السلام عليكم ورحمة الله وبركاتـــهـ..
مدخل: اضحـك واداري عباد الله واجاملهـا والله علـى نعمـة الكتمـان قـاردني دورت بالخلق ؟ ضايعهـا وعاقلهـا ولا لقيت اللي لامـن تهـت يرشدنـي ( قصة قصيرة ) عنوانها ((حلم حنين))/ 
في ذلك الشتاء القارس وفي ليلة من لياليه القاحلة وعلى عتبات من نسمات الهواء البارد وظلمته الموحشة ..
حيث الهدوء والسكون فلا يكسر الصمت سوى تأجج نار الحطب .. تتضارب وتتآكل في بعضها البعض لتنتج شرارتها معلنة كسرها القيود وإطلاق جناحيها لتطير عالياً وتملأ السكون بصداها البهيم .
باتت هناك متأملة ً الرماد المندثر حول المدفأة .. تطلب الدفء لعظامها من برد السنين ، تطلب الأمان لقلبها من كثرة الأنين ، تطلب الأمل بلقائه بعد وحشة الحنين ..!!
جلست ( حنين ) بالقرب من مدفأتها لتحتسي قهوتها المفضلة مطلقةً العنان لمخيلتها على ذاك الكرسي الخشبي ( الهزاز ) دافنةً أنفاسها بتلك الكنزة الصوفية البيضاء لتسمو مع كل شهقةٍ عبيرها وشذاها العطر فما هي إلا ( كنزة الجدة ) تلك التي ما كانت إلا بمثابة الصدر الدافئ والأم الحنون فقد عاشت يتيمة الأم والأب منذُ أن كانت في أعوامها الأولى . واحتواها ( الجدان ) بكل حنان وحب وأمان ..
حينها أمسكت حنين بدفترها الزهري الصغير والذي ما هو إلا مساحة حرة تنشر بها أحرفاً أنهكها التعب والألم .. وتتسابق تناهيدها امتزاجا بصفحاته ..
أنا ما خُنت العَهد .. ما تبرأتك .. ما وضعتك بوسط الطريق الموحش و هربت
أناكُنت فقط غارقة بوحل الانتظار .. متوشحة سواد الاغتراب
أنفثُ غبار الشَك.. مبتسمة بقليلٍ مِنْ توجل .. شوق ..
رهبة تجتاح القلب الكسير .. و نظرات ترسمالحُلم بأطرافٍ مِنْ إرتباك
و أنا هُنا ..هُنا ما تحركت ..ما غادرت .. ما نمت أبدٌ أبد
أعض شفاه الصبر وَ أرجفُ برد الهجر
- هل من أحدٍ هنا ؟؟!
هبت نسمات باردة كفيلة لتذوب وسط دفء المكان جراء فتح الباب فقد جاء ذلك الصوت ليكسر الصمت القاتل .. ويبدد السكون المتوشح بالمكان .
أغمضت حنين عيناها لتغوص في أعماق ذكرياتها وتسترجع الماضي القديم محاولةً تذكّر ذاك الصوت القادم والذي كان مألوفا لمسامعها ولم تكن لتجهله ..! تذكر بأنها تطرب دوما لسماعه .. وترنو فرحا بهمساته .. وتخالج مشاعرها البهو والسرور .. القلب يخفق ويخفق .. والأنفاس ترتقي وتصعد .. آآه كم أشعر بأنك قريب .. آآه لقد أصبحت أتخيلك حتى في صحوي , ألا يكفيك بأن تشاركني حُلُمي وأملي .. ذكرياتي ومستقبلي .. آآه فشوقي لم يعد يحتمل ..!
- ألا يوجد أحدٌ هنا ؟!!
عاد الصوت ذاته من جديد .. ليبدد الخيال ويصرخ بالحقيقه ..
هل ياترى مازلت أحلم ؟؟! أم ما الذي يحدث ؟!
استجمعت قواها لترفع بصرها نحو الباب وترى الظل المرسوم على عتباته .. لترى أملاً بات يتجدد .. وحلماً يصدح ويتنهد .. عيناها التقت بعينيه و لاتكاد تصدقان فقد عاد ..!! نعم قد عاد ( وليد ) ..!! هاقد عاد الامل ..، عاد الفرح ..، عاد الوطن ..!!
كسر صمتهما وتأملهما .. قوله :
- يبدو بأنني أخطأت المكان .. فقد أتيت لأسأل عن الجد والجدة العجوزان فربما يعلمان أين يمكن أن يكون والداي ..!!
- إنهما في المدينة يراجعان أحد المستشفيات .
كان ذلك صوت الجد القادم من الخلف .. والذي رحب بـ ( وليد ) واستبشر بمقدمه ومالبث وليد حتى انتقل ببصره الى الجدة والتي تقدمت بالعمر كثيرا وبان عليها الهرم وأخذ يعانقها ويستنشق عبير والدته الممزوج برائحتها .
- همست له الجده :
لقد كبرت ياوليد وأصبحت رجلاً .. هاقد اشتقنا إليك كثيراً .
- فأجاب وليد :
وأنا كذلك اشتقت لكما كثيراً .
مالبث وليد حتى اتجه ببصره إلى حنين سائلا الجده ..
- ياترى من تكون تلك الفتاة ؟!!
ياللصدمة والهول ..!!
أيعقل بأن يكون قد نسيني ؟؟!
أيعقل بأن لا تكون لي أي ذكرى بخياله ؟؟!
أيعقل ؟؟؟!!!
- قال الجد :
انها حفيدتي حنين .. ألم تذكرها ؟!!
- فأجاب بعد تفكير :
حنين تلك الطفلة ؟؟!
ههههههه لقد كبرتِ ولم أتعرف عليكِ .
باتت حنين بين مصدقة ولا ..!! كيف له أن ينسى ؟؟! يالقسوة قلبه .. ليته لم يعد وبقيت على حلمي أنتظر .. آآه ياعظم مصيبتي وبلاوي وياللقهر ..!!
استأذنت حنين منهم وذهبت إلى غرفتها تجر أذيال خيبتها ورائها .. تلوذ فراراً من صدمات مقبلة ..!!
ذهبت وعيناها ملؤها الدموع والأسى ..
ذهبت وقلبها يعلوه الحزن والكرب ..
ارتمت على سريرها لتكتم صرخاتها بين أوساط وسادتها , وشهقاتها تعلو وتتصاعد حتى غلبها النعاس ونامت وأدمعها على وجنتيها تتلألأ ألماً ..!!
أشرقت الشمس وألقت بخيوطها الذهبية على ارجاء تلك الغرفة الصغيرة .. لتعلن بدء يوم جديد
استيقظت حنين وهي تشعر بالتعب والوهن في جميع أجزاء جسدها وعيناها منتفختان استرجعت قواها لتتذكر ماقد حصل ..
- آآه ليتني أفقد القدرة على التذكر ..! رحماك يارب ..
أحست بأنها بحاجة لأن تكتب ربما تستطيع إزاحة بعضا مما يخالجها من كرب وشجن تلفتت هنا وهناك متفحصة المكان لعلها تجد له أثراً .
تذكرت بأنها تركته على جنبات المدفأة عندما جاء وليد .
ذهبت إلى ذلك المكان ذاته لكنها لم تشاهده هناك .. ياترى أين يمكن أن يكون ؟!!
- أتبحثين عن شيء ؟!
جاء الصوت من المطبخ ولم يكن صوت الجد أو الجدة .!!
بل كان صوته بذاته .. انه وليد ، لكن ماذا يفعل هنا ؟؟!
اتجهت حنين نحو مصدر الصوت .. لترى وليد مسترخيا على كرسي متأرجح في شرفة المطبخ , وتبدو ملامحه باردة هادئة وعيناه الى الاسفل متجهة إلى شيء ما ومستركزه عليه ..
همست في داخلها :
- ياإلهي ماذا أتى بدفتري بين يديه ؟؟!
أيعقل بأن يكون قد قرأ صفحاته ؟؟!!
رفع وليد بصره إلى حنين ليتفحصها وكأنه يراها لأول مرة بحياته ..
تأمل شعرها الأسود الجميل وعيناها الواسعتان وملامحها الطفولية الهادئة ..
وهمس بداخله :
- أيعقل بأن كل تلك المشاعر والاحاسيس المسطرة هنا لتلك الطفلة التي تركتها قبل سنوات هاقد شبت وأصبحت فتاة يانعة .
قرر وليد كسر الصمت الطويل :
- أظن بأنك متعجبة بكيفية وصول دفترك لدي ، فقد طلب مني الجدان المبيت لديكم ليلة البارحة لكون والدي ليسا هنا ، رحبت بالفكرة وأنا شاكر للعجوزين كرمهما وطيبهما لكنني اعتدت في كل ليلة قبل أن أنام ، قراءة ماتيسر لي قراءته فاذن لي الجد بأن أقرأ مما في المكتبة ووقعت عيناي على ذاك الدفتر الصغير الجميل وكلي شغف أن اتجول بين صفحاته وقد استشفيت بأن الدفتر لكِ يا حنين ..!!
ياللعجب فقد أعجبتني طريقتك بالكتابة ومشاعرك الجميلة وأظن بأن هناك شخص ما يقف خلف تلك الكلمات ويحمل منك تلك المشاعر .. فهنيئا له ..!!
حينها تسللت دمعة مخادعة من عيني حنين معلنةً وصول سيل من الدموع خلفها ، لم تكن تعلم حنين لماذا تبكي وما السبب ؟؟! فقط جعلت المجال مفتوحا لها دون أي تردد .
هنا ابتسم ( وليد ) ابتسامةً عذبة يذوب لها الجليد وتبهج الأنفس فقد وصل إلى مبتغاه وعلم بدموعها مايكمن في خلجات نفسها .. فالعيون تفضح دوما صاحبها .
وقف وليد مقابلا لوجه حنين ورفع وجهها بيديه ومسح دمعاتها بكل حنان وحب وهمس قائلا :
- كفى بكاءً ونحيباً .. فلن أتركك وحيدة بعد اليوم وسأكون لكِ محباً ما حييت ..!!
ماكان ذلك الا حلما من أحلام حنين في ليلة من لياليها تحقق لها امام ناظريها فما أجمل الحلم عندما يكون حقيقة ملموسة وواقعا مرسوما .
اتمنى ان تنال اعجابكم..
برايفت
((كتبت القصه في منتدى اخر بمعرف اخر))
مخرج: حتى اللي ! بديته مـن الناس بأكملهـا راح وغدربي ؟ ولاكـنه معاهـدنـي مافيه احـد يحفـظ العشـره ويبجلها؟ هـذي الحقيقـه..وشكـي مايراودنـي 
((حلــــــــــم حنيـــن..قصة قصيره من وحي خيالي)) 
بعدين أعلممك لييه 
الوضع العادي
