أذكر أنني عندما كنت في الصف الثالث متوسط جلس معلم اللغة العربية يحدثنا عن خطورة المزاح "الثقيل" و كيف أن واحد من ربعهم كاد أن يلقى حتفه
عندما أراد زميل أخر أن يخيفه بتوجيه السيارة نحوه ..
كنا في الحصة السابعة .. و كان الجو مهيء لتقبل مثل هذه النصائح الثقيلة على طلاب 99% منهم لا يملكون سيارات..
بمجرد خروجنا من المدرسة و نحن نتجاوز الطريق العام جاء المعلم الناصح مسرعاً بسيارته و توجه بها نحونا
أذكر أنني رفعت صوتي "ساخرًا" بأنه لا ينبغي المزاج بالسيارة ... ليعود في الغد ناقماً علي
..
المعلم و الأب و الأخ و الأم .قدوات في نظر الأطفال تستحق الاقتداء ,فهم ينظرون إليها كصور مثالية ينبغي اتباعها و التأسي بها, خصوصاً المعلم ..
و عندما تتشوه هذه الصورة فلا تسأل عن انتشار النفاق الاجتماعي و الكذب و المراوغة و الفصام النكد بين ما يعتقدم المرء و ما يطبقه ..
فقط لنكن صادقين مع أنفسنا ...و عندها لن نضطر للكذب والمراوغة و تمثل دور الواعظ الكاذب ..
...
سألني ابن أخي الصغير قبل فترة مستنكرًا...
هل تسمع الغناء ؟؟؟؟
و السبب أني اندمجت مع طلال مداح لثواني ...
لم أجد أجمل من القول .. نعم اسمعه .. و لكن ليس باستمرار ..
لأنه سيكبر و سيحفظ لي صدقي مع نفسي و معه ..
و لن يضطر أن يكذب كي يرضي الناس و يسخط ربه ..
و في النهاية يعيش الوهم ...و يتلبس بشخصية غريبة عنه ..
تحية لك ..و لكل معلم صادق ...