
06/06/2010, 07:39 PM
|
قلم تربوي بالمجلس العام | | تاريخ التسجيل: 30/11/2008
مشاركات: 1,912
| |
اولادنا فلذات اكبادنا تمشي على الارض بسم الله الرحمن الرحيم
العدل
قال تعالى: (إعدلوا هو أقرب للتقوى وآتقوا الله )8المائدة
وقال تعالى: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاءذى القربى..)90النحل
وقوله تعالى : (واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم )28الأنفال
وقوله تعالى: (المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثواباً وخيرأملا)46الكهف .
موضوعي عن العدل بين الأولاد بنين وبنات الأبناء زينة الحياة الدنيا وهم سلوة الخاطر وفرحة القلب
وسرور البيت ..ومن حرم من هذه النعمة بحث عنها وأنفق الأموال الطائلة حتى يمن الله عليه بالإنجاب .
وعندما يرزق بهم يكون الأمر بين دلال مضيّع أوشدة وتضييق,وحالة ثالثة ترك الأمور للصدف وتربيه الحياة .
والإسلام علمنا بطرق سهلة ميسرة كيفية تربية فلذات الأكباد...ويجب على كل مسلم ومسلمة الإقتداء بسيد البشر
صلى الله عليه وسلم في تربية الأولاد وذلك في قراءة سيرته مع أهل بيته ومع وبناته وأحفاده صلى الله عليه وسلم ..
ومن طرق التربية الصحيحة وما ارشدنا عليه ديننا الحنيف هي ..
لا عبه سبعاً وعلمه سبعاً وخاويه سبعاً....
وبعدها تكون النتيجة التي يتمناها الابوين بأذن الله سبحانه وتعالى .
المرحلة الاولى:
السبع سنوات الاولى وهي مرحلة اللعب مع الطفل مع التوجيه من خلال اللعب إلى السلوك الحسن
مع أن التجارب تثبت أن التربية تبدأ مع الجنين في بطن أمه فهو يشعر ويتأثر حسب نفسية الام ومن خلال التجارب أيضاً أن الأم عندما تقرأ الآيات الكريمة وتمسح على بطنها
وتدعو للجنين بالصلاح والهداية تلاحظ فرق كبير بينه وبين من لم يُقرأ عليه ..
وبعد الولادة ضم المولود إلى الصدر له أثر كبير على نفسية الطفل .
وكنا نلاحظ أمهاتنا كيف كن يناغين الأطفال في المهد وملاعبته والتحدث بلسانه وتحاوره وكأنه يعي ماتقول !!سبحان الله كيف عرفت أمهاتنا ذلك دون خبراء ومدارس .وبعد مضي سبع سنوات من الملاعبه وتعليمه من خلال هذه الملاعبة دون تجريح أو إصدار الفاظ قاسية أو عبوس مبالغ فيه ننتقل للمرحلة الثانية وهي المهمة جداً فهي تمهيد لمابعدها وتتمة لما قبلها هذه المرحلة هي دور إكسابه مهارات جديدة منها تعويده على الصلاة الصحيحة التي كان يمارسها قبل ذلك تقليداً للكبار دون تدخل منهم وفي هذه المرحلة التعليم بالترغيب وقص القصص الهادفة
قصص من السيرة النبوية مع الصغار ومن التراث الأصيل
وحثه على التعبير عما في نفسه ومايحدث في مدرسته
ونجعله يستنتج السلبيات وكيف يتخلص منها والكلمات الجميلة التي تعبر عما في نفسه ونشجعه على حفظ القرآن
في حلقة المسجد أو في المنزل حسب مقدرته ولانشق عليه
والرياضة مهمة له على هيئة ألعاب مسلية يستعمل فيها يديه ورجليه وجسمه ..وتعويد الطفل على تنظيم الوجبات
حرصاً على صحته وسلامة جسمه وفكره ..والحرص على أداء الواجبات والتغاضي عن بعض السلبيات التي قد تقع
من الطفل ,ولابأس من وضع لوحة برسوم جميلة وملونة
وفيها خانات بعدد الأيام ونرتب أسماء الأبناء حسب العمر وياليت نضع لهم ألقاب أبو فلان كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يلقب بعض أبناء الصحابة أو بمهنة يحبها الصغير المهندس الطيار المعلم الداعية ..(هذه المهن كان أطفالي يحبونها كل طفل له مهنة)
وهذه اللوحة تضمن العدل الذي نشدد على نهجه مع الأطفال ..لأن الأطفال يتفاوتون في الطباع منهم الهادي
وخفيف الظل المتحرك .والجميل العنيد .والذكي اللماح .ومنهم كثير العبث يحب اللعب كثير ومنهم واسع الخيال وبارع في التخيل .وأحياناً الأبوين ينجذبان لبعض الاطفال اللذين يوافقون ميولهما ولكن لابد من العدل في المعاملة
المصروف متساوي اللباس المطعم الألعاب ..
