المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > أرشيف شبكة الزعيم > أرشيف مواضيع كبار الكتاب
   

أرشيف مواضيع كبار الكتاب أرشيف لمشاركات كبار الكتاب في الموقع الرسمي لنادي الهلال

 
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
  #1  
قديم 25/10/2002, 08:38 PM
رئيس تحرير صحيفة
GOOOLONLINE.COM
تاريخ التسجيل: 06/09/2001
مشاركات: 285
النقي الكثيري بعد مماته

النقي الكثيري بعد مماته جاءني صوت الزميل إبراهيم محمد ((محمد الكثيري مات، أحسن الله عزاءك))، وتلا ذلك رسالة جوالية، ومكالمة من الزميل الفاضل الأخ حمد الدوسري•

كنت حينها خارجا من مكتب جريدة ((الوطن)) في الرياض، بعد تكريم الزميل عبد الله المقحم نائب مدير القناة الرياضية، بمناسبة تجديد فترة رئاسته للجنة الرياضية في اتحاد الإذاعات العربية•

حادثت نفسي طويلا، لائما، ومسترجعا الذكريات•
أنّبت نفسي لأنني أجلت زيارته في منزله الأسبوع الماضي وهو يؤكد في الشقيقة ((الرياضية)) أنه يصارع المرض، مناشدا المسؤولين التوسط لدى السفارة الأمريكية في الإسراع بإنهاء إجراءات استخراج تأشيرة الدخول، بعد أن تكفل الأمير عبد العزيز بن فهد ـ جزاه الله خير الجزاء ـ بتكاليف علاجه•

واسترجعت ذكريات جميلة، ووجدت نفسي أردّد ((النقي)).

وأطلقت آهات على المسؤولين الرياضيين، وبالذات الهلاليين الذين لم يلبوا نداء أخ ((معروف ـ يصارع المرض)) ضحى ومرض، وعانى بسبب الصحافة، و((الهلال))•

كان من واجبي حينها أن أتوجّه للرب ـ عزّ وجل ـ بالدعاء أن يكون الأخ النقي محمد الكثيري ممن منّ الله عليهم بقول ((أشهد أن لا إله إلا الله)) عند سكرات الموت، حيث لا ينفع مال ولا بنون((يوم العرض))•

اعتصرني ألم فراق أخ قلبه أبيض، لم تزده المناصب إلا تواضعا ومثالية، شملني بعباراته التشجيعية في بداياتي الصحافية، ووجدته دائما يفرح لزملائه عندما يتقدمون في سلم الصحافة•

من جانبي فرحت له كثيرا وهو يعود لـ ((الجزيرة)) في المجال الاقتصادي، وحمدت الله أنه أنهى مشواره الصحافي في هذا المجال، بعد أن هجر الرياضة•

كنت أحادث نفسي متسائلا ((هل ستكون الصحافة الرياضية وفية ـ هذه المرة ـ مع أحد روادها؟))•

وتخوفت من ((جحودها))، وأنا أقرأ حوارا له يؤكد فيه ندمه على دخول الوسط الصحافي•

في اليوم التالي وقفت أمام صورة تشييع جثمانه، وفرحت له مجددا، حيث جموع المصلين، في الوقت الذي ـ وللأسف ـ لم تمكني واجباتي من الحضور، ولا أدري حتى هذه اللحظة، لماذا لم أذهب لمنزل العزاء؟ ولأن الأيام مرت سريعا، هاتفت شقيقه ((عبد الله))، معزيا•

وفي الوقت ذاته، عاهدت نفسي أن أدعو له كثيرا، بالرحمة والمغفرة وأن يوسع الرحيم الغفور مدخله إلى الجنة• مع مرور الأيام وحتى الأمس، كانت قامتي تتمدد إلى الأعلى، فالشقيقة ((الرياضية))، و((الجزيرة))، ثم ((الرياضي)) أفردت له مساحات ممتازة، وتحدث عنه زملاؤه في الرياضة، الشعر، الثقافة، الفن •• إلخ•

ورثاه زملاء كثر في زواياهم الأسبوعية واليومية، وكذلك عدد من منتديات ((إنترنت))، كما أن ((الرياضية)) أعطت القراء الفرصة لرثاء فقيد عانقهم بقلمه الساحر، النقي•

والكلمة الأخيرة ((النقي))، هي الأبلغ في وصفه من خلال انطباعات كثيرين عايشوا الفقيد، عسى الله أن ينقيه من الذنوب والخطايا• يقول الكثيري في آخر حوار له ((الصحافة أخذت مني صحتي وأعطتني حب الناس))•
جملة بليغة، فالصحافة بالفعل ((تُهلك)) محبيها، ولكن حب الناس جائزة كبيرة في زمن كثر فيه الجاحدون، لذا يا أخ محمد، كثيرون حزنوا على فراقك، وما زالوا يرفعون أكفهم للسماء أن يكتب لك العزيز القدير النجاة من النار•

إذن فيما سلف سيكون مردوده إيجابيا في نفوس أبنائك، وذويك•
وحمدت الله كثيرا، وأنا أقرأ ضمن الأخبار أن الابن ((هشام ـ 16 عاما)) شارك في غسل والده، مما يدلل على صلاح التربية، وأن الابن ـ إن شاء الله ـ تعلم الكثير من مشارب والده الذي أبدع وأجاد في جميع المجالات• فقدنا الأخ أبا هشام في ريعان شبابه (42 عاما)، بسبب أحد أمراض العصر ((تليف الكبد))، وهذا قدره، عسى الله ـ العلي القدير ـ أن يلهم ذويه الصبر والسلوان وأن يمّن على أبنائه وبناته (6) بالهداية والصلاح، الذين من واجبهم الدعاء لوالدهم، وأن يتصدقوا له•

كُتب أن الفقيد غادر الدنيا (((مديونا)))، وقرأت في آخر حوار له ((•• لو أني كنت كذلك لأصبحت من أصحاب الأملاك، وأنت تعرف عن قرب كزميل مدى الفاقة التي مررت بها وضيق ذات اليد))•

وفي هذا المقام، أنوّه ببادرة الأمير نواف بن محمد رئيس اتحاد القوى الذي أعلن في مؤتمر صحافي تخصيص جائزة باسم (((الكثيري)))• وفي الوقت الذي نناشد فيه المسؤولين بوقفة صادقة، نرمي الكرة في مرمى الهلاليين الذين يعرفون جيدا مَن هو الفقيد، وإلى أي مدى كان مخلصا لهم؟

ولا يخفى عليكم جميعا أن مثل هذه المواقف تترك أثرا طيبا في أسرة الفقيد والمجتمع، وتبلور الأهداف السامية للرياضة•

من جانبي أعترف بتقصيري تجاه أخ كبير في تعامله، لطافته، ظرافته، وتواضعه، حتى أنني ذات يوم قلت له ((أخطأت يا أستاذ محمد في كتابة هذه الفقرة))، فرد ((نعم، أنا نادم))•

وهذا تأكيد لمدى احترامه الرأي الآخر، وعدم الحرج في الاعتراف بالخطأ ((كلنا خطاؤون وخير الخطائين التوابون))•

تأخرت كثيرا في كتابة هذا المقال، ولكن ((كل تأخيرة وفيها خيرة))، ولعل الدعاء في هذا اليوم الفضيل (((الجمعة))) أبلغ، وعسى أن يزامن ـ منكم ومني ـ ((ساعة الاستجابة))•


غفر الله لأخينا محمد وأسكنه فسيح جناته، وألهم ذويه الصبر والسلوان• ((إنا لله وإنا إليه راجعون))•

خلف ملفي
[email protected]
   

 


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 06:10 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube