[هلَّ الهـِلالُ ]
صوت طرق يأتي من باب
يرتفع كل يوم ويزداد
لا أدري متى سيفتح الباب
أفي الطرقة الثلثين أم قبلها بواحدة
هذا هو ( هلال) رمضان
فـ الباب يطرق كل عام .. ولا ندري أيفتح بصيام وقيام
أم كـ عادة كل عام .. يفتح بـ أطباق مأكولات ومسلسلات عوام
فلم نعد ندري .. أهو شهر خير أو شر
فـ أصبحنا كمن هو في [ ظُلُمَاتٍ فِي بَحْر ٍلُجّيًّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مَّن فَوْقِهِ مَوْجٌ
مَّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إذَا أخْرَجَ يَدَهُ لمْ يَكَدْ يَرَاهَا ]
فلم نعد ندري أين نور الصواب[ ومَّن لَّمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ ]
ليس الموضوع في هذا .. بل الموضوع سؤالٌ تردد في العقول
وحارت به الأذهان .. واختلفت من أجله البلدان .. وتعددت الأراء بسببه
فـ جاء لي كـ مجموعة أسئلة في سؤال واحد .. وكأنه اختبار !!
والحقيقة أن السؤال .. كان بمثابت افراغ شحنة في الجسد
فـ المسألة ليست لها أي علاقة بـ تخلف عربي أو تطور أعجمي !!
ثم إن الذين يصومون هم جميع الدول الإسلامية وليس العرب فقط
بل في جميع العالم هناك من يصمون .. فهل العالم كله متخلف !!
العلاقة ليست علاقة تخلف
فنحن ( أمة أمية لا نكتب ولانحسب .. صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته )
فـ هو أمر ممن لا [ يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ]
وأوضح أننا أمة أمية .. اشارة إلى عدم استخدام الحساب
لذا فقد جاء في حديث آخر
( لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين )
وكان باستطاعة الرسول أن يستخدم الوحي في معرفة الهلال
أو يأمرنا بالحساب كما أمرنا بالحساب في وقت الصلاة
فالرسول صلى الله عليه وسلم عندما أخبر أن أول يوم من أيام الدجال كـ سنة
فقال الصحابة يا رسول الله فذلك اليوم الذي كسنة
أتكفينا فيه صلاة يوم ؟! قال: ( لا .. اقدروا له قدره )
ولكن الحكمة الإلهية أرادت الرؤية المباشرة
دون حساب فلكي أو وسائل أخرى .. ولا مخالفة لنا لـ أمر إلهي
[ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ]
ولأن رؤية الهلال أمر متغير من مكان إلى مكان .. ومن بلد إلى بلد
فـ الأرض دائرية .. والقمر يدور عليها .. [ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَـا ]
[ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ] .. فهي حركة دائمة من خلالها يختلف مطلع الهلال
فمن المستحيل .. أن نرى الهلال في وقت واحد
فـ الهلال يشرق في أماكن قبل غروب الشمس
ويشرق في أماكن أخرى بعد غروب الشمس
وهذا ما سبب الاختلاف .. فمن الصعب بل قد يكون مستحيل
أن ترى الهلال في أول أيامه .. مع شروق الشمس
وهو ما يحصل في بعض البلدان .. مما يجعلهم ينفون رؤية الهلال
بينما بلدان أخرى يشرق الهلال بعد غروب الشمس فيسهل رؤيته
غير أن بعض الأماكن يكون الغبار والغيم مانعاً للرؤيا
ولكن إعلم أنه متى رؤيا الهلال في الشرق فـ سيرى في الغرب
متى ما لم يكن في بعض البلدان مانع كغبار وغيم
ولكن العكس لايحصل .. فـ إذا رؤيا في الغرب ليس شرطاً أن يرى في الشرق
فـ مثلاً لو بدأ شروق الهلال في السعودية وشوهد .. فـ سيروى حتماً في امريكا
ولكنه لن يرى في باكستان
وأعلم أن الاختلاف بدأ منذ عهد الصحابة
عندما اتسعت البلاد .. وتباعدت الأماكن
فـ عن كريب أن أم الفضل بنت الحارث بعثته إلى معاوية بالشام
قال: فقدمت الشام فقضيت حاجتها .. واستهل عليَّ رمضان وأنا بالشام
فرأيتُ الهلال ليلة الجمعة .. ثم قدمتُ المدينة في آخر الشهر
فـ سألني ابن عباس وقال: متى رأيتم الهلال؟
فقلت: رأيناه ليلة الجمعة .. فقال: أنت رأيته؟
فقلت: نعم ورآه الناس وصاموا وصام معاوية
فقال: لكنّا رأيناه ليلة السبت .. فلا نزال نصوم حتى نكمل ثلاثين أو نراه
فقلت: أو لا تكتفي برؤية معاوية وصيامه
فقال ابن عباس : لا .. هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فـ هو أمرٌ من رسول الله صلى الله عليه وسلم
فـ إذا سافرت إلى أي بلد .. فإنك تفطر وتصوم مع البلد الذي ستسافر له
فـ ( الصوم يوم تصومون .. والإفطار يوم تفطرون .. والأضحى يوم تضحون )
فـ لايجوز أن يفطر أو يصوم واحداً لوحدهـ .. حتى لو رأى الهلال
![[ هلَّ الهـِلالُ ]](iconimages/t917874_rtl.gif)
الوضع العادي
