بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد


ترددت كثيراً قبل كتابة هذا الموضوع لأني سبق وأن توقفت عن الكتابة بعد نهاية الموسم الرياضي

وتعودت على التوقف طوال فترة الصيف حتى بدء الموسم الجديد .. لكن حدثاً مهماً مثل كأس العالم

يفرض وجودهـ ويجعل للكتابة مذاقاً آخر خصوصاً إذا تعلق الأمر بالذكريات والتوقعات والإنتماءات

ولأول مرة وبعد مرور أكثر من ثلاثين عام على متابعتي لكأس العالم أجد نفسي متشوقاً لكتابة تلك الذكريات

فقد بدأت بالمتابعة الفعلية لمباريات كأس العالم خلال بطولة عام 1978م التي أقيمت في الأرجنتين

وبالطبع فالمتابعة تكون للمنتخب العربي التونسي النصيب الأكبر منها وأتذكر بوضوح أسماء النجوم الذين مثلوا

ذلك المنتخب العريق خصوصاً أن منهم العديد من اللاعبين الذين أتوا إلى المملكة في فترة الاحتراف الأولى

بعد إنتهاء مشاركتهم المشرفة في تلك البطولة وأتذكر من ضمن اللقطات المهمة أهداف المنتخب التونسي

في مرمى منتخب المكسيك وكذلك التسديدة التأريخية القوية من قدم تميم الحزامي على مرمى منتخب بولندا

في المباراة التي شهدت فرصاً ضائعة للمنتخب التونسي وفي المقابل هدف عادي للمنتخب البولندي

بعد ذلك شهدت متابعتي لتلك البطولة فتوراً نسبياً نظراً لخروج المنتخب العربي التونسي من الدور التمهيدي

لكن الذي أذكرهـ أننا كنا نستغرب من الأجواء الباردة التي يعيشونها في تلك البطولة وهطول الأمطار

بينما نحن نعيش أجواءاً حارة ولسان حالنا يقول هل هؤلاء يعيشون في كوكب آخر

وهاهو الزمن يعود بنا لنشاهد كأس العالم في دولة تقع جنوب خط الاستواء وتختلف في أجواءها عن بقية العالم

وبنهاية تلك البطولة فإن الأرض ابتسمت مرة أخرى لأصحابها وفازت الأرجنتين لأول مرة بالكأس

وتميزت تلك البطولة عن غيرها بالمشجعين الأرجنتينين الذين يرمون قصاصات ورقية صغيرة تمتليء بها ساحة الملعب

والغريب أن بعد تلك البطولة لم تستضف أي دولة أمريكية جنوبية نهائيات كأس العالم كما جرت العادة أن تكون بطولة

في أوروبا وبطولة في أمريكا الجنوبية رغم أن كولمبيا هي من كانت ستستضيف نهائيات 1986م بدلاً من المكسيك

لكن الزلزال الذي ضرب أراضيها قبل النهائيات بأشهر قليلة فرض على الإتحاد الدولي تغيير الجهة المستضيفة

إلى دولة المكسيك التي سبق لها الإستضافة في نهائيات عام 1970م

إسبانيا 1982م (( بداية الإدراك والاستمتاع ))

كانت نهائيات كأس العالم عام 1982م هي بداية الثورة التكنولوجية من النقل المباشر والتلفزيون الملون المتوفر في كل مكان

ويكفي أن تقام البطولة في اوروبا لتصبح تظاهرة رياضية تشد إليها كل الأنظار فكيف وهي تضم نخبة اللاعبين في العالم

ولكن سوء حظ المشاهد السعودي أن يوم الافتتاح شهد حدثاُ محزناً في البلاد تمثل في وفاة الملك خالد رحمه الله

حيث لم تنقل بالطبع فعاليات الافتتاح ومنها المباراة الافتتاحية وعدة مبارايات في الثلاثة الأيام الأولى

بعد ذلك قررت ان أختار منتخباً أميل إليه وأشجعه حتى النهائي بالإضافة إلى متابعة أخبار المنتخبين العربيين

الكويت والجزائر الذين أبليا بلائاً حسناً في الجولة الأولى لكنهما خرجا في الدور التمهيدي بعد فضيحة النمسا وألمانيا

وكان اختياري غريباً نوعاً ما لأن المنتخب الذي اخترته لم يسجل في الدور التمهيدي سوى هدف واحد

وربما لان اللون الذي يرتديه لاعبو المنتخب الإيطالي له تاثير في ذلك وهو لون فريقي المفضل الهلال

