نسخت الرابط وتوجهت بعيني وعقلي نحو ذاك المقطع ، ومن بعد المشاهدة تأكدت من صحة موقف صاحبي وخسرت جولة النقاش معه ، لكني كسبت معلومةً جديدة مفيدةً لي .. وهذا هو الأهم



على كلٍ ،، لم يكن هنا مربط الفرس ، بل في ما هو آتي ..


كعادتي أضيع الكثير من وقتي عند دخولي لذاك الموقع ، فالمقاطع بالملايين ، والعناوين تحمل الكثير من التشويق والإثارة . أخذت أتنقل من هنا وهناك ، فتارة تجدني سابحاً في مقاطع من ذكريات الهلال ومبارياته القديمة ، وتارةً أخرى أبحث عن المقاطع المضحكة والمقالب الكوميدية . هكذا أظل هائماً على وجهي حتى يحين موعد لا مناص منه ولا مفر ، فأضطر آسفاً حينها لإغلاق الموقع ، وأُتبِعه بالجهاز ، لأرحل على أمل العودة قريباً متى ماسنحت لي فرصة ..


مرةً أخرى ،، لم يكن هنا مربط الفرس ، واسمحوا لي ، فقد غلبتني فطرة البشر في حب الحديث عن النفس ، وأعدكم بالعودة في المقطع التالي للحديث عن ما أردت مشاركتكم به ..


من خلال تجوالي الشامل وزيارتي لعشرات المقاطع في اليوتيوب ، توقفت لأول مرة من تلقاء نفسي عن التجول بين المقاطع ، وآثرت الكتابة في المجلس عن مارأيت أو عن ماقرأته في أحد التعليقات بالأصح ..

المقطع كان يبين التهور والإبداع (( الفوضوي )) لشباب الرياض ، وهم يتزلجون بـ (( الزبيرية )) أعزكم الله على الطريق الدائري ، ممسكين بأبواب السيارة وهي تسير بسرعة تتجاوز 140 كيلو متر في الساعة ، وذلك بدون أي وسيلة سلامة أو ملابس واقية في حال السقوط أو الإصطدام ، فكل تجهيزاتهم هي عبارة عن :
سيارة سريعه ، وزبيرية ، والثوب (( يهفهف )) من شدة السرعة !!

شاهدت المقطع وتملكتني مشاعر مختلطة مابين الإعجاب والذهول والخوف والحزن ، حاولت أن أتعرف على مدى مصداقية تلك المشاعر ، من خلال إستطلاع أراء المشاهدين لذلك المقطع ، لعلّي أجد من بين آرائهم مايرشدني لتحديد الموقف الصحيح ، وتبني وجهة نظر سليمة حيال المقطع ، فهل يعتبر إبداعاً ، أو تهوراً ، أو غباء ً حتى ..


طبعاً لست مضطراً لأنقل لكم الردود ، فهي لاتليق بكم ولا بالمجلس ، فنصفها سب وشتم وألفاظ بذيئة ، والنصف الآخر أراء جهال ، لايرون أبعد من أرنبة أنوفهم ..

شّدني من بين الردود العربية ، رد واحد كتب باللغة الإنجليزية ، فتحمست لمعرفة معنى ذلك الرد كوني لا أجيد تلك اللغة ، فقمت بنسخ الرد وترجمته عن طريق مترجم قوقل ، فكان معنى الرد بمثابة الجناح الطائر الذي أخذ عقلي معه بعيداً عن :
الدائري ، والزبيريه ، والتزلج ، واليوتيوب أيضاً


هذا هو المعنى بعد الترجمة للغة العربية
(( راااااااائع .. إنهم يرتدون فساتين بيضاء جميلة ))


صاحب الرد تجاهل كل الإثارة الموجودة في المقطع ، وترك كل التفاصيل جانباً ، ليعلن عن إبتهاجه وإعجابه بالفساتين البيضاء كما يقول !!

*****


بعد التأمل لهذه الجملة ثارت في نفسي العديد من التساؤلات ..


مع العولمة التي نعيش طفرتها في هذا الزمان ، وتصدير كافة تفاصيل الحياة من الدول الغربية المتفوقة إلى الدول النامية و (( النائمة )) ، هل سيفرح مثل (( صديقنا صاحب الرد )) بمشاهدة الفساتين البيضاء الجميلة مرةً أخرى ، أم ستصبح شعوب العالم بكافة ألوانها وتعدداتها وعاداتها وتقاليدها نسخةً كربونية للشعب الأقوى على هذه الأرض ؟؟


هل تؤثر العولمة الشاملة لكل صالح وطالح في مسيرة البشر نحو التفوق والإنجاز والإكتشافات العلمية ، أم أن التنوع الفكري للبشر الناتج عن إختلاف عاداتهم وتقاليدهم وطرق عيشهم لا يؤثر في مسيرة العالم نحو التقدم ؟؟

لماذا نتنكر لعاداتنا وتقاليدنا المباحة ، ونستبدلها بعادات من خارج حدود مجتمعاتنا ومناطقنا ؟؟


قبل أن تجيب مع نفسك ، تذكر بأن التنوع في العادات والتقاليد المباحة بين شعوب العالم يبعث في النفس بهجةً وسروراً تماثل بهجة (( صديقنا الخواجة )) بفساتيننا البيضاء ، أو تزيد ..

يقول تعالى :
(( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ))

دمتم في رعاية الله





كتبه لشبكة الزعيم الموقع الرسمي لنادي الهلال
أخوكم / أبو سواج
كونوا بخير ،،
.
.
.
.
.
.