كم كانت الخيبه كبيره على عشاق راقصي التانجو , وكم كانت الخساره قاسيه من الالمان في
الدور ربع النهائي .
الموضوع في بدايته بدا " قصه خياليه كان ينتظر ان تنتهي نهايه سعيده " , مارادونا الاسطوره
هذه المره كمدرب , يحقق كأس العالم وينصب نفسه كالشخصيه الكرويه الابرز في التاريخ
دون منافس , ويتقمص ميسي " الاسطوره القادمه " , دور مارادونا داخل ارض الملعب
ويتم ضرب عصفورين بحجر
في 90 دقيقه تحول الحلم الى كابوس , وتحولت الفكره الى " اذا لم تحقق الارجنتين هذه الكأس
وسط هذه الظروف , متى ستحققها اذا " .
الفكره بدأت من اروقه الاتحاد الارجنتيني , الذي رأى الفكره التاليه :
" الارجنتين في 2002 دربها بيلسا المدرب العبقري تكتيكيا وفشلت , وتكرر نفس الامر مع
بيكرمان سنه 2006 , لماذا اذا لايتم تجريب مدرب مميز من الناحيه النفسيه , فلربما كانت
مشاكل الارجنتين نفسيه بالاساس " .
كانوا يرون ان وجود اسماء كبيره يحتاج فقط الى دعم نفسي لا اكثر , بينما هذه الاسماء الكبيره
تستطيع عمل كل شيء وصنع الفارق داخل الملعب " بدون شغل تكتيكي " .
فقط مع منحها الروح العاليه والحماس والرغبه .
.
.
وللاسف , هذه الفكره لم تكن دقيقه .
ربما , عند امتلاك اسماء كبيره , قد تنجح بدون شغل تكتيكي كبير , مثل افرام جرانت مدرب
تشلسي , عندما نجح في قياده تشلسي الى نهائي دوري ابطال اوروبا 2008 , وهو لايملك اي
خلفيه تدريبيه كبيره , لكنه ممتاز من ناحيه الاعداد النفسي .
مارادونا مثل جرانت من ناحيه الاعداد النفسي الممتاز , لكن الفارق ان مارادونا كان سيء جدا
من الناحيه التكتيكيه , اسوء من اللازم , حتى التوظيف الجيد المطلوب عند امتلاك فريق كبير
لم يحدث , وشاهدنا كيف كان ميسي تائها بلا مسانده .
والمشكله الاخرى , ان مارادونا كما قيل لم يكن يستمع الى كلام مستشاره العبقري " كارلوس
ابيلاردو " , لم يكن يستمع الى توجيهاته وينفذ نصائحه .
هذا غير انه انسان عاطفي , يختار من يحبه قلبه لا من من يراه بعقله , لماذا لم يستدعي
كمبياسو مثلا , او زانيتي , ولماذا استعدى باليرمو , والكثير من الاعمال التي تدل على عدم
تدخل عقله في كثير من المواقف .
حتى شخصيته كمدرب ليست بجيده , المدرب يجب ان يكون منظم وهاديء ومرتب , حتى يحس
اللاعبين بالراحه و الثقه فيه , لكن مارادونا كانت تصرفاته صراحه غريبه جدا " تصريحاته
وحركاته وطلباته " , وهذا ينعكس سلبيا على اللاعبين من ناحيه الثقـه .
واتصور ان الاتحاد الارجنتيني كان كريم معه بسبب تاريخه الكبير وشعبيته الجارفه جدا , بدليل
رده الفعلاتجاه الخساره التاريخيه امام بوليفيا , لو كان اسم اخر غير مارادونا تلقى تلم الخساره
كان علقت له المشانق في قلب شوارع بيونس ايريس .
افلاسـه التكتيكي الخطيـر :
صراحه انا مندهش من القدرات التكتيكيه الضعيفه جدا لمارادونا , اراه جاهل تماما , لايعرف
شيئا في تكتيكات كوره القدم , ربما لانه عندما كان لاعبا كان يعتمد على الموهبه التي تقوده
الى تحقيق النجاح , وليس الفكر العالي مثل بعض اللاعبين الاخرين كبكنبارو وكرويف .
رغم انه لعب في افضل دوري تكتيكي وهو , الكالشيو بالطبع , وصنع نجوميته الهائله هناك .
