04/07/2010, 10:40 AM
|
| زعيــم فعــال | | تاريخ التسجيل: 04/03/2010 المكان: آلخبر
مشاركات: 359
| |
حيـــــــــــــــــــــــــــــاه
لنبدأ الحديث من البدايه . .
ولنعد القهقرى عشرات الأعوام حيث وقفت في أول الدرج . .
أتطلّع ببصري إلى سلّم الحياه الطويل الممتدّ . .
لا تكاد العين تبلغ مداه . .
هل رأى أحدكم مشرق الشمس ؟ . .
هل وقف أحدكم ذات مره في روضةٍ غـنّاء ليتطلّع ببصره إلى الأفق البعيد وقد صبغته الشمس بلونها الذهبي ؟
هل رأى كيف يبدو منظر الأشجار البعيده وقد تخللتها الأشعه الذهبيه الحمراء, فأبدتها مضيئه مشتعله كبارقات الأمل, وصنعت منها منظراً خلاباً مليئاً بالروعه والجمال ؟ . .
ثم هل حاول أن يسير ليبلغ ذلك المنظر الرائع الفاتن ويلمس مافيه من فتنه, ويرى ما شعّ من ضياء ؟
ألم تُصبه خيبه وحسره, وهو يرى نفسه لا يكاد يبلغ تلك الأشجار التي كانت تبدو كأنها رؤوس براكين مشتعله حتى يجدها كغيرها من الأشجار متربه مظلمه لا شعاع فيها ولا ضياء ؟ .
ثم ينظر أمامه فيرى المنظر قد تجدد . . وبدت له أشجار أخرى من على بُعد وقد سلطت عليها الشمس أشعتها فكستها نفس الحُلّه السحريه . . فيحاول أن يقترب ثانيه . .فلا يكاد يصل إليها حتى يجدها كالسابقه . . وهكذا تبدو أمامه المناظر الرائعه على بعد, فإذا ما إقترب منها, أو حلّ فيها تتبدد كل ما بها من سحر و روعه ؟! لقد بدت لي الحياه وقتذاك وأنا أقف في أول الطريق كما تبدو لنا المناظر وقد سطعت وراءها أشعة الشمس . .
شمس الأمل ساحره فاتنه . . مضيئه مشتعله
تدعوني إلى التقدم, وتحفزني إلى المسير . . لا أكاد أبلغها حتى أجدها خابيه مظلمه . .
أجدها لا شيء !!
لا تستحق ذلك الجهد الذي بذلته في الوصول إليها, وأنظر أمامي فأجد الأشعه ما زالت تسطع, ويتجدد المنظر المغري الذي يدعوني إلى السير فأظل أتقدم وأتقدم . . ما دام هناك شعاع من أمل يسطع, يحمل لنا الأشياء ويغرينا بالوصول إليها, ونقطع الطريق حتى نبلغ النهايه, فلا نجد في كل ما بلغناه شيئاً يسحق وعثاء السفر . .
ونرى شمس الأمل قد غربت . . وشعاع الرجاء قد إنطفأ
فإذا بنا في حُلكه شامله ودياجير معتمه, وإذا بنا قد وصلنا إلى النهايه, صفر الأيدي, منهوكي الأجساد, مُحطمي الأعصاب, واهني القوى
فنسأل أنفسنا ماذا أخذنا من الحياه, ولماذا عشنا ؟
فلا نجيب بأكثر من لا شيء . .
ولا نملك إلا أن نخرج منها مطاطئي الرؤوس . .
محنيي الهامات |