25/05/2010, 03:04 AM
|
زعيــم مميــز | | تاريخ التسجيل: 10/10/2008 المكان: فى قلب الهلال
مشاركات: 3,349
| |
ضياع الهوية واستبدالها براعي البقر والبكيني
المتتبع للوضع الراهن في البلد يجد شدا وجذبا وخططا وتخطيطا وتراخيا وتسارعا حثيثا نحو أمركة البلاد وتغريبها بصورة عجيبة، والسؤال المطروح بكل واقعية وصدق ودون خجل وبشكل مباشر لماذا لا نعلنها صريحة ونقول نريد أن نكون عربا بطريقة أمريكية؟.
إن المتتبع لما يحدث حاليا من تسارع حثيث من بعض المسؤولين والإعلاميين، بل ومع الأسف، من بعض من يصفون أنفسهم بأنهم مشايخ معتدلون لا يدعون حيلة ولا وسيلة إلا لطرح فكرة تنويرية أو انحلالية أو الدعوة لظهور المرأة بدون ملابس داخلية.
عجيب ذلك المنظر الداخلي والصراع الفكري في وطني الذي أخذ منعطفا خطيرا وكأن التقدم والازدهار يكمنان خلف التفسخ وتشقيق الملابس الداخلية مع المحافظة على البكيني وحمالة الصدر التي لا بأس في أن يبرز بعضها مفاتن المرأة ولكن بشرط وجود فتوى تنويرية عابرة للقارات لإسكات كل من يعارض خطوة من تلك الخطوات التي تأتي على استحياء حتى لو تم الاستناد إلى قول متنطع أو متشدد أو ليبرالي أليف تم ترويضه بشكل جيد ليظهر في القنوات الأجنبية ليعبر عن رأيه بحرية وموضوعية.
إن المشهد في الوطن قد تغير تماما وتم حجب العديد من المشاهد التي من المفترض ألا تحجب، فبين كارثة جدة والرياض وكارثة حافلة الجامعة والبطالة المستشرية في البلد، بل وكارثة الفقر وعدم وجود السكن الملائم لأكثر من 70 % من المواطنين، وكارثة العمالة التي تتفنن في صناعة الخمور وتسويق الدعارة، وكارثة الوافدين المستولين على مقدرات البلد، وكارثة الجريمة المستشرية والقتل والتشرد والمخدرات حتى أصبح بعض المسؤولين يلقي بأخطائه على الآخرين بأنهم هم المتسببون في الكوارث الطبيعية التي كشف بها الله عن سوءة التخطيط والفساد الإداري المستشري الذي طال حتى القضاة في المحاكم والتي هي رمز العدل وأخذ الحقوق ورد المظالم، لنجد أن المثل القائل (إذا كان خصمك القاضي فمن تقاضي) قد تطبق بنسبة 100% على بعض القضاة المرتشين بالملايين.
بل إن الموضوع أخطر وأخطر فقد تعدينا الدنمارك في التعدي على الرسول، صلى الله عليه وسلم، لنجد من يصف حديثه صلى الله عليه وسلم بالوحشية، أو نجد من يسب الله ورسوله ممن يحملون الجنسية السعودية، أو نجد من يحارب ويجاهر بحربه على الفضائيات بدعوة لتفسخ المرأة وتجريدها من ملابسها الداخلية حتى نتقدم ونكون دولة ديمقراطية متطورة، بل إن العجيب المريب أن نرى متبرجات يتحدثن عن حقوق المرأة السعودية ويطالبن الحكومة بشكل مباشر عبر البرامج الفضائية في معالجة المشاكل بل ويطرحون الحلول وكأنهم ملائكة منزلة في حديثهم عن الأخلاق ومكارمها بينما خلف الكواليس نسمع ونرى ما لا عين رأت ولا أذن سمعت على الشاشة.
إن البلد حاليا يعاني من أزمة فقدان هوية وشد وجذب لترسيخ هوية معينة وصراع بين طرفين للحصول على ضربة قاضية ضحيتها المواطن المسكين المغلوب على أمره، مواطن شريف لا يحس حتى بطعم الوطنية وهو لا يملك مسكنا في وطنه، مواطن شريف أصبح يخاف الذهاب للمستشفيات بسبب الأخطاء الطبية، مواطن شريف أصبح يخاف على محارمه أثناء خروجهن للجامعة خوفا من منحلين تغلغلت في عقولهم المخدرات (سيؤذون محارمه في حافلة الجامعة)، مواطن شريف يسكن في شقة بالإيجار وترافقه الجرذان والحشرات وهو يرى المليارات ولكن على شاشة التلفاز فقط، مواطن شريف يتم تدريس أولاده في مدارس غير لائقة أصلا كبيئة مناسبة للتعليم خصوصا إذا علمنا أن الصف الواحد يحوي خمسين طالبا في غرفة كانت في الأصل مطبخا في عمارة مستأجرة، هذا إن كان المبنى في المدن الرئيسية بينما المسؤولون في الوزارة يتباحثون تدريس الفتيات للغلمان.
إن الصراع الحالي ضحيته المواطن الشريف الذي لم يعد يعلم هل هو شريف أم خائن لأنه يرى الكوارث الطبيعية والبشرية من حوله على شاشة التلفاز، بينما الكارثة المفتعلة هو من يعيش فيها في خضم الصراعات المتواصلة من أجل أن يلبس المواطن طربوش راعي البقر الأمريكي أو أن تلبس المواطنة الشريفة البكيني على شاطئ نصف القمر.
إن التقدم والازدهار لأي أمة عبر التاريخ لم يكونا لها إلا بتمسكها بثوابتها وعقيدتها والسير على المنهج الصحيح وتطبيق القانون على الجميع، وتساوي الفرص للجميع في ظل القانون، وصدق رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بقوله: (إنما أهلك من كان قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد). |