26/02/2010, 10:19 PM
|
| نائب رئيس تحرير مجلة كيكر | | تاريخ التسجيل: 05/10/2008
مشاركات: 3
| |
|
زعيم آسيا .. حنين الذكريات
زعيم آسيا .. وحنين الذكريات
حاولت قدر استطاعتي أن أخفي ابتسامة كانت تصارع للوثوب من بين شفتي وأنا أشاهد الأربعاء الماضي ذلك المزيج الفريد من جمال كرة القدم .. وأناقتها.. وقمة احترافيتها .. و(نزاهتها) .. كل ذلك كان في ليلة خميس أبى من خلالها بنو هلال أن يكتمل فريقهم بدراً في الرس والرياض وجدة والأحساء وبقية مدن وطننا فقط .. بل أكملوها في الدوحة.
اسمك عنوان الرعب
على الرغم من رباطة الجأش التي حاول إخواننا القطريين إيهامنا بتوفرها لديهم، وأنهم مستعدون لفصل الخطاب حول الفريق المستحق للقب الزعيم الحقيقي - في نظرهم - إلا أن لسان حال الجميع - من خلال الإعلام القطري وآراء الجماهير بمختلف ميولهم الرياضية - يقول: (الله يعديها على خير)، وقد حدث ما توقعوه، وكان خيراً على الهلال الزعيم القاري، وللسد الحبيب خالص الاحترام والتقدير .. ولكن الزعيم واحد .. إنه الهلال.
من الذي دمر السد؟
لو قدر لأحد غير متابع للدوري السعودي ولا يعرف عن الهلال شيئاً ورأى مباراة البارحة، لظن أنه يتابع فريقاً أوروبياً، وحينما أصف الهلال بالأوروبية فليست مبالغة في تمجيده أو تشبيه مستواه بالفرق الأوروبية؛ فالفرق مازال شاسعاً والمنطق هنا هو الحكم، ولكنني أعني بأوروبيته انضباطه التكتيكي وتفاعله مع مجريات المباراة حسب ما تتطلبه الظروف؛ فكان الفريق ككل يهاجم متى أحس بمناسبة الهجوم، ويدافع متى علم حاجته إلى الدفاع، وكان تارة يغزو من العمق كما فعل الزوري ونيفيز والعابد ورادوي، ويغزو تارات من الأطراف كما فعل لي بيو وويلهامسون من الجهة اليمنى، والزوري والشلهوب والعابد من الجهة اليسرى، مع إقفال شديد البأس من الجنرال العزيز خالد.
البلجيكي المحنك يكسب
بدأ الموسم بامتعاض بعض اللاعبين من التمارين الصباحية، وقدموا معاريض احتجاجهم المعتادة، والتي تتلخص في عدم ملاءمة الجو الصحراوي لمتطلبات الأشيب البلجيكي، ولكنهم مع الوقت - أو بالأصح - مع التغير الإيجابي في حياتهم وفي عملهم - كلاعبين - وجدوا فروقات هائلة بين ما كانوا فيه وما أصبحوا عليه، كما لاحظ النقاد الرياضيين والجماهير الزرقاء ذلك واضحاً من خلال أداء متوازن للفرقاطة الزرقاء منذ الدقيقة الأولى وحتى الأخيرة، وتذكروا معي مباريات الهلال ضد الاتحاد في الدوري، وضد النصر في الكأس، وضد الأهلي في نهائي الكأس، وضد السد مؤخراً في أبطال آسيا) لتعلموا أن الفرق المواجهة للزعيم تُستهلك طاقاتها أمامه قبل نهاية المباراة بوقت طويل، ويعود ذلك للفارق اللياقي الهائل بين الهلال وخصومه - متى كان في يومه بالطبع – فيتغير أداء المنافسين ويظل الهلال واقفاً بثبات ينبئ بملامح المرحلة المقبلة من هلال جيريتس.