إذن كيف يتميز اللبيب من غيره ....بهذه اللوحة التي
وضعناها وبعد شرح مبسط للأطفال مع ألقابهم الجميلة المحببه لهم نوضح لهم أن كل من يتقن مهارة أو يحفظ
أو يرتب سريره أو يساعد غيره أو يتقن أداء واجباته المدرسية أو يبادر في الذهاب للمسجد مع والده أو الإهتمام بألعابه ..كل مهارة بنجمة أو رسمة توضع في مربعه وعند نهاية الشهر تجمع هذه النجوم أو النقاط ويأخذ مكافأة حسب مايقرره الأبوين ممكن تكون نقود أو رحلة يختاره الطفل أو عمل حفلة صغيرة لأقرانه ..
بهذه الطريقة نضمن بأذن الله العدل ويكون بينهم تنافس على المهارات الجيدة ...وفي المقابل لو حصل أمر سيء
ممكن يخصم من هذه النقاط حتى يشعر الطفل أو الأبن أن العمل الصالح فيه مكسب والعمل السيء فيه خسارة حتى في الأخرة ..
بعض الأسر يوجد فيها طفل ذكي وخفيف دم ونشيط ويقلد والده لذا فهويستحوذ على إهتمام العائلة وتغفل العائلة عن الطفل الأخر الذي يفقد هذه المميزات وهذا أكبر خطأ تقع فيه الاسرة .
يجب أن نستنهض مهارات الطفل الصامت الهادي الغير متفاعل ونجعله يشارك في النشاط الذي يميل له حسب طبعه ونشجعه على ذلك ونأخذ رأيه في بعض الامور وقد يكون عبقري في المستقبل أو شاعر أو مؤلف .
حتى في المصروف المدرسي نعلم الطفل على التدبير ونشجعه على ذلك ونوصل له ليس كما يُشتهى يُشترى
(وهذا عملته مع أولادي وهم صغار) من يوفر من صروفه له مكافأة توازي ماوفر ثم يشتري بها قصص أو كتب او العاب مفيدة .ولامانع من أن يصرف مصروف أسبوع في يوم عندما يضيف زملائه ولكن عليه الصبر لباقي الأسبوع
ومن كان موفر مبلغ في الاسابيع الماضية وعليها مكافأة من والده ممكن يسحب منها لتعويض ماصرف حتى يتعلم أن جمع المال ليس الهدف منه التجميع فقط والحفظ !!
لا وإنما الهدف هو إخراج الصدقة شراء مايرغب به عمل حفلة صغيرة لأقرانه وممكن إقراض من يحتاج من إخوانه
وسأروي لكم طرفة حصلت مع بنتي وكانت في الصف الأول وقد جمعت 50ريال وكانت نقودها ريالات وعشرات وطلبت منها قرض 5ريالات وأعطتني الله يسلمها
وبعد يومين قالت :متى تردين ال5ريال ؟؟
رديت الخمسة وحدثتني نفسي أن أضع لها 50ريال ورقة واحدة أفضل من المصروفة حتى لا تضيع منها كانت في هذا السن لاتعترف بالحصالة مثل أخوانها .
وعندما فتحت محفظتها صرخت أين نقودي ؟؟
قلت لها: هذه نقودك 50 ريال ورقة وحدة!!
وصارت تبكي وتقول :لا .لا.كيف
كانت كثيرة والآن مافيه إلا واحدة ...حاولت أقنعها ما اقتنعت حتى رددت لها نقودها كما كانت ..مع أنها الحمدلله كريمة وتشتري لزميلاتها الحلوى من مدرستها .ولكن الحق حق .
عندما نمدح طفل لابد من مدح الباقين بما يتصفون به من صفات مميزة كل طفل حسب طبعه وتصرفاته ..
فيه قصص عايشتها عن عدم العدل بين الأولاد ..وكيف كانت النتيجة في الكبر...
وعن أثر الثناء على الاولاد في مستقبل حياتهم ..وددت لو أذكرها لولا الإطالة عليكم .
وصيتي لمن هم مقبلين على تكوين اسرة او لمن لديه ابناء عليه بالعدل والانصاف بينهم وتقوية المحبة بينهم وتقوى الله في المعاملة بين الاولاد والإهتمام بهذه النعمة العظيمة التي ستكون لك وقاية من النار إن احسنت التربية والتعليم
والتهذيب ..وتكسب دعاء البشر لك أيها الاب و لكِ أيتها الأم ..
إن كان من صواب فهو من الله سبحانه وتعالى ومن كان من خطأ او نسيان فهو مني ومن الشيطان ..وربي يحفظ الجميع .. |