تلقيت مكالمة هاتفية في زيارة لي مؤخرا لمدينة عربيه لقضاء عمل ما وانتهى بي المطاف ان تواعدت مع احدهم للقاء به مساء بعد ان افادني انه سيحضر لأصطحابي من الفندق الذي اقطن به والتوجه الى احد المقاهي للقاء بعض اصدقائه والسمر سوية ،،،
لا احب عادة التواجد وسط مجموعة من الاشخاص الغرباء ناهيك ان الشخص الذي يدعوني لا تربطني به علاقة وطيدة .. ولكنه كان كريما معي في دعوته ووجدتها فرصة سانحه ان اقضي بعض الوقت للحديث عن شئ بعيد عن العمل أو الحديث مع النفس في حاله بدأت اشك فيها من صحة قواي العقلية !
كان مقهى استطيع وصفه انه مودرن اكثر من اللازم ! وكانت تلك الطاولة التي جمعتني مع مرافقي ومجموعة من الشباب المحليين المتأنقين جدا جدا وفي كلمتين موجزة تم تعريف كل منا بشخص الآخر ووظيفته مع بعض التحايا .. وحقيقة ما ان انتهت جولة التعريف حتى وجدت نفسي كالعادة قد نسيت اسماء الجميع بالرغم انهم لم يتجاوزا اصابع اليد الواحدة .. ولكن ذاكرتي دوما تخونني وقد فرضت على مؤخرا القبول بالأمر الواقع .. وقد أعلنت حيال ذلك استسلامي !
وجدنا انفسنا ننتقل من حديث الى آخر وسط حماس البعض احيانا وتحفظ البعض حينا آخر مع تبادل الأدوار حسب اهتمامات كل شخص بالموضوع المطروح .. واكتفيت ان اوزع الابتسامات في مظهر جعلني اتدارك ابتسامتي حتى لا اتهم بوصف لا يليق بشخصي الكريم .. في ثقافة عربيه حديثة ترى الابتسامة كفرا !
ثم انتهى بنا المطاف الى الموضوع التي تشرأب له الأعناق وتتصلب له الآذان صاغية .. حتى الدماء في العروق تتخلى عن وظائفها لتحتشد في كل زاوية من زوايا المخ لجعله متحفزا متنبها ذو حضور وذاكرة لا تجعله يتنازل عن إي شاردة وواردة .. نعم لقد حضرت المرأة في حديثنا !
كان احدهم يتطرق في حديثه عن ما يسمى ( عقد القران أو الملكه ) وهو يتتبع بناظريه أحداهن بشغف حتى خيل لي ان حديثه يكاد ان يكون شعرا ! ثم التفت نحوي عندما وجدني اتابع تصرفاته باهتمام .. وحقيقة ان طريقته التمثيليه اجبرتني ان لا افوت فرصة مشاهدة دور البطولة التي يقوم بها .. وانتهى الموقف بيننا بابتسامات متبادلة ( وعبارة استر ما واجهت ) !
كان الشباب يتحدثون عن ما يجوز ومالا يجوز خلال الفترة بين عقد القران وليلة الزواج .. وكانت من القصص التي وردت :
1 - قصة احدهم عاشر زوجته بعد عقد القران وقبل ليلة الزفاف بعدة اسابيع .. وكان نتاج ذلك ان الرجل ترك المرأة ( طلقها ) بحجة انه يشك في حسن اخلاقها وتصرفاتها لأنها وافقته على المعاشرة بينما المفروض إنها لا توافقه على ذلك الا بعد حفل الزفاف !
2 - احدهم طلق زوجته خلال هذه الفترة بسبب أنها قبلته ! حيث اعتبر ذلك جرأة وربما عادة سابقة مع آخرين !
3 - احدهم تحدث عن قصة عجيبة غريبه مفادها .. ان احدهم قال لزوجته خلال الفترة اعلاه ايضا .. انها سوف تذهب معه للسلام على والده واشقاؤه ( رجال ) .. وعندما اظهرت الموافقه على ما طلبه منها .. لم يعجبه ذلك فقد كان حسب الرواية يمتحنها ! والمفروض ان تكون اجابتها الرفض التام ان تسلم على اشقاؤه .. وانتهى الأمر بتطليقها لأن مشاعره لم تعد مرتاحه حيالها !