كوزمين .. ذكراك في القلب
اختلطت مشاعر الحزن والفرح على محيا ذلك الروماني النبيل، فبين حزن على خسارة فريقه الحالي السد كمدرب محترف، وبين فرحته بانتصار أبناء الأمس وتطورهم، رأينا نظراته الحانية التي كان يسترقها بين الفينة والأخرى للاعبي الهلال داخل الملعب وخارجه، وشاهدنا عناقه الحار لرفقاء الماضي القريب، وكأنه مهاجر اشتم رائحة أهله من جديد، ولكن ما فاجأ كوزمين قبل السد أن هلاله القديم لم يحضر للدوحة؛ ذلك الحصن المتترس غير القابل للفك على حساب هجومه وأهدافه، بل أقبل على عاصمة قطر فريق يختلف في كل شيء إلا الشعار؛ فغدا منظومة متكاملة، تجمع ما بين هجوم ضارب ودفاع حديدي لا قبل لأي سد كان بالوقوف أمامه، فكان أن أراح الهلال خصمه بثلاثية أكدت أنه عودة عاشق آسيا بحلته الرسمية التي خطب ود قارته بها أيام الزمان الجميل (الهجوم ولا غيره).
ياسر .. صحيت جمرة شوق
آه على كل كلمة كتبتها انتقدك فيها، وآه على كل عبارة أطلقتها أعاتبك بها، ولكنك كهلالك (تريد البعد حبة حتى تزداد المحبة)، ولكن عزائي وعزاء كل من انتقدك أننا نريدك أن تكون كما كنت وكما أنت .. ذلك الفارس المخيف، الملثم الذي يترك لوحده في مقدمة الجيش ليعيث في فلول خصومه فسادا، وبمجرد أن عاد شيء من بريقك المختبئ من خلال بطولة ولي العهد مروراً بمباراة السد، عادت القلوب لتهتف مدوية:
(يقولون لو سلَّيت قلبك لارعوى .. فقلت: وهل للعاشقين قلوب؟)
ادعموا عزيز قوم (عاد)
عزيز .. لو يعلم مقدار (معزته) في قلوب الهلاليين لن يعود لاستهتاره السابق، أصدقكم القول إنه من خلال متابعتي الفنية للاعبي المحور الدفاعي في المملكة منذ أن بدأت عيناي تدرك الغث من السمين، لم أشاهد لاعباً بمواصفات خالد عزيز؛ فهو أفضل محور من عدة نواحي، فبنيته الجسمانية تفوق بنية محمد نور، وخبثه الكروي في فهم طريقة لعب الخصوم يفوق خميس العويران، ومن شاهده خلال المباراة السد الأخيرة رأى لاعب المحور المتكامل، وحتى جانب التمرير العرضي القصير والطولي كان عزيز خلاله مبهراً، لدرجة أني لم أعلم خلال فترات طويلة من المباراة هل رادوي موجود أو لا على المعشب القطري..
ورسالتي لعزيز .. واصل كما أنت .. فالهلاليون لا يشجعون .. بل يعشقون .. وكم أنت محظوظ إذا عشقك الهلاليون .. فلا تبادل عشقهم صدوداً يا عزيز قلوبهم ..
لم تنته رحلة الإبداع بعد
إلى المسافرين على متن رحلة الجمال الزرقاء، لم تنتهِ الرحلة بعد، فلازال للخيال بقية، ولازال للإمتاع عناوين، ولازال للمداد قطرات تأبى أن تسكب على ورق ليس فيه اسم الهلال، إليكم جميعاً أقول: لم ينتهِ الأمر بعد، فدور المجموعات لازال في بدايته، وليس من عادة الهلال مهما كان مستواه أن يعاني في المجموعات، ولذلك فإن المنتظر من إدارة الفريق الفنية والإدارية التأكيد على لاعبي الفريق بأن يعطوا كل مباراة حقها، وكل فريق حجمه، فانتصار الهلال على السد - بعد توفيق الله - كان بقراءة الخصم وتقديره، ولا أدل على ذلك من الهزيمة المذلة لبطل الدوري الإماراتي الأهلي وبرباعية من مكمل المجموعة مس كرمان الإيراني الذي يصارع الهبوط في دوري بلاده، ولست هنا أدعو إلى التخوف، ولكني أدعو إلى التعقل والمنطقية، حتى تكتسي القارة بذلك الوميض الأزرق كما اكتست به شبه الجزيرة العربية.
دامت زرقتكم .. ودام هلالكم راسماً للبسمات على شفاهكم
عبدالله الباتلي - قلم أزرق |
RoMa 
الوضع العادي
