الاعجاب بالاعب الاجنبي وأثره على عقيدة المسلم أخي يريد أن يتصور من لاعبين أجانب ويحبهم ويكثر من ذكرهم فله هذا المقال الرائع ولكل مسلم
إخواني الأفاضل تذكروا أنه سبحانه وتعالى قد نهاكم عن موالاة عدوه وعدوكم فقال سبحانه (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ 1)وأخبر سبحانه أن من تولاهم فإنه منهم وأنه ليس من الله في شي ء , وموالاتهم معناها محبتهم في القلوب , أو استحسان ماهم عليه من الكفر أو مدحهم والثناء عليهم , او مناصرتهم ومعاونتهم , أو الفرح بانتصارهم على المسلمين , وما أشبه ذلك من كل ما فيه تعظيمهم واحترامهم .......
وقد خفي هذا على كثير من المسلمين لقلة التحدث عنه وبيانه , أو للتساهل فيه , أو لضعف الإيمان , أو لكثرة اختلاط المسلمين بالكفار بسبب قدومهم إلى بلاد المسلمين , أو لسفر بعض المسلمين إلى بلادهم , أو غير ذلك من الأسباب , وهذا أمر خطير وشر كبير , ينتج عنه فساد العقيدة , وعدم التمييز بين المؤمن والكافر والبر والفاجر , وانتشار الشر , وقلة الخير . قال تعالى ((وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ (73)
وقد نفى الله الإيمان عمن تولى الكافر ولو كان أقرب قريب إليه , فقال تعالى ((لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ ))
إخواني المسلمين : أنه يجب على كل مسلم يدين بدين الإسلام ويعتقد عقيدة التوحيد أن يوالي أهل الدين أصحاب العقيدة , ويعادي أعداءها , فيحب أهل الإخلاص والتوحيد ويواليهم
, ويبغض أهل الشرك والنفاق ويعاديهم .
وهذه ملة إبراهيم عليه السلام التي أمرنا بأتباعها . قال الله تعالى ((قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ))
فمن مظاهر موالاة الكفار 1_ التشبه بهم فيما هو من خصائصهم من العادات والأخلاق , والتشبه بهم في الزى واللباس , وفي كيفية الأكل والشرب ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : (( من تشبه بقوم فهو منهم )) لأن التشبه بهم في الظاهر يدل على محبتهم في الباطن . وقال تعالى (( ۚ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ ))
ومن مظاهر موالاة الكفار : 2_ الإقامة في بلادهم , والتجنس بجنسيتهم , وترك الهجرة من بلادهم إلى بلاد المسلمين مع القدرة على ذلك , فقد حرم الله الإقامة في بلاد الكفار مع القدرة على الهجرة منها إلى بلاد المسلمين وتوعد عليها بأشد الوعيد . قال تعالى : ((إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ ۖ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ۚ فَأُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (97 إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا (98)
فلم يعذر الله في الإقامة في بلاد الكفار إلا المستضعفين الذين لا يستطيعون الهجرة , وكذلك يعذر من كان في إقامته مصلحة دينية كالدعوة إلى الله تعالى ونشر الإسلام في بلادهم .
ومن مظاهر موالاة الكفار : 3_ السفر إلى بلاد الكفار لغرض النزهة ومتعة النفس . لأن السفر إلى بلادهم محرم إلا عند الضرورة كالسفر لأجل العلاج , أو لأجل التجارة , أو لأجل تعلم تخصص يحتاج إليه المسلمون إليه , , وبشرط أن يكون المسلم مظهرا لدينه معتزا بإسلامه مبتعدا عن مواطن الشر , حذرا من دسائس الأعداء ومكائدهم .
ومن مظاهر موالاة الكفار 4_ إعانتهم ومناصرتهم على المسلمين ومدحهم والثناء عليهم , وهذا من نواقض الدين والردة عن الإسلام . نعوذ بالله من ذلك .
ومن مظاهر مولاة الكفار 5_ الثقة بهم وتوليتهم المناصب التي فيها أسرار المسلمين أو اتخاذهم بطانة ومستشارين . قال الله تعالى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (118)
فقد بين الله في هذه الآيات دخائل الكفار وما يكنونه نحو المسلمين من بغض وما يدبرونه ضدهم من مكر وخيانة , وما يحبونه من مضرة المسلمين وإلحاق الأذى بهم .
ومن مظاهر موالاة الكفار 6_ التأريخ بتاريخهم خصوصا التاريخ الذي يعبر عن طقوسهم وأعيادهم , كالتاريخ الميلادي , ولتجنب هذا لما أراد الصحابة رضي الله عنهم عمل تاريخ للمسلمين يؤرخون به أعمالهم ويعرفون به آجال معاملاتهم عدلوا عن تواريخ الكفار وأرخوا بهجرة الرسول صلى الله ليه وسلم , وهذا مما يدل على وجوب مخالفة الكفار .
ومن مظاهر موالاة الكفار : تهنئتهم بمناسبة أعيادهم , وتعطيل الأعمال الرسمية في أيامها أو حضور احتفالاتهم وقد قال الله تعالى عن عبادة المؤمنين ((وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (72)
أي لا يحضرون أعياد الكفار .
ومن مظاهر موالاة الكفار 7_ مدحهم والثناء عليهم والإشادة بهم بما هم فيه من التطور والحضارة والإعجاب بأخلاقهم ومعاملاتهم , حتى قال بعض الجهال لما ذهب إليهم : وجدت مسلمين بل إسلام , قال هذا دون النظر إلى عقائدهم الباطلة ودينهم الفاسد وخلاعتهم وانحلالهم الخلقي . وأما ما عندهم من القوة المادية والتقنية والصناعية فالواجب على المسلمين أن يسبقوهم قال تعالى ((وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (60)
ومن وظاهر موالاة الكفار 8_ التسمي بأسمائهم كما يحصل من بعض المسلمين أنهم يسمون أولادهم بأسماء أجنبية مستوردة من أسماء الكفار وهذا يسبب انهزامية للأجيال القادمة .
ومن مظاهر موالاة لكفار 9_ بداءتهم بالسلام , وقد نهانا الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك , فقال : " إذا لقيتم المشركين في الطريق فلا تبدؤوهم بالسلام واضطروهم إلى أضيقها " رواه البخاري
ومن مظاهر موالاة الكفار 10_ تششيع جنائزهم , وتولي دفنهم قال تعالى ((وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ ۖ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ (84)
واعلموا ان عداوتنا للكفار ووجوب بغضهم وما يتبع ذلك من الامتناع من مظاهر موالاتهم التي سبق بيانها
, فإننا مع ذلك لا يجوز لنا ان نظلمهم او نجور في الحكم , قال تعالى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8)
وكذلك عداوتنا لهم لا تمنعنا من عقد المعاهدات والاتفاقيات التي هي في صالح المسلمين , ولا من التعامل التجاري معهم في حدود ماتبيحه الشريعة الاسلامية وهذا من باب المكافأة والعدل , لا من باب المحبة والموالاة لهم , كما انه يجب علينا مع بغض الكفار وعدم موالاتهم , أن ندعوهم إلى الله وننصحهم بالدخول في الإسلام , فلننتبه لهذه الأحكام المستمدة من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .
للعلامة الشيخ صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء
..... شعارنا نشر العلم الشرعي ورفع الجهل عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم .................... ... |