلفاء الراشدين الثلاثة (أبي بكر وعمر وعثمان) رضي الله عنهم، وبالمبالغة في تقديس الأئمة الإثني عشر.. ووصل الأمر به إلى أن ينبشَ قبور علماء المسلمين من أهل السنة ومشائخهم، ثم أن يحرقَ عظامهم!.. وهكذا كانت دولة الشاه إسماعيل الصفوي تأسيساً لدول الإمامية الإثني عشرية كلها، ومثالاً يُحتَذى بها شيعياً فيما بعد، من حيث ممارساتها الشاذة!..

امتدّت الدولة الصفوية فيما بعد في كل أنحاء إيران وما جاورها، فقضى الشاه إسماعيل على الدولة التركمانية السنية في إيران، ثم سيطر على فارس وكرمان وعربستان وغيرها.. وكان في كل موقعةٍ يذبح عشرات الآلاف من أهل السنة.. إلى أن هاجم بغداد واستولى عليها، ومارس أفظع الأعمال فيها ضد أهل السنة، ومما فعله: "قام بهدم مدينة بغداد، وقَتل الآلاف من أهلَ السنّة، واستخدم التعذيب الشديد بحقّهم قبل قتلهم، ثم توجّه إلى مقابرهم، فنبش قبور موتاهم، وأحرق عظامهم!..
كما توجّه إلى قبر أبي حنيفة وعبد القادر الجيلاني ونكّل بهما ونبشهما!..

وكذلك قام بقتل كل من ينتسب لذرية القائد المسلم خالد بن الوليد رضي الله عنه في بغداد لمجرّد أنهم من نسبه، وقَتَلهم قتلةً شنيعة!.. [1].

⭕السلطان العثماني سليم الأول يهزم الشاه (إسماعيل الصفوي):
عندما وصلت أخبار المجازر الصفوية وممارساتها إلى السلطان العثماني سليم الأول عام 1514م، قام بتجهيز جيشه وحرّر بغداد بعد ست سنواتٍ من الاحتلال الصفويّ، وأسر زوجة إسماعيل الصفوي، وقتل المتواطئين على احتلال العراق.. وبعد فراره، قام إسماعيل الصفويّ بإبرام حلفٍ مع الصليبيين البرتغاليين، على أن يحتل الصفويون (مصر والبحرين والقطيف)، ويحتل البرتغاليون هرمز وفلسطين.. لكنّ العثمانيين أحبطوا مخطّطه هذا، إلى أن هلك إسماعيل الصفوي في تبريز عام 1524م.. فخلفه ابنه طهمباسب الصفويّ.

🔪الشاه طهماسب الصفوي:
خلف إسماعيل الصفوي ابنه طهماسب، الذي تحالف مع المجر والنمسا ضد الدولة العثمانية التي كان يحكمها السلطان سليمان القانوني عام 1525م.. واستعان طهماسب بأحد رجال الدين الشيعة اللبنانيين نور الدين علي بن عبد العال الكركي، فكتب له المؤلّفات التي برّرت ممارسات الشيعة ضد السنة، وأسّس بفكره ومؤلّفاته الشيعية لما يُسمى بـ ولاية الفقيه، بأن اعتبر زعيمَ الدولة الصفوية (نائباً للإمام المنتَظَر الغائب) وكالةً!.. وعاد نفوذ الصفويين إلى العراق عن طريق عملائهم الشيعة هناك، لكن السلطان سليمان القانوني أعاد فتح العراق من جديد، وقضى على حكامه الموالين للصفويين.

هلك طهماسب بالسمّ على يدي زوجته، فخلفه من بعده ابنه إسماعيل الثاني ثم ابنه الثاني محمد خدابنده..
.
⚡الشاه عباس الكبير بن محمد خدابنده:

تواطأ مع بريطانية ضد العثمانيين، وحاصر المدن السنية، ونكّل بها وبأهلها، وقام بترحيل 1500 عائلةٍ سنيةٍ كردية، وقتل سبعين ألفاً من الأكراد السنة، ومنع الحج إلى مكة المكرّمة، وأجبر الناس على أن يحجّوا إلى قبر الإمام موسى بن الرضا) في مدينة (مشهد) الفارسية!.. بينما قام بتكريم النصارى والأوروبيين، وبنى لهم الكنائس، وأعفاهم من الضرائب، وشاركهم أعيادهم، واحتسى الخمر معهم!..

