قبل 27 سنة وفي 27 سبتمبر 1983 أعلن ريتشارد ستولمن إطلاق مشروع غنو الذي انطلقت به حركة البرمجيات الحرة.

كان ريتشارد يعمل في مختبر الذكاء الاصطناعي في MIT وظل هناك مع مجتمع الخارقين (h.a.c.k.e.r.s) حتى تقلص عددهم وانهار المجتمع وواجه خيار ترك المختبر أو الانضمام إلى شركة تطوير برمجيات سرية تفرض تحكم الشركة على المستخدمين؛ فقرر ترك المختبر لأنه كان يعلم (بعد أن جرّب العيش في مجتمع من المبرمجين المهرة الذين تعودوا أن يساعد كل منهم الآخر) أن ذلك الاحتكار -أي منع الناس من تشارك البرمجيات التي يستخدمونها مع من حولهم وفهما للاستفادة منها وتعديلها لتتلائم مع الغرض الذي يريدونه- ظالم ولأنه -كما أثبت المختبر- ليس ضرورة للإبداع والاختراع.

كان بإمكاني أن أجني المال [بالانضمام إلى عالم البرمجيات المحتكرة]، وأن أستمتع بكتابة البرامج. لكني كنت أعرف أنه بنهاية مشواري الوظيفي، كنت سألتفت إلى السنوات التي أمضيتها في بناء جدران تفرق الناس، وأشعر أنني أمضيت حياتي في جعل العالم أسوأ.


نمت حركة البرمجيات الحرة بسرعة هائلة وبنت ما لم يبنِ أحد قبلها في وقت قياسي جدًا بعد أن توقع معظم الناس في وقت مضى أن مشروع ريتشارد خيالي. شكرًا للبرمجيات الحرة التي بنت الإنترنت ومكّنت كل فرد في الكون من تعمية ("تشفير") اتصالاتهم وبيانتهم لتحقيق قدر لا يعلى عليه من الخصوصية والأمان. شكرا لبرامج قواعد البيانات ومشغلات الفيديو والموسيقى وبرامج المكتب وبرامج تعديل الصور ومتصفحات الوب ولغات البرمجة و(تقنيتي الحرة المفضلة) BitTorrent!

إن [غنو/لينكس] مخرب، فمن كان يظن، حتى قبل خمس سنوات (1991)،إمكانية إنشاء نظام تشغيل عالمي - كما لو كان سحرا - من البرمجة في وقت فراغ آلاف المطورين المنتشرين حول العالم والمتواصلين عبر وصلات الإنترنت الضعيفة وحدها؟


بين استفادة الشركات العملاقة واستفادة الأفراد في أفقر بقاع العالم، فتحت البرمجيات الحرة أسواقًا بعشرات بلايين الدولارات سنويًا ومكنت كل فرد في العالم من مواكبة التطور التقني الذي يحرزه العالم بحرية.

[إن] حقي الإنسان في المشاركة في الثقافة وفي حرية التعبير والفكر يتأثران كثيرًا بالبرمجيات التي يستخدمها، وبها تتأثر حرية التجمع والتنقل؛ فالبرمجيات تشكل الوسط الذي يتم فيه ذلك. وبعكس البرمجيات المحتكرة، فإن البرمجيات الحرة تعطي كل فرد التحكم الكامل بمساحته الشخصية؛ ورغم أن ذلك ليس كافيًا بذاته لضمان الخصوصية والأمن، إلا أنه شرط أساسي لذلك.


تعتبر البرمجيات الحرة والأدوات المتطورة التي توفرها وسيلة لا يستغني عنها النشطاء في شتى المجالات. إنها الوسيلة الوحيدة التي يمكن عبرها ضمان أن حواسيبهم لا تخدم غيرهم على حسابهم وعلى حساب مجتمعاتهم.

فقط كلام عشوائي عن الفائدة الخرافية التي توفرها (ويمكن أن توفرها) البرمجيات الحرة لكل فرد في العالم.

مرة أخرى، ربما حان الوقت للانتقال لنظام التشغيل Trisquel الحر (أو أي توزيعة حرة أخرى). (لأننا نحن الذين نعرف أهمية البرمجيات الحرة بحاجة ماسة إلى دعم تلك البرمجيات والتصويت لها باستخدامها).

إذا لم يسعدك التدوين أو الكتابة في منتداك المفضل (أو استخدام الشبكات الاجتماعية للتعريف) عن البرمجيات الحرة فلعل يوم ميلادها فرصة ملائمة لذلك. يمكن أيضًا أن تفكر في القيام بالمقترحات الموجودة هنا.

