المقال منقول من جريدة الجزيرة

لكاتب / نبيل العبــودى




قاعدة هشة وقرارات فردية قضت على الأخضر واليابس
الهلال يتدهور بمباركة أصحاب القرار!
بحث الهلاليون عن رئيس من ناد آخر فكان بداية السقوط
جماهير زعيم آسيا غابت لأنها أدركت الحقيقة!

* كتب - نبيل العبودي:
يجب على الهلاليين وانصاره ألاّ يستغربوا مايتعرض له الفريق الكروي من خسائر متلاحقة ومتوالية في لقاءاته في مسابقة الدوري. فالمسألة لا تقتصر على كونها خسارة عابرة أو مجرد هزيمة تلقاه الفريق في لقاء دوري فقط. إن المسألة هي أكبر من ذلك بكثير وعلى الهلاليين ان يعوا ذلك تماماً حتى وان كانوا لا يزالون يتغنون بكون الفريق الأزرق هو الزعيم فالانجازات والبطولات التي سبق وان حققها الفريق على مدى تاريخه المديد والعريض والتي أصبحت تلك البطولات والإنجازات عنوانا بارزاً له إلا أنه الآن يمر بمرحلة حرجة وصعبة للغاية عليهم تداركها وبسرعة حتى لا تتفاقم وان كانت هي الآن كذلك تماماً.
إن ما يعانيه الفريق الهلالي حالياً من وضع مترد وصعب هو أمر طبيعي وطبيعي جداً فالهلال هو النادي الوحيد الآن من بين الأندية المحلية على اختلاف درجاتها من دون إدارة تسير أموره بشكل رسمي ولهذا أصبح الحال الذي يعيشه النادي وبخاصة فريقه الكروي وضعاً صعباً ولا يحسد عليه.
التجديد بقرار فردي:
والتخبطات التي يعيشها الفريق الآن بقيادة مدربه المتواضع في خططه الفنية والتكتيكية التي جعلت الفريق يدخل مبارياته بلا خطط مدروسة داخل الملعب ضياع وتباعد بين الخطوط وأداء فردي من اللاعبين واجتهادات شخصية فقط جميعها جاءت كنتائج طبيعية لقرار تجديد المدرب ماتورانا الذي أثبت تواضع إمكانياته مع الهلال طوال فترة اشرافه عليه فالمدرب يعيش عامه الثاني مع الفريق وهو لا يزال يواصل تجاربه الفاشلة حتى في اختيار التشكيل المناسب لكل مباراة يلعبها الفريق والمتابع لمباريات الفريق يلحظ مدى التغييرات المتواصلة التي يجريها مع كل مباراة حتى ان عملية التبديل التي تتم يصاحبها الفشل الذريع فاللاعبون الأكثر أخطاء داخل المستطيل الأخضر هم الأكثر استقراراً في التشكيل وسط اصرار عجيب وغريب من البقاء عليهم بتلك الصورة التي جعلت الفريق يتلقى الخسارة تلو الأخرى،
ومن فرق أقل إمكانيات وعطاء.
فالبطولات التي حققها الفريق بوجوده العام الماضي جاءت بلا مستوى فني جيد حتى ان الغالبية من المتابعين والمحليين وصفوها بالحظ فالبطولات الآسيوية للأندية بقطر حصل عليها الفريق الهلالي بهدف ذهبي بعد ان كادت المباراة تذهب والبطولة وكأسها في طريقهما إلى العاصمة الكورية سيؤول.
وكذلك نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين أمام الاتحاد كان الفريق الاتحادي هو الأفضل داخل الملعب لولا ان هدفي الجمعان اللذين سجلهما انقذا الفريق من خسارة كانت قريبة منه.
ليأتي قرار التجديد له كطامة كبرى خاصة وانه جاء كقرار فردي دون الرجوع إلى أعضاء الشرف وأخذ رأيهم ومشورتهم في ذلك فكانت النتائج لتلك القرارات الفردية مستويات متواضعة ومتدنية وخسائر مستحقة ومن فرق صغيرة كل طموحها هو البقاء ضمن الأضواء.
قاعدة هشة:
ليس هذا هو الخطأ الوحيد أو الأوحد الذي اقترفه الهلاليون بحق أنفسهم فهناك الكثير والكثير من الأمور التي لا يزال الهلاليون يتخبطون فيها ولعل من أبرزها وأهمها هي القاعدة الأساس والمحول للفريق الأول والتي تعاني من هشاشة واضحة على مدى السنوات العشر الماضية تقريباً والتي ظهرت نتائجها جلية وواضحة هذا الموسم
مع إقرار مسابقة كأس الأمير فيصل تحت 23 سنة التي أثبتت للهلاليين بأن الفريق ينتظره مستقبل مظلم ومخيف لقاعدته المتواضعة والتي اعطت انطباعاً جلياً بأن كل ما كان الهلاليون يعملونه خلال مواسم مضت ليس له علاقة بالقاعدة فلم نشاهد نجماً بارزاً يمكن ان يجعل منه الهلاليون واحداً من الاسماء البارزة في المستقبل والتي يمكن ان تضمن لها مكاناً بين نجوم الاخضر.
حتى اصبح الجميع من انصار الفريق يتساءلون ويضعون علامة استفهام كبرى اين القاعدة الزرقاء واين هم نجوم المستقبل للهلال الزعيم؟
ان ما يعيشه الهلاليون حالياً هو وضع طبيعي وحتمي لما بدأ قبل أكثر من موسمين ليس على مستوى الفريق فحسب بل وحتى على المستوى الاداري الذي اصبح علامة بارزة للهلاليين ميزتهم عن غيرهم فالهلاليون قبل عامين تقريباً بحثوا عن رئيس للنادي حتى انهم بحثوا عمن يشغل هذا المنصب حتى من نادٍ آخر ليس له علاقة بالهلال ولايحمل حتى عضويته الشرفية فلماذا الاستغراب لما يحدث للنادي حالياً من وضع محرج وصعب.
هذا الموظف الهلالي الغريب كان نقطة البداية لسقوطه وما يجني ثماره الان.
ليس هذا فحسب ولم يتوقف الحال للهلاليين عند هذا الحد فقط.
حتى اللاعبون بالفريق وصل بهم الحال وفي ظاهرة غريبة لأول مرة تحدث، وصل بهم الحال الى ان يروا بأنهم اقوى من كل هلالي حتى الإدارة نفسها فأصبحوا يطالبون ويساومون حتى وإن كان ذلك على حساب النادي الكيان ويهددون بالرحيل وعدم البقاء.
ان على الهلاليين انفسهم تدارك الوضع المتردي الذي وصل بالنادي وجعله يعيش مرحلة حرجة وصعبة للغاية سيذهب ضحيتها تاريخ النادي العريض والفريق الذي حضر في ذاكرة التاريخ على مر الزمن
والبحث عن مكامن الخلل التي أصبحت تتفاقم بين الحين والآخر وتزداد عدديا من وقت إلى وقت حتى وصلت إلى ما وصلت إليه الآن فأصحاب القرار الذين بيدهم كل شيء يباركون هذا التدهور الواضح بعد وقوفهم مكتوفي الأيدي ورفضهم اتخاذ القرار الحكيم الذي يوقف تلك الهزات والسقوط الذريع.
حتى بان ذلك وظهر واضحاً وجلياً على أنصار الفريق وجماهيره الذين غابوا عن مدرجاته الزرقاء فالسبب واضح ولا يحتاج إلى شرح. غابت الجماهير لأنها أدركت حقيقة الزعيم الخافية، نتائج متدنية وأوضاع سيئة وقرارات فردية تتخذ بلا مشورة.
ورحيل المدرب ومنح الضوء الأخضر لكل لاعب يحاول ابتزازا والمساومة والانتقال لأي ناد يرغبه هو البداية الحقيقية لعلاج ذلك الجرح الغائر الذي زرعته أوضاع الفريق المتردية وحالته الصعبة التي يعيشها الآن.
وعلى الهلاليين أن يعوا تماماً بأن النادي لم ولن يتوقف أبداً على فرد بعينه وأنه هو من يصنع النجوم مهما وصل الحال بهم إلى مستوى