وقصتين أخريتين على الشاكلة أعلاه مع ملامح وعبارات تأييد ومباركه على نتاج التصرفات اعلاه .. والجميع بين مفردتي ( كفو ) للرجل و ( تستاهل ) للمرأة ! حتى وجدت نفسي في موقف محرج لأنني لم اقل ( كفو ) ولم اقل ( تستاهل ) !
تعبت من موقف المحايد والمشاهدة والاستماع فتسائلت ببراءة : اين الخطأ ؟ ولن انسى احدهما وهو يجحظ لي عيناه مستنكرا حتى ظننت انني في قصر الرعب بمدينة الملاهي !
كانت ردرود فعلهم توحي انني قلت منكرا .. حتى انني للحظات ظننت ذلك .. خاصة وان الشباب جميعهم متعلمين وفي وظائف محترمه ولكن رد فعلهم وتصرفهم من غير جملة واحدة .. أشعرني كأنني لا أدري ( ايش الموضوع ) ؟!
فقلت استفزهم طالما خرج الأمر عن قيد السيطرة : هنالك اختراع يفيد ان المرأة تهوى الرجل كما الرجل يهواها تماما .. هل وصلكم هذا الاختراع ؟!
حقيقة كانوا مؤدبين ومحترمين .. وهكذا يظهر الرجال في المواقف الصعبه .. خاصة وان تساؤلي الأخير لم يروقهم تماما .. ولكنهم يبدو انهم اعتبروني ضيف ووسعوا صدورهم نحوي ،،،
قال لي احدهم .. وكان لئيم : هل افهم ان لديكم باليمن الأمر عادي ؟
ودائما الحوار الضعيف يكون ( التشبيه ) على هذه الشاكلة .. الوطن أو الأهل .. الأولى تستخدم عندما تكون فرد في وسط جماعه فلا تستطيع ان تتناول وطن الآخر كما يتناولك .. والثانية تفرض عليك الصمت لأنك تخشى ان يكون محدثك سفيه فيسيئ الأدب نحوك ونحو أهلك ،،،
قلت له : اليمن ليست مهمه في هذا الموضوع .. سؤالي : اين الخطأ من رجل عاشر زوجته وقد عقد عليها بشرع الله وسنة رسوله ؟
قال احدهم : ما يصير ؟!!!!!!!!!!
قلت : ليش ما يصيررررررررررر ؟
اجاب : لانه ما يصير !!!!!!!!!! ( هذا الرجل رفع ضغطي )
تحدث آخر : عن العادات والتقاليد
قلت له : ممتاز .. كلنا نحترم العادات والتقاليد .. ولكن اذا حدث ما يخالف العادات ولا يخالف الدين .. فأين الخطأ .. مرأة عقدت عليها ورغبت بها ورغبت بي قبل ليلة الزفاف .. وحدث ما حدث .. هل يعد ذلك جريمه ؟!
والأخرى التي قبلت زوجها وطلقها .. ايش جريمتها ؟! هل خطأها انها كانت غبيه وأحبت رجل غبي .. نفترض ان إنها تجرأت بسب الحقيقة التي تجمع بينها وبين زوجها ( حلالها بشرع الله وسنة نبيه ) .. ايش الجريمه التي ارتكبتها ؟
الثالثة .. ايش تمتحن وما تمتحن ؟ وكم سوف يستمر الامتحانات ؟ هذا كلام مع احترامي غبي .. والانسان بعد الاستشارة والاستخارة يتوكل على الله .. ويترك عنه تصرفات الاطفال .. يمتحنها ! تخيل انها احبت تجامله .. ضعفت امام زوجها ولم ترغب ان يزعل منها وقررت تجامله .. هل يكون جزاها الطلاق !
في حياتنا هنالك جرائم نمارسها تجاه المرأة ما انزل الله بها من سلطان
ويبقى القول :
اتقوا الله ،،،
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال .. وكل عام وانتم بخير