* مؤسسة البرمجيات الحرة Free Software Foundation FSF


مؤسسة غير هادفة للربح مهمتها تعزيز حرية مستخدمي الحاسوب والدفاع عن حقوق جميع مستخدمي البرمجيات الحرة.



تحتفل اليوم جماعات ومنظمات البرمجيات الحرة في مختلف أنحاء العالم بالحرية التي تقدمها تلك البرمجيات وبالأشخاص الذين سعوا لتحقيقها وصونها طوال السنين الماضية وستقام نشاطات وندوات واحتفالات في عدة مدن للتعبير عن ذلك.


هذا الاحتفال يأتي للتأكيد على أن القضية ليست قضية أفضلية بل قضية حق أساسي ومشروع لكل فرد.

كلما زاد اعتماد مجتمعاتنا على الحاسوب كلما أصبحت البرمجيات ذات تأثير أكبر على تأمين مستقبل المجتمعات الحرة. إن البرمجيات الحرة تسعى إلى منحنا التحكم بالتقنية التي نستخدمها في منازلنا ومدارسنا وشركاتنا؛ ذلك التحكم الذي يجعل الحواسيب تعمل لمصلحتنا الخاصة والعامة، لا لمصلحة شركات البرمجيات المحتكرة أو الحكومات التي تسعى إلى تقييدنا ومراقبتنا.


المصدر

[إن] حقي الإنسان في المشاركة في الثقافة وفي حرية التعبير والفكر يتأثران كثيرًا بالبرمجيات التي يستخدمها، وبها تتأثر حرية التجمع والتنقل؛ فالبرمجيات تشكل الوسط الذي يتم فيه ذلك. وبعكس البرمجيات المحتكرة، فإن البرمجيات الحرة تعطي كل فرد التحكم الكامل بمساحته الشخصية؛ ورغم أن ذلك ليس كافيًا بذاته لضمان الخصوصية والأمن، إلا أنه شرط أساسي لذلك.


المصدر

هل لديك أفكار للاحتفال بهذه المناسبة؟ من فضلك اكتبها.

هنا بعض الأفكار:

• انتقل إلى نظام تشغيل حر 100%. ادعم توزيعات غنو/لينكس التي لا تحتوي ولا توزع ولا تنصح بأي برمجي تسلب الناس حقهم. صدر الإصدار الرابع من Trisquel يوم أمس، وهي توزيعة جميلة مبنية على أوبونتو أنصح الجميع بتجربتها والانتقال إليها.
• انضم إلى عضوية مؤسسة البرمجيات الحرة:أول مؤسسة مكرسة لحقوق مستخدمي البرمجيات؛ والرائدة في تنظيم الحملات التوعوية وكتابة أشهر الرخص القانونية الحرة. هذه المزايا مقابل 10 دولار شهريًا (37.5 ريال سعودي و57 جنيه مصري) و5 دولار شهريًا إن كنت طالبًا (18.75 ريال سعودي و28.5 جنيه مصري). (بصراحة أجمل ما في الأمر أن تحصل على بطاقة جميلة باسمك للإقلاع لنظام غنو/لينكس من أي مكان).
• اكتب في مدونتك أو في منتدى تشارك فيه عن البرمجيات الحرة بلغة بسيطة: ما هي؟ لماذا هي مهمة؟ إلى أين وصل تقدم الحرية التقنية؟ (ضع وصلة هنا رجاءً)
• انشر البدائل الحرة لأشهر البرمجيات المحتكرة في حواسيب من حولك. ثبّت لهم مشغلًا حرًا كVLC وقارئ PDF من القارءات الموجودة هنا ومتصفح فيرفكس.
• حسّن المقالات التي تتناول البرمجيات الحرة على ويكيبيديا العربية.
• أقلع عن خدمة محتكرة وانتقل إلى خدمة حرة موزعة. إذا كنت تستخدم تويتر، ففكر في الانتقال إلى identi.ca مع تفعيل خاصية إرسال الرسائل إلى تويتر.
• ادعم انتقال المنتدى إلى منصة حرة.

تحديث: هنا فيديو من ريتشارد ستولمن -مؤسس حركة البرمجيات الحرة- بمناسبة يوم حرية البرمجيات عن أساسياتها.
يومًا سعيدًا للجميع!

المصدر: OsamaK مجتمع لينكس العربي