غَلّقت الأبواب بشدة ..
فـ تبعثرت الأشياء ..

:

حالة ملل تجتاح جسدي وروحي ..
قلبي معلق ..
قلبي مغلق ..
جسدي مبعثر مابين روح وعقل ..
تناقضاتي أصبحت لا تطاق ..
تفاهاتي صيرتني بعيداً عن حدود ارض الواقع ..
لا أدري اهو قدري أن أضل معلقاً مابين حالة وحالة آخرى ..
سلبت حريتي في بحثي عن حريتي ..
سقطت حين رغبت في الإرتفاع ..
جنحت لأقصى أماكن لا ينبغي أن أذهب اليها ..
عدت وقد فقدت برائتي وعذرية شعور المرة الأولى ..
تم تجريدي من كل قيمي ..
تم الاستيلاء على كل أفكاري ..
وحقي في الإختيار ..
تم فرض قيود وسلاسل وهمية لكنها كبلتني كـ حقيقة ..
جُرجرت في أرض جرداء ..
عُريت من كل ما يسترني ..
نهبوا كل ما املك وما لا أملك ..
سرقوا مني " حق " مقاومتي ..
ولما انتهوا من كل ذلك رموني في أقرب مزبلة خراب ..
زادت ضلمة ليلي و أوحشني سواده الفتاك ..
كرهت أرضي ..
كرهت كل حدودي ..
كرهت كل حروفي وحروفهم ..
كرهت نفسي ..
كرهت دموعي ..
كرهت قدماي ويداي ..
كرهت لهاث روحي المستعر ..
زفرت موتي الآلاف الزفرات المملؤة نتن وعفن ..
:
قررت حينها الهبوط ..
وعدم القيام بـ هكذا صعود ..
لملمت أشلائي المتناثرة في بعض الزوايا المنسية ..
اعتزلت كل شيء لـ سنين ..
لا أكلم أحداً ..
لا اسلم على أحد ..
لا ابتسم لـ أحد ..
مرت الـ سنين ..
وأنا كـ تائه لا يبحث عن شيء ..
يأكل و يشرب ما يبقيه حياً ..
فقط كـ تمثال ينتظر حتفه المنتظر ..
:
اعتزلت أهلي ..
اعتزلت كل من أعرف ..
رضيت بـ السكنى في خرابة بـ حي قديم ..
لم يكن يعرفني أحد ..
لم ادع لأهلي فرصة أن يعثروا علي ..
قاومت الـ سنين العجاف ..
:
وما علمت شيئاً وكنت لا اريد أن أعلم ..
فـ طرق طارقٌ باب خرابتي ..
وما لمحت الا صفعة على ماتبقى من وجه الـ عشرة أعوام ..
و يركلني ..
ويرفس ما تبقى من نحول لـ جسدي ..
يلكم و يلكم و يلكم ..
حتى ثارت فيضانات دمائي ..
وكـأني كنت مستمتعاً ..
وأخيراً جاء خلاصي ..
ونهاية عذاباتي ..
أخيراً ..
حان لي أن أنام نومة أبدية ..
ويفارقني ما غم على نفسي من " تأنيب ضمير " ..
ذلك هو ..
ذات ... تأنيب
إستمرت عشرة أعوام ..
وخلصني منها " لـص " عابر ..

حينها سلموني لـ أهلي ..
جثة تم تعقيمها من حالة " تأنيب ضمير " ..



:
:

إهداء / لـ روح عبدالرحمن ..