الارجنتين معه , بدون اي شكل واضح المعالم , السرعه غير موجوده وهذا شيء طبيعي مادام
ان ليس هناك تحرك بدون كوره ولا انسجام ولا حتى توظيف , الاعتماد على ميسي فقط , كان
الطامه الكبرى , والمشكله ان ميسي نفسه لم يجد المساعده الكافيه التي تعينه على تقديم كل
ماعنده .
في برشلونه مثلا , يتم توظيفه بشكل صحيح سواء كمهاجم مساند او كجناح ايمن , الكل يتحرك
له , الكل يفتح له المساحات , السرعه متوفره , الانسجام حاضر , وكل هذا الكلام لم نراه ابدا
مع مارادونا .
في مباراه المانيا القاسيه , ذهلت عندما لعب بنفس الطريقه ولم يغيرها , وبوجود لاعب ارتكاز
وحيد فعلي وهو ماسكيرانو امام 3 لاعبين متفاهمين ومنسجمين وسريعين في وسط المانيا
ولم يغير شيئا .
وكأن الارجنتين دخلت المباراه وهي الطرف الافضل , والحقيقه غير ذلك تماما , وهذه النقطه
فعلا , اظهرت مدى الجهل الذي يتمتع به مارادونا تكتيكيا .
ويمكن تلخيص السلبيات التكتيكيه بالتالي :
1- الأعتماد على ميسي فقـط :
ميسي اللاعب الافضل في العالم , والقادر على صنع الفارق , ويمكن الاعتماد عليه وبناء الفريق
حوله كما نشاهد مع البارسا .
لكنه لايتلقى المساعده من زملائه وحت من مدربه في كيفيه توظيفه , مع برشلونه كان الكل يتحرك
معه بشكل جيد حتى يتم فتح المساحات له , لكن مع الأرجنتين يتم توظيفه بشكل خطأ
تمركز وراء المهاجمين بخطه 4-3-1-2 , والمشكله ليست فقط في انه لايتلقى المسانده , بل
حتى في المنتخب كله لايوجد الا هو كحل هجومي لايصال الكورات للمهاجمين وصنع الابداع .
كما أن المنتخب الارجنتيني يضم نخبه هائله من النجوم , من الصعوبه تجاهلهم جميعا من أجل
الاعتمد على لاعب واحد , وان كان الافضل في العالم
ولاننسى ان ميسي صغير في السـن " 23 سنه " وزياده الضغوط عليه في بطوله كالمونديال
2- اهمال الاطـراف :
الارجنتين يتواجد بتشكيلتها رباعي خط دفاع يمتاز جميعهم بأداء الواجب الدفاعي
حتى الاظهره تتكون من قلبي دفاع " اوتامندي " و" هاينزه " لتغطيه المسانده الدفاعيه الضعيفه
من الاجنحه " ماكسي " و " دي ماريا " .
هالشيء اشوفه سلبي صراحه , لان النظام المثالي للاطراف , ان يتساعد الظهير والجناح في
كل المهام الدفاعيه والهجوميه , ان يتقدما معا وان يدافعا معا , لكن مارادونا خاف ان الجناح
الايمن ماكسي والايسر دي ماريا لايقومان بالمهام الدفاعيه بالشكل الصحيح , فوضع قلبي
دفاع " اوتامندي وهاينزه " على الاظهره , لمساعده ماسيكرانو المحور الوحيد .
وفوق هذا , في خطه 4-3-1-2 , الطبيعي ان الاظهره هم من يتقدم للناحيه الهجوميه مثل فريق
تشلسي مثلا , لان الظهير يتقدم دون رقابه بعكس الجناح اللي يتعرض للرقابه .
كما ان " ماكسي " و خصوصا " دي ماريا " من الناحيه الفرديه لم يظهرو الكثير , دي ماريا
انتظرنا منه الكثير هجوميا وهو يملك المساحه للانطلاق والمهاره ولكنه لم يظهر الكثير .
حتى هالشيء اثر على الدفاع , الارجنتين تملم دفاع ضعيف صراحه , وامامهم دفاعي حقيقي
واحد فقط .
بينما يفترض عليك ان تدعم دفاعك بأكثر من لاعب ارتكاز , اذا كان يعاني من مشاكل .
