أي ولاء يربط هولاء بالتراب ؟! - نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم

marsal · #1 26/03/2010, 04:07 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يجلس دئما عند باب منزله .. يمسك (كاس) الشاهي بيده اليمنى ...يشرب منها احيانا و يمسكها احيانا ..

هذه حياته لا تتبدل و لا تتحول ...
لا شي جديد فيها ..

تسلم عليه يرد السلام و زياده ..
يدعوك للقهوة فتتعذر تدعوه هو للزيارة فيتعذر ..

لا يختلط كثيرا بالناس ...
يصلي أحيانا بالمسجد و احيانا لا تراه ..
يختفي ايام ويعود بعدها بايام .

تقترب منه يكلمك قليلا و يسكت كثيرا و كأنه لا يريدك أن تقترب ..

الناس تنعته بالممل و المنطوي ..
تغتاب فيه كثيرا وهو لا يغتاب بأحد ..
حياته كلها صمت في صمت ..

أقتربت منه ..
وطئدت العلاقه معه ..
فنحن متشابهين بالوحده و الملل في تلك المدينه ..
أصبح يخرج يوميا و يحضر كأسين ..
ينتظرني أحيانا اتيه و احيانا أختفي لا أتي اليها ..

بعد زمن ليس بالبعيد ..
كشف عن مكنون حياته ..

انسان بسيط حملت به امه 9 شهور كما تحمل امهات الامراء و الملوك و باقي أفراد الشعب ..
عند حلول ولادته كاد أن يموت داخل بطن امه و السبب لا يوجد له كرسي بمستشفيات الوطن ..

قرر والده أن يتسلف و يدخله مستشفيات التجار حتى يضمن على الأقل وجود كرسي ينتظره ..
خرج بعد تعب شديد و حمل ديون ثقيله على كاهل والده ...

انتقل في حياته حتى توفي والده و اصبح هو الوالد للاسرة في سن الطفولة ..
توفيت أمه و أصبح هو الاب و الام لتلك العائلة ...

تخرج من ىالثانوية و كادت ان لا تقبله الجامعات ..
لولا لطف الله ثم تدخل أهل الخير ..

كانت المكافاة دخل اضافي للعائلة يوكل منها و يلبس منها و يدخر منها لا تسأل كيف ..
فالحاجة و الفقر تجعل ذالك ممكن ...

بعد عدة سنوات من العطالة الاجبارية حصل على وظيفة ميسورة ..
تعطيه نهاية الشهر راتب ليس بالبسيط وليس بالجيد ..

لديه اخ في عمر المدارس و لديه أخت أرملة في سن الزهور و لديه أخت مريضه ..
تكاليف علاجه تصل الى الاف الريالات شهريا ..
يشتري حبة اجبارية لازمة قيمته 30 ريال ...
يوكل منها مرتين باليوم ...
مستشفيات الدولة لا توفره و أحيانا لا توفر الاطباء المختصين بها ..

سيارته كما هي لم يغيره من قديم الزمان توصله الى الامور الضرورية التي لا يمكن النقاش و الحياء ماذا يركب و كيف ينظر له الناس..
يذهب بها عندما تشتد الظروف و يقل المعين ..

دوامه متعب نوعا ما لكنه متمسك به جيدا و عاض عليه بالنواذج لانه امل الحياه بعد الله ..
صحا ذات يوم كعادته مبكرا قبل المدير و قبل الوزير و اتجه لدوامه ..
جلس و عمل و انهى بعض الاعمال حتى وصل المدير في وقت الظهيرة ..

ناده اعطاه ورقة مكتوب فيها اخلاء طرف و انهاء عمل ..
كيف ..لماذا .. ظلم .. عدوان ..واسطة .. محسوبية ..جميعها الكلمات تلك قاله دون فائدة ..
اتجه الى الوزير اعترض توسل شكى بكى .. لا فائدة ..
اتجه الى ديوان المظالم قدم أحتج عارض ادعى ... لا فائدة رفضت الشكوى ..

رجع هايم لمن يتجه و كيف يتجه وبمن يعين و بمن يستعين ..

انتهت حكايته ...

