السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
صبحكم/مساكم الله بالخير جميعاً
يحل هذا عيد هذا العام بتوقيت يختلف تماماً عن أي سنة مضت بالنسبة لإخوانكم المقيمين خارج الوطن، خصوصاً في الولايات المتحدة الأمريكية..
يوم عيد هذا العام يوافق العاشر من شهر سبتمبر 2010 ، وكلنا نعلم ما قد سبق وأن حدث في يوم الحادي عشر من سبتمبر عام 2001..
في هذا العام توجه أصابع الاتهام، وبكل سذاجة، إلى المسلمين في الولايات المتحدة بأنهم سيحتفلون بذكرى تلك الأحداث!، وعبثاً حاول بعض المجتهدين من المسلمين هنا تبرير الموقف وإيضاح الصورة وبأن هذه الأيام تتوافق مع فرحة المسلمين بعيد الفطر المبارك، ولكن لا حياة لمن تنادي، فبعضهم جاهل لدرجة لا توصف والبعض الآخر حاقد يتاجهل إلى حد يفوق الوصف!..
نتاج ذلك:
- بعض الجامعات (الغالبية حد علمي) لم تمنح طلبتها من المسلمين حق الاجازة الدينية كما كانت تفعل وتتسامح في وقت مضى، لذا فإن على أغلبنا أن يتوجه لقاعات الدراسة غداً وأن يحفتل بعيده بين دفاتره وأقلامه.
- في مدينة "جينزفيل" بولاية فلوريدا، قررت إحدى الكنائس هناك تخصيص يوم الحادي عشر لحرق القرآن الكريم وتدنيسه، وهم يعدون العدة لذلك منذ أكثر من خمسة أشهر ولا حول لنا ولا قوة إلا بالله، وليس لنا إلا أن نتضرع له بالدعاء بأن يصلح أحوال المسلمين ويعز دينه ويحفظ كتابه.
- في هذه الأيام، لا تخلو صحيفة يومية أو برنامج تلفزيوني حوراي من اتهامات تكيل الويل للإسلام والمسلمين.
ورغم أننا بشكل عام، ولله الحمد والمنة، نعيش هنا حياة كريمة تضمن لنا بحكم القانون أن لا نتعرض لأي مضايقات عنصرية ما دمنا نسير وفق النظام وملتزمين بمبادئ شريعتنا السمحة التي تعلمنا منها حسن التعامل مع الآخرين، بل إن هناك عدد لا بأس به ممن لا يدينون بملتنا يبادولننا كل الاحترام والتقدير، حتى أن بعض الزملاء منهم بادرنا برسائل التهنئة بحلول شهر رمضان المبارك، ويهنئنا الآن بعيدنا ويبدي سعادته بفرحتنا، وأسأل الله أن يمن عليهم بهدايته..
ولكن، لحظة أن أتذكر عيدنا في بلدنا وبين أهلنا وأحبابنا، ورائحة القهوة ذاك الصباح، ولذة تناولها مع سبع تمرات نشكر بها المولى أن وفقنا لصيام وقيام شهره الكريم، ومن ثم أصوات جموع المصلين تعلو تكبيراً وحمداً، وروعة ابتامسة مرسومة على شفاه الجميع أطفالاً، رجالاً، نساءً وشيوخا، ما أن أسترجع تلك اللحظات إلا وأشعر بحنين تعجز حروفي عن وصفه..
رسالتي لمن هو هناك أن استمتعوا بعيدكم وعيشوا فرحته ونقاء أجواءه، استمتعوا بأول أيامه وثانيها وثالثها...، لا تحرموا أنفسكم متعة أوقاته، تسامحوا مع إخوانكم فوالله أن الغرب يتفقد لذة الحياة الاجتماعية وحلاوة التواصل مع الآخرين والتي هي سمة من سمات مجتمعاتنا الإسلامية..
رسالة أخرى أطلبكم بها خالص دعواتكم لإخوانكم المسلمين في شتى بقاع الأرض.
كل عام أنتم ومن تحبون بأتم صحة وعافية
هي ليست أكثر من مجرد مصافحة يملؤها الشوق بعد طول غياب، لأرضنا، لأهلنا، لأحبابنا، لكم ولعيدنا.
في حفظ الرحمن.
سبحانك ما أكرمك، قبل قليل وعبر قناة الـ CNN أعلنت الكنيسة، وقبل يوم واحد من عملية التنفيذ، تراجعها عن عملية حرق القرآن الكريم، مذيع النشرة أكد أن هذا التراجع سببه ضغوطات كبيرة تعرضت لها الكنسية من قبل الحكومة الأمريكية.
أياً كان السبب، الحمد لله على حفظه وتوفيقه،ربما أكون قد تعجلت في طرحي هنا، فحين استمعت إلى خبر التراجع اتصلت بأحد الأصدقاء فأخبرني بأن هذا الخبر أعلن قبل ساعات من الآن، فأعتذر عن إزعاجكم في يوم فرحنا.