3- الافتقـاد الى التوازن في التشكيله :
الأرجنتين تمتلك كم هائل جدا من ابرز مهاجمي كوره القدم " ميسي وهيجوين وميليتو وتيفيز
وحتى الكون اجويرو " , ولكم ان تتخيلوا ان اسماء اخر كزاراتي نجم لاتسيو ولافيتزي نجم نابولي
لم يجدو لأنفسهم مكان في التشكيله
لكن على النقيض كلما تراجعنـا للخطوط الخفليـه , كلما قلت قوه التشكيله من الناحيه العناصريه
وكلما شاهدنا مشاكل اكثر
تشكيله الآرجنتين تبدو مثل تشكيله فريق ريال مدريد مع فلورنتيتو بيريز , الذي يحرص على بناء
فريقه من الأمام الى الخلف , وليس العكس , وهذا خطأ كبير في عالم كوره القدم
الأرجنتين الى حد الأن تعاني كثيرا في المناطق الخلفيه , خصوصا على مستوى الأظهره , فلا يوجد
اظهره عصريه تستطيع التقدم ومساعده الهجوم , وربما لهذا يلجأ مارادونا الى اشراك قلوب دفاع
على الاطراف كهاينزه على اليسار وأوتامندي .
4- عدم القدره على قراءه المنافس او تغير المباراه :
في مباراه راقصي التانجو مع المانيا , مارادونا بدأ بنفس التشكيله وهو الخصم الاضعف في
المباراه , وكأنه لم يشاهد الالمام مسبقا , وتلقى خساره اليمه , وان دل هذا على شيء فأنما
يدل على جهل مارادونا تماما من ناحيه قراءه المنافس .
حتى التغيرات , اقل من عاديه , لايوجد فيها افكار , لاتغير من سير المباراه لصالح فريقه
لاتوجد افكار بشكل عام , سواء في بدايه المباراه او اثناءها .
.
.
ربما الشيء الايجابي الوحيد الذي فعله مارادونا , هو تغير الخطه من 4-4-2 الى 4-3-1-2 .
هو بدء المونديال بخطه 4-4-2 , وكانت سلبيه جدا من حيث تمركز اللاعبين , وغيرها للخطه
الحاليه الـ 4-3-1-2 , وتحسن الفريق نوعا ما من الناحيه الجماعيه .
عبرت رئيسة الأرجنتين كريستينا كيرشنر عن دعمها لمدرب المنتخب الأول دييغو مارادونا وقامت بدعوته مع لاعبي الفريق الذي أقصي من ربع نهائي مونديال جنوب أفريقيا 2010 أمام ألمانيا، إلى زيارتها في القصر الحكومي.
وأكدت الرئيسة: "يوم السبت (عندما فازت ألمانيا على الأرجنتين 4-صفر) حزن الأرجنتينيون كثيرا. أطلب قوة الصبر من مارادونا، المنتخب والبلاد ولو أن الحزن سيستمر".
وعبرت السيدة كيرشنر على غرار معظم الأرجنتينيين عن تقديرها للمدرب: "اتصلت به السبت بعد مؤتمره الصحافي، لكنه عجز عن الكلام لأنه كان يبكي. لم يقدم لنا أحد سعادة مماثلة على أرض الملعب على غرار دييغو أرماندو مارادونا".
واستقبل تصريح الرئيسة بصيحات من الفرح من قبل الحشود في سان ميغيل (الضاحية الشمالية في بوينوس أيرس( وهتافات باسم مارادونا.
وأضافت الرئيسة أن اللاعبين رفضوا تلبية دعوتها يوم الأحد مؤكدين أنهم لا يستحقون هذا الشرف: "اعلموا أن هذه الرئيسة تبدو أقرب (إلى الناس) في الأوقات الصعبة كما في الأوقات الجيدة. دعوت التشكيلة لزيارة المنزل الزهري"، وختمت كيرشنر: "أعتقد أنهم على خطأ لأنهم يستحقون ذلك وسأنتظرهم. نعم، تحيا الأرجنتين".
واستقبل مارادونا والمنتخب بحرارة لدى وصولهم يوم الأحد إلى بوينوس أيرس من قبل الآلاف من المشجعين.
لكن بحسب الصحف المحلية، ألمح مارادونا إلى إمكانية تخليه عن منصبه، قائلاً: "لقد أعطيت كل ما لد