هاجم الشاهُ (عباس الكبير) العراقَ، واستولى على بغداد والموصل وكركوك، ثم على معظم البلاد، وحاول فرض التشيّع بالقوة، لكنّ أهل العراق رفضوا ذلك، فنكّل بهم، قتلاً وتشريداً وتعذيباً، وسبى النساء والأطفال، وأعاد هدم مرقدي الشيخ (عبد القادر الجيلاني) و(أبي حنيفة النعمان)، وحوّل المدارس السنّية إلى (اصطبلات)، وقام بإعداد قوائم طويلةٍ لإبادة أهل السنّة في العراق.. إلى أن أهلكه الله، فخلفه الشاه (صفيّ الأول)، الذي حرّر العثمانيون العراقَ في عهده مرةً جديدةً وأخيرة!..

وانتهت الدولة الصفوية بعد مئة عامٍ تقريباً من عهد (صفيّ الأول)، أي في عام (1722م)، بعد أن استمرّت (221) سنة.. ولم يعد الصفويون إلى بغداد، إلا في عام 2003م، على ظهور الدبابات الأميركية الصليبية.. وذلك بعد أن عادوا إلى حكم بلاد فارس (إيران)، إثر انتصار ثورتهم الصفوية الشيعية بزعامة (الخميني) عام 1979م، وبعد أن رفعوا شعار: (تصدير الثورة الصفوية الخمينية)!..

🔪الانحرافات العقدية الصفوية العميقة، تفضح حقيقة ابتعادهم عن الإسلام:

استُحدِثَت مجموعة من البدع في العهد الصفوي، ثم سار الشيعة على نهجها، وكأنها عقائد بدهية، ومن ذلك:

1- سبّ الصحابة والخلفاء الراشدين الثلاثة (أبي بكر وعمر وعثمان) رضوان الله عليهم، وذلك على المنابر وفي الشوارع والأسواق!..

2- الاحتفال سنوياً بذكرى مقتل الحسين رضوان الله عليه، وممارسة التطبير ضرب الرؤوس بالسكاكين الحادة، واللطم على الوجوه والصدور، وضرب الظهور بالجنازير، وارتداء الثياب السوداء، وإنشاد أشعار البكائيات.. وذلك منذ دخول شهر المحرّم، وحتى اليوم العاشر منه يوم عاشوراء.. كما حرّموا الزواج في هذا الشهر!..

3- إدخال الشهادة الثالثة على الأذان: (أشهد أنّ عليّاً وليّ الله)!..

4- السجود على التربة الحسينية (قطعة من طين كربلاء)!..

5- وجوب دفن الموتى الشيعة في النجف بالعراق!..

6- تغيير اتجاه القبلة في مساجد الشيعة، مخالفةً لأهل السنة!..

7- إجازة سجود الإنسان للإنسان!..

8- رصد مرتّباتٍ ضخمةٍ لرجال الدين الشيعة، ومَنحهم إقطاعياتٍ وأوقافاً خاصة، وهي مستحدَثات مأخوذة عن الفُرس، وذلك تأسيساً لما يُسمى عند الشيعة اليوم بـ الخُمس.. وذلك كله، لكي يقومَ رجال الدين بدعم الشاه أو السلطان عند عامة الشعب!..

🔪وهكذا، تميّزت حقبة الحكم الصفويّ بثلاثة أمورٍ رئيسية:
1- فرض التشيّع بالقوّة، وارتكاب مختلف أنواع الجرائم بحق أهل السنة، وتحويل إيران من دولةٍ سنّيةٍ خالصةٍ إلى دولةٍ ذات أغلبيةٍ شيعيةٍ صفوية (النسب الحالية هي: 63% شيعة، و35% سنّة، و2% نصارى وأرمن ويهود وزارادشت وبهائيون).. إذ يقدَّر عدد أهل السنة في إيران اليوم بخمسةٍ وعشرين مليون نسمة.

2- الغلوّ وإدخال مختلف أنواع الخرافات والبدع والطقوس (اليهودية والمجوسية والنصرانية والبوذية) إلى الشعائر الإسلامية وعقيدة الإسلام.

3- التحالف مع النصارى والصليبيين، ضد المسلمين.
اضافة رد مع اقتباس
  #188  
قديم 12/09/2016, 07:41 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ alfayhaa Sport
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 04/09/2008
المكان: حى منفوحة الجديدة - الرياض
مشاركات: 26,476
رسالة إلى خامنئي
تناقضات السياسة الإيرانية.. المثال والواقع


7:26 م - 10 سبتمبر 2016
إنّ المتابعَ في الآونة الأخيرة للسياسة الإيرانية في المنطقة، سوف يجدُ مجموعة من التغيرات الآيديولوجية على صعيد النظرية، والممارسة والتطبيق. فزادت الفجوة بين النظرية والمثال، والواقع والتطبيق. فما نَظّره وخَطّه فلاسفة الثورة الإيرانية شيء، وما يحدث اليوم ممَّن تبقى منهم، ومن تلامذتهم، شيء آخر تمامًا.

