مدخل .. } لَيْسَ الغَريبُ غَريبَ الشَّأمِ واليَمَنِ *إِنَّ الغَريبَ غَريبُ اللَّحدِ والكَفَنِ
أحيان نفضل الصمت لبعض القصص التي نسمعها أو نراها ,
ولكن بعض القصص تجبرنا على سردها ونشرها
ليس من أجل حب التشهير فحسب بل لـ نثبت للناس أجمع
أننا لازلنا نملك قلوب طيبه ولازال هناك
اناس ذو معادن اصيله ..
وتتجلى هذه المزايا في المواقف العصيبه ..
قصتي هذه المساء .. عن إنثى تستحق ان اكتب عنها العديد من المؤلفات
من أجل أن أوفيها حقها .. فهي إنثى
وليست كأي إنثى ..
دعوني أسرد لكم القصه بالتفصيل :
حلم أي فتاة أن تجد زوجا ً يسترها وأن يرعاها
وأن يوفر لها السعادة والراحه وأن يعطيها قلبه
وان تنجب منه ابناء وبنات ..
فهذا امر او مطلب مشروع
وليس فيه نوع من الأنانية ..
تقدم لهذه الفتاة زوجا ً يملك من الاخلاق الشي الكبير
ويملك مالا ً وفير .. [ ولله الحمد ] ..
خطب هذه الفتاة ووافق اهلها ووافقت هي
فتزوجها على سنة الله ورسوله ..
مكثت معه قرابة العامين ..
فلم ينجبى اي طفل ..!! ..
علامات الخوف بدأت تدب في نفوسهما ..
فطلبت الزوجه ان يتم فحصهما ليروا مالعله ..!!
وكانت المفاجاءة الغير ساره .. الزوج لا ينجب ..
عادت الزوجه مع زوجها للمنزل وهم في صمت
لم يتحدثا عن الموضوع .. بعد مرور اسبوع ..
ذهب الزوج الى زوجته وقال لها : ان كنت تريدين الأولاد
فـ لك الحق في ذلك .. واستطيع ان اعطيك
حريتك من اجل تحقيق ذلك .. واطلقك ..
لكن الزوجه رفضت هذا الامر
وقالت لزوجها : انك زوجي ولن يفرق بيننا
باذن الله سوى الموت ..
فأعجب الزوج بها .. واصبح يعطيها من خيره الكثير ..
ووفر لها سائق خاص وخادمة ..
وهي في المقابل بدأت بالعناية به اكثر فأكثر ...
فكانت نعم الزوجه ..
بعد مرور وقت طويل على هذه الحادثه ..
ألم بالزوج بعض التعب فسقط وهو يتألم ..
فهرعت الزوجه بزوجها الى المستشفى ..
فجاء الخبر المزعج .. بأن زوجها يعاني من ارتفاع بالضغط والسكر ..
وتم صرف دواء له .. واصبحت هذه الزوجه وكأنها ممرضه لزوجها ..
تعتني به في كل وقت .. وتوفر له كل شي يحتاجه ..
بل حتى انها تذهب بدلا ً منه الى أغنامه التي كان يربيها ..
وبعد فترة من الزمن جاء اخو الزوج يطالب بحصته
من الارث الذي سيخلفه اخاه المريض ورفضت الزوجه الحديث
عن هذا الامر واكتفت ببضع كلمات :
اتبحث عن ورث اخاك وهو حي ؟
لكن تلك الكلمات لم تخترق قلب الاخ المتحجر ..
الى ان جا الزوج وطرد اخاه بعد ما
وجد منه الفضاضه وسوء الخلق ..
وبعد هذه الحادثه بزمن زاد مرض الزوج
وذهبت به زوجته للمستشفى فاكتشفوا ان مرضه خطير ..
واصبحت الزوجه مرافقته في المستشفى
وحينما اخرجوه من المستشفى ذهبت به للمنزل
واصبحت تعتني به كل وقت ..
ولما وجد معاملة حسنه من الزوجه
ولكي يضمن حق زوجته بعد وفاته
قرر الزوج ان يسجل جميع أملاكه بإسم زوجته
نظير وفائها وصدقها واخلاصها له ..
وبعد هذا القرار بفتره جاء الاخ مشتاطا
ً ومنزعجا ً من هذا القرار ..
فغضب واطلق اتهاماته على الزوجه بأنه استغلت
مرض زوجها واستطاعت ان تاخذ كل الورث ..
فما كان من الزوجة الا ان تبكي امام الظلم
الذي قد عانته اخو الزوج .. ورغم كونها غير متعلمة ..
الا انها استطاعت ان تكتب ابيات شعريه ..
كتبتها وهي حزينه على مرض زوجها في المقام الاول ..
ثم على معاملة اخو زوجها لها ..
فقالت في ابياتها :
يا عين كفي صافي الدمع كفيه
كفيه يا عين لا تجيبي حضيبي
الفرح قفا واقبلت لي المشاريه
والخطا صاير وماحد مجيبي
يالله يا عالم ما بالضماير وخافيه
يا واحد لكل الخطايا حسيبي
تشفي مريض اصبح الضيم حاديه
من الضغط والسكر وداء مصيبي
وترده لبيته وتطعن من يعاديه
ماقول غير يارب هذا نصيبي
ثلاثين عام وانا راضيه فيه
ما قلت له الولد لازم نجيبي
واليوم كل القرايب طامعه فيه
ما قدرو من قضى الليالي نديبي
ان كان بورث الحي هالورث مابيه
يلعنك يا ورثن يطمع بك قريبي
وبعد هذه الحادثه بـ زمن ليس بطويل ..
توفى هذا الزوج .. متألما ً من مرضه ..
وحزنت الزوجه حزن على زوجها
ورغم قوتها وحسن تصرفها في الكثير
من المواقف الا انها تبقى إنثى ..
هذه قصة ليست من نسج الخيال .. بل انها واقعيه .. قد نشاهد الكثير منها في حياتنا .. او نشاهد غيرها .. لكن
يجب علينا فقط ان ندرك امرا ً .. كما ان الشر موجودا ً في نفوس بعض البشر .. فالخير ايضا ً موجود ..
فهنيئا ً لنا بمثل هذه المراءة في مجتمعنا السعودي اخوكم المحب
طلال
مخرج ..{ إِنَّ الغَريِبَ لَهُ حَقٌّ لِغُرْبَتـِهِ * على الْمُقيمينَ في الأَوطــانِ والسَّكَنِ