المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى المجلس العام
   

منتدى المجلس العام لمناقشة المواضيع العامه التي لا تتعلق بالرياضة

 
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
  #1  
قديم 02/04/2010, 07:39 AM
كاتب مفكر بالمجلس العام
تاريخ التسجيل: 22/11/2005
المكان: في زمنٍ حياديّ
مشاركات: 1,847
مشتاق إليها

"اللهم إني أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وألجأت ظهري إليك، وفوضت أمري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنتُ بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت."

لا أدري كيف أخذني التفكير إلى هذا، كنتُ أصارع الأرق فيصرعني كثيرا، وكنتُ أجاهدُ نفسي فتغلبني وأغلبها، أحاولُ أن أملأ عقلي بذكر الله وبالتفكير بالخير، فيذكرني عقلي بما عملتُ من السوء ويخوفني الله، ولكنني أقول له: إنه عفوٌّ يحبّ العفو، وأتوجّه إليه قائلا: اللهم إنك عفوّ تحب العفو فاعف عني.

ويغالبني الأرقُ ولكنني أغلبه، لا أغلبه بالنوم ولكن بالتفكير بالأمور التي لا تجلب لي الكآبة، فأراني حاكمًا على مدينة وقد جمعتُ بها من أردتُ من الأحبة، نزرعُ الأرض، ونحصد الثمر، ونتغنّى بالقرآن، يعاضد بعضُنا بعضًا، وكلما خفنا شيئا، ذكرنا الله وحده وأحسنا الظنّ، وهو وحده خير الحافظين.

ويغالبني الأرقُ ولكنني أغلبه، فأختار أحبّ الرياضات إلي، كرة القدم، وألعب في المكان الذي أحبهُ، حارس مرمى، أقفز يمينًا وشمالاً، فلا تدخل كرةٌ مرماي أبدًا في هذا التفكير. ولكنني أشعر أن شيئا ما ناقصًا، وأخشى أن يكون هذا هو أكبر همي، وقد استمعت قبل قليل لدعاء علي جابر رحمه الله، يصدح من عام 1406 قائلا: ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا! فأخاف أن قد أوغلتُ وتشبثتُ بما لا يستحق التشبث به..

ويغالبني الأرقُ ولكنني أغلبه بحسن الظنّ بالله، وأتذكر حديث الأنصاري الذي اشتهى الزراعة في الجنة، ثمّ أراني في الجنة، أراني دخلتها برحمة الله، وهناك، ألعب الكرة كأن لم ألعبها في الدنيا، أجد فيها الدعيع، فأتحداه في الجنة، كلنا يقول أنا أفضل منك، ولكنّ أحدَنا لا يحسدُ الآخر، فنلعب معًا، يقف حارسا وأركل الكرة بقدمي اليمنى كما لم يركلها رَجَلٌ في الدنيا، فيتصدى لها كما لم يتصدى حارس مرمى في الدنيا، فأجد له في نفسي إعجابا وحبا، وألحقه بتصفيق يكاد يسمعُه أهل الجنة كلهم، ثم أقف حارسًا فيركلُ الكرة كما لم أستطع أن أركلها قبله، ولكنني أتصدى لها كما لم يستطع أن يتصدى لها... فيعجب لحراستي ويصفق لي، وقد ملأ الله قلوبنا توادًّا لبعضنا. وتمضى ساعاتنا لعبا ولهوًا، كل ساعةٍ هي خير من سابقتها وأحلى...

ثم أمضي في الجنة، فأمرّ بالشعراء جلوسًا في مجالس الشِعر والأدب، في مجالسَ كالتي وصفها أبو العلاء في رسالة الغفران، فأقرأ عليهم شِعرًا لم أقله يومًا في الدنيا، ولو قلتُه في الدنيا لعلوتُ على أبي الطيب، ولنسي الناس شعر لبيد وزهير... وأرى شعراء الخير هنا في الجنة، وأقرأ لهم من شِعري، فأذكرُ الله، وأعظمه فيه، فيكون أجمل ما قيلَ في الشعر أبدًا، ويقول الشعراءُ في تلك المجالس مثله، فلا يشعرُ أحدٌ أن شِعرَ الآخرِ خيرٌ من شِعرِه ولكننا نتغنّى بأشعارنا وبحبنا لله وحده.

ثم أسير في الجنة، فأجدُ إخوة لي، فرقت الحوادث والكلمات بين قلوبنا، وسادت بيننا قطيعة القلوب، يتربصون بي الدوائر ويتتعبون عوراتي، وأفعلُ مثلهم؛ تخاصمنا في الدنيا، ولكننا عندما نلتقي في الجنة، نلتقي وقد نزع الله ما قلوبنا من غلّ، إخوان على سرر متقابلين، نتذكر ما جرى بيننا في الدنيا، فنضحك من حماقاتنا حينها، ولا نحزن أبدا، بل نفرح بما أسبغ الله علينا في هذه الدار، وجه كل واحد منا ناضر، يبعث السرور في قلب الناظر إليه... نقول يومئذ: ربنا لك الحمد أن جعلتنا في دارنا هذه، وأن أزلت الضغينة والبغضاء من قلوبنا.

ثم أسير في الجنة، حتى أجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبّل جبينه وخديه، وأقبّل يديه، وأقبّل قدميه... وأبكي بين يديه من الفرح، هذا خير عباد الله كلهم، هذا الذي دلني على هذه، هذا الذي أحببته في الدنيا أكثر من نفسي وقد ازددت حبا له في الجنة... يا لبياض وجهه، هو أجمل الوجوه قاطبة، وكفه يضعها على رأسي، فكأنني حزتُ الجنة بما فيها... صلى الله عليك وسلم يا حبيبي...

ثم أحاول أن أتخيلني، أجد لذة الجنة كلها بالنظر إلى وجه الله الكريم، فتدمع عيني مرة من الفرح ومرة من الخوف أن تمنعني ذنوبي... ولكنني أغلب هذه الهواجس بحسن الظن بالله... وأدعوه: اللهم ارزقني لذة النظر إلى وجهك الكريم!

أحسن الظنّ به، وأقولُ لن أدخل الجنة بعملي، ولكنني أرجو برحمته أن أدخلها، برحمته ألعب الكرة فيها، وبرحمته ألتقي المصطفى صلى الله عليه وسلم وأقبّله، وبرحمته أنظرُ إلى وجهه الكريم.

.....

ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، أسأل الله أن يدخلني وإياكم الجنة برحمته، وأن يرزقنا لذة النظر إلى وجهه الكريم
اضافة رد مع اقتباس
   

 


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 08:25 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube