بالحقيقه أني إذا أردت الكتابة بموضوع , عادة يأتي الموضوع سريعا وأكتب عنه , بمعنى أن لا أحتاج لوقت أتأمل فيه , ولكن هذهـ المره
لا أخفيكم أن فكرة كتابتي لهذا الموضوع قرقعت في ذهني منذ يومين فهي أحدثت بلبله بداخلي , فأحيانا أتأمل و أفكر ,
كيف أصوغها وكيف تصل الفكره , ولكن الكتابات التي قبل لا تحتاج لكثير من الوقت .
فـ بسم الله الرحمن الرحيم ...
فـ لغتنا لغة القران لغة الضاد ! لغة عريقه جدا , ولغة قديمه ولها قوتها وجوهرها في فهمها ! ويكفينا من ذلك أنها أمتازت بنزول القران
بها ! قال تعالى ((إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ )) لعلكم تعقلون !! أنزله الله بلغة العرب , وهي لغتنا ومع ذلك لم نعقل ونفهم
كثير منّه , فكثر علينا المتشابه ولم نميز بينه وبين المحكم !!. ولكن هل تسوغ لنا هذهـ الايه أن نقول : بما أنه كُتب على بعضنا اننا لن نعقله , فهل نتوقف في ذلك ونصمت ونقول لن نفهم , ولن نفكر !؟
جواب ذلك : بالطبع لا ! فـ لعل حرف يفيد التمني , مادام أن الله يريد منا أن نفهمه ونعقله , فهذا دليل على توفرهـ وإمكانيته وجوازهـ .
فـ عقل القران وفهمه متاح لنا ولغيرنا , ولكن متى ؟؟ جـ/ نذكر مايخصنا من ذلك ونقول : متى ماصلحت لغتنا واستقامت فإننا سنفهم
الايات الواضحات , وكلها واضحات ولكن ماكانت متسيره للقارئ دون معرفة قصة أو وقوع حادثة . فالناظر في القران وتزكية القران للغة العربية يكفيه عزة وشموخ بأن تكون هي لغته , وهي مايتفاخر به اذا تفاخرو , وهي شرفه وهي عزته ..,الخ .
ويكفي للغتنا من الفخر أن الله جعله قرانا عربيا ولم يجعله أعجمي ! فلو نرى أن اللغه عربيه قبل , ثم أتى القران بلغة العرب ! وقد كان يوجد
لغات أعجميه غير عربيه , فهذا دليل على شرف هذه اللغة واصطفائها من الله سبحانه ! قال تعالى ((وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ ل
َا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ )) يكفينا من ذلك شرفا ! ان الله جعلها عربيه بلغتنا .
بالله عليكم لو كان القران غير عربي , فما هو الشيئ الذي سيرفع لغتنا العربيه ؟!! لآشيئ طبعا ! ولكن لما أتى القران رفع قدرها
عاليا عاليا عاليا ....الخ . فيا أخي الكريم , كلام الله يأتيك بلغتك وتذهب كأنك تبرز عضلاتك وتظهر قوتك وتأتي بكلمات مصطنعه مركبه تافهة من لغة أخرى !؟
أين القوّة في ذلك ؟ هل القوة بأن تذهب وتقلّد من حار وتاهـ ثم سقط في غياهب النار ؟؟ وعذرك في ذلك أنهم سبقونا بالتطور ؟!
لما كان تقدمهم دنيوي قلدناهم , ولكن لما جعلنا نظرتنا أبعد من ذلك إلى المآل والمنقلب , لنكسنا على رؤوسنا وعلمنا أننا أخطئنا في تقليدهم !.
وهذهـ من مظار النظرة الدونية القريبة , فالدنيا ليست كل شيء , ولن تعطيك كل شيئ , ولكن الإيمان بالله والرسول وأوامر الدين يعطيك كل شيئ . العربية تسحر من لم يعرفها تسحر من لم يفمهما تسحر من يحاججها ! لذلك ترى أحيانا من يكون عندهـ فصاحة وبلاغة في الحديث ,
قد يكسب حوار مع من أمامه بلا سلاح ! أي بلا أن يكون عنده معلومات وماده يقدمها , بل تراه يأتي بكلمه من هنا واخرى من هناك !
فيتيه من أمامه ! ويحدث نفسه الذي امامه - اذا كنت ريحا فقد قابلت اعصارا - وهذا مشاهد ملموس . فكلامنا هذا هل يعني أن لا نتعلم لغتهم ؟ ونعتزلها ؟ ج/ ليس حلا ذلك , فنحن نحتاج هذه اللغه ابينا أم رضينا , والواقع يفرض نفسه .
