السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ..

هذه الأيام أو السنون القلائل خرج إلينا أناس كثر من بني جلدتنا بمطالبات غريبة لا نكاد أن نسمع بها في ما مضى ألا ما ندر , مطالبات زادت يوم بعد يوم وأعتقد الكثير منا بأنها مجرد أفكار ومشاريع إصلاحية لا أكثر .

بعد أن وعى أغلبنا ونظر إلى متطلباتهم وجلس يتمحص بها يكتشف بأن الذي يلقنه فكره ما إنما ليس على نهجه وإنما على أمر آخر. فيتجرأ ويسأل صاحب الفكرة ( أنت شكلك تمشي على تيار الليبراليين ؟ )
فتجد الإجابة بسرعة البرق ( لا ) مصحوبة بخوف لاذع وإنكار .

للأسف الآن وبدون أن نسأل , يخرج ( فلان وعلان ) وبملأ جوفه يصرخ ( أنا ليبرالي – أنا علماني – أنا ديمقراطي ) . فشتان بين الأمس و اليوم . فما الذي تغير ؟

أولاً دعوني أفسر لكم على ماذا تهدف هذه التيارات وباختصار شديد جداً ( وبدون لف ودوران ) !!

• التيار الليبرالي : إلغاء مبدأ العبودية والتبعية والسير على فكرك وما تمليه رغبتك وشهوتك .
• التيار العلماني : يتبع نفس التيار الليبرالي لكنه أشد صراحة ويطالب بفصل الدين عن الدولة .
• التيار الديمقراطي : حرية الرأي ليس بالقول فقط إنما بالفعل وإن كان ينافي الشريعة أو الدستور .

إذاً استنتاجنا في ذلك كله أن جميع هذهِ التيارات إنما عملات لوجه واحد , ومن منظور شرعي , فأن جل من يتبع تلك التيارات فأنه على باطل لمنافاتها للعقيدة , وإن زُين لكم بجمال الإبحار في عقلك وبذر محصود فكرك . فأي أمر إذ بني على باطل فهو باطل لا محالة .

والغريب في الأمر أن أكثر شُباننا وشَاباتنا أخذ أمر الانحياز لهذه التيارات على أساس الفرقة . وكلن له جهة كما هو حال ( كرة القدم ) إذ يكون له ميول فقط . إذاً الأمر أخذ من مبدأ التسلية . والخشية في ذلك كله تصعد الأمور لأبعد ما هي عليه .

هنالك أمر آخر أشد غربة وهو المناداة بأحد هذه التيارات ومع ذلك يقسم أيمانً بأنه مسلم ويخاف رب العزة !!
وأنه يقوم بواجباته الدينية على أكمل وجه ( نعم ذلك صحيح وغير صحيح ) !!

فأن كان يجهل ما يقوم عليه مبدأ تيارهِ وهدفه وأن هذا الشخص أستعمل تيارهِ كحال أفرقة كرة القدم فهو
( صحيح ) ولكن لا نقلل من تبعية منهجه الساذجة ووجب علينا إنكاره ومعاقبته شرعاً إلى أن يعتدل .

الطرف النقيض وهو الذي ينادي بالإسلام ويتبع أحد هذهِ التيارات ( ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه واحد ) ,
وهو الطرف الذي وجب محاربته والذي قاب قوسين أن يلحد هذا إذ لم يلحد أساساً فلزم حكم الردة عليه .

الله عز وجل يقول لنبيه عليه الصلاة والسلام : ( أم حسبَ الذين في قلوبهم مرضٌ أن لن يخرجَ اللهُ أضغانهم (29) و لو نشاءُ لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم و لتعرفنهم في لحنِ القولِ و اللهُ يعلمُ أعمالكم ) سورة محمد .

وهذه الآيات تدل كذلك على من بقلبه مرض كحال المنافقين الذي هم بالأساس يحاولون أن يطفئوا نور الله وما هم بقادرين ويلمزني عقلي بأن هناك تشابه وتشابه كبير جداً بين المنافق والمدعيين بالإصلاح أمثال الليبراليين وغيرهم .

يجب أن تعلم أخي وأختي المسلمة أن هؤلاء الفئة من الشرذمة لو أعطوا خيار الهجرة إلى بلدان الغرب
لولوا إليه وهم يجمحون . إنما سبب بقائهم بجانبنا إنما هو الانتماء العرفي و الوطني .
وأن حلفوا بالله إيمانً مغلظة بأنهم منا ومعنا . يقول الله عز وجل ( وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ ) .


أخيراً الكلام في ذلك يطول , فالرجاء عدم التهاون مع هذهِ المعتقدات ووجب الرد عليها وترك المجاملات معهم
وتذكيرهم بعظمة الله سبحانه وتعالى وترك عنهم الشبهات والانحياز الفكري الخاطئ وعدم الاستسلام للنفس الأمارة للسوء ووسواس الشيطان والقرين و إعطائهم جرعة إيمانية قوية .

همسه لكل منحاز لأحد التيارات الفكرية ( تأمل في نفسك وأترك قلبك لا عقلك بأن يقر بمصداقية المنهج ) .



أخوكم عمر الخالدي ( أفالون ) .

فعلاً هذا ما حاولة أن أبينه للعامة .. حيث مثل ما تفضلت وقلة ( أغلقة مزكرشة ) .!!

الأهداف التي ذكرتها سلفاً لم تك هي الأهداف التي يتغنون بها إنما كانت أبعد من ذلك بأسلوب ( مزكرش ) يجذب الأطراف الضعيفه دينياً ..

وللأسف نراهم يتكاثرون ولا نستطيع إيقافهم بسبب الحجج المزيفه التي ملأت أدمغتهم ..

نسأل الله لهم الهدايه و لجميع المسلمين ..


شاكر لك تعقيبك الجميل ..

تحيآتي لك

عمر الخالدي ( أفالون ) .