فعندما نستقرئ ما كتبه مرتضى مطهري في “الثورة والدولة”، وفي “نقد الفكر الديني”، وما كتبه غيره -مثل علي شريعتي، وحسين منتظري- عن الأخلاق السياسية، وفقه الاستضغاف، ونجدة المظلومين…! نُدرك تمامًا أننا أمام إمَّا نفاقٍ براجماتي سياسي، وإمّا تَنَصُّلٍ من تلك المبادئ التي وضعها الأوَّلون، والتي لا تكاد تكون طُبّقت على الإطلاق.

من هنا جاءت تلك الأسئلة التي نُوجِّهها إلى القائمين على السياسة الإيرانية، بخاصة خامنئي: هل دولة الجمهورية الإسلامية، قائمة على مرجعية براجماتية نفعية، أم على مرجعية إسلامية ذات مبادئ وقيم ثابتة؟!

وها أنا ذا أطرح عدّة أسئلة وإشكالات لا تدور فقط في عقلي، بل تدور في العقل الجمعي السُّنِّي، كلّه، وعقل الجماهير في المنطقة العربية والإسلامية، بل وبعض المدارس والحوزات الشيعية، مثل الصرخي وتلامذته من الشِّيعَة العرب، أو هاني فحص ومدرسته الفكرية، أو حتى صبحي الطفيلي، وعشرات من علماء الشِّيعَة الذين اتخذوا موقفًا مغايرًا لِخَطّ الجمهورية الإسلامية، ثم ثارت ثائرة الأتباع عليهم بالتخوين والتفسيق وما أشبه!

أسئلةٌ مُحيّرة:

يا خامنئي، دعني أعُد إلى الوراء قليلًا: هل تعرفُ وهل أَخْبَرك رجالك الأوفياء بما يحدث في سوريا، وما ترتكبه الميلشيات الشيعية العراقية والإيرانية هناك؟

ألا تدري أن حزب بشار الأسد هو التوأم الحقيقي والشقّ السوري للبعث العراقي الذي كفّره علماؤكم، وثاروا عليه -بدعمٍ منكم- كباقر الصدر، ومَن قبله ومَن بعده؟! فكيف حاربتم البعث في العراق ثم تدعمونه وترسِّخون أقدامه في سوريا، وتعتبرونه حليفًا لكم لا يمكن التنازل عن وجوده؟! ولا ندري ماذا ستقولون لربكم عن تلك البراميل المتفجرة، وعن ملايين اللاجئين والمشرَّدين، وعن مئات الألوف من القتلى والمصابين!

ألا تعرفون أنّ سُمْعَتَكم وسُمْعةَ نظامكم صارت مُشوَّهة في العالَم كلّه بسبب حربكم ضدّ إرادة الناس، وقمعكم الحريات ليس في بلدكم فحسب بل صدّرتم القمع والإجرام؟ بل إنّ سُمعة مذهبكم كله في خطر إذا أبقيتم على هذا الخطّ في السياسة الخارجية.

إنكم لم تدعموا الشعب السوري، وقفزتم على اختيارات الشعوب، ثم سعيتم لإسقاط الدولة اليمنية عبر دعمكم رجال الحوثي، ثم -من قبل ذلك ومن بعده- أسقطتم بالفعل الدولة السورية!

هل طمعتم في الاستيلاء على المنطقة بالمذهب والطائفة، ولو بإشعال النيران، وصب الزيت على النار؟!

الحوثيون واليمن:
ألا تدلّني وتدلّ العقلاء كيف توافقون على أن يقفز الحوثيون على الحكم في اليمن؟! كيف توافقون أن يتجاهل الحوثيون العملية السياسية، ويتهموا الأحزاب الكبيرة والعريقة بل والقوى الشبابية الثورية بالخيانة؟! كيف يقفزُ فصيلٌ صغير على سُدّة الحكم من غير أي عملية سياسية أو انتخابات أو صناديق، أو مشاركة مجتمعية؟! لماذا لم يسيروا في الاتجاه السياسي؟!

هل أخبروك أن أزمة اليمن بدأت بسبب ارتفاع أسعار الوقود، فخرج الحوثيون في مظاهرات حاشدة من أجل تخفيض الأسعار، ثم تمادوا إلى الأعمال التخريبية؟!

هل من المعقول أن تصل الأمور إلى ما هي عليه الآن من دماء وقتل وتشريد، بسبب أزمة وقود؟!

هل من الحِنْكة السياسية أن يخرج الصِّبْية الصغار ليهدِّدوا حدود المملكة العربية السعودية باستعراضات عسكرية ضخمة؟!

هل تقبلون أنتم أن تنفّذ دولة مجاورة لكم استعراضًا عسكريًّا على الحدود؟!

بل هل تقبل أنت أيها الرجل الكبير أن يحمل حزبٌ عندك في إيران من أقليات السُّنَّة أو اليزيدين أو اليهود السلاح في وجه الدولة، أو حتى بامتلاك السلاح في ظلّ وجود الدولة؟!

وأظنّك تذكر ما فعله رجال الحرس الثوري مع المتظاهرين المعارضين لفوز نجاد سنة 2009م، مع أنهم كانوا من نفس الشعب ومن نفس الطائفة! إلا أنهم اتُّهموا بالعمالة والخيانة، مع كونهم عشرات الآلاف! ولا يزال مئات منهم قابعين في السجون!

ولا يزال نجل الخميني مؤسِّس دولتكم يتعرَّض للضغوط من أجهزتكم الأمنية بسبب مواقفه الإصلاحية؟! ولا يزال رفسنجاني -وهو من هو في تأسيس دولتكم- تتهمونه بالخيانة! ولا يزال محمد خاتمي -وهو رئيس دولتكم السابق- تتهمونه بالعمالة!

فهل تسير الدول بهذه الطريقة؟! وهل يُمكن أن يمتّ هذا إلى الإسلام الحنيف، وإلى منهج أمير المؤمنين كرَّم الله وجهه؟!

أخلاق أم براجماتية؟!
هنا يكمن السؤال يا خامنئي: هل تعتمدون على القيم والمبادئ، أم على المصالح والبراجماتية، أم على الطائفية، أم على القومية الفارسية؟! يجب أن تحدِّدوا أجندتكم، وتوضِّحوا معالم دولتكم، كي نعرف كيف نخاطبكم، لأننا تارةً نجدكم براجماتيين، وأخرى طائفيين، وأخرى إسلاميين!

الشِّيعةُ في بلادنا والسُّنُّة في بلادكم:


إنّ الشِّيعَة في البحرين والكويت واليمن، وفي السعودية، يعيشون في رغد العيش، ولهم مساجد خاصَّة بهم، ولهم دُور علم وعبادة، فأين السُّنَّة في إيران؟! أين مساجدهم؟ وأين حقوقهم السياسية والدينية؟ هل من المعقول أن تناصر مطالب البحرين وتسمِّيها ثورة، وتقول إن الشِّيعَة هناك فوق الخمسين في المئة، ثم تقمع أنت بنفسك ثورة سوريا؟! هل من المعقول أن تتَّهم كل من يخالفكم بالعمالة لأمريكا وأنتم تجلسون معها على طاولة مفاوضات لتسمح لكم بالعيش في المجتمع الدولى من غير عقوبات؟!

ألا ترى تناقضات بين دعمكم الحوثيين في اليمن ضدّ الدولة وضدّ الثورة، ودعمكم نظام الأسد ضدّ الثورة وضدّ الشعب؟ ثم تتبجحون وتتكلمون عن أدبيات الثورة والمظلومية والاضطهاد والاستضعاف! أإلى لهذه الدرجة غاب ماءُ الوجه، وصرتم تتاجرون بالدين والمذهب والطائفة؟! أإلى لهذه الدرجة لم تحترموا الإسلام ومبادئه وقيمه وأخلاقه! أإلى لهذه الدرجة تغيِّرون الواقع، وتحرِّفون الحقائق!

وفي النهاية:

إن المشكلة -في نظري- تكمن في عدم وضوح القاعدة والأُسُس التي ترتكزون عليها، أهي المبادئ والقيم، أم البراجماتية، أم الطائفية، أم هو الخليط حسب المصالح والأهواء والمواقف؟!
يبقى في صدري شيء أودّ أن أنفث عنه: لماذا توسِّعون هُوَّة الخلاف السياسي؟ ولماذا تُلبِسُونه نَفَسًا طائفيًّا ومذهبيًّا، وتقولون لكلّ مُخالِف في السياسة لكم: “أنت عدوّ الله، أنت عميل أمريكا، أنت عميل للصهاينة”، كما نجد في خطابات نصر الله وغيره؟


محمد السيد الصياد

باحث وأكاديمي متخصص في الشأن الشيعي
اضافة رد مع اقتباس
  #189  
قديم 04/11/2016, 10:15 PM
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 10/05/2008
مشاركات: 76
موضوع أكثر من رائع
اضافة رد مع اقتباس
  #190  
قديم 19/01/2017, 11:39 AM
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 24/03/2004
المكان: الرياض
مشاركات: 298
ما شاء الله لا قوة إلا بالله جزاك الله خير و بارك الله فيك ما قصرت يجب أن نعرف عدونا
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 06:54 AM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube