" الــى إخــوتــي المــراهـقـيـن " = ) - نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم

عقد الياسمين · #1 22/04/2010, 03:11 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

2000م

احتفلنا بميلادهما "الخامس" ، لقد كانا طفلين يقطران براءة

..

لم يكن هناك أجمل من ملاطفتهما واللعب معهما .. وأذكر تمامًا كيف كنتُ أحكي لهما
قبل النوم عن آدم عليه السلام .. وفي كل ليلة كنتُ أحكي لهما قصة نبي من أنبياء
الله .. الى أن وصلنا لرسولنا محمد عليه أتم الصلاة والسلام .

كانا ينامان في حضني احيانًا .. واحيانًا أُخرى نلتحفُ نفس الغطاء وننام بِعُمق.
أتذكر تلك التفاصيل بدقتها المتناهية، تمرُ أمامي وكأنها لم تتلاشى.

وذهبا الى المدرسة ، عرجا الى الفصول الدراسية بمتابعةٍ مني .. فلقد كنتُ أُدرسهما
أ – ب – ت .. 1- 2 – 3

و نعبثُ بالألوان الخشبية .. و كثيرا ما كسرناها على كراسات الرسم

..

**

2005م

كان ميلادهما " العاشر " ، عمرٌ أطول .. عقلٌ أكبر ..
وأصبح كل شيء أكثر نضوجًا .. القصص والأحاديث و الهوايات ..

وما أجمل أن أتذكرهما حينما يعودان من المدرسة و يرميان بالحقيبة جانبًا ..
والى جهاز البلاي ستيشن !!

لقد كانت تلك أمتع اللحظات التي نتحلقُ فيها حول الشاشة ونتسابق بالسيارات !
أو نلعب بـ "كراش" و " طرزان "

.. وكأنني معهما في نفس العمر !

ولا أنسى ابدًا لحظات المُتعة عندما "نتصارع" ! بالطبع كُنت أتفوق عليهما .. وأشعر بالإعتزاز الأنثوي لإنتصاري عليهما .

**

2010م

الآن.. عند بلوغهما "الخامسة عشر" لم أعد قادرة على مصارعتهما !

بل لقد أصبحا "أطول مني " و ذوي أجساد ضخمة ، تمامًا كبُنية أخوتي الرجال ..

وبتلك السهولة المُرة انطفأت وهج علاقتنا المتينة.. لم يعودا بحاجة الى اللعب معي
فلديهما أصحابهما وألعابهما التي لا تليق بي و لا تروق لي ..

ولم يعودا بحاجة الى عنياتي بدراستهما ، أو حتى مطالعة السجل المدرسي !

ما أقسى ذلك الشعور .. عندما أراهما قد كبِرا .. كبرا حتى على عطائي الذي كُنت أُباهي به !

كبرا على السنين التي قضيناها سويًا ، بذلك الشغب اللطيف ..

أصبحا أطول مني ، أقوى مني ..

إنني أفتخر بهما .. ولا زلتُ أملك شغفي للعب معهما وللمحادثات الصريحة الشفافة
عن كل أمور حياتنا ..

لا زلتُ هنا يا إخوتي الصغار أُطالع مراهقتكما بترقب الأخت الحائرة .. التي لا تزال
بالقُرب منكما جسدًا وروح

..

وإنني أدعو الله .. أن تكبُرا فعلًا ولا تعودا بحاجة أي أحد ، ولا أي مخلوق .

الى ذلكم الحين .. سأظل بقربكما .

**

أعذروني .. شيء مما أحسستُ به وقلت ربما .. هناك من يفهم هذا الإحساس ..

مودتي ودعائي