.
. هذه تجربتي الأولى في المقالات الإجتماعيّة , لبّيت فيها طلبات واقتراحات مجموعة من الأعضاء الذين طلبوا منّي أن أخوض في هذا المجال .. فسامحوني على التقصير فأنا لم أعتد أن أجعل نفسي
بين الأمور الإجتماعية ؛ ولكن طلباتهم أوامر
.. اللهم لآ سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً الأسرة :
طوبى للأسرة التي يجتمع أفرادها حول المائدة في مودتة وهدوء وتلاطف وحنان ,
فليحمدوا الله !
ليس على طعام يومهم فحسب , بل كذلك على اللحظة البهيجة التي تجمع القلوب المتعاطفة المتراحمة , ولا يقدّر هذه اللقاءات السعيدة إلا من ذاق مرارة العزلة و الوحدة .
طوبى للأسرة التي تنشر الدفء و الرحمة بين أفرادها , سيزيدها الله من لطفه و كرمه ..
وطوبى لمن يسعون لتوثيق صلات الرحم , ويخففون من آثار الخلافات و الأنانيات , وينشرون عبير البهجة و السرور .. وكان الله في عون من يعود إلى بيته فيجده فارغاً بارداً كئيباً مهجوراً (
فراغ الروح و فراغ الجسد ..
برود الروح وبرود الجسد ..
كآبة الروح وكأبة الجسد ..
هجران الروح و هجران الجسد ) ..
عجباً .. كثير ما نبتسم للزآئر و الغريب ونلقاه بعبارات الترحيب , ونوجه الكلمات الجافّة لمن يعيش معنا دائماً , ونعد العبارات القاسية لمن يؤنس وحدتنا .. إنه لبيت تعيس إذا كان اجتماع الليل لآ يعالج جروح النهار بين أفراد الأسرة الواحدة .!!
إلى الزوج :
اعتبر نفسك ضيفاً في منزلك ولتنطق بعبارة الرفض - إن كان لها مايبرّرُها -
" لا
" ,
" غير موافق
" ,
" أرفض
" بنغمةٍ هادئة .. قديكون من المريح لنا أن نحاول أن نخفيَ مزاجنا المتعكّر أو العدواني ؛ بسبب مواقف الحياة المتداعية وراء ابتسامةٍ أو نكتةٍ ...الخ .
ولنتجنب كذلك السكوت المريب ولنقل شيئاً جديداً قد يلطّف الجو , ويخفّف ثورة الأعصاب .. سيأتي يومٌ تسكت فيه الموسيقى و تنتهي فيه حفلة الضيافة و التسلية .. ولكن إلى ذلكم الحين فلنجعل حياتنا جنّة ولنعش حياة الأصدقاء و الأحباب ..
إلى الزوجة :
طوبى للزوجة التي تجعل حياتها الأسريّة عنواناً لحبّها , وتترجم بيدها إخلاصها و تفانيها للأسرةِ كلَّ يوم .
بورك في الزوجة التي تطعم ضيوف زوجها , وترحّبُ بالجار و الصديق و تدلل بكرم أخلاقها على حبّها لزوجها
وحبها لما يرفع رأسه بين أقرانه , وكذلك حبّها لبني الإنسان ..
بورك للزوجة التي تنعش القلوب المتعَبة , و تهدئ النفوس الثائرة , وتطعم البطون طعآماً لذيذاً
وتجعل المنزل مكاناً مريحاً ..
طوبى للزوجة التي تبعد الشكوك و المخاوف , وتطهر البيت من القلق و المتاعب , وتخدم أفراد أسرتها بإبتسامة
وحنان .. بورك فيها ألف مرّة , ولها أحسن الجزآء وأعمق الحب و الرضى ..
تسآؤلات امرأة !! :
فلتسمح لي أخواتي الزعيمات بأن أتحدّث بلسانهنّ هذه المرة فقد حصلت حادثةٌ لأحد قريباتي مع زوجها فكتبت هذه
بلسانها و لسان كل امرأة إلى زوجها وإلى كل زوج !!
فتقول المرأة :
أنت تطلب قلب امرأة .. أغلى شئ تملكه المرأة , إنك لست طفلاً تريد لعبةً تتسلّى بها .. دعني أسألك :
تريد أن يكون عشاؤك ساخنا ؟ وقميصك نظيفاً ؟ وبيتك مرتّباً أنيقاً ؟ فهل مودتك صادقةً وقلبك مخلصاً وفيّا ؟
تريد في البيت طباخةً و خيّاطة , أمّاً و مربّية و زوجة و أنا لا أمانع !! غير أني أريد رجلاً يعاملني كزوجة يفيض عليّ من مشاعر الحب و الوفاء .. وأريد رجلاً قادراً على أن يدير هذه المملكة التي نسميها "
الأسرة " ..
يديرها بفكره , يديرها بقلبه , يديرها بمشاعره , يديرها بقوته , يديرها بغيرته .. بإختصار "
يديرها برجولته " !
أنا الآن في عهد ريعان الشباب حسناء منتعشة مثل زهرة الربيع ؛ ولكن لون الورد سيغيب يوماً عن خدّي فهل ستحبني عندئذ في خريفِ عمري كما أحببتني في ربيع العمر ؟!!
هل أمواج بحرك يا زوجي هادئةٌ يمكنني أن أبحر مركبي على متنها ؟!!
إن المرأة عندما تتزوّج تكون ليلة عرسها باب إلى الجنّة أو إلى الجحيم فلا أطلب منكَ إلا أن تكون وفيّاً شهماً صادقاً في حبّك , وسأكرس حياتي لإسعادك , فإذا كنت غير قادر على ذلك غير واثق من نفسك فمن الأفضل لك أن تؤجر "
خادمةً " , لأن قلب الزوجة وحبّها لا يمكن أن يشترى بثمن ..!