بسم الله الرحمن الرحيم ..


.
.
.

: إفاقة صباح :
دون الـ خروج من بيتك , يمكنك أن تعرف كل شيء على وجه الأرض . دون النظر خارج نافذتك , يمكن أن تعرف جو السماء سترى كل الاشياء دون النظر إليها ..
:
:
يراني المحيطون بي ..
ودوما يسألوني اين يذهب بي تفكيري حين أجلس معهم ..
كنت أعتقد أنني مصاب بـ داء او خلل نفسي من نوع لا اعرفه ..
دوماً أنظر للأشياء بـ منظار آخر ..
حتى وجدت بعد حين من الزمن إجابات أسئلتي ..
أعلم أن ما كان يثيرهم أنه في صغري حين كنت في العاشرة من عمري..
تلبسني جنية إسمها " ..... " ..
وخرجت بعد جلسات متواصلة وعميقة ومتعبة..
أرهقتني حتى لم تبقي لي من صوتي شيء يذكر ..
فلم يعد يثيرني شيء ..
لأعلق عليه او أبدي جملاً تدل على قبولي او رفضي للأمر ..
حين طال صمتي ذهب بي خالي رحمة الله عليه ..
الى طبيب نفسي متخصص للأطفال ..
فـ هدأ من روعه وذكر أنني طبيعي ..
لا أعلم فأنا وقد تجاوزت الـ ثلاثين بسنين قليلة ..
مازلت أرى أن كل ما حدث هو مقدر ومكتوب من رب الجلالة ..
ولـ علي أرآه من منظار مختلف ..
فـ حين لم أحض بـ طفولة عادية وشقية كـ أي طفل ..
لـ ربما كان في الأمر حكمة ..
فـ كل ما مررت به من تعب وتلبس وصمت طويل جداً ..
لعله أكسبني مفردة أستطيع كتابتها ..
لعله أكسبني قدرة تأمل تثيرني بـ أسئلة تزيد من نطاق البحث عن معرفة .. ولعلي ابوح بـ سر لا يعرفه الكثير حول التأمل ..
فهي قدرة مكونة ناجحة للـ شخصية والتقدير ..
وهي التعبير الكامل عن النضال وليس النتيجة ..
وستكون ناجحاً في التأمل اذا عملت بـ جد و ضمير لتحقيق ذلك ..
مع التأمل وأكثر تستطيع أن تكون ما ترغب وتتمنى ..
ولعل أكثر ما يحبط الغالبية من الافراد ..
هو اتباع الأكثرية في توجههم فـ يؤدي ذلك الى الجمود العقلي ..
فـ التكاسل الذهنيِ فهو عامل يمنع أغلبية الناس عن التأمل ..
وبسبب التكاسل الذهني ..
يقوم الناس بـ أعمالهم بـ الطريقة التي تعوّدوا أن يروها دائمًا دون تغيير.. ولإعطاء مثال من خضم حياتنا اليومية..
فـ تأملوا ربات البيوت حين ينظفن بيوتهن بنفس الطريقة التي شاهدن والداتهن يقمن بها ..
وأكثر ما يضر في عدم التأمل مقولة " كثرة التأمل مضرّة ! " ..
كما يظن معظم الناس أن بإمكانهم التملص من مختلف المسؤوليات عبر تفادي التأمل وتشغيل ذهنهم بقضايا معينة ..
وهم يحسبون أنهم إن فعلوا ذلك فسوف ينجحون بإبعاد أنفسهم عن كثير من الموضوعات..
فـ واحدة من الطرق التي تخدع الناس تكمن في افتراضهم أن بإمكانهم التهرب من مسؤولياتهم تجاه ربهم عبر عدم التأمل ..
كما يتحجج البعض بعدم التأمل بسبب الانجراف في تيار الحياة اليومية ..
وأخيرا ..
فإن غالبية الناس يقضون حياتهم كلها في" عجلة "..
فـ عندما يصلون الى سن معينة ..
يتوجب عليهم العمل والاعتناء بـ أنفسهم وبـ أسرهم ..
ويسمون ما يفعلونه" كفاحاً من أجل الحياة " ..
ويشكون من عدم وجود وقت لديهم ليفعلوا أي شيء إذ عليهم أن يندفعوا في سبيل كفاحهم هذا ..
وفي غمرة " ضيق الوقت " يصبح التأمل من الأشياء التي لا يمكنهم تخصيص أي وقت لها..
ولذلك فإنهم ينجرفون الى أي مكان يسحبهم اليه تيار الحياة اليومية..
وبطريقة العيش هذه يفقدون الإحساس بالأمور التي تجري ..
:
تأملوا ..
تفكروا ..
حين تمارسون التأمل لـ فترة من الزمن ..
سوف تضهر لكم ملهيات جديدة ..
وليس لدي فكرة عما ستكون طبيعة تلك الملهيات ..
ولكن يمكنكم التحقق منها طبقاً لـ علمكم أن حدسكم – أنفسكم – سـ تكون أكثر أهمية , عما كان عليه من قبل ..
:
:
: إغفاءة مساء :
المحب الحقيقي للـ معرفة هو الذي يناضل دائما بعد أن يدرك ذاته..
.
.
.