فلا بأس أن نتعلمها , ونحفظ معانيها بقدر مايسد حاجتنا إليها .
فنستطيع ان نجعل لغتهم تخدم ديننا ! وذلك كـ أن نتعلمها ثم ندعوا الكفره بالإسلام . إلى غير ذلك من الاستعمالات . المقصد من حديثنا : هو ان لا نتفاخر فيها , وكأن الذي لا يعلمها يصبح وضيعا , لا قدر له !.
فـ أنا أعرف شخصا الان يدرس الانجليزيه في بيته , و لكن ذلك لم يوصله الى التفاخر , واستخدام بعض الكلمات اثناء حديثه فلا تعارض
بين أن يتعلم لغتهم , وبين أن يتحدث فيها امام المسلمين , بلاحاجة .
و نحن نرى أن بعضهم احيانا يستخدم لغات غير المسلمين احيانا في كلامه مع الاشخاص , وهذا خطر يهدد اللغة , وهذا يجدد الشعور لدينا
بالنقص لدينا , وإن من أخطر الأشياء للدخول على الأمم والإيقاع فيها , هو الدخول عليها من الجانب الثقافي والفكري . قصة : يحكى أن احد وزراء فرنسا في إجتماع له مع مجموعه من الرؤساء والوزراء , فهم من طبيعتهم أن يجعلون لكل فرد جهاز على
رأسه يترجم له , لكن الغريب أن لما تكلم الفرنسي الجميع سمع له , ولما أتى دورهم ليسمع منهم , نزع الجهاز الذي برأسه , وأبى
أن يضعه ,, وقال لهم : لن أسمع إلا بلغتي , !! رفض أن يسمع من مترجم !! يريدهم جميعا أن يتحدثو بالفرنسيه ليسمعهم !!.
هذا وهم أصحاب دنيا , ووصل طغيانهم إلى هذهـ الدرجة !.
ولكن يبقى التساؤل لنا / إذا مافخرنا بمعتقداتنا ومبادئنا وأصول ديننا , فبما نفخر ؟؟ .
رَمَوْني بعُقْمٍ في الشَّبَابِ وليتني عَقُمْتُ فلم أَجْزَعْ لقَوْلِ عُدَاتي
وَلَدْتُ ولمّا لم أَجِدْ لعَرَائسي رِجَالاً وَأَكْفَاءً وَأَدْتُ بَنَاتي
وَسِعْتُ كِتَابَ الله لَفْظَاً وغَايَةً و َمَا ضِقْتُ عَنْ آيٍ بهِ وَعِظِاتِ
فكيفَ أَضِيقُ اليومَ عَنْ وَصْفِ آلَةٍ وتنسيقِ أَسْمَاءٍ لمُخْتَرَعَاتِ
أنا البحرُ في أحشائِهِ الدرُّ كَامِنٌ فَهَلْ سَأَلُوا الغَوَّاصَ عَنْ صَدَفَاتي
أَرَى لرِجَالِ الغَرْبِ عِزَّاً وَمِنْعَةً وَكَمْ عَزَّ أَقْوَامٌ بعِزِّ لُغَاتِ
أَتَوا أَهْلَهُمْ بالمُعْجزَاتِ تَفَنُّنَاً فَيَا لَيْتَكُمْ تَأْتُونَ بالكَلِمَاتِ
أنا أول ما قرأت العنوان قلت إن شاء الله يكون الموضوع عن اللغة العربية وليس القناة السخيفة..
وصدق حدسي ولي عودة إن شاء الله أخي THE-SMART..
×××
عُدت..
أخي لي تعقيبات بسيطة واستيضاحات..
فاللغة العربية يُخطئ من يقول بأن هناك من يتهددها..
فهي محفوظة بالقرآن وبالسنة النبوية المطهرة عكس أي لغة أُخرى لا تملك مرجعية لُغوية تحتكم إليها..
فعلينا أن نفهم أنه ينبغي أن ترتقي لغتنا كي نستطيع أن نرتقي بأفهامنا إلى مستوى القرآن الكريم وكي نستطيع أن نفهمه ونفهم ديننا.
