نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي - عروس المسيار والمراحيض النسائية

تنوعت تلك المسميات لعقود مضمونها الزواج كما يزعم بعضهم وكما يسميها على حسب هواه ومزاجه، فرغم وصولنا إلى التطور العلمي والثقافي والفكري الذي وصلنا إليه، إلا أننا ما زلنا مكبلين بمساحات شاسعة من الشهوات والأهواء التي تسيطر على أفكارنا ومضامين أرواحنا، فما نراه مكروهاً أصبح بعضنا يراه من ضروريات الحياة ولوازمها، وكل ذلك من أجل إشباع غرائز معينه بقالب من الحلال، وكل ذلك حتى لا نحجم تلك الأخطاء التي نقع بها ليل نهار بسبب تلك المسميات التي نطلقها بشكل للأسف نرضاه على أنفسنا لأنواع متعددة لمبدأ الزواج.

لا أجد عجباً في الوقت الحاضر من ازدياد نسبة المنادين والمتداولين لزواج المسيار في بورصة الشهوات والملذات الإنسانية، فيكون ديدن ذلك الرجل هو المرور فقط لقضاء وطره من زوجة لا حول لها ولا قوة في رفض هذا النوع من الزواج بسبب ظروفها التي قد تضطرها إلى قبول مثل هذا النوع من الزواج الذي يتضمن الإشباع والاستمتاع بتلك الأنثى بغلاف من كلمة الزواج والابتعاد عن مقص الرقيب من كلا الطرفين أو أحدهما، والأدهى من ذلك والأمرّ هو ترحيب بعض الزوجات لمثل هذا النوع من الزواج ربما لأن أشغال حياتها ترفض أن تعيش بقالب الزوجية التقليدي الذي يحتم عليها الاهتمام بكائن حي يعتبر نصفها وترفض الاستجابة إلى نداء الفطرة الموجود بكل أنثى وهي الأمومة وتربية الأطفال وركضها خلف مشاغل الحياة وأعمالها الشخصية.

ولا أخفيكم أني أرى هذا القالب من الزواج نوعاً من (المتعة)، يبتعد كل البعد عن الشروط الأساسية للزواج التي شرعها الله في كتابه وفصّلها الرسول صلى الله عليه وسلم في سنته ومنها النفقة وتوفير المسكن لها.
إنه من الواجب علينا كمجتمع أساس بنائه الفرد أن نقف أمام هذا الزحف الهائل من الترحيب والتنفيذ لهذا النوع من الزواج؛ لأنه وبكل صراحة أن هذا النوع قد أجلب على مجتمعنا ويلات لا ترى إلا بعين المجهر من مصائب ومشكلات لا يعلم عنها إلا من قاسى مرارتها من ترك الآباء لأبنائهم بعد إنجاب زوجات (المتعة) أقصد المسيار لهم بعد خوفه أن يكشف أمره أمام أهله أو زوجته وأم أولاده، وقد يوصل هذا النوع من الزواج ببعض الأزواج بالمتاجرة بزوجاتهم على رفقاء لهم؛ لأنه لا يراها إلا كفتاة ليل وكمرحاض نسائي ينفث فيه شهوته لسويعات من يومه دون علم أي كائن بما يعمله من مصائب، وهذه الحوادث والجرائم التي تحدث بسبب هذا الزواج لا يعلم عنها سوى تلك الفتيات اللاتي قاسين منه سواء رضين بذلك أم لم يرضين، ولكن وتحت هذه الظروف القاسية ليس لهن سوى الصمت وانتظار الفرج، والأصعب من ذلك هو تلك الفئة من الشباب الذين استغلوا زواج المسيار بالارتباط بفتيات لمدة ليالٍ بسيطة بعيداً عن أنظار أهلهم ودون علمهم وبرضا تلك المرأة، وأغلب أولئك الشباب هم في سن الجامعة وفي فترة المراهقة والذين تسببنا عليهم ودفعناهم لذلك الأمر بسبب صعوبة الظروف وقسوة المجتمع عليهم من إيجاد العراقيل في وجوههم وعدم توفيرها ووقوف فتياتنا وأهاليهن بشروطهم الصعبة من غلاء المهور وإيجاد طلبات تضطرهم إلى اللجوء إلى زواج المسيار حتى يحققوا لأنفسهم مبدأ العفاف بعيداً عن تلك الطلبات وتلك الأوامر التي لا نهايةً لها إلا عندما يكون ذلك الفتى مليء الجيب ليملأ أعين بعض الفتيات.

الحديث عن هذا الموضوع وهذا النوع من الزواج قد يطول بي، ولكن حسبي هنا أني أشرت إلى بعض ما نجده في مجتمعنا مع وجود رفضنا له وانتقادنا عليه ولكن دون أن نضع تلك البصمة القاضية عليه والتي تهذبنا كمجتمع وتؤطرنا بأطر مقدسة بعيدة عن التسيب والابتذال.

يا ترى هل سيضطرنا زمننا القادم إلى إيجاد فكرة جديدة لرباط الزواج باختلاف ظروف ذلك الزمان ومتغيراته ومع صمتنا لتلك الأنواع التي تظهر من وقت إلى آخر وترحيبنا بها؟
وهل يا ترى سنجد نوعاً من الزواج مغلفاً بغلاف مكتوب عليه بالبنط العريض (زواج حلال) وكأننا نختار من أحد أركان اللحوم بالسوبر ماركت؟
أتمنى أن يحفظ الرجل للأنثى حقها في مجتمعنا، وأن تحفظ الأنثى للرجل حقه بشرعية الزواج دون ضغوط ودون عراقيل، وأتمنى أن يحفظ المجتمع لنا ما بقي من قدسية الزواج التي بدأت تذوب بذوبان تلك الحدود لهذا الرباط.