تقنية كغيرها من التقنيات التي يمكن الإستفادة منها بالوجه الذي ننشده سلبا أو إيجابا كما لا يمكننا تجاهل أن هذه التقنية تعد أحدى وسائل المعرفة التي تزودنا بالمعلومات التي ننشدها بالصوت والصورة .. وقد أستقبل المستخدم
( المسلم ) كغيره من المستخدمين في عوالم أخرى هذه التقنية وساهم بوضع بصمته من خلال تقديم المواد على شاكلة : الفضائح والرقص والتشهير والقائمة تطول ! في طرح مؤلم تجعلك تتسائل : هل حقا لدينا النذر اليسير من هذا الدين الذي نرتديه أم المسألة كما تفضل أحبتنا في مصر بالقول
( خذوهم بالصوت ) !
لا أدري حقيقة عن الشغف الغير طبيعي الذي يتمتع به المستخدم المسلم في متابعة عورات الآخرين
والهوس المجنون في تلقي ومتابعة الفضائح أجارنا الله وأياكم والمسلمون منها في حالة أعتقد إنها خرجت عن قيد السيطرة وأصبح لزاما تدخل مستشفيات الصحة النفسية وجلسات التيار الكهربائي أو العودة إلى الطب العربي وأسلوب الكي ! فقد بحت اصوات العلماء والمفكرين وذاب الحبر من مغلفات المناهج التعليمية والكتب الدينية لعلهم يسمعون من لو ناديت حيا !
هنالك من بلغ به تفكيره وإبداعه أن لا يكتفي بطرح هذه المواد الرخيصة باللغة العربية فقط بل تجاوز الأمر ذلك لكي يضع للعنوان ترجمة باللغة الإنجليزية وربما لغات أخرى ..
كمساهمة من العالم الاسلامي وأفراده المسلمون في منح الآخرين السلاح الذي يحاججوننا به ! فأذا قلت على سبيل المثال للآخرين مدى أحترام الإسلام للمرأة وخصوصيتها وجسدها أن يكون متاعا وتجارة للآخرين .. تكرموا عليك بمواد من العالم الإسلامي لا تعد ولا تحصى تظهر الواحد منا بمظهر من يدعي حقيقة ليست حقيقته !
نعم .. لسنا مجتمعات ملائكية ! كما ان كل منا لا يخلو من الذنوب وجوانب التقصير وسبحان من خلق الجنة والنار .. ونسأل الكريم برحمته وعفوه وغفرانه أن يمن علينا بالأولى ونعوذ به سبحانه من الثانية .. ولكن متى نمتلك
( العقل ) الذي يجعل ممن أبتلى في عادة أو سلوك أن يجعلها تقف لديه دون أن يقدم خدماته العظيمة لدينه الإسلامي وأمته الإسلامية بنشرها والترويج لها وعنونتها باللغات الأجنبية !
قال الرسول عليه الصلاة والسلام :
( من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه من غير أن ينقص من أجورهم شيئا ومن دعا
إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا )
من جانب آخر هنالك ثقافة افراد مسلمون في مجتمع الـ YouTube .. لم أفهم ما سرها أو الغاية منها ؟ والتي تتمثل في
إبداعنا اللغوي بأستخدام عبارات السباب والشتم والقذف والتحقير ! والتي تنشأ دائما دونما سبب يجعل المتابع المحايد يبحث عن مبرر لهذا السقوط الشنيع في أخلاقيات المسلمون ! فعلى سبيل المثال تجد مادة في الموقع تستعرض عمل أو منجز في دولة مسلمة .. وعند متابعة ردود المشاركين تجد أحدهما دونما سبب بدأ يكيل أشنع الألفاظ وأقذعها تجاه تلك الدولة وشعبها ! فتأخذ الغيرة أبناء تلك الدولة فيسقطون معه في مستنقع من القاذورات اللفظية والكلامية ..
والنتيجة : إثراء اللغة العربيه بالألفاظ والمصطلحات السوقية وإيضا أظهار مستوى أخلاقياتنا الإسلامية أمام الآخرين ! فهل كففنا أنفسنا من السقوط إلى حيث ينشد السفهاء وإيضا
المندسين بحروف عربية إلى حيث يرغبون أن يضعوننا فيه ؟!
قال الرسول عليه الصلاة والسلام :
( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان
يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت )
ودمتـم فـي خيـر