الكل يسمع القصص عن مُشركي قُريش وكيف أنهم كانوا يُذهلون حال سماعهم آيات الله تُتلى ونحن في هذا العصر لا نشعر بنفس هذا الإعجاب لسبب واحد وهو ابتعادنا عن لغة القرآن بل أن الأغلبية لا يفقهون ما يسمعون ولن أجاوز الحقيقة إذا قُلت أن هناك من أيضاً يقرأون القرآن ولا يُجاوز حناجرهم.. وإنما وصلنا إلى هذه الحال المتردية بسبب ابتعادنا عن لُغتنا
بل إن أغلب مشاكلنا - أزعم - الدينية والعقائدية كانت بسبب ابتعادنا عن لغة القرآن فأصبح هناك انفصام وهجران بين المرء وكتاب الله وكل ذلك بسبب عدم فهمه لآيات الله لأنها لا تُحاكي لغته المحكية أو بالأصح لأن لغته المحكية بعيدة عن اللغة الأم..
ولا أتفق مع في أنه ينبغي أن نتمرس على لغتنا كي نستطيع أن نغلب بعضنا البعض في الجدل أو المعارك الكلامية بل يجب أن يكون الغرض من ذلك الارتقاء المَعرفي والفهم الديني وكذلك أن تكون وسيلة تربية راقية..
فاللغة العربية بعيدة كل البُعد عن اللغة السوقية والفجة التي يتحدث بها العامة وتُلزم الآخرين التحدث برقي عكس اللغة الدارجة التي تحوي العديد من الألفاظ الخارجة عن الآداب.
والحقيقة أن الارتقاء اللُغوي يُساعد على الارتقاء العقلي بل هو أحد أهم مقاييس الذكاء لدى علماء النفس ووسيلة من وسائل قياس القدرات العقلية والنفسية؛ فالعجز العقلي يُقابله خمول وعجز لُغوي والعكس بالعكس..
×××
بالنسبة للإخوة في الردود التي تعقب ردي وتوجهوا باللوم فيها إلى THE-SMART بسبب معرفه غير العربي فأقول لهم بأن هذا الأمر تحكمه قوانين التسجيل فحتى أنا لم أكن أريد التسجيل بمعرف دوق فليد ولكن كل ما جربت اسم أجده محجوز..
×××
هنا تساؤل خاص للأخ THE-SMART والملاقيف اللي راح يقرون التساؤل الخاص تراكم ما راح تفهمون..
مو كأن الفصل الخامس مو مناسب للموضوع اللي المفروض يكون في أسلاك شائكة..
أحسنت في كلامك , ومعظم كلامك نتفق فيه سويا , ولا يوجد أي نقطه اختلاف بين ماذكرت وما كتب . .
نعم , فـ لغتنا محفوظه بالقران والسنه , ولا أحد ينكر ذلك ! ولكن أنت حينما تريد أن تسيطر فإن تسعى جاهدا أن تخرج من أمامك عن مبدأهـ , وعن قوته الي يكتسبها منه ! فلذلك ترى هؤلاء الكفرهـ الانجليز , يريدون أن يخرجوا عوامنا أولا بداعي التطور والتقنيه , وإذا أخرجوهم عن قوتهم ورأس مالهم , أزاحو عنهم حملا ثقيل ! والان هم وصلو لبعض مخططاتهم ! فـنحن نعلم أنها محفوظه في القران والسنه ! ولكن هل هذا يكفي أن نتخلى عنها ولا نتكلم بها ؟ ومالفائده في أن تكون لغتنا محصوره في كتاب , دون أن تخرج من هذا الكتاب ؟ فهل هدفنا نحن المسلمين أن تكون لغتنا محفوظه فقط , دون أن نخرجها ونفتخر بها نعتز بقيمنا ؟ هذا ليس هدفا ولكن الهدف أن نتكلم فيها ونصدح بالحق , فمن يكون الحق معه فماذا يهاب ؟؟
النقطه الثانيه / أحسنت لما ذكرت أن ليس الهدف منها الانتصار في الحورات وما الى ذلك , فلما ذكرته أنا لم أقصد أنه هذا هدفنا من تعلمها , ولكن أحببت أن أوضح للقارئ أهمية هذهـ اللغه , فـ الناس يخلتفون من حيث تلقيهم , فبعضهم يحب الغرائب , وبعضهم الاحصائيات , والاخر يحب ان تعطيه فوائد يتحصل عليها سريعا ,, . وأحسنت لما ذكرت : ان من فوائدها الارتقاء بالمعرفه والتربيه , وهذا صحيح وهي من أغراضها وليس الغرض الجوهري ..