لكن رغم المستوى الهزيل الذي قدموهـ في الدور التمهيدي فقد استمر تشجيعي لهم وبالفعل فازوا على الأرجنتين

صاحبة اللقب بهدفين مقابل هدف وفازوا على البرازيل بأساطيرها المعروفين بثلاثية مقابل هدفين في مباراة لم نشاهدها

أيضاً لكن لسبب آخر وهو إدارة المباراة من قبل حكم إسرائيلي فلم ينقلها التلفزيون السعودي في ذلك الوقت

وأتذكر أننا كنا نتابعها عبر المذياع عن طريق إذاعة الكويت في احدى الليالي الرمضانية

عندها أحسست ان العالم كله ضدي لأن الجميع يعشق البرازيل وأنا الوحيد الذي أفرح لهزيمتها

وفي المباراة النهائية جاءت الفرصة على طبق من ذهب لكل عربي آبي بالإنتقام من ألمانيا في مؤامرتها ضد الجزائر

ولم تقصر إيطاليا في ذلك وهزمت الألمان بثلاثية مقابل هدف واحد في مباراة أطربنا فيها عملاق التعليق

زاهد قدسي يرحمه الله وهو يردد (( اولي .. اولي )) مع الجمهور الإيطالي عند كل تمريرة إيطالية
ثم توالت البطولات التي أشاهدها من خلال التلفاز وأتابعها ولم يتغير إنتمائي للمنتخب الأزرق الإيطالي إلا في حالة

خروجه من الأدوار الأولى فيكون لدي منتخب بديل وعادة ما يكون المنتخب الألماني القوي الذي شجعته في مونديال

1990م في إيطاليا لأنه يلعب كرة قدم واقعية بعيدة عن التعقيد وبصلابة وإنضباطية متناهية وأيضاً تعاطفاً معه بما أنه

قد لامس الكأس مرتين في النسختين الماضيتين ولم يحققها وبالتالي فإن الكأس ارتمت في أحضانه وتركت أحضان

مارادونا الذي استبدلها بالبكاء والدموع بعد أن حملها بكل جدارة في عام 1986م قبل أن يحمل ثقل الأرجنتين على كاهله

الغريب أنني ولله الحمد في كل بطولة من نهائيات كأس العالم أتوقع حصول منتخب ما على الكأس وتصيب توقعاتي

حتى في المنتخبات التي تتأهل للدور الثاني والتي تلتقي ببعضها واحياناً حتى في بعض النتائج ومنها في هذهـ النسخة

على سبيل المثال بعض المباريات التي توقعتها بنفس النتيجة أذكر منها :

غانا وصربيا توقعتها كما هي بنتيجة 1 / صفر لمنتخب غانا ... سلوفاكيا والبارغواي 0 / 2 للبارغواي

بالإضافة إلى توقع نتيجة البرازيل وساحل العاج بفوز البرازيل بثلاثة أهداف مقابل لاشيء لكن سجلت ساحل العاج

وتوقعت فوز أوروجواي بهدفين نظيفين على جنوب افريقيا ولكنها سجلت هدفاً ثالثاً وبقية التوقعات كانت مشابهة إلى حد بعيد

وربما تصدق توقعاتي مثل كل مرة ونشاهد نهائي من نوع آخر بين البرازيل وجارتها اللدودة الأرجنتين ليكون النهائي الحلم

وبعد مرور 80 عام على إنطلاقة كأس العالم تلتقي هاتين الجارتين العريقتين في مجال كرة القدم وتستمر كأس العالم

في الرضوخ للمنتخبات اللاتينية خارج القارة العجوز هذا ما سنشاهدهـ بعد عشرين يوماً من الآن .





أخوكم : الكاتب النحرير

جدة ـ بوابة الحرمين الشريفين
الثلاثاء 10 / 7 / 1431هـ

الأخ العزيز / الزعيم الوسمي .. وفقه الله

اشكرك على ردك ودعائك الطيب

والعمر ليس بالكبير جداً .. فأنا ولله الحمد على مشارف الأربعين

يعني 39 سنة وهو عمر الشدة والبأس والنشاط

تقدر تقول مخضرم بين الجيلين ؛ جيل الشباب وجيل الكبار

وبالنسبة للتوقع ـ فأزيدك من الشعر بيتاً ـ أن توقعي للمنتخب البطل

هو منتخبك المفضل وربما تنتهي المباراة بهدفين ويسجل ميتسي الهدف الثاني