روح رسولية وبكاء لا يسمع ..!!
يقدم ذاته للوسط الرياضي على أنه يحمل روحا ً رسولية , تواقة لمحو الخطيئة من على الأرض , يسعى في أروقة الحرف و بين يديه وصايا الأنبياء و مأثر الصالحين لتحذير أبناء أدم من حبائل أبليس و مغبات الذنوب , و ليس علينا أن نفتش في أقبية روحه عن مصداقية مظهريته التي يقدمها لنا بإطار ٍ من الورع و الشفقة علينا , و لكن هذا الظن الحسن لا يمنعنا من قراءة السيرة , و الوقوف في بعض محطاتها لعقد مقارنات و مقاربات , قد تفتح مسارات المناصحة المتبادلة , و هي هدف إنساني رفيع و خلق إسلامي مضيء , خصوصا ً و أن الإنسان قد يسبر أغوار الأخر و لكنه لا يرى ذاته لأن نصفها موارب خلف ظهره ..
للمرة الثانية تقلق روحه الرسولية من أفعالنا , فيبادر للركوع عند ركب العلماء كما يقول , ليأتينا بالنذور الرداعة وفي عينه دمعة خشية علينا ( أو هكذا قال ) ليحدثنا عن تسييج عقديتنا بالأحراز من دقيقة الصمت , التي لم نقفها وقفة مُعتقد , و لكنها مرت في سياق تنظيمي عالمي , كمن يركب طائرة أجنبية , تقدم فيها الخمور لمن لا يحرمها دينه , بينما قد يكون المسلم يناجي ربه و يسأله السلامه , و قد يكون في رحلة روحانية مع محكم تنزيله , و مع ذلك فنحن لا نقر ما حدث , و إن كنا نعرف أن من بيده الأمر لو علم بالأمر لفر منه ..
و لكن من باب المناصحة و المقاربات و المقارنات , بودنا أن نسأل صاحب الروح الرسولية المعذبة بأفعالنا ( إن صح لنا ذلك ) لأننا عامة تسير في ظلنا خطاينا التي نهرب منها بالإستغفار و الندم و التوبة , هل تسمع بكاء ضميرك اليقظ على الأخر , و هو يبكي من مكان ٍ قصي في الجانب الخلفي الموراب , هل تسمع نشيجه و قلقه من خطايا لم تعذب روحك الرسولية , نحن لا نتهم روحك أنها تسحتل الخطايا , معاذ الله أن نخونك و أنت ترفع مؤشرات النقاء صبح مساء , و لكننا نحسن الظن و نقول أن نقائك الرسولي لا يرى ما في الظل ..
يبدو أنك لا تسمع بكاء ضميرك اليقظ , و من باب الحرص عليك و رغبة في مساعدتك في تطهير ذاتك نقول لك , ضميرك يبكي بحرقة لأنه يشعر بتأنيب رحلات القيان في مساءات الأعراس وهن يغنن في الطرقات و سائق ( الجمس ) مأخوذ بنشوة الطرب و يردد ( ألعبن .. عاشن ) حتى أنه يكاد يظل الطريق من الإغراق بالإندماج في الشجن , قد يكون هذا من المختلف فيه بين المذاهب , فلا تشغل روحك الرسولية به , و هدهد ضميرك اليقظ المتحفز , بخلاف المذاهب حول هذا الأمر , و لكن هذا ليس كل شيء فضميرك يبكي إسكاته و غمره في مياه الميول عن جلبة سباق المترنحين بين السماء و الأرض في الليلة الطاشقندية الشهيرة , بل إنه يتعذب لأنه غيب عن مشهد مطاردة المضيفة في الطائرة العائدة , و في ذات العلاقة الطائشة , ضميرك يتفطر أو باللهجة العامية ( يتعفج ) و أنت تهرب من نحيبه تحت حجة تغليب فضيلة الستر على وجوب إنكار المنكر , فلو تبنيت موقفا ً منحازا ً لروحك الرسولية من موقعك الإعلامي آن ذاك , لما ذاب الملح في الماء الهادر من الأماكن العالية ..
دعنا من خطايا الأخرين و التي ألتزمت فيها الصمت , بل ضللت و غمرت و تسترت بالرغم من كونها عبارة عن دهور طويلة مقارنة بدقيقة الصمت العابرة , التي أفزعتك و هرولت بك لشيخك غفر الله لك و له , و لكن ماذا يا صاحب الروح الرسولية عن ( لعوته و اللقب و الحدوتة ) , و التي أتضح بعد وقت قريب من إعتلائك المنابر لتمارس فيها التخوين لكل من قال ( أنها حدوتة بيع و شراء و قد تندرج من مسارب تدليس أبليس ) , إلا تسمع بكاء ضميرك , إن كنت لا تسمعه فإنه صم أذاننا و من باب المناصحة نقول لك أرح ظميرك بالتطهر حتى و لو كان تطهرا ً خفيا ً , أما عن دقيقة الصمت التي أخذتها للمنابر , فنحن نثمن لك خشية روحك المشفقة علينا , و نبرأ منها لأنك تعرف قبل غيرك , أنها جاءت في سياق لا يدل على معتقد و لا يؤشر لتبني , و لا يمثل خطيئة ذهبنا إليها بفعل الرغبة و الهوى , أو تسترنا عليها لمخاتلة الملامة أو مواربة ذنب أو أنحناء لميل أو مراعاة لأخر على سبيل معتقدنا الراسخ ..
هل وصلك صوت ضميرك .؟هل نقلناه لك بأمانة مشفقة , تعلمناه من منهجك الرسولي تجاه زلاتنا .؟ هل نلنا براءة المناصحة .؟ , إن كان هذا حدث فالحمد لله , و عليك و على شيخك و روحك الرسولية السلام .
-------------------------
والله مقال قوي وألجم خلف ملفي .. الدين أنزه بألف مره من ان ندخله بمهاترات عشان كرة قدم واذا صار لمصلحتي قلت الستر زين وان كان ضدي قلت انكار المنكر !!