ورجع الى درج بيته يظهر كل ليلة يحمل أبريق الشاهي و يشرب أحيانا منه و يمسك بالكاس أحيانا أخرى .

يتكلم قليلا و يفكر كثيرا ..
لا تدري ماذا يدور بخلده ؟؟و لا تدري ماذا يذخر للمستقبل ..؟؟

أي ولاء يربطه بهذا التراب ..؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ما يهمه التراب ان كان غالي او رخيص ..؟؟؟؟؟؟؟

انتصر الحوثيين على القوات السعودية ام انتصرت القوات السعودية على الحوثيين فماذا يستفيد ..؟؟

هاجمت بعض القنوات اللعينه على الوطن ام لم تهجم فماذا سيهمه ..؟؟

انهت ايران تخصيب اليورانيوم ام لم تنهتي فكلها سواء ..

فجر الخوارج ممتلكات الوطن ام لم يفجروها كلهاء على قلبه سواء ..

الوطن كله بنفطه وشركاته و شعبه و قادته و ترابه و صخوره و جباله لا تقدم معه شيئا و لا توخر ..

سوء سلموا ام لم يسلموا ..

اعتدي عليهم ام لم يعتدى عليهم .

ضاعوا شباب الوطن وفتياته ام لم يضيعوا فلن يفرق معه شيئا ..

الذل و الفقر كسر كل الروابط الحميمية مع الوطن ..

أصبح العداء و العدوانية سهمه القاتل ..

هنا .......
لا نستغرب ...
ان شاهدنا بأعا للمخدرات ..
او شاهدنا مروج للرذيلة ..
او شاهدنا متهجم و سارق على ممتلكات الوطن ..

هنا يجب التفكير .....
كيف نحمي الوطن .......!!!

فالديموقراطية لا توخر و لا تقدم معه شي و لن يلتفت لها ..

و الليبراليه لن توقف عدوانيته و لن تبردها ...

و الانسانية لن تشفع لها ان يهداء و يصبر ...

كل المسميات لن تفرق معه ...
فالروابط كسرت و لا يمكن اصلاحها ..

الا رابط واحد ...

الا.........الاسلااااااااام ...

الاسلااااااااااام هو من يجعله يسكن ويهداء ...
الاسلام هو من يشعره أنه مبتلى و يجب أن يصبر ...
الاسلام هو من يحسسه بأهمية تراب الوطن و التضحية من أجله ..
الاسلام هو من يحببه بأخيه المسلم ...
الاسلام هو من يجعله يطيع ولي أمره في السراء و الضراء ...
الاسلام هو من يجعله يخاف على شباب الامة ...
الاسلام هو من يجعله يدافع عن قيمة الوطن و مقتدراته ...

الاسلام هو حل الامة ...
تطبيق شراع الله و تعليم الفرد معنى أن يكون مسلم حقا هو من ينقذ السفينة ..

فحالة الفقير المذل المهان الجاع لن تصبره على كف اليد وكف الاذاء الا كلمة الاسلام و الجنة و النار ..

كل المبادئ سوف تنهار و تصغر في عينه الا مبدئ الاسلام ..

ان لم نشبع عقول فلذات الامة بأنه مسلم موحد يطبق شريعة الله كما نزلت على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم دون استهتار و سخرية و تبديل و تلفيق فسوف تنهار الدولة أجلا ام عاجلا ..

سوف نسقط شئنا أم ابينا ..
سوف تكون الظروف قاهرة للقلوب و محرضه على الانتهاك

وسوف نصبح يوما من الايام ماضي ندرسه لاحفادنا ..
سوف ننضم الى العثمانية و الفاطمية و القومية ..
سوف يدرس أحفادنا متى تأسسنا و متى سقطنا ...

هذا هو السطر الذي لن يختلف عليه أما دولة يكون الفرد مدافع و محب و ناصح و مطيع في الباساء و الضراء ..وهنا الناجح و الاستمرار ..
او دولة يكون الفرد مدافع و مطيع عندما يوخذ مقابل و عندما يكثر المال بيده و متخاذل متمرد عندما تشتد الظروف ....
وهنا السقوط الحتمي الذي أن لم نراه سوف